-كثر الجدل وتعددت التحليلات والتأويلات، لفحوى ومضامين تهديد ووعيد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب، بجعل الشرق الأوسط جحيما إذا حل موعد تنصيبه في الـ 20 من يناير المقبل، قبل إطلاق سراح الأسرى الصهاينة في قطاع غزة.
-كان الرجل في حالة انتشاء حين قال ما قال، إثر حفلة العشاء التي أقامها على شرف زوجة القاتل، والمطلوب الأول لغالبية دول العالم، باستثناء الدولة الأكبر، ومن يتغزل الجميع بديمقراطيتها، ومدنيتها ونظامها وقوانينها ومبادئها، ومُثلها الإنسانية السامية.
– ارتعدت فرائص المطبعين والخانعين والمتشبثين بالكراسي، على حساب دماء وقضايا شعوبهم في المنطقة من تهديدات الرئيس المعتوه، أمّا المجاهدون البواسل في غزة فلم يرف لهم جفن، ولم تهتز لهم شعرة، ولم تثبط من هممهم أو تنال من عزائمهم شيئا، ولم ولن تفت في عضدهم، وقد تعودوا التضحية والفداء بالغالي والنفيس، لأجل الدين والوطن.
-جحيم ترمب، أطرب الصهاينة المتشددين، وجعلهم يرقصون ويستبشرون ويحلمون بتحقيق كل أمانيهم، في المضي قدما بمسلسل قتل الشعب الفلسطيني في مجازر جماعية، باتت تتم يوميا على مرأى ومسمع العالم وهيئاته ومؤسساته الكبرى، ورأى فيه نتنياهو وعصابته الدموية، ضوءا أخضر لمواصلة المحرقة وتهجير من بقي من أبناء الأرض الفلسطينية وطردهم من ديارهم بغير حق.
– يضيف ترمب موجها حديثه لأبطال المقاومة: “سيتلقى المسؤولون ضربات أشد من أي ضربات تلقاها شخص في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية الطويل والحافل.. أطلقوا سراح الأسرى الآن”.
-مناورة ترمب – كما وصفها محللون سياسيون – لن تجدي شيئا في تخويف وإرهاب فصائل المقاومة الفلسطينية، التي عاشت وتعيش جحيما صهيونيا غير مسبوق في التاريخ الإنساني، في إجرامه ووحشيته وتجرده من كل القيم الإنسانية وهو يواصل فظائعه، على مدار الساعة بدعم وإسناد أمريكي مطلق، وترمب يدرك هذه الحقيقة، غير أنه أراد ربما تخويف حلفائه في المنطقة، وحلبهم المزيد من الأموال، والضغط باتجاه مساعدة كيان الاحتلال، في استكمال مشاريعه في الأراضي المحتلة، وتهجير سكان غزة وإحكام السيطرة الكاملة على الضفة الغربية.
-مسؤولو الحكومة الإسرائيلية الفاشية، اطمأنوا لحديث ترمب وتسابقوا في إرسال الشكر والعرفان، واعتبروا تخرساته، القول الفصل بين الحق والباطل، وأنها أبانت للعالم من هم الأشرار، ومن هم الأخيار الصالحون، لكنهم يعلمون في قرارة أنفسهم، أن تلك التهديدات لن تخيف المجاهدين ولن تعيد الأسرى إليهم، بل منهم من سخر منها واعتبرها هرطقات فارغة، لن تغير شيئا من الحقائق على الميدان، وهو ما أكدته صحيفة هآرتس العبرية، التي أكدت بمانشيت عريض أن سكان غزة قد تجاوزوا الجحيم، والوعود الرنانة التي أطلقها ترمب لن تعيد الأسرى.
– تعي المقاومة الفلسطينية جيدا، حيثيات وأهداف مثل هذه التصريحات الموجهة -كما تقول حركة المقاومة الإسلامية حماس- إلى الوسطاء لابتزازهم، وليست إلى المجاهدين في الميدان، الذين لا يمكن بعد كل التضحيات الجسيمة ان يرضخوا أو يلقوا بالا لما يتفوه به ترمب، وأمثاله من المجرمين في حكومة الاحتلال، ولن يكون أمامهم إلا النزول عند شروط المقاومة، وإبرام صفقة تبادل للأسرى ووقف العدوان، والانسحاب الكامل من القطاع، سواء في ظل حكومة بايدن المغادرة أو إدارة ترمب القادمة، ولا شيء غير ذلك.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
حرائق أمريكا والجحيم الموعود!
