عربي21:
2024-12-12@02:07:18 GMT

العرب وسوريا بعد سقوط النظام: الآن أو لا

تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT

ليس المهم اليوم الحديث عن سقوط النظام السوري، بل الأهم هو كيف سيكون الوضع بعد السقوط؟، فأسوأ ما يمكن تصوره طول أمد حالة عدم الاستقرار، وتحول سوريا إلى ساحة صراع نفوذ سواء بين السوريين أنفسهم أو بين القوى الإقليمية والدولية.

ما حدث أمس في دمشق نقطة تحول تاريخية، وتأثيراتها ستمتد خارج الجغرافية السورية، وهذا ما يتطلب استجابة عربية حازمة ومبادرة استراتيجية تُعيد رسم مستقبل سوريا ضمن إطار عربي يحفظ وحدتها ويمنع انزلاقها نحو الفوضى.



تعودنا في الأزمات السابقة أن العرب ينتظرون ويراقبون التطورات، وعندما يقررون التحرك تكون الأمور قد وصلت نقطة اللاعودة، العرب تأخروا في 2011 والنتيجة كانت عدم استقرار سوريا وتحولها لساحة نفوذ إقليمي ودولي، وتشريد السوريين وأزمة لجوء أثقلت المنطقة كلها، وكل هذا ما لا نتمنى أن نراه اليوم.

اللحظة التي تمر فيها سوريا مفصلية، وعلى العرب أن يدركوا أن مستقبل سوريا يقع في صميم أمنهم القومي ومصالحهم الاستراتيجية، ولا يمكن لأي دولة عربية أن تتغافل عن أهمية الحفاظ على وحدة سوريا، جغرافياً وديموغرافياً، وأي سيناريوهات أخرى ستُهدد بانفجار أزمات أخرى، تنتقل شرارتها إلى خارج سوريا، كونها مترابطة عضوياً وجغرافياً مع المحيط العربي، وفيها من التداخلات الإقليمية والتشعبات الداخلية والانقسامات الفصائلية ما يجعل من التدخل العربي الفوري أمراً لا يمكن تأجيله أو انتظار ما ستسفر عنه الأمور.

ما حدث في سوريا خلال الأعوام الأربعة عشرة الماضية نموذج لإهدار الفرص العربية، فقد كان بإمكان النظام العربي أن يتدخل بفاعلية، لينقذ سوريا من كل ما مرت به خلال العقد الفائت، واليوم الفرصة قائمة، ولكنها ليست ممتدة، فإما أن يكون للعرب رؤيتهم واستراتيجيتهم، وإما سنُعيد تجاربنا السابقة في العراق وليبيا والتي أكدت أن سقوط النظام دون وجود خطة متماسكة لإدارة المرحلة الانتقالية يؤدي إلى فراغ أمني يُستغل من قبل قوى عديدة.

ومن هنا، فإن الدور العربي يجب أن يتجاوز البيانات الدبلوماسية ليشمل تقديم الدعم اللوجستي، والسياسي، وحتى الأمني، لضمان استقرار الوضع الداخلي. يجب بناء مؤسسة عسكرية وأمنية وطنية لا تُخضع الولاءات لأي طرف خارجي.

لا يزال هناك وقت لتصحيح المسار، لكن ذلك يتطلب إرادة حقيقية للانفتاح على الخيارات العربية، والابتعاد عن الرهانات الخاسرة التي أضرّت بموقع سوريا الاستراتيجي. الفرص لا تبقى متاحة للأبد، والنظام السوري مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى باتخاذ قرارات جريئة تنقذ بلاده من الضياع الكامل.

اللحظة الراهنة فرصة تاريخية للعرب لاستعادة زمام المبادرة في سوريا، وتأخير التدخل العربي سيُضعف أي فرصة للتأثير مستقبلاً، وسيترك الساحة خالية أمام قوى أخرى ترسم مصير سوريا وفق مصالحها. لذلك، فإن التحرك اليوم يجب أن يكون قائماً على رؤية استراتيجية واضحة تتجاوز الحسابات الضيقة، وتضع مصلحة سوريا والمنطقة فوق أي اعتبار.

بالمحصلة، فإن سوريا ليست مجرد دولة أخرى تشهد تغيراً في نظام الحكم؛ بل هي حجر زاوية في الأمن القومي العربي. وغياب الدور العربي سيجعل منها فريسة جديدة لصراعات النفوذ الإقليمي والدولي، وهو ما سيدفع ثمنه الجميع. الوقت الآن للعمل وليس التردد.

الدستور الأردني

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه سوريا الدور العربي سوريا المعارضة الدور العربي سقوط الاسد مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

سجون الأسد تسقط... فهل يفتح تغيير النظام صفحة جديدة؟

شهدت دمشق يومًا غير اعتيادي، حيث امتلأت شوارعها بصرخات الحرية والفرح بعد انهيار نظام بشار الأسد الذي حكم سوريا بقبضة من حديد على مدار خمسة عقود. إذ تقدم الثوار بشكل أذهل العالم خلال الأيام العشرة الأخيرة وتمكنوا من تحرير الآلاف من المعتقلين السياسيين والمفقودين من السجون التي كانت رمزًا للرعب.

اعلان

وكان الكاتب بشار برهوم من بين هؤلاء الذين أُطلق سراحهم. برهوم، البالغ من العمر 63 عامًا، قضى سبعة أشهر في زنزانة مظلمة في انتظار تنفيذ حكم الإعدام. وعلى الرغم من إسهامه الثقافي وكتاباته المرموقة على مدى سنوات.. فإن برهوم صار أحد ضحايا نظام الأسد بسبب آرائه المعارضة.

وعندما استيقظ صباح الأحد على صوت باب زنزانته يُفتح، ظن أن نهايته قد حانت. لكنه سرعان ما أدرك أن الرجال الذين دخلوا لم يكونوا جلادين بل محررين، وجاؤوا ليعيدوا إليه حياته المسلوبة.

من داخل السجون السوريةHussein Malla

"لم أرَ الشمس حتى اليوم"، عبارة قالها برهوم في حديثه لوكالة أسوشييتد برس. وبينما كان يمشي في شوارع دمشق التي لم يعد يتعرف عليها، بدأ رحلة البحث عن وسيلة يستطيع من خلالها إخبار أسرته أنه ما زال على قيد الحياة.

البكاء فرحًا لتحرير المساجين وعودتهم إلى ذوويهمHussein Malla

ولطالما رمزت سجون الأسد للرعب. فتقارير حقوقية وشهادات ناجين وصور مسربة وثقت التعذيب المنهجي والإعدامات السرية والمجاعة التي كانت سياسة ممنهجة لإسكات المعارضة وزرع الخوف بين الناس. ففي سجن صيدنايا، الذي أطلقت عليه منظمة العفو الدولية اسم "المسلخ البشري"، تحطمت الأقفال وفتحت الزنازين التي كانت مكتظة بآلاف السجناء.

جنود حكوميون وحلفاؤهم يجلسون على الأرض بعد أسرهم من قبل المعارضة على طريق حمص-دمشق قرب حمص.Ghaith Alsayed

"لا تخفن، بشار الأسد سقط!" كان هذا ما قاله أحد الثوار للنساء اللواتي خرجن من زنازينهن بعد سنوات من الظلام.

وبينما يحتفل البعض بالحرية المكتسبة، ينتظر آخرون بلهفة أخبار أحبائهم الذين اختفوا منذ سنوات طويلة. أحدهم، بسام المصري، الذي قال: "إن سعادتي لن تكتمل حتى أجد ابني، الذي اعتُقل منذ 13 عامًا".

Relatedسوريا على مفترق طرق.. أي مصير ينتظر البلاد ومن الرابح والخاسر بعد سقوط الأسد؟ سوريا ونهاية عهد عائلة الأسد في حكم امتد لـ50 عاما.. بشار يسقط ويسلم السلطة بعد 11 يوما من دون قتالسوريا: مواطنون غاضبون يهاجمون سفارة إيران في دمشق

واختلطت لحظات الفرح في دمشق بالألم والذكريات المؤلمة، لكن السوريين يأملون أن يمثل هذا السقوط فرصة لطي صفحة المعاناة وبناء مستقبل جديد لوطنهم.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية "سنعيد بناء بلدنا".. ردود فعل الجالية السورية في أوروبا بعد سقوط بشار الأسد من قصر مهيب إلى غنائم وأطلال.. الفصل الأخير من حقبة الأسد يوم بعد سقوط الأسد: رفع علم الجمهورية السورية الأولى "علم المعارضة" على مبنى السفارة في موسكو حكم السجنتحريرسوريابشار الأسدمعارضةأمناعلاناخترنا لك يعرض الآن Next ماذا بعد الأسد.. إسرائيل تتوسع ومجلس الأمن يعقد اجتماعًا طارئًا وعلم الثورة يُرفع في موسكو يعرض الآن Next زيلينسكي: "نهاية الحرب مطلب لنا أكثر من غيرنا".. ولكن ما الثمن؟ يعرض الآن Next تحت أرض سوريا.. سوريا أخرى: المعارضة تحرر عشرات النساء من سجن صيدنايا وقصص مروّعة عن عذاب وألم يعرض الآن Next مقتل 3 جنود إسرائيليين من لواء جفعاتي بشمال غزة .. حيث الحصار والدمار والمجازر والجثث العالقة يعرض الآن Next "سنعيد بناء بلدنا".. ردود فعل الجالية السورية في أوروبا بعد سقوط بشار الأسد اعلانالاكثر قراءة سوريا على مفترق طرق.. أي مصير ينتظر البلاد ومن الرابح والخاسر بعد سقوط الأسد؟ إما فرحة أو اعتذار أو دعوات لوحدة الصفّ.. هكذا تفاعل نجوم سوريا مع سقوط الأسد من هي الجماعات المسلحة التي أطاحت بحكم بشار الأسد وهل ينفرط العقد بينها بعد سقوط النظام؟ مارس الجنس مع 400 من زوجات كبار الشخصيات أمام الكاميرا.. فضيحة مسؤول كيني يعتقد أنه مصاب بمرض الإيدز الأسد في روسيا ويمنح وعائلته حق اللجوء والمعارضة المسلحة بقلب دمشق ونتنياهو يوم تاريخي بالشرق الأوسط اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومبشار الأسدسوريامعارضةإسرائيلروسياالحرب في سوريادمشقالحرب في أوكرانيا بنيامين نتنياهوأمنغزةفولوديمير زيلينسكيالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

مقالات مشابهة

  • أردوغان: لا يمكن أن نسمح بتقسيم سوريا مرة أخرى
  • سوريا: سقوط الأسد وارتدادات الربيع العربي؟
  • سجون الأسد تسقط... فهل يفتح تغيير النظام صفحة جديدة؟
  • اليوم لبنان حر.. الجميّل: وصاية إيران وسوريا انتهت
  • سقوط نظام الأسد.. من يملأ الفراغ في سوريا؟
  • صراع محاور يُسقط النظام… هل يمكن أن ينسحب الوضع السوري على السودان؟
  • تحت أرض سوريا.. سوريا أخرى: المعارضة تحرر عشرات النساء من سجن صيدنايا وقصص مروّعة عن عذاب وألم
  • ماذا يملأ الفراغ في سوريا بعد سقوط نظام الأسد؟
  • اتصال بين ابي المنى وشيخ العقل الهجري في سوريا