لبنان ٢٤:
2025-01-11@06:19:22 GMT

تفاهم أميركي - روسي - تركي سرّع انهيار الأسد

تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT

كتب الان سركيس في" نداء الوطن": إذا كان الفضل الأول يعود للشعب السوري الذي ثار وواجه باللحم الحيّ البراميل المتفجّرة، إلا أن هناك سياسة دوليّة ساهمت في السقوط المروّع لحليف طهران. ويدخل هنا الدور الروسي الحازم في العملية التي أدّت إلى هذا الانهيار السريع للنظام. 
وتكشف معلومات من مصادر دبلوماسية مطلعة على الموقف الروسي لـ "نداء الوطن" أن موسكو كانت في صلب ما حصل، وعايشت اللحظات الأخيرة لسقوط الأسد، ولو أرادت روسيا التدخّل لصالح النظام لكانت عرقلت تقدّم المعارضة السورية، لأنها تملك قوّة نارية جوية كبيرة، لكن الروس نفّذوا بعض الضربات لـ"رفع العتب".

 
وتشير المصادر إلى حصول تفاهم روسي - تركي وأميركي - روسي سهّل ما حصل. وأخذت موسكو ضمانات من أنقره بعدم المسّ بالمصالح الروسية والقواعد المنتشرة على الساحل السوري وضمان نفوذها كما كان وعدم تكرار تجربة ليبيا، وهذا ما يحصل حالياً. ومن جهة الولايات المتحدة الأميركية، بادر الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى طرح مسألة حلّ الحرب الروسية - الأوكرانية، ويرى ترامب أن إنفاق أكثر من 250 مليار دولار على هذه الحرب تتكبدها دول حلف شمال الأطلسي لا مبرّر له، لذلك حصلت التفاهمات التي أدّت إلى إنهاء النظام السوري مقابل حلّ مرتقب للحرب في أكروانيا بما يحفظ مصالح الروس. 
وترى المصادر أن صفحة حكم "البعث" في سوريا طويت نهائياً، أما شكل النظام الجديد فيُرجّخ الذهاب نحو التقسيم أو الفدرالية القريبة إلى الحكم الذاتي. ووفق التفاهمات الكبرى الحاصلة بين الدول، سيكون الساحل السوري منطقة حكم علويّ وليس بعثياً أسدياً، وسيتمتّع الأكراد بحكم ذاتي شبيه بما يحصل في العراق، أما الدروز فسيحكمون السويداء مع احتمال ضمّ مناطق أخرى قريبة وربما من دول الجوار، وسينال السنّة حكم باقي أجزاء سوريا التي هي المنطقة الأكبر. وبحسب المصادر، لا يوجد قرار دولي بتفجير الحرب الأهلية في سوريا، وتشدّد المصادر الدبلوماسية على أن التفاهم الأميركي - الروسي يشمل بالدرجة الأولى قطع رأس النظام
الإيراني في سوريا ولبنان وسائر المنطقة، لكن هناك خطوة ثانية قد تأتي لاحقاً وهي ضرب النظام في الداخل الإيراني، وعدم السماح له مجدداً بالعودة إلى ممارسة نشاطه الخارجي. 
أما لبنانياً، فتؤكّد المصادر الدبلوماسية أن أجواء روسيا تشير إلى أن لبنان سيكون بمنأى عن التقسيم حتى هذه اللحظة، وما هو مرسوم للبلد مهمّ. وبالنسبة إلى سلاح "حزب الله" سيسقط لوحده بعد سقوط الأسد، ولن يكون هناك سلاح لإيران على شواطئ المتوسّط.

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

العقوبات الدولية تضع النظام الصحي السوري في حالة احتضار

كانت الرضيعة رايان ضاهر، التي لم يتجاوز عمرها 11 شهراً، ترقد على سرير المستشفى، بحجمها الضئيل الذي لا يناسب عمرها. عانت من تأخر في النمو وصعوبة في التنفس بسبب عيب خلقي في القلب. وقد أمضت معظم حياتها على قائمة الانتظار لإجراء عملية جراحية لإغلاق الثقب في قلبها.

