إن المكر الذي إنطوت عليه مؤامرة القحـاطـة وآل دقلو ومن ورائهم المبعوث الأممي سيء الذكر فولكر والرباعية، والثلاثية المسماة الترويكا، والسفير الأمريكي، لمُكرٍ كانت لتزول منه الجبال، إذ قضوا الأمر بالليل، ووضعوا الخطط العسكرية، والإسناد الإعلامي الفوري، والتأييد والإعتراف الدبلوماسي بحجة أنه أفضل الخيارات المتاحة لإنقاذ الدولة السودانية من حالة الركود التي تعانيها، وبالتالي وضع اليد والسيطرة على الوطن القارة صاحب الموارد غير الناضبة، والموقع والتاريخ ليعيدوا صياغته بالمشيئة الصهيونية المهتمة بتغييرات إستراتيجية في تركيبة كل الدول المجاورة والإقليمية لتحقيق الحلم الإسرائيلي في تشكيل المنطقة وفق مصالحهم الأمنية والإقتصادية والأصولية، وقد بُذلت الأموال وفُتحت الحسابات وأنثال الدعم غير المحدود لإنفاذ هذا المخطط، فجُلبت آلاف سيارات القتال والمعدات والتجهيزات والأسلحة، وأحدث أدوات التنصت والتشويش والإتصالات والطيران المسيّر والأغذية طويلة الأجل المصنّعة بسُعرات طاقة عالية المستوى، والألبسة الواقية للرصاص، والنظارات الليلية ذات قدرات الرصد الحراري، وبنادق القنص بأنواعها ومدياتها البعيدة، وأطنان من الذخائر والمؤن، بكميّات لا تتوافر لدى كثير من الجيوش في المنطقة، صحب ذلك عمليات التعمية والأشغال للقيادة السياسية والعسكرية حتى لا تتخذ أي إجراء يُعرقل عمليات الإعداد هذه، وصرف الرأى العام بعمليات إلهاء حتى تتحقق المفاجأة، فتم نشر تشكيلات ووحدات من قوات الدعم السريع في كل مكان حيوي ومهم، حيث شكّلت إحاطة وتطويق تام لكل وحدات العاصمة، في القيادة، والعليفون، وحطّاب، ووادي سيّدنا، وكافوري، تماماً كما يتموضع لاعبو كرة القدم لإقتناص الفوز.
نعم كل هذا وزيادة كان في ملف المؤامرة فضلاً عن قوائم الإعدامات والتصفيات والسحل، والسطو على الأموال والممتلكات بذات إدعاءات لجنة التمكين، هذا الحلم الجماعي الذي سرى في مخيلات هذه الطغمة، أفسدته بطولات رجال الجيش، التي لم يحسب لها هؤلاء الأغبياء ( *مع خواجاتهم* ) أي حساب، حيث تكسّرت موجة الهجوم على بيت الضيافة أمام صمود الحرس الرئاسي، ويا لهم من ثلة مؤمنة إفتدت وطناً وشعباً وديناً من أن يغتصبه مجرمون، ثم خيّم نسور الجو من عليائهم على قطعان الحُمر المستنفرة، ففرت لا تلوي على شئ ، وضاع الحلم وتبدد، وخسر الرهان، وخاب المسعى، وما بقي غير العناد وعزة الاثم تمنعهم من التسليم بالهزيمة، التي لا ينكرها الا مكابر ، هزيمة حاقت بآل دقلو الأشقياء، بل هم أشقى من أحمر عاد عاقر الناقة الذي جر على قومه الهلاك، آل دقلو وما أحدثوه في السودان غير مسبوق، وما إقترفوه في حق الله والناس لا تسامح معه البتة ، مهما بلغ الأمر.
