محمد القعود
تبقى فلسطين قضية العرب و المسلمين المركزية والأولى .. وهي راية النضال والكرامة والفداء. لها حضورها العميق والمشع في قلوب الجميع.. ففلسطين موطن السلام وموطن الأنبياء والسلام والديانات الثلاث.. أرض الزيتون مباركة لها مكانتها في قلوب المسلمين والعرب.. وبها الكثير من الأماكن الإسلامية التاريخية منها المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة وغيرهما من المساجد والأماكن التي لها أهميتها .
إنها فلسطين الشامخة والصامدة في وجه الاحتلال الصهيوني الذي يحاول ومنذ زمن بعيد أن يطمس هويتها ويغير من معالمها ويستولي عليها بصورة كاملة وكلية وينزع عنها هويتها الإسلامية والعربية، ولكن هيهات أن يحقق مراده .. لأن فلسطين أرض عصية ومقاومة , ينكسر على أسوارها الغزاة وتتقهقر كل قوى الطاغوت والاحتلال وتتشرذم جيوش البغي والظلام.
وفيها القدس قلب العرب النابض، عاصمة فلسطين، ومهد السيد المسيح عليه السلام، ومسرى النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، أولى القبلتين، وثالث الحرمين.
وما تشهده غزة الباسلة هذه الأيام من هجمة شرسة بربرية ووحشية من قبل جيوش الكيان الصهيوني وأعوانه، يدلل على مدى هذا الكيان البغيض في الانتقام من فلسطين ومن غزة، حملة تدمير وحشية ..فقط لأن فلسطين وغزة والمقاومة الفلسطينية رفضت ان تظل تحت الاحتلال والخضوع لمخطاطاته ومشاريعه البغيضة.
فلسطين ولغزة الخلود والنصر والمجد..
ولإسرائيل ومن معها من الأنظمة الحقيرة اللعنة والاحتقار…
واللعنة والخزي والعار لكل أنظمة عرب التطبيع والانبطاح والهزيمة.
***
مقطع من(رسالة إلى غزاة لا يقرأون) للشاعر سميح القاسم :
تقدموا
تقدموا تقدموا
كل سماء فوقكم جهنم
وكل أرض تحتكم جهنم
تقدموا
يموت منا الطفل والشيخ
ولا نستسلم
وتسقط الأم على أبنائها القتلى
ولا نستسلم
تقدموا
بناقلات جندكم
وراجمات حقدكم
وهددوا وشردوا ويتموا وهدموا
لن تكسروا أعماقنا
لن تهزموا أشواقنا
نحن قضاء مبرم.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
هنا غزة.. هنا فلسطين
غزة وفلسطين تقاسمتا الجوع والخوف في وجه الطغيان.
مردت غزة كما فلسطين كلها على الدماء ومقارعة الغزاة. يتضوَّع المسك في أنحائها وأنوائها، والمجد يسمو فوق جراحها، والنصر يزهو مسطرا فوق عتبات تاريخها، فهي أتقنت لعبة الألم ودحر الغزاة.
يشي ثراها بأهازيج الحصاد معطّرة بالندى، ومواويل الأعراس مخضَّبة بالحنّاء، وزيت في زيتونها يكاد يضيء، وتراب معجون بكثير من أمانينا وأحلامنا وآلامنا، وقصص عشق ضجت في شغاف قلوبنا وهامت في ثنايا ضلوعنا.
كيف يأمل الغزاة يوما أن نفارق هذا الوطن، أو حلم العودة إلى حضنه، فنتوسد أشجاره أو نفترش بساتينه، وتصدح أغانينا في سمائه، ونغوص في بحره مرات كثيرة ونغتسل بأرجوانه كل مرة كأنها المرة الأولى.
هذا منطق لا يدركه التجار والغزاة، لن يلامس أبدا خوالجهم وأفكارهم، كيف يكون الوطن شركة أو عقار أو سهما في سوق المال؟ ألم يدع هرتزل إلى إنشاء شركة لتوطين أبناء دينه في فلسطين؟!
إنه الوحش الرأسمالي الغربي في أبشع تجلّياته، هذا ما انتهى إليه فلاسفتهم وقساوستهم، وهذا ما صوّرته لهم أطماعهم ورغباتهم وعنفوان غطرستهم، ثم احتفى به كهنة يهوذا.
لن يروا يوما ما نراه، فهم يلهثون دوما خلف العجل الذهبي ليعبدوه، ذلك الذي يأخذ شكلا جديدا في كل عصر، فهو يتقن التناسخ جيدا.
سنبقى كما نحن نحب الوطن، وهذا الزمان سجال بيننا حتى ننتصر ويندحر الغزاة.