تفاهم أميركي - روسي - تركي سرّع انهيار الأسد
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
كتب الان سركيس في" نداء الوطن": إذا كان الفضل الأول يعود للشعب السوري الذي ثار وواجه باللحم الحيّ البراميل المتفجّرة، إلا أن هناك سياسة دوليّة ساهمت في السقوط المروّع لحليف طهران. ويدخل هنا الدور الروسي الحازم في العملية التي أدّت إلى هذا الانهيار السريع للنظام.
وتكشف معلومات من مصادر دبلوماسية مطلعة على الموقف الروسي لـ "نداء الوطن" أن موسكو كانت في صلب ما حصل، وعايشت اللحظات الأخيرة لسقوط الأسد، ولو أرادت روسيا التدخّل لصالح النظام لكانت عرقلت تقدّم المعارضة السورية، لأنها تملك قوّة نارية جوية كبيرة، لكن الروس نفّذوا بعض الضربات لـ"رفع العتب".
وتشير المصادر إلى حصول تفاهم روسي - تركي وأميركي - روسي سهّل ما حصل. وأخذت موسكو ضمانات من أنقره بعدم المسّ بالمصالح الروسية والقواعد المنتشرة على الساحل السوري وضمان نفوذها كما كان وعدم تكرار تجربة ليبيا، وهذا ما يحصل حالياً. ومن جهة الولايات المتحدة الأميركية، بادر الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى طرح مسألة حلّ الحرب الروسية - الأوكرانية، ويرى ترامب أن إنفاق أكثر من 250 مليار دولار على هذه الحرب تتكبدها دول حلف شمال الأطلسي لا مبرّر له، لذلك حصلت التفاهمات التي أدّت إلى إنهاء النظام السوري مقابل حلّ مرتقب للحرب في أكروانيا بما يحفظ مصالح الروس.
وترى المصادر أن صفحة حكم "البعث" في سوريا طويت نهائياً، أما شكل النظام الجديد فيُرجّخ الذهاب نحو التقسيم أو الفدرالية القريبة إلى الحكم الذاتي. ووفق التفاهمات الكبرى الحاصلة بين الدول، سيكون الساحل السوري منطقة حكم علويّ وليس بعثياً أسدياً، وسيتمتّع الأكراد بحكم ذاتي شبيه بما يحصل في العراق، أما الدروز فسيحكمون السويداء مع احتمال ضمّ مناطق أخرى قريبة وربما من دول الجوار، وسينال السنّة حكم باقي أجزاء سوريا التي هي المنطقة الأكبر. وبحسب المصادر، لا يوجد قرار دولي بتفجير الحرب الأهلية في سوريا، وتشدّد المصادر الدبلوماسية على أن التفاهم الأميركي - الروسي يشمل بالدرجة الأولى قطع رأس النظام
الإيراني في سوريا ولبنان وسائر المنطقة، لكن هناك خطوة ثانية قد تأتي لاحقاً وهي ضرب النظام في الداخل الإيراني، وعدم السماح له مجدداً بالعودة إلى ممارسة نشاطه الخارجي.
أما لبنانياً، فتؤكّد المصادر الدبلوماسية أن أجواء روسيا تشير إلى أن لبنان سيكون بمنأى عن التقسيم حتى هذه اللحظة، وما هو مرسوم للبلد مهمّ. وبالنسبة إلى سلاح "حزب الله" سيسقط لوحده بعد سقوط الأسد، ولن يكون هناك سلاح لإيران على شواطئ المتوسّط.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
روسيا تؤكد وجود 9 آلاف سوري لاجئ في قاعدة حميميم العسكرية
أعلنت وزارة الخارجية الروسية الخميس عن فتح قاعدتها العسكرية في حميميم بسوريا أمام أكثر من 8 آلاف شخص فروا من الاشتباكات الدائرة في منطقة الساحل غرب البلاد، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من ألف شخص.
وأكدت المتحدثة باسم الوزارة، ماريا زاخاروفا، في تصريحات للصحفيين أن "القاعدة الجوية الروسية في حميميم فتحت أبوابها أمام السكان الفارين من أعمال العنف"، مشيرة إلى أن "الجيش الروسي استقبل أكثر من 8 الاف لاجئ، معظمهم من النساء والأطفال، وفق إحصاءات الأمس الأربعاء، وقد يصل العدد إلى نحو 9 الاف شخص".
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن القاعدة تستضيف لاجئين من المؤيدين لرئيس النظام السوري المخلوع بشار الأسد، في وقت تشهد المنطقة تصاعدًا في أعمال العنف منذ السادس من آذار/ مارس الماضي، حيث قُتل المئات خلال قيام الحكومة السورية بفرض الأمن في محافظتا اللاذقية وطرطوس بعد الهجمات المنسقة التي قام بها فلول نظام الأسد، ضد دوريات وحواجز أمنية.
وعلى جانب آخر تسعى موسكو حاليًا إلى تعزيز علاقاتها مع الإدارة الجديدة في دمشق، بهدف الحفاظ على وجودها العسكري في قاعدتي حميميم الجوية وطرطوس البحرية على ساحل البحر الأبيض المتوسط.
وفي سياق متصل، أثارت تصريحات وتقارير غير مؤكدة حول تنسيق روسي مع فلول النظام السوري جدلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تداول نشطاء مزاعم عن تشجيع روسي لأهالي الساحل، على اللجوء إلى قاعدة حميميم تحت ذريعة "الحماية"، مع مطالبتهم بالتوقيع على بيان يطالب بتدخل دولي.
كما انتشرت تسجيلات صوتية نُسبت إلى فلول النظام السوري، يُزعم فيها وجود تنسيق مباشر مع القوات الروسية في حميميم، بما في ذلك تزويدهم بالسلاح.
وأثارت هذه التسجيلات انقسامًا بين السوريين، حيث رأى بعضهم أن روسيا تسعى لاستغلال الأزمة لفرض واقع جديد يخدم مصالحها الإستراتيجية، بينما اعتبر آخرون أن هذه الخطوة قد تكون مقدمة لتدخل دولي مدعوم من الأمم المتحدة.
من جهته، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مؤتمره الصحفي السنوي بموسكو في 19 كانون الأول/ ديسمبر الماضي٬ أن "روسيا لم تهزم في سوريا"، مشيرًا إلى أن تدخل بلاده قبل عشر سنوات كان يهدف إلى "القضاء على الجماعات الإرهابية"٬ حسب وصفه.
كما كشف بوتين عن إجلاء قوات بلاده لأربعة آلاف مقاتل موالٍ لإيران إلى طهران عبر مطار حميميم، وذلك في أعقاب سقوط نظام الأسد، الذي فر إلى روسيا بعد انسحاب قواته من دمشق في الثامن من كانون الأول/ ديسمبر الماضي، منهيًا بذلك 61 عامًا من حكم حزب البعث و53 سنة من سيطرة عائلة الأسد على السلطة في سوريا.