تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تُعتبر العلاقة بين هيئة تحرير الشام والأكراد في سوريا واحدة من أكثر القضايا تعقيدًا في سياق الصراع السوري المستمر.

ويواجه الأكراد تحديات متواصلة في سعيهم للحفاظ على مناطقهم التي خضعت لسيطرتهم خلال السنوات الماضية، خاصة في شمال وشرق سوريا.

خلفية الصراع والعلاقة المتوترة

هيئة تحرير الشام، التي كانت تعرف سابقًا بجبهة النصرة، نشأت في سياق الحرب الأهلية السورية من خلال تبني أيديولوجية جهادية تدعو إلى تطبيق الشريعة الإسلامية، وكانت في بداية نشأتها متحالفة مع تنظيمات متشددة أخرى، لكن سرعان ما انفصلت لتكون فصيلًا مستقلًا.

 ومن جانب آخر، الأكراد في سوريا ممثلين في وحدات حماية الشعب (YPG) وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، قدموا أنفسهم كقوة مقاومة ضد تنظيم داعش والجماعات المتشددة، وحققوا علاقات استراتيجية مع الولايات المتحدة والدول الغربية في مكافحة الإرهاب.

ومنذ بداية الحرب، كانت العلاقة بين هيئة تحرير الشام والأكراد متوترة، حيث ترفض الهيئة أي تواجد كردي في مناطقها تحت دعوى "التمرد على حكم الشريعة".

 كما أن الأكراد، الذين يسعون لتحقيق حكم ذاتي في شمال سوريا، يتهمون الهيئة بأنها تساهم في زعزعة الاستقرار الإقليمي وتشكل تهديدًا لمشروعهم في بناء دولة كردية.

التعامل المحتمل بين هيئة تحرير الشام والأكراد في المستقبل

تتعدد الاحتمالات بشأن كيفية تعاطي هيئة تحرير الشام مع الأكراد في سوريا، بالنظر إلى التغيرات المستمرة في ميزان القوى والمصالح المحلية والإقليمية. 

نعرض بعض السيناريوهات المحتملة:

 تصعيد عسكري مستمر

قد تواصل هيئة تحرير الشام حملاتها العسكرية ضد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والمجموعات الكردية، خاصة في مناطق إدلب وريف حلب. 

والهيئة تعتبر الأكراد في هذه المنطقة خصمًا نظرًا لتحالفاتهم مع القوى الغربية مثل الولايات المتحدة. التصعيد العسكري قد يشمل هجمات على القرى والبلدات الكردية، مما يعزز من العداء بين الطرفين ويصعب أي تفاهمات مستقبلية.

التحالفات التكتيكية في بعض المناطق

رغم العداء العميق بين الهيئة والأكراد، يمكن أن تحدث تحالفات مؤقتة أو تهدئة في بعض المناطق، خصوصًا إذا كانت هناك مصالح مشتركة.

هذا النوع من التحالفات التكتيكية قد يظهر في مناطق متنازع عليها أو مناطق يعاني فيها الطرفان من تهديد مشترك.

التفاوض والهدنة المؤقتة

من الممكن أن يلجأ الطرفان إلى تهدئة مؤقتة أو مفاوضات غير رسمية، خصوصًا إذا كانت هناك ضغوطات من القوى الإقليمية والدولية. 

مثل هذه التفاهمات قد تشمل وقف القتال في مناطق معينة لتجنب التصعيد وتوفير بيئة أفضل للنازحين واللاجئين في المنطقة.

الضغط الدولي على الطرفين

مع تزايد الضغوط الدولية على الأطراف السورية المختلفة، قد تتغير الديناميكيات في المستقبل. 

وقد يسعى المجتمع الدولي، بما في ذلك تركيا وروسيا، إلى الدفع باتجاه تفاهمات بين هيئة تحرير الشام والأكراد، خاصة في إطار الحلول السياسية المستقبلية لسوريا. 

ومع ذلك، من غير المرجح أن تقبل الهيئة بالوجود الكردي في مناطق سيطرتها أو بالتفاوض حول قضايا ذات صلة بتقاسم السلطة.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: هيئة تحرير الشام الأكراد الصراعات ارهاب أحمد الشرع الأکراد فی سوریا فی مناطق

إقرأ أيضاً:

عُمان: المحادثات الأمريكية الإيرانية كانت ودية

عُمان: المحادثات الأمريكية الإيرانية كانت ودية

مقالات مشابهة

  • رئيس اللجنة المختصة بإتمام الاتفاق مع قوات سوريا الديمقراطية الأستاذ حسين السلامة لـ سانا: عُقدