سرايا - بين "آمال حذرة" من الأمم المتحدة ودعوات إلى تجنب "الفوضى"، تتالت ردود فعل المجتمع الدولي الأحد على سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد بعد هجوم خاطف للفصائل المعارضة أنهى نصف قرن من حكم عائلة الأسد.

في ما يأتي أبرز ردود الفعل الدولية:

- الأمم المتحدة -

قال مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن "يمثل اليوم لحظة فاصلة في تاريخ سوريا، وهي الأمة التي تحمّلت ما يقرب من 14 عاما من المعاناة المستمرة والخسارة التي لا توصف"، معربا عن "تضامنه مع كل من تحملوا وطأة الموت والدمار والاعتقال وانتهاكات حقوق الإنسان التي لا تعد ولا تحصى".

أضاف "نتطلع اليوم بأمل حذر إلى فتح فصل جديد - فصل السلام والمصالحة والكرامة والإدماج لجميع السوريين".

- الولايات المتحدة -

قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي شون سافيت في بيان على وسائل التواصل الاجتماعي إن "الرئيس (جو) بايدن وفريقه يراقبان الأحداث الاستثنائية في سوريا عن كثب وهما على اتصال دائم مع شركائنا الإقليميين".

من جهته، قال الرئيس المنتخب دونالد ترامب إن الأسد "فرّ من بلاده" بعدما فقد دعم حليفته روسيا.

وقال عبر منصته للتواصل الاجتماعي تروث سوشال إن "الأسد رحل. لقد فر من بلاده. إن حاميته، روسيا، روسيا، روسيا التي يرأسها فلاديمير بوتين، لم تعد تكترث لحمايته بعد الآن".

- روسيا -

أعلنت وزارة الخارجية الروسية الأحد أن الأسد "استقال" من الرئاسة السورية وغادر البلاد، من دون أن تكشف وجهته.

وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا "بعد مفاوضات بين بشار الأسد وعدد من المنخرطين في النزاع المسلح على الأراضي السورية، قرر (الأسد) الاستقالة من منصبه الرئاسي ومغادرة البلاد، مع إعطاء التعليمات بالشروع في عملية انتقال سلمية للسلطة".

- تركيا -

حثّ وزير الخارجية التركي هاكان فيدان الأطراف الإقليميين والدوليين على ضمان "انتقال سلس" للسلطة في سوريا.

الى ذلك، أكد فيدان أنّ بلاده تريد المساهمة في "ضمان" وحدة سوريا وسلامتها بعد سقوط الأسد. وأوضح على إكس إن "تركيا مستعدة لتحمّل مسؤولية كل ما هو ضروري لتضميد جراح سوريا وضمان وحدتها وسلامة أراضيها وأمنها".

- إيران -

أعلنت إيران الأحد أنّها ستعتمد "المقاربات الملائمة" حيال التطورات في سوريا بما يتوافق مع سلوك "الأطراف الفاعلين" في دمشق، بعد سقوط حليفها.

وقالت الخارجية الإيرانية إنّ طهران "ستعتمد المقاربات والمواقف الملائمة" حيال سوريا، بينما "تأخذ في الاعتبار سلوك وأداء الأطراف الفاعلة" في دمشق.

- فرنسا -

رحّب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بسقوط "دولة الهمجية" في سوريا، مؤكدا التزام باريس "أمن الجميع" في المنطقة.

وكتب ماكرون على منصة إكس "سقطت دولة الهمجية. في النهاية. أحيي الشعب السوري، وشجاعته، وصبره. في هذه اللحظة من عدم اليقين، أرسل له تمنياتي بالسلام والحرية والوحدة" مضيفا أن فرنسا "ستبقى ملتزمة أمن الجميع في الشرق الأوسط".

وأكد الناطق باسم وزارة الخارجية كريستوف لوموان أن فرنسا "ترحب" بسقوط الأسد بعد "أكثر من 13 عاما من القمع العنيف ضد الشعب"، مشيرا الى أن باريس "تحض جميع السوريين على الوحدة والمصالحة ونبذ كل أشكال التطرف".

- بريطانيا -

رحّبت بريطانيا بسقوط "النظام الهمجي" في سوريا، ودعت إلى "استعادة السلام والاستقرار".

وقال رئيس الحكومة كير سترمر في بيان إنّ "الشعب السوري يعاني منذ وقت طويل جدا في ظل نظام الأسد الهمجي، ونحن نرحّب برحيله. أولويتنا الآن هي ضمان أن يسود حل سياسي واستعادة السلام والاستقرار".

كذلك، قالت نائبة رئيس الوزراء أنجيلا راينر إنها تريد "رؤية المدنيين والبنية التحتية محمية (لأن) الكثير من الناس فقدوا أرواحهم ونحن بحاجة إلى الاستقرار في هذه المنطقة".

- مصر -

دعت مصر إلى وحدة سوريا وإعادة إعمارها بعد سقوط الأسد.

وحثّت وزارة الخارجية المصرية في بيان جميع الأطراف في سوريا على "توحيد أهدافها والأولويات وبدء عملية سياسية متكاملة وشاملة تؤسس لمرحلة جديدة من التوافق والسلام الداخلي".

وأكدت مواصلة "العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار ودعم العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم".

- العراق -

أكّدت الحكومة العراقية الأحد "ضرورة احترام الإرادة الحرّة" للسوريين والحفاظ على وحدة أراضي بلادهم. وقال المتحدث باسمها باسم العوادي "يؤكد العراق ضرورة احترام الإرادة الحرّة لجميع السوريين، ويشدد على أنّ أمن سوريا ووحدة أراضيها وصيانة استقلالها أمر بالغ الأهمية، ليس للعراق فقط إنما لصلته بأمن واستقرار المنطقة".

- الامارات -

حضّ مستشار الرئيس الإماراتي أنور قرقاش السوريين الأحد على التعاون لتجنّب حصول "فوضى".

وقال قرقاش خلال مداخلة في منتدى المنامة "نأمل في أن يعمل السوريون معا لكي لا نشهد حلقة أخرى من الفوضى"، رافضا تأكيد أو نفي احتمال أنّ يكون الأسد قد انتقل الى الإمارات بعد إعلان الفصائل المعارضة "هروبه" من دمشق.

- قطر -

شددت قطر على ضرورة منع سوريا من "الانزلاق نحو الفوضى".

وقالت الخارجية القطرية في بيان إنها "تتابع باهتمام بالغ تطورات الأوضاع في سوريا، وأكدت على ضرورة الحفاظ على المؤسسات الوطنية ووحدة الدولة بما يحول دون انزلاقها نحو الفوضى".

- أفغانستان -

هنّأت حكومة طالبان السوريين والفصائل المعارضة بسقوط الأسد، قائلة إنها تأمل في "انتقال للسلطة يتم وفق تطلّعات الشعب السوري".

- الاتحاد الاوروبي -

أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين الاحد أن الاتحاد الاوروبي مستعد للمساهمة في إعادة بناء دولة سورية "تحمي كل الأقليات". وكتبت على إكس "أوروبا مستعدة لدعم الحفاظ على الوحدة الوطنية وإعادة بناء دولة سورية تحمي كل الأقليات".

بدورها، اعتبرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كايا كالاس أن سقوط الأسد مؤشر على ضعف حليفتيه روسيا وإيران.

وكتبت على إكس "إن نهاية ديكتاتورية الأسد هي تطور إيجابي طال انتظاره. وهي تظهر ضعف داعمي الأسد، روسيا وإيران"، مشيرة الى أن أولوية الاتحاد كانت "ضمان الأمن" في المنطقة.

- أوكرانيا -

رحبت أوكرانيا الأحد بسقوط الأسد قائلة إن هذا هو مصير "المستبدين" الذين يعوّلون على دعم روسيا. وقال وزير الخارجية أندريه سيبيغا "سقط الأسد. هكذا كانت الحال دائما وستبقى بالنسبة إلى المستبدين الذين عوّلوا على (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين. إنه يخون دائما من يعتمدون عليه"، مؤكدا "دعم كييف للشعب السوري".

