حملات تفتيشية لضبط مخالفي درجات مترو الرياض
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
أفاد مصدر لـ”اليوم” بانطلاق جولات تفتيشية مكثفة على متن مترو الرياض، للتأكد من التزام الركاب بالدرجات المحددة في تذاكرهم. يأتي ذلك تزامنًا مع تقديم قطار الرياض ثلاث درجات مختلفة تلبي احتياجات جميع شرائح المجتمع، حيث توفِّر الدرجة الأولى مساحة أكبر ومقاعد مريحة للغاية، بينما تراعي درجة العائلات خصوصية الأسر بمساحات ملائمة، في حين تتيح درجة الأفراد مقاعد متقابلة ومساحات للوقوف لزيادة الطاقة الاستيعابية.
وفي إطار تعزيز تجربة الركاب، وضعت الهيئة الملكية لمدينة الرياض خططًا شاملة لتجنب الازدحام وضمان سلاسة حركة المسافرين داخل المحطات. تشمل هذه الخطط تعيين “سفراء القطار” في جميع المحطات، وهم موظفون مدربون على تقديم خدمات مميزة، تشمل استقبال الركاب، مساعدتهم في شراء التذاكر، وتوجيههم حتى مغادرتهم المحطة.
يتعدى دور “سفراء القطار” الترحيب والخدمات الأساسية، ليشمل مساعدة ذوي الإعاقة وكبار السن، حل مشكلات العملاء، تقديم الإرشادات، الإشراف على إخلاء القطار عند الحاجة، والاستجابة للحوادث الطارئة وتقديم الإسعافات الأولية.
وفي حال ملاحظة أيّ تصرف غير لائق، أتاحت الهيئة الملكية لمدينة الرياض عدة قنوات للتواصل، منها: طلب المساعدة من أي موظف في المحطة، أو الضغط على زر الاتصال الداخلي في المحطات والقطارات للتواصل مع مركز التحكم بالعمليات، أو الضغط على زر ”SOS“ من أجهزة الخدمة الذاتية لبيع التذاكر للتواصل مع مركز خدمة العملاء، أو الاتصال مباشرةً على الرقم 19933.
وأكد ”قطار الرياض“ حرصه على توفير تجربة تنقُّل آمنة ومريحة لجميع المستخدمين، داعيًا الركاب إلى الالتزام بإرشادات السلامة، والتعاون للإبلاغ عن أي تصرفات قد تعرقل سير الخدمة.
ويأتي هذا الإجراء ضمن جهود ”قطار الرياض“ لتعزيز ثقافة السلامة العامة، والمحافظة على استمرارية الخدمات بأفضل مستوى ممكن، مع التشديد على أهمية التعاون من قِبل الركاب؛ لضمان بيئة آمنة للجميع.
صحيفة اليوم السعودية
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
يتجاهلها 67% من الركاب.. هل تعليمات السلامة تنقذ الأرواح حقا في حوادث الطائرات؟
قد تبدو تعليمات السلامة التي يقدمها طاقم الطائرة قبل الإقلاع للكثيرين إجراء روتيني لا يلفت الانتباه، خاصة للمسافرين الذين اعتادوا السفر بالرحلات الجوية. ففي أثناء العرض التوضيحي، تجد الركاب منشغلين بأجهزتهم الإلكترونية، أو يتبادلون الحديث، أو ينغمسون في قراءة المجلات. ولكن خلف هذا الروتين الظاهري المكرر تكمن أهمية بالغة، فهذه التعليمات البسيطة قد تكون الفارق بين الحياة والموت في حالات الطوارئ.
مع تزايد حوادث الطيران خلال الأسابيع الأخيرة، تثار تساؤلات ملحة عن فعالية تعليمات السلامة الجوية في مواجهة الأعطال والحوادث، كيف يمكن لهذه التعليمات أن تكون طوق نجاة يحمي الأرواح؟ وما المخاطر التي قد تنجم عن تجاهلها؟
لماذا يتجاهل الركاب تعليمات السلامة؟تشير الإحصائيات إلى أن نسبة الركاب الذين ينتبهون بالكامل لتعليمات السلامة المقدمة من طاقم الطائرة متواضعة نسبيا، وقد تتفاوت بناء على عوامل مثل مدى خبرة الركاب بالسفر الجوي وثقافتهم حول أهمية هذه التعليمات. وقد أظهرت دراسة من جامعة ولاية نيويورك بالتعاون مع إدارة الطيران الفدرالية (إف أي أي) أن أقل من 50% من الركاب ينتبهون لتعليمات السلامة أثناء العرض التوضيحي. بعض الركاب يعتبرون التعليمات مكررة وغير ضرورية، خاصة إذا كانوا من المسافرين المخضرمين، وحوالي 30% ينظرون إلى تعليمات السلامة على البطاقات المرفقة بالمقاعد.