وفي أحد مستشفيات دمشق، كان أطباء القلب يمرّون على غرفة رايان لطمأنة والدتها، هند، بأن العملية ستُجرى خلال أيام. لكن الممرضات المجاورات لم يبدين نفس التفاؤل، بحسب تقرير لصحيفة "واشنطن بوست".

International sanctions have left Syria’s health system on life support https://t.co/l8AaAUvrcC #Washington #Syria

— Eye on Syria (@Eye_on_Syria) January 10, 2025 العقوبات وتأثيرها 

أضعفت العقوبات الأمريكية والأوروبية، التي تهدف إلى معاقبة نظام الرئيس بشار الأسد، النظام الطبي الذي يعتمد عليه ملايين السوريين. فقد أدت هذه العقوبات إلى عرقلة استيراد الأجهزة الطبية اللازمة وتشغيلها، مما جعل من الصعب تقديم الرعاية الصحية في الوقت المناسب للمرضى والمصابين.

وأعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، يوم الإثنين الماضي، تمديد إعفاء جزئي للعقوبات لمدة 6 أشهر كدعم محدود للحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا، بقيادة أحمد الشرع، المعروف سابقاً بأبو محمد الجولاني، الذي قاد هجوماً سريعاً من شمال سوريا أدى إلى إسقاط نظام الأسد.

وجاء في بيان الوزارة: "هذا الإجراء يؤكد التزام الولايات المتحدة بضمان أن العقوبات الأمريكية لا تعيق الأنشطة التي تهدف إلى تلبية الاحتياجات الإنسانية الأساسية".

Syria's army command notified officers that President Bashar al-Assad's rule ended following a lightning rebel offensive, a Syrian officer who was informed of the move told Reuters. Syrian rebels said Damascus was 'now free of Assad' https://t.co/yHQJb7hWxb

— Reuters (@Reuters) December 8, 2024 مستقبل العقوبات

ولكن الرئيس جو بايدن، ترك قرار رفع تصنيف هيئة تحرير الشام كمنظمة إرهابية، وهو خطوة أساسية قبل أي تخفيف شامل للعقوبات، للإدارة الأمريكية القادمة.

وفي مركز أمراض القلب بجامعة دمشق، حيث كانت عائلة رايان تنتظر، تعطلت نصف أجهزة الفحص اللازمة لحالتها، وكان الجهاز الأخير بالكاد يعمل، وفقاً لمدير المستشفى محمد بشار عزت. كما أن غرفة عمليات واحدة فقط كانت تعمل بشكل كامل، والمستشفى لم يكن لديه سوى عدد قليل من أطباء التخدير، القادرين على إجراء 3 عمليات أسبوعياً فقط.

ومع تدهور الخدمات في المستشفيات الكبرى، اضطرت العائلات مثل عائلة رايان إلى السفر لمسافات طويلة، للحصول على الرعاية المتخصصة. قطعت الأسرة 250 ميلاً من شمال سوريا إلى دمشق، ما أثار قلق الممرضات من أن الطفلة قد أصيبت بنزلة برد خلال الرحلة الطويلة.

وقالت الممرضة هيام زرزور (51 عاماً)، أثناء فحصها للطفلة: "إذا أصيبت بنزلة برد، لا يمكننا إجراء الجراحة". وأشارت إلى أن العقوبات أثرت أيضاً على استيراد منتجات الوقود، مما أدى إلى أزمة كهرباء تركت المستشفى يعاني من برد الشتاء.

وأدى نقص الكوادر والمعدات، إلى وجود قائمة انتظار تصل إلى عامين لجراحات القلب للأطفال، وعام واحد للحالات الطارئة. وقال عزت بأسف: "من المفترض أن تتم العمليات خلال أسبوع".

Like so many autocrats who claim to serve the people, "Assad lived in quiet luxury while Syrians went hungry." https://t.co/9Sq0pyryTI

— Kenneth Roth (@KenRoth) December 14, 2024 العقوبات وتأثيرها غير المباشر

ويصر المسؤولون الأمريكيون والأوروبيون، على أن العقوبات لا تستهدف النظام الصحي السوري بشكل مباشر، لكن تأثيرها يُشعر به بعمق.