- الصين -

أفادت وزارة الخارجية الصينية في بيان بأن بكين "تتابع عن كثب تطور الوضع في سوريا وتأمل في أن تستعيد سوريا الاستقرار في أسرع وقت ممكن".

- إسبانيا -

أكد وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل الباريس على قناة "تي في ايه" أن مدريد "ستعمل مع كافة الدول الأكثر انخراطا في المنطقة (...) على أن يكون الحل سلميا مهما كان مستقبل سوريا". وأضاف "هذا ما أرادته إسبانيا دائما لسوريا، وهو أن يهدأ الأمر، وأن يعود بالنفع على الشعب السوري، وأن يجلب شكلا جديدا من الاستقرار إلى الشرق الأوسط".

- ألمانيا -

اعتبر المستشار الألماني أولاف شولتس أن نهاية حكم الأسد لسوريا هو "نبأ سار"، داعيا الى حل "سياسي" وحماية كل الأقليات والجماعات الدينية.

وقال في بيان إن "بشار الأسد قمع شعبه بطريقة وحشية، ويتحمّل مسؤولية عدد لا يحصى من الضحايا، ودفع الكثير من الأشخاص الى الفرار من سوريا، وصل كثيرون منهم الى ألمانيا".

من جهتها، أعربت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في بيان عن "ارتياحها الكبير" لسقوط الأسد، محذّرة من وصول "متشددين" إلى السلطة.

- إيرلندا -

دعا رئيس الوزراء الإيرلندي سايمن هاريس الى حماية المدنيين وإجراء انتخابات "حرة" بعد سقوط الأسد. وقال في بيان "خلال الأيام والأسابيع والأشهر المقبلة، يجب أن تحظى حماية أرواح المدنيين والبنى التحتية، إضافة الى احترام القانون الدولي، بأهمية قصوى"، مشددا على أن "مستقبل سوريا يجب أن يحدده السوريون من خلال انتقال سلمي وانتخابات حرة وعادلة".

إقرأ أيضاً : بلينكن: لهذا السبب انهار نظام الأسدإقرأ أيضاً : إعلام عبري: "إسرائيل" ستواصل استهداف منشآت بسورياإقرأ أيضاً : شهيدان في غارة إسرائيلية على جنوب لبنان



تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #روسيا#الإمارات#مصر#الصين#بريطانيا#ألمانيا#ترامب#فرنسا#إيران#المنطقة#الوضع#قطر#لبنان#مجلس#العراق#سوريا#تركيا#بكين#اليوم#الحكومة#الدولة#أمن#الناس#العمل#بايدن#الشعب#الجميع#أوكرانيا#بوتين#رئيس#الوزراء#الرئيس#كييف#باريس



طباعة المشاهدات: 1604  
1 - ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. 09-12-2024 08:22 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
رد على :
الرد على تعليق
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
اضافة
زوج شجاع يقفز على ظهر دب قطبي هائج لإنقاذ زوجته بعد 14 عاماً .. فيسبوك يعيد لأسرة مصرية ابنهم الغائب اسم عربي يتصدر قائمة أسماء الأولاد المُفضلة في هذا البلد الأوروبي بسعر خيالي .. بيع رسالة بخط يد الموسيقار "موزارت" بالفيديو .. شاهد لقطات من وصول قوات المعارضة... شاهد العدد المهول لمركبات الأسد الفارهة - فيديو بالفيديو .. مشاهد جديدة من داخل قصر بشار الأسد في... مهم من السفارة السورية في عمّان إلى السوريين... بالفيديو .. مشاهد جديدة تُبث لأول مرة لتحرير نساء... بلينكن: لهذا السبب انهار نظام الأسدإعلام عبري: "إسرائيل" ستواصل استهداف...شهيدان في غارة إسرائيلية على جنوب لبنانالعدوان على غزة يدخل يومه 430 والمقاومة تواصل...الاحتلال يقصف 100 هدف في سوريا الأحدبيان صادر عن حماس حول وقف إطلاق النار بغزةبعد سقوط نظام الأسد .. ماذا ينتظر سورية؟ما حقيقة الصورة المتداولة للرئيس السوري السابق بشار...نتنياهو: تغيير النظام في سوريا قد يقرب إطلاق سراح... "حذفته سريعاً" .. كندة علوش تثير جدلاً... بعد وفاة زوجها وإعلان عودتها .. تعرف على سبب تواجد... وفاة الفنان السعودي عبد الله المزيني عن 84 عاما سلاف فواخرجي: لا أعتقد أن الحكم الجديد سيكون ظالمًا محاولة إغتيال الشامي في شيكاغو وإلغاء الحفل عمر السومة يعلق على سقوط نظام بشار الأسد ليستر سيتي يحول تأخره إلى تعادل مثير مع برايتون ذهبية و3 فضيات للأردن في بطولة إبراهيم مصطفى الدولية للمصارعة الاتحاد السوري لكرة القدم يغير شعار منتخبه الحسين اربد وشباب الأردن يلتقيان مساء غدٍ في إربد احذر الرد على مكالمة تبدأ بهذه الأرقام الـ3 رسالة للموسيقار موزارت تباع بـ400 ألف دولار حادثة تهز الجزائر .. شاب ينتحر حرقا بسبب "دراجة نارية" "الغارديان" توافق على بيع "أقدم صحيفة تصدر يوم الأحد" في العالم الإمارات .. أم تقاضي ابنتها بسبب سُلفة 100 ألف درهم تنكرت كممرضة .. عاقر تخطف رضيعاً من داخل مستشفى في مصر رقم ضخم .. كم أنفق ماسك في حملة ترمب؟ حفيد عبد الناصر يوجه رسالة قبل بيع ساعة "جده الذهبية" المسلسل الأميركي الشهير "عائلة سيمبسون" يثير الجدل من جديد بعد اختطافه من قبل متنكرين بهيئة رجال شرطة .. مصير مأساوي ليوتيوبر أميركي

الصفحة الرئيسية الأردن اليوم أخبار سياسية أخبار رياضية أخبار فنية شكاوى وفيات الاردن مناسبات أريد حلا لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر(وكالة سرايا الإخبارية) saraynews.com
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...

المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: الرئيس سوريا اليوم اليوم مجلس بايدن سوريا الرئيس ترامب روسيا روسيا تركيا سوريا سوريا إيران إيران سوريا فرنسا الرئيس باريس الشعب فرنسا أمن الجميع فرنسا باريس بريطانيا بريطانيا رئيس الحكومة رئيس الوزراء الناس مصر مصر سوريا سوريا الشعب العراق الحكومة العراق أمن سوريا الرئيس الإمارات قطر قطر سوريا الدولة الشعب روسيا روسيا أوكرانيا أوكرانيا كييف الصين بكين الوضع سوريا سوريا المنطقة الشعب ألمانيا رئيس الوزراء سوريا روسيا الإمارات مصر الصين بريطانيا ألمانيا ترامب فرنسا إيران المنطقة الوضع قطر لبنان مجلس العراق سوريا تركيا بكين اليوم الحكومة الدولة أمن الناس العمل بايدن الشعب الجميع أوكرانيا بوتين رئيس الوزراء الرئيس كييف باريس وزارة الخارجیة الشعب السوری سقوط الأسد بشار الأسد نظام الأسد بعد سقوط فی سوریا

إقرأ أيضاً:

أبعاد أول زيارة لمسؤول جزائري إلى دمشق بعد سقوط الأسد

الجزائر- شكلت زيارة وزير الدولة، وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، إلى سوريا في الثامن من فبراير/شباط الجاري، فرصة مهمة لبحث مستقبل العلاقات بين البلدين وسبل تطويرها، خاصة في ظل المتغيرات السياسية التي شهدتها دمشق بعد سقوط نظام الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وأتاحت الزيارة فرصة للجزائر لتؤكد من خلالها دعمها وحدة سوريا واستقرارها، ولتجديد التعبير عن تضامنها ووقوفها إلى جانب دمشق خلال هذه المرحلة الدقيقة، ولمد المساعدة الكاملة في كل المجالات لتمكين الشعب السوري من كسب الرهانات وتحقيق تطلعاته المشروعة التي يرسمها في المستقبل.