-بينما ينتظر العالم وعيد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب الذي لم يعد يفصله عن العودة مجدداً إلى البيت الأبيض سوى بضعة أيام وجحيمه الموعود في «الشرق الأوسط» في حال حان يوم تنصيبه قبل إطلاق سراح الأسرى الصهاينة لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، فوجئ سكان مدينة “لوس أنجلوس الأمريكية”، يوم الأربعاء الماضي بسماء يغطيها اللون الأحمر، والدخان الكثيف، بفعل جحيم الحرائق التي أسفرت عن مقتل الكثيرين والتهمت عشرات الآلاف من المنازل والمنشآت والمرافق العامة والخاصة وراحت تمتد بصورة سريعة ومرعبة إلى نيويورك ومناطق أخرى وسط عجز وارتباك السلطات وأجهزة الدفاع المدني في مواجهة الكارثة.
-ترمب بطبيعة الحال يقصد بإشعال الجحيم الذي تحدث عنه مرارا في قطاع غزة الذي يعيش منذ خمسة عشر شهرا جحيما مصطنعا غير مسبوق في تاريخ المواجهات العسكرية على كوكب الأرض ولم يعد سكانه يكترثون كثيرا بالتهديدات التي يطلقها ترمب وفريقه المتطرف خصوصا وأن جرائم الكيان الصهيوني إنما هي بسلاح وأموال وتنفيذ أمريكي خالص.
-ما بين الحرائق الطبيعية المتواصلة وخسائرها المادية الضخمة في بلاد القوة والإمكانيات المادية الهائلة وما بين جحيم ترمب تظهر كثير من الرسائل الربانية والدلالات والدروس التي على الساسة الأمريكيين استيعابها جيدا وإعادة صياغة مواقفهم إزاء كثير من الأحداث في العالم وفي طليعتها الجريمة الأمريكية المستمرة بحق نساء وأطفال قطاع غزة.
-ذهب كثير من السياسيين والمتابعين ورواد مواقع التواصل إلى إجراء مقارنات واقعية بين الصور المباشرة لما خلفته حرائق كاليفورنيا ونيويورك ومناطق امريكية أخرى من دمار وخراب وبين أحياء ومنازل السكان الفلسطينيين في غزة المدمرة بصواريخ وقنابل واشنطن لتكون عدالة السماء حاضرة في هذه المقارنة.
-في قطاع غزة، حيث يستشهد الأطفال والنساء والشيوخ بالآلاف ، وحيث يتكدس السكان في خيام ممزقة بلا أغطية في شتاء قارس وحيث لا وجود لغذاء أو دواء أو تدفئة صار الناس يهتفون بالفم المليان رغم آلامهم وجراحاتهم بأن جحيم ترمب لن يخيفهم ولن يختلف كثيرا عن الجحيم المتواصل منذ 15 شهرا وهو الذي لا ولم يزعج أو يؤثر في ضمير الأمريكي ومعه كثير من البلدان المتشدقة بالإنسانية والحضارة والمدنية وكثير من أبناء الأمة العربية المتطلعة إلى كسب ود ورضاء واستحسان سيد البيت الأبيض الجديد القديم.
-بلغت الغطرسة والهيمنة الأمريكية الصهيونية ذروتها ولم يعد يرضيها أن تعمل في سياسة المجاملات وحفظ ماء الوجه وووفق سياسة الضرب من تحت الحزام يقابلها واقع عربي بات تواقا إلى العبودية والرضوخ والهوان لتأتي الرسائل الربانية على هيئة حرائق وصفها الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن بأنها أشد من القنابل النووية وخسائرها قد تتجاوز المائة والخمسين مليار دولار والكثير من العجز والفشل والخلافات بين أجهزة الدفاع المدني وسلطات الولايات ولعلهم يرجعون.