وتعطلت أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي والأشعة المقطعية، وأصبح من الصعب استبدالها. أما الصناعات الدوائية المحلية، التي كانت تغطي 90% من السوق المحلي، فقد انهارت تقريباً، تاركة الأرفف مليئة بأدوية مستوردة باهظة الثمن وذات جودة مشكوك فيها.

وقالت كريستينا بيثكي، الممثلة المؤقتة لمنظمة الصحة العالمية في سوريا: "الصحة غالباً ما تكون مستثناة من العقوبات نظرياً، لكن التأثيرات غير المباشرة على تنفيذ الخدمات الصحية تجعلها واحدة من أكثر القطاعات تأثراً بالعقوبات".

ورحّبت بيثكي بالإعفاء المؤقت للعقوبات، الذي يسمح للمجموعات الإنسانية بتقديم خدمات مثل المياه والصرف الصحي والكهرباء، لكنها أشارت إلى أن الوقت غير كافٍ لتحقيق تقدم ملموس. وأوضحت أن استيراد المعدات الطبية الكبيرة يستغرق وقتاً طويلاً، وأن العقوبات السابقة، مثل تلك التي صدرت بعد زلزال عام 2023، لم تحقق تخفيفاً كافياً لمعاناة السوريين.

The health system in north-west Syria has been over-stretched for years. To meet people’s health needs, @WHO provides partner health facilities with medicines and equipment. Hear from one of them on how dire the situation is ⬇️ pic.twitter.com/wPUyNZB92o

— World Health Organization (WHO) (@WHO) March 2, 2023 معاناة الشعب

ووجدت دراسة أجراها معهد الحوكمة العالمية في جامعة كوليدج لندن عام 2018، أن انخفاض متوسط العمر المتوقع وتراجع معدلات التطعيم الروتينية في سوريا، مرتبطان جزئياً بالعقوبات، وذلك قبل تشديد العقوبات في عام 2019.

وأشار صالح الجديع، الباحث في الصحة العامة الصيدلانية، إلى أن العقوبات المفروضة على نظام الأسد مستحقة بسبب انتهاكات حقوق الإنسان، لكنه أضاف "إذا نظرنا إلى الواقع، فإن الالتزام بتخفيف التأثير على المدنيين لم يتحقق".

وفي إحدى صيدليات دمشق، كان مازن كتان ( 50 عاماً)، يحسب أسعار الأدوية للمرضى باستخدام آلة حاسبة كبيرة، بينما شقيقه سمير، الصيدلي، أوضح أن أحد العملاء استغرق شهوراً لجمع المال اللازم لشراء دواء السرطان، لكنه توفي قبل وصول الدواء إلى سوريا.

وبإحباط، تساءل سمير: "كيف يمكن فرض عقوبات على المرضى؟ قالوا إن العقوبات تستهدف الأقوياء، لكن انظر حولك. من يعاني أكثر؟".

مقالات مشابهة

  • العقوبات الدولية تضع النظام الصحي السوري في حالة احتضار
  • الأمم المتحدة: بسبب الحرب في السودان هناك أطفال خارج المدرسة
  • اجتماع أميركي أوروبي في روما لتقييم الوضع بسوريا بعد سقوط نظام الأسد
  • إتصالات ايرانية تركية بشأن سوريا
  • سوريا بعد الأسد: فرصة للأردن أم تهديد لوجودها؟
  • اجتماع أميركي أوروبي في روما لتقييم وضع سوريا ووزير خارجية إيطاليا يتوجه لدمشق
  • اعترافات إيرانية بهزيمة كبرى في سوريا وانتقادات حادة للدور الروسي
  • وزير دفاع سوريا: الأسد استخدم الجيش لحماية نفسه وقتل شعبه
  • وزير الدفاع السوري: النظام البائد استعمل الجيش لأطماعه وقتل الشعب
  • مصير مسؤولي النظام السوري الهاربين إلى روسيا إقامة جبرية في مجمع خارج موسكو