وكشف المبعوث الخاص للرئيس الجزائري -عقب استقباله من قبل الرئيس السوري أحمد الشرع– استعداد الجزائر لتطوير تعاونها الثنائي مع دمشق، لا سيما في ميدان الطاقة والتعاون التجاري والاستثمار وإعادة الإعمار.

علاقات متينة

من جانبه، أكد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني أن الإدارة السورية الجديدة بحثت مع الجزائر جهود رفع العقوبات الدولية عن دمشق انطلاقا من عضويتها بمجلس الأمن.

في السياق، يرى الأكاديمي والمحلل السياسي عبد النور تومي أن العلاقات الجزائرية السورية ليست وليدة اللحظة، بل تمتد جذورها إلى عهد الأمير عبد القادر وما قبله، وهي راسخة ومتينة بين الشعبين. وأضاف للجزيرة نت أنها تأتي في إطار حراك دبلوماسي تعيشه سوريا الجديدة.

إعلان

وأكد أن الجزائر بفضل دبلوماسيتها التي تقوم على مزيج من المبادئ الثابتة والواقعية الجديدة، استطاعت التكيف مع المستجدات التي تشهدها المنطقة. وباتت تمتلك نهجا واضحا في إدارة العلاقات المركبة في المنطقة، مما يعزز مكانتها كشريك إستراتيجي لسوريا، إلى جانب قوى إقليمية أخرى مثل تركيا وقطر.

وحسب تومي، ستلعب الجزائر دورا دبلوماسيا فاعلا خصوصا أنها تمتلك حضورا نشطا في مجلس الأمن، حيث تمثل الصوت العربي فيه، الأمر الذي قد يمنحها دورا حاسما في دعم سوريا الجديدة، ومن ذلك العمل على رفع العقوبات المفروضة عليها نهائيا.

وأشار إلى "تجربة الجزائر الناجحة في تحقيق المصالحة الوطنية، وهو ما يمنحها دورا مهما في دعم الاستقرار في سوريا".

أهمية كبيرة

اقتصاديا، قال الخبير الاقتصادي هواري تيغرسي إن العلاقة بين البلدين تكتسب أهمية كبيرة، حيث شهدت السنوات الأخيرة حضورا بارزا للسوريين في الجزائر من خلال تأسيسهم شراكات واستثمارات متعددة، إلى جانب دورهم كخبراء في العديد من القطاعات.

وفي حديثه للجزيرة نت، اعتبر تيغرسي أن السوريين أصبحوا جزءا مهما من المشهد الاقتصادي الجزائري "تماما كما هو الحال في تركيا"، وأوضح أن هذا الواقع يسهم في تقارب اقتصادي بين الجانبين.

وأكد أنه في هذه المرحلة يمكن تحفيز الشراكات السورية والجزائرية التي كانت قائمة في السابق لإعادة إحيائها، أو بعث شراكات أخرى سواء في مجالات الطاقة أوالتجارة أو الإعمار أو صناعة النسيج التي قال إنها تحديدا يمكن أن تكون نقطة انطلاق أساسية لتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين.

ووفقا له، تمتلك الجزائر إمكانيات وثروات هائلة وتسعى إلى تطوير نموذج اقتصادي متكامل، يشمل قطاعات حيوية مثل البنية التحتية والزراعة والصناعة والصناعات التحويلية والصيدلانية والتعدين والصيد البحري والسياحة. وأضاف أن سوريا -بدورها- كانت معروفة بقطاعها السياحي المزدهر، فضلا عن شهرتها بصناعة النسيج.