إعلانكما كشف استطلاع أجرته الخطوط الجوية البريطانية بين 2015 و2019 أن 67% من المسافرين اعتبروا تعليمات السلامة معلومات مألوفة ولا تحتاج للمتابعة. هذه السلوكيات قد تبدو غير مؤثرة، لكنها في الواقع تزيد من خطورة الموقف في حالة الطوارئ، خاصة إذا تطلب الأمر استجابة فورية مثل الإخلاء.
وأكدت نتائج دراسة أجراها المجلس الوطني لسلامة النقل (إن تي إس بي)، أن أقل من 20% من الركاب يتابعون تعليمات السلامة التوضيحية بجدية خلال رحلاتهم. وحوالي 40% من الركاب يظنون أن هذه التعليمات ليست ضرورية لأنهم سبق أن سافروا من قبل، مما يجعلهم يتجاهلونها.
الالتزام بتعليمات الطاقم ليس مجرد إجراء شكلي، بل هو صمام الأمان الحقيقي في الجو (شترستوك) الأرقام تتحدثيعد ربط حزام الأمان أحد أكثر وسائل الحماية فعالية أثناء الاضطرابات الجوية. فقد كشفت دراسة أجرتها إدارة الطيران الفدرالية أن معظم الإصابات الخطيرة الناتجة عن المطبات الهوائية تحدث بسبب عدم ربط أحزمة الأمان.
وبين عامي 2009 و2018، تم تسجيل 298 إصابة، معظمها بين الركاب الذين لم يلتزموا بهذا الإجراء البسيط.
من ناحية أخرى، تُعد أقنعة الأكسجين من أهم وسائل الحماية عند انخفاض ضغط المقصورة. عند حدوث هذا النوع من الطوارئ، يمكن لنقص الأكسجين أن يؤدي إلى فقدان الوعي خلال 15-30 ثانية فقط. وتعد حادثة رحلة "خطوط هيليوس الجوية 522" عام 2005 مثالا مأساويا على ذلك، حيث أسفر عدم الاستجابة السريعة لاستخدام الأقنعة عن وفاة جميع الركاب البالغ عددهم 121 شخصا.
ويعد الإخلاء السريع للطائرة في حالات الطوارئ أيضا عاملا حاسما في إنقاذ الأرواح. وفقا لمعايير المنظمة الدولية للطيران المدني (آي سي أي أو)، يجب أن يتم الإخلاء في غضون 90 ثانية.
وفي حادثة رحلة الخطوط الجوية البريطانية 2276 عام 2015، تمكن الطاقم من إجلاء 170 راكبا بأمان في أقل من 90 ثانية، مما حال دون وقوع أي وفيات. بالمقابل، في حادثة رحلة إيروفلوت 1492 عام 2019، تسبب تأخير الإخلاء بسبب حمل الركاب لحقائبهم في وفاة 41 شخصا.
درس يابانيفي الثاني من يناير/كانون الثاني 2024، اشتعلت النيران في الطائرة "إيرباص 350-أي" التابعة للخطوط الجوية اليابانية في مطار هانيدا الدولي بطوكيو أثناء اصطدامها بطائرة خفر السواحل الياباني "داش 8".
عند مشاهدة لقطات اصطدام طائرة الخطوط الجوية اليابانية يبدو الأمر وكأنه معجزة أن أحدا خرج سالما من الحادث. ومع ذلك، وبينما كانت المأساة كبيرة بفقدان 5 من أفراد الطاقم الستة على متن طائرة خفر السواحل الياباني "داش 8″، نجا جميع الركاب الـ 379 وأفراد الطاقم على متن الطائرة الأخرى.
إعلانيشير الخبراء إلى أن الإخلاء الناجح يعود إلى مزيج من معايير السلامة الحديثة الصارمة لدى شركة الخطوط الجوية اليابانية.
يقول غراهام بريثوايت، أستاذ السلامة والتحقيق في الحوادث بجامعة كرانفيلد في المملكة المتحدة لشبكة سي إن إن "مما رأيته في اللقطات، شعرت بالدهشة والارتياح لخروج الجميع".
وأضاف: "هذا الاصطدام كان شديدا للغاية، لكن بالنظر إلى ما أعلمه عن هذه الشركة الجوية، وجهودها الكبيرة في التدريب والسلامة، فإن الأداء الجيد للطاقم لم يكن مفاجئا".
الخلفية التاريخيةيرجع الفضل في هذه الاستعدادات إلى حادث كارثي وقع قبل ما يقارب 40 عاما. ففي 12 أغسطس/آب 1985، تحطمت طائرة الخطوط الجوية اليابانية الرحلة 123، مما أدى إلى مقتل 520 شخصا من أصل 524 كانوا على متنها، بسبب عطل في الإصلاح الذي أجرته شركة بوينغ على ذيل الطائرة. وحتى اليوم، يعد هذا الحادث الأكثر دموية لطائرة واحدة في تاريخ الطيران.
في عام 2005، أدركت الشركة أن العديد من الموظفين الجدد انضموا إلى العمل دون معرفة بهذا الحادث الكارثي. لذلك، افتتحت مساحة في مقرها الرئيسي تعرض أجزاء من الحطام وقصص الطاقم والركاب لتذكير الموظفين بقيمة السلامة.
وقال بريثوايت: "الشعور السائد كان أن هناك أشخاصا يعملون لدينا لا يعرفون ما الذي يعنيه وقوع حادث. أرادوا أن يفهم الجميع مدى الجهد المطلوب للحفاظ على السلامة".
وقد تم تصنيف الخطوط الجوية اليابانية كواحدة من بين أكثر 25 شركة طيران أمانا في العالم، وفقا لموقع إير لاين رايتنغز.
كيف تضمن شركات الطيران سلامة الركاب؟تتبع شركات الطيران منظومة متكاملة لضمان سلامة الركاب من لحظة صعودهم إلى الطائرة وحتى هبوطهم بسلام. البداية تكون بفحوصات ما قبل الرحلة، حيث يقوم المهندسون بفحص شامل للطائرة يشمل المحركات، معدات الهبوط، والأنظمة الإلكترونية الحيوية.
يتم قياس كميات الوقود بدقة لضمان التوازن، كما يُشرف الطيارون على فحص الطائرة خارجيا للتأكد من سلامتها.
ربط حزام الأمان هو أحد أكثر وسائل الحماية فعالية أثناء الاضطرابات الجوية (شترستوك)وأثناء الرحلة، تعتمد الطائرات الحديثة على أنظمة ملاحة متطورة والطيار الآلي لمراقبة السرعة والاتجاه والارتفاع. هذه الأنظمة تساعد الطيارين في اتخاذ القرارات الصائبة وتجنب الأحوال الجوية السيئة التي قد تؤدي إلى اضطرابات جوية.
إعلانفي حالات الطوارئ، يتم تدريب الطاقم بشكل مكثف للتعامل مع أي موقف. سواء كانت إسعافات أولية، إطفاء الحرائق، أو إخلاء الطائرة، إذ يضمن التدريب المكثف أن الطاقم على استعداد للتصرف بسرعة وكفاءة.
الطائرات أيضا مزودة بمعدات حديثة مثل كواشف الدخان وطفايات الحريق وأقنعة الأكسجين. وعند الهبوط، يتم التحقق من معدات الهبوط والتواصل المستمر مع أبراج المراقبة لضمان أن المدرجات خالية وآمنة.
تعليمات قد تنقذ حياتكمن لحظة الصعود إلى الطائرة وحتى الهبوط، تعمل شركات الطيران على تطبيق منظومة دقيقة من الإجراءات لضمان سلامتك. والالتزام بتعليمات الطاقم ليس مجرد إجراء شكلي، بل هو صمام الأمان الحقيقي في الجو. في المرة القادمة التي تسافر فيها، تذكر أن الانتباه لهذه التعليمات البسيطة قد يكون السبب في إنقاذ حياتك وحياة من حولك.