وحديث النفس الآن لو تيسر سماعه من فيه الهالك حميدتي والمجرم المتهور عبد الرحيم وبقية عصبتهم، بالتأكيد سيكون تبكيتاً مريعا للناصحين ، الذين أخذوا أجرهم مقدماً وإنصرفوا للعواصم الخارجية، وتركوا الجنجويد الحمقى تحت رحمة تكتيكات الجيش الذي إتخذهم ( *تُخت ضرب نار* ) وما أغنت عنهم تجهيزاتهم وعتادهم، وتبدّلت أحوالهم إلى الأسوأ
وعمّت الأحزان ديارهم، فهم في حالات تناقص وإنهزام كل يوم ، والشواهد أكثر من أن تُحصى وأوضح من أن يُشار إليها، ففي خلال أقل من شهر أُخرج الجنجويد من عشرات المواقع ومئات القرى التي كانوا يتحصّنون بها، ويُذيقون أهلها سوء العذاب، واليوم السبت السابع من ديسمبر، يحقّق الجيش تقدماً حثيثاً في كل المحاور، الفاشر، وكردفان، والخرطوم، ومتحركات الجزيرة، فقد حقق الجيش نصراً كبيراً في أم القرى ، وود الحداد والطريق إلى الحاج عبد الله سالكاً بحول الله، ومدني قاب قوسين أو أدنى إن شاء الله،
قصة هذه الحرب طويلة يجب تدوينها بالتفاصيل
وتوثيقها بدقة؛ لأن ما بذله الجيش والشعب من تضحيات جديرة بأن تخلد لأنها ستشكل وعي الأجيال القادمة.
سلام يا جيش محل ما قبلت، وحقك محفوظ في وجدان الشعب الوفي.
*نصر من الله وفتح قريب*
لـواء ركـن (م) د. يونـس محمود محمد
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
من بولت إلى مهاجر من بلد مزقته الحرب: «إنه يشبهني»
ملبورن (رويترز)
يستمتع الشاب الصاعد جاوت جاوت بشهرته والمقارنات مع يوسين بولت بعد أدائه المذهل ببطولة المدارس الأسترالية في برزبين، وركض جاوت (16 عاماً) مسافة 200 متر في غضون 20.04 ثانية في برزبين السبت الماضي ليحطم الرقم القياسي الوطني المسجل باسم بيتر نورمان في الألعاب الأولمبية عام 1968.
وسجل جاوت، وهو ابن مهاجرين من جنوب السودان الذي مزقته الحرب، زمناً مذهلاً قدره 10.04 ثانية في تصفيات سباق 100 متر يوم الجمعة، في ظل رياح عاتية، وهو رابع أسرع وقت يحققه متسابق أسترالي في جميع الظروف.
وانتشر أداء جاوت على وسائل التواصل الاجتماعي، وحصل على إشادة من بولت حامل الرقم القياسي العالمي في سباقي 100 متر و200 متر، والذي كتب على إنستجرام «إنه يشبهني في شبابي».
وقال جاوت، الذي أصبح الآن أكبر اسم في ألعاب القوى الأسترالية رغم أنه لم يكمل دراسته الثانوية بعد، إن رد الفعل منذ مطلع الأسبوع كان مذهلاً، وقال جاوت لوسائل الإعلام الأسترالية: «من الواضح أن الأمر كان جنونياً ولا أحد يستوعبه بعد، ربما لا يحدث ذلك لبضعة أشهر على ما أعتقد، ولكن رد الفعل كان جنونياً، كان هناك عدد لا بأس به من الأشخاص الذين تواصلوا معنا، لكن يوسين هو الأبرز بالتأكيد».
التقى جاوت المسؤولين التنفيذيين في شركة أديداس في ملبورن، بعد أن وقع مؤخراً عقداً مع شركة الملابس الرياضية العملاقة.
وسيتوجه إلى فلوريدا الشهر المقبل للانضمام إلى البطل الأولمبي في سباق 100 متر نواه لايلز في معسكر تدريبي تنظمه أديداس، التي ترعى كلا الرياضيين.
ومع استعداد أستراليا لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية 2032 في برزبين، يشعر مسؤولو ألعاب القوى في البلاد بسعادة غامرة لوجود نجم محتمل في صفوفهم، لكنهم يأملون أيضاً في تخفيف التوقعات، وضمان قدرة جاوت على عيش طفولة طبيعية.
وقالت رئيسة الاتحاد الأسترالي لألعاب القوى جين فليمنج لمحطة (2 جي.بي) الإذاعية في سيدني: «إنه صغير للغاية، ويمكنك أن تتخيل في الوقت الحالي أنه مطارد من قبل كل وكيل، وكل كيان تجاري، والجميع يطاردونه جميعاً رغم صغر سنه».