إعلان

وحسب الخبير الاقتصادي، يكمن التحدي اليوم في كيفية تفعيل هذه الإمكانيات واستثمارها ضمن شراكة حقيقية بين سوريا والجزائر، مؤكدا أن هناك آفاقا واسعة لتطوير التعاون الاقتصادي بين البلدين، خصوصا من خلال العنصر البشري.

وأكد أن الجزائر كانت "دائما داعمة لاستقلال القرار السوري، وحرصت على أن تعتمد سوريا على شعبها وإمكانياتها"، معتبرا أن المرحلة المقبلة ستكون بداية مشجعة لتعزيز هذه العلاقات الاقتصادية وتطوير شراكة متينة بين البلدين.

زيارة نوعية

وتعد زيارة وزير الخارجية الجزائري الأولى من نوعها لمسؤول جزائري رفيع منذ سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد في ديسمبر/ كانون الأول الماضي.

وكانت وزارة الخارجية الجزائرية أصدرت بيانا، بعد إعلان سقوط النظام المخلوع، دعت فيه "كافة الأطراف السورية إلى الوحدة والسلم". كما شددت "على الحوار بين أبناء الشعب السوري، بكافة أطيافه ومكوناته، وتغليب المصالح العليا لسوريا الشقيقة والحفاظ على أملاك ومقدرات البلاد، والتوجه إلى المستقبل لبناء وطن يسع الجميع".

كما دعت الجزائر على لسان وزير خارجيتها أحمد عطاف إلى "إشراف أممي على الحوار بين الفرقاء السوريين في ظل حرمة ووحدة التراب السوري"، مشيرا إلى أن "الجزائر تعترف بالدول وليس بالحكومات"، وأضاف أنه "نهج يعزز مرونة الموقف الدبلوماسي الجزائري عبر التاريخ".

وكانت إدارة الشؤون السياسية في سوريا قد وجهت في 12 ديسمبر/ كانون الأول الماضي شكرا للجزائر على استمرار عمل بعثتها الدبلوماسية في دمشق، مؤكدة توفير كل التسهيلات لاستمرار أعمالها.

ولم يصدر من الجزائر أي موقف رسمي من التطورات السياسية في دمشق بعدما أعلنت إدارة العمليات العسكرية السورية، في 29 يناير/ كانون الثاني الماضي، تعيين أحمد الشرع رئيسا للبلاد في المرحلة الانتقالية.

وكشف الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، في حوار أجراه في الثالث من فبراير/شباط الجاري مع صحيفة "لوبينيون الفرنسية"، أنه أرسل مبعوثا للرئيس المخلوع بشار الأسد قبل سقوطه، مؤكدا أن "الجزائر اقترحت -بموافقة الأمم المتحدة– أن تكون وسيطا لكي يتحدث الأسد مع معارضيه، إلا أن الأمر لم يؤت أكله".

إعلان

وأكد تبون أن بلاده "لطالما تحدثت مع الأسد وكانت حازمة معه ولم تقبل أبدا بالمجازر التي ارتكبها ضد شعبه".

مقالات مشابهة

  • 34,690 سوريا غادروا الأردن منذ سقوط نظام الأسد
  • الخارجية الروسية: مستمرون في دعم سوريا ونتوقع تطور العلاقات في المستقبل
  • من ضمنها لبنان.. إليكم عدد النازحين العائدين إلى سوريا بعد سقوط الأسد
  • الشرع: آلاف المتطوعين ينضمون إلى الجيش السوري الجديد بعد الإطاحة بـ"نظام الأسد"
  • دور روسيا في إضعاف عبدالناصر وإسقاط الأسد
  • أبعاد أول زيارة لمسؤول جزائري إلى دمشق بعد سقوط الأسد
  • بعد سقوط الأسد.. الألغام إرث الموت يهدد حياة السوريين (خاص بشفق نيوز)
  • كيف تبدو أسعار العقارات في سوريا بعد سقوط نظام الأسد؟
  • حكومة لبنانية جديدة.. هذه أبرز ردود الفعل العربية والدولية
  • الشرع يلتقي وزير الخارجية الجزائري في دمشق