سامح فايز يكتب: حتى لا ننسى جرائم الإخوان (1)
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
تغريدة لصحفى شاب استوقفتنى؛ كتب مطالباً بضرورة فتح المجال لتنظيم الإخوان، مؤكداً على أن حظر الجماعة ليس حلاً. ما أثار دهشتى فى تغريدة الصحفى الشاب أنه يجهل تاريخاً دموياً للجماعة يصل إلى مائة عام، وأنه لا يعرف رغم عمله بالصحافة أن تنظيم الإخوان وصل من التمكين والمكانة أنه حكم مصر، صاحبة أعظم حضارة فى التاريخ، وعلى الرغم من ذلك عجز التنظيم عن الحفاظ على ذلك النصر وسعى لإشعال الأخضر واليابس.
تغريدة الصحفى الشاب استثناء عن القاعدة؛ فقد رأينا بأعيننا ملايين المصريين يخترقون الشوارع يهتفون بسقوط التنظيم مطالبين بعودة الوطن إلى هويته الحقيقية بعيداً عن هوية تيارات الإسلام السياسى المشوهة.
لكن يظل التخوف الأكبر ماثلاً أمامى، وهو التخوف المتعلق بقدرة الزمن على محو الأحداث من ذاكرة الأجيال اللاحقة، وهو ما حدث بالفعل مع تنظيم الإخوان وتكرر أكثر من مرة؛ فإن حاولنا حصر جرائمهم لن تكفينا الأوراق، ومع ذلك ينسى البعض أحياناً لدرجة أنهم قد يطالبون بفتح المجال للتنظيم مرة أخرى!
الزمن والنسيان عدوان أقف أمامهما دائماً وقفة الحذر؛ فقد يعرف الشباب أن هناك تنظيماً حكم مصر عام 2012، وأن ذلك التنظيم لم يستمر فى الحكم وحاول مواجهة الوطن بالعمليات الإرهابية. بيد أن حصر جرائم تنظيم الإخوان فى تلك الدائرة فقط هى اختصار مخل للأحداث!
تأسس التنظيم منذ اللحظة الأولى وهو يضع نصب عينيه أن مصر مجرد ولاية فى خلافة أكبر، وأن الحدود والأوطان مؤامرة غربية يجب ألا يعترف بها أبناء الجماعة، وأن العمل المسلح هو السبيل لإسقاط الحكومات الوطنية وسيطرة التنظيم على الحكم.
جرائم بدأت منذ الأربعينات، عرفنا القليل منها فقط، وأغلبنا لا يعرف منها حتى القليل، سواء اغتيال القاضى المصرى أحمد الخازندار، مروراً بعمليات التفجير التى نفذها التنظيم المسلح للجماعة فى قلب القاهرة فى النصف الأول من القرن العشرين، ثم محاولة اغتيال الرئيس الراحل جمال عبدالناصر فى حادث المنشية.
ثم إسهامهم الضخم فى الحرب الأفغانية الروسية بتجنيد الآلاف من الشباب من خلال مكتب للتجنيد أشرف عليه القيادى الإخوانى كمال السنانيرى، وعلاقتهم الرئيسية بتنظيم القاعدة وزعيمه أسامة بن لادن، وإسهامهم بالأموال فى دعم عمليات تنظيم القاعدة، المسألة التى كشفتها التحقيقات الأمريكية فى حادث تفجير برج التجارة العالمي 11 سبتمبر 2001.
وقبل ذلك القبض على أحد أبرز قيادات التنظيم الدولي فى أمريكا عبدالرحمن العمودي وبحوزته آلاف الدولارات ثبت أنها أموال فى طريقها لدعم تنظيم القاعدة.
عاش كل جيل من أبناء الشعب المصري أحداثاً مختلفة من جرائم الإخوان، بيد أن قدرة الزمن على النسيان أوهمت تلك الأجيال جميعها أنهم الجيل الأول الذى يشهد جرائم التنظيم، لدرجة أن صحفياً شاباً يطالب بفتح المجال للإخوان حتى يكتشف الناس مكرهم وجرائمهم كأن ذلك لم يحدث أكثر من مرة، فى الأربعينات، وفى الخمسينات، وفى الستينات، وفى السبعينات والثمانينات والتسعينات، وفى 2011، للدرجة أنهم حكموا مصر وأصبحوا على رأس السلطة، لكن سلاح الزمن ظل شاهراً سيفه مطالباً بمن يملك القدرة على الوقوف ضد النسيان.
والسلاح الوحيد الذى يملك القدرة على المواجهة عرفناه من القرآن والسنة؛ عن أبى هريرة: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن أول شىء خلقه الله القلم، ثم خلق «النون» وهى: الدواة. ثم قال له: اكتب.
قال وما أكتب؟ قال: اكتب ما يكون -أو: ما هو كائن- من عمل، أو رزق، أو أثر، أو أجل، فكتب ذلك إلى يوم القيامة، فذلك قوله: (ن والقلم وما يسطرون)»، فالقلم والكتابة هما من يملكان توثيق جرائم الإخوان حتى لا يجرفها النسيان فى أذهان الأجيال المقبلة، وحتى لا ننسى ثأرنا!
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: تنظيم الإخوان جرائم الإخوان الإسلام السياسى التنظيم الإرهابى تنظیم الإخوان
إقرأ أيضاً:
حساب منسوب لنجل الأسد يروي اللحظات الأخيرة قبيل سقوط النظام
أفاد حساب منسوب لـ "حافظ"، نجل الرئيس السوري السابق بشار الأسد، على منصتي "إكس"، و"تليغرام"، تدوينات تتضمن تفاصيل جديدة عن ليلة الخروج من دمشق، قبل دخول الفصائل المسلحة للعاصمة، وإسقاط حكم عائلة الأسد الذي استمر قرابة نصف قرن.
وجاء في الحساب المنسوب لنجل الأسد، والتي حذفت تدويناته لاحقاً إنه "لم يكن هناك أي خطة ولا حتى احتياطية، لمغادرة دمشق، ناهيك عن سوريا". وأضاف أنه "بخصوص أحداث يومي السبت والأحد 7 و8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، لم يكن هناك شيء خارج عن المألوف الذي اعتدناه منذ السنوات الأولى للحرب".
View this post on InstagramA post shared by Asharq News الشرق للأخبار (@asharqnews)
وتابع الحساب "استمر الوضع على هذا الحال، إذ كان الجيش يحضر للدفاع على دمشق، ولم يكن هناك ما يوحي بتدهور الأمور حتى خبر انسحاب الجيش من حمص، الذي كان مفاجئاً كما كان قبله انسحاب الجيش من حماة وحلب وريف إدلب".
وأوضح قائلاً: "وحول ما قيل عن مغادرتنا دون إبلاغ أبناء عمتي الذين كانوا موجودين في دمشق، فأنا من قام بالاتصال بهم أكثر من مرة حالما عرفنا بانتقالنا، وعلمنا من العاملين في منزلهم أنهم غادروه إلى وجهة غير معروفة".
BREAKING:
This is the first of a two part post from Bashar al-Assad's son, Hafez al-Assad.
I can confirm this account is his and not an imposter. We've been in communication recently, and I was aware that he was going to create a Telegram channel and this also account here on… https://t.co/z8DAQmTPUm pic.twitter.com/ThQnKXepL4
وأشار إلى أنه "بعد حين، انطلقنا باتجاه مطار دمشق الدولي ووصلنا إليه حوالي الساعة الثالثة بعد منتصف الليل والتقينا بعمي ماهر هناك، حيث كان المطار خالياً من الموظفين بما في ذلك برج المراقبة، ومن ثم انتقلنا على متن طائرة عسكرية روسية إلى اللاذقية، حيث هبطنا في مطار حميميم قبل طلوع الفجر".
ولفت الحساب إلى أنه في ساعات النهار الأولى من يوم الأحد، كان من المفترض أن نتحرك باتجاه الاستراحة الرئاسية في منطقة برج إسلام، والتي تبعد عن القاعدة بالطريق أكثر من 40 كيلومتراً، ولكن محاولات التواصل مع أي أحد من العاملين فيها باءت بالفشل، حيث كانت جميع الهواتف التي تم الاتصال بها مغلقة، وبدأت ترد المعلومات بانسحاب القوات من الجبهة وسقوط آخر المواقع العسكرية.
وأردف بالقول "بعد الظهر، أطلعَتنا قيادة القاعدة على خطورة الموقف في محيطها، وأبلغَتنا بتعذر الخروج من القاعدة، نظراً لانتشار الفصائل المسلحة والفوضى وانسحاب الوحدات المسؤولة عن حماية القاعدة، بالإضافة إلى انقطاع الاتصال مع كافة القيادات العسكرية".
وأضاف "بعد التشاور مع روسيا، طلبت منهم تأمين انتقالنا إلى موسكو، حيث أقلعنا باتجاهها على متن طائرة عسكرية روسية، ووصلنا إليها في ليل يوم الأحد 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي".