لبنان ٢٤:
2025-01-11@06:52:40 GMT

سقوط الأسد يُغيّر لبنان... هل يعيد حزب اللهتموضعه؟

تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT

كتبت سابين عويس في" النهار": لبنان ينظر بقلق إلى ما سيحمله تغيّر ميزان القوى في سوريا على ساحته، طارحة أكثر من علامة استفهام حيال المشهد الذي سيرتسم في الأيام القليلة المقبلة، عاكساً ملامح المشروع الشرق أوسطي الذي بدأ يرتسم من لبنان إلى سوريا. وهو ما يدعو إلى التساؤل كيف سيتلقف الداخل اللبناني هذه المتغيّرات المتسارعة، وأيّ انعكاسات ستكون لها على ميزان القوى المحلي الذي خضع لعقود للنفوذ السوري بداية ثم الإيراني.

 
التفاوت واضح في مقاربة القوى السياسية في لبنان للمشهد السوري، بين القوى الممانعة التي تدور في الفلك السوري-الإيراني والمسيطرة على مفاصل الحياة السياسية والاقتصادية في البلد، وبين قوى المعارضة، التي بالرغم من تفككها، تلتقي على رفض الوصايتين السورية والإيرانية. 
أول من عبّر عن موقف هذا الطرف، وليد جنبلاط الذي غرّد قائلاً إن "معالم الحرّية بدأت أخيراً تظهر في البلاد بعد انتظار طويل". وفيما يشهد لبنان حالاً من الترقب، يبرز القلق حيال ما ستؤول إليه النتائج لجهة تأثيرها على الداخل اللبناني، وسط المخاوف من أن تتمدد حركة الفصائل إلى ما بعد الحدود السورية اللبنانية وتصل إلى الأراضي اللبنانية، علماً بأن الجيش بادر إلى اتخاذ احتياطاته لهذا الاحتمال عبر نشر وحداته على أبرز النقاط الحدودية المعرّضة للاختراق.  
حسابات الربح والخسارة لا تلعب لمصلحة "حزب الله" الذي قدّم نفسه، منذ دخل المعترك السوري، لاعباً إقليمياً، بل يمكن اعتباره الخاسر الأكبر. فالحزب الذي تلقى ضربات إسرائيلية شديدة أنهكته، بات مهدّداً بقطع أوصاله مع المورد الاساسي له، أي إيران، مع قطع طريقه الاستراتيجي للإمدادات العسكرية براً. ولا بد من أن ينعكس سقوط الأسد تراجعاً كبيراً في نفوذ الحزب، وبالتالي سيؤدي إلى إضعافه سياسياً وعسكرياً في لبنان، ما يمكن أن يفضي إلى كسر القبضة الأمنية التي فرضها على البلاد.  
بتنفيذ القرار ١٧٠١، يعود "حزب الله" إلى الداخل حزباً سياسياً، وبسقوط الأسد، تنتهي آخر حلقات الوصاية والهيمنة السورية.  
تتعامل مراجع سياسية بتحفظ وواقعية مع سقوط نظام الأسد الذي سيحمل ربما فرصة للبنان لاستعادة سيادته، لكنه لن يخلو في المقابل من تحديات ومخاطر حصول تفلت
واضطرابات أمنية، إن لم تبادر القوى السياسية بكل أطيافها إلى إعادة تكوين السلطة وفق التوازنات الجديدة والإمساك بالقرار السياسي والأمني في البلاد.  

وكتب ابراهيم حيدر في" النهار": خلال عشرة أيام انهار النظام السوري وسقط حكم بشار الأسد والبعث، لتبدأ مرحلة جديدة في التاريخ السوري سيكون لها تداعيات كبيرة على دول المنطقة خصوصاً لبنان بعد قطع طريق الامداد لـ"حزب الله"، وهو أمر كان مطلوباً من النظام السابق العاجز عن السيطرة على الحدود وسط النفوذ إيراني. 
ومع سقوط النظام السوري آخر حصون النفوذ الإيراني بات محور الممانعة في لحظة ضعف بنيوية، خصوصاً بعد الضربات التي تعرض لها "حزب الله" في جنوب لبنان، وما تعرضت له إيران، ونأي العراق بنفسه أو تحييده بقرار أميركي عن التدخل أو إرسال ميليشيات للقتال في سوريا. إذا كان لبنان من الدول الأساسية المعنية بالصراع السوري ومآلاته، فإن "حزب الله" هو الطرف المتضرر مباشرة من انهيار النظام السوري الضعيف أساساً، وهو الذي لم يستجب للمطالب العربية والدولية ولا حتى للضغوط لتقويض نفوذ إيران في دمشق. ولذا تبدو طهران ومعها "حزب الله" أمام منعطف مصيري مع قطع طرق الامداد وإقفال الرابط الاستراتيجي بين إيران والعراق وسوريا ولبنان. 
لم يتمكن "حزب الله" من ادخال مقاتلين إلى المعركة، لذا خرج سريعاً من القصير بعد انكشافه في ظل تراجع النفوذ الإيراني وبدأ بتموضع جديد على الحدود اللبنانية – السورية. 
ستنعكس التحولات السورية على لبنان مع سقوط نظام بشار الأسد، وأبرزها عودة النازحين السوريين إلى بلادهم، وستؤسس لموازين قوى جديدة وتحالفات قد تغيّر من الاصطفافات والمواقف من الاستحقاقات الدستورية وإعادة تشكيل السلطة، وسط مزيد من الضغوط على الشيعية السياسية التي يتصدرها "حزب الله" وتطرح تحديات كبيرة حول مستقبله خصوصاً بعد تطبيق اتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل، إذ لم يعد هناك من طرق إمداد ما يطرح أسئلة عن وظيفة السلاح الذي يملكه الحزب.  
الثابت أن سوريا دخلت في مرحلة جديدة، وهو ما عكسته مواقف المعارضة السورية التي أعلنت حرصها على الوحدة، ولم تمارس عمليات ثأر وانتقام ولم تتعرض للطوائف، ما يعكس وجهة دولية منسقة إقليمياً لادارة جديدة لسوريا ومعها انهاء نفوذ طهران وضبط "حزب الله" في لبنان.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

السنوار الذي أسقط الأسد.. عن الجانب الصحيح من التاريخ

دعونا نتوقف لحظة.. لنترك الأفكار القديمة، والتصورات المسبقة، والتحيزات جانبًا، فلقد دخلنا مرحلة تتغير فيها الجيوسياسة في الشرق الأوسط والعالم.

وإذا لم نفهم هذا التغيير، فسنكون على الجانب الخطأ من التاريخ، وسنفوت فرصة التكيف مع هذه التغيرات.

دعوني أشرح لكم هذه الجيوسياسة المتغيرة.

الزخْم الذهبي

حدثت ثورة في سوريا، وفي 11 يومًا فقط سقط نظام البعث الذي دام 61 عامًا، وفي تلك الفترة، بدأ ما كان يُعتبر سابقًا "منظمة إرهابية" يظهر قدرة غير متوقعة على إدارة الأمور في دمشق، مما فاجأ الجميع.

كيف يمكن أن يحدث هذا؟

بعد زياراتي المتكررة إلى سوريا، كان هذا من أكثر الأسئلة التي طُرحت عليَّ بدهشة.

سبب هذه الدهشة يكمن في عدم الفهم الكامل للتغيرات الجيوسياسية التي حدثت، فلقد تغيرت الجيوسياسة.

لكن كيف حدث هذا التغيير بسرعة كبيرة؟

أسمي هذا التغيير "الزخْم الذهبي"، وهو يعني تقاطع عدة عوامل في وقت واحد محدثة دُوامة سريعة تغير كل شيء حولها.

بعبارة أكثر وضوحًا: تزامن تراجع قوة كل من روسيا، وإيران، وحزب الله، ونظام الأسد في الميدان، مع التغيرات السياسية في الولايات المتحدة، وزيادة العدوانية الإسرائيلية، مما أدى إلى حدوث تحول جيوسياسي مفاجئ.

واستفادت المعارضة السورية من هذا الفراغ الذي نتج عن الزخم الذهبي، وملأت الفراغ بسرعة، مما غيّر مجرى التاريخ في 11 يومًا فقط.

إعلان غزة كمحفز للتغيير

لو قيل ليحيى السنوار أن عمليته ستؤدي إلى إسقاط نظام الأسد بدلًا من إسقاط حكومة نتنياهو، لما صدق ذلك على الأرجح. وليس السنوار فقط، بل لا أعتقد أنّ أحدًا كان سيصدق ذلك.

غير أن العملية الشهيرة التي وقعت في 7 أكتوبر/ تشرين الأول قد أظهرت طاقة كامنة في المنطقة بطريقة قوية للغاية، وكان تأثير الزلزال الذي أعقبها سببًا في سقوط النظام في سوريا، وتغير التحالفات في المنطقة فجأة، مما أدى إلى ظهور مشهد جديد كليًا.

وكأنما حدث انفجار في لحظة ما، تراجعت الدول التي دعمت إيران، وروسيا، وحزب الله، ونظام الأسد بشكل سريع وغير متوقع، ليحدث تغير جذري في الوضع.

تركيا، التي كانت تواجه تحديات مع حكومة دمشق لمدة 50 عامًا، أبرمت تحالفًا قويًا مع الإدارة الجديدة. كما اقتربت السعودية، والإمارات، من تركيا، وبدأتا في بناء علاقات قوية مع حكومة دمشق.

وفجأة، جاء وفد من الحكومة اللبنانية إلى أنقرة، وأعلن عن بداية مرحلة جديدة، كما بدأ الاتحاد الأوروبي بإرسال وفود إلى دمشق بشكل متتابع، وبدأت الاتصالات مع الحكومة السورية الجديدة. وحتى دونالد ترامب قال إن تركيا هي الدولة الرئيسية في المرحلة الجديدة في سوريا.

ما هو أكثر إثارة للاهتمام هو أن التغيير في الجيوسياسة لن يتوقف هنا. وإذا استطاعت الدول في المنطقة قراءة هذا التغيير، فستتمكن من الانتقال بسلاسة وتكييف نفسها مع الوضع الجديد، أو قد تتحول المنطقة إلى مسرح لتغييرات جديدة في الأنظمة.

لقد أدّى الشعور بالقلق الناتج عن تأثير العدوان الإسرائيلي والأميركي على خمس دول إلى تسريع التغيير في المنطقة.

وأدرك الجميع أن الجلوس على "مائدة أبراهام" والتفاوض مع إسرائيل حول "وجبة" جديدة لم يعد كافيًا لتحقيق الأهداف، وعندها أصبح واضحًا ضرورة إنشاء موائد جديدة، وبناء تحالفات مختلفة، لإنشاء درع حماية جديد ضد الاحتلال والعدوان.

إعلان الجيوسياسة الجديدة ستؤدي إلى تحالفات جديدة

لقد أدرك بعض المثقفين في المنطقة حقيقة مهمة، وأعتقد أن من يديرون الدول قد أدركوا ذلك أيضًا الآن: إذا لم تنتهِ الدول في المنطقة من خلافاتها وتبني تحالفات فيما بينها، فإنها في المستقبل ستواجه إما الاحتلال أو الدمار.

لقد شهدنا مصير من وثقوا بروسيا في سوريا، ومن وثقوا بأميركا في العراق فوجدوا أنفسهم في دولة منقسمة ومفتقدة للأمن.

وأولئك الذين آمنوا بأوهام "مائدة أبراهام" (اتفاقات أبراهام) مع إسرائيل، رأوا بأعينهم الدمار والموت يقتربان منهم.

جميع الدول الإسلامية التي دخلت في صراعات طائفية، وصراع على السلطة والقوة، تأثرت بذلك. ودُمرت مدنها، وشُردت شعوبها، وتحولت إلى حالة من الفوضى.

يجب أن تكون الحكومات قد أدركت الآن هذه الحقيقة المريرة.

والآن، عليهم أن يتجمعوا حول هذه الأفكار الأربعة الأساسية:

تجاوز جميع الانقسامات والخلافات، وأن يبنوا تحالفات جديدة بين الدول الإسلامية. عدم السماح للدول من خارج المنطقة بالتدخل في الشؤون الداخلية، أو استغلال الموارد الطبيعية تحت الأرض وفوقها. احترام سيادة الدول وحدودها. على كل حكومة أن توفر لشعبها الرفاهية والحرية والعدالة، وأن تضمن له مزيدًا من المشاركة في اتخاذ القرار في الحكم.

من أجل ذلك، يجب على الدول الإسلامية في المنطقة أن تنشئ أنظمة جديدة قادرة على تبادل الخبرات في مجالات التنمية، والاقتصاد، والصناعات الدفاعية، والحكم، والبنية التحتية.

وسوف نرى بأعيننا قريبًا مؤسسات بديلة تعبر عن الجيوسياسة الجديدة.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • رئيس يعيد الدولة اللبنانية إلى رشدها
  • نهاية الحروب اللبنانية مع إسرائيل
  • السنوار الذي أسقط الأسد.. عن الجانب الصحيح من التاريخ
  • المتحف الوطني في دمشق يعيد فتح أبوابه بعد الإطاحة بالأسد
  • ما هو مستقبل السياسة الخارجية لإيران بعد سقوط الأسد؟
  • قسد تعلن الاتفاق مع الإدارة السورية الجديدة على رفض أي تقسيم
  • الخارجية السورية تدعو إلى رفع العقوبات بشكل كامل بعد زوال السبب الذي وجدت من أجله
  • سكوب.. بوريطة لن يزور دمشق ووزير الخارجية السوري هو الذي سيحل بالرباط قريباً
  • فيديو.. رقصة الفرح في أولى رحلات الخطوط الجوية السورية بعد سقوط الأسد
  • سقوط الأسد صفحة طويت وفتحت أخرى بالحرية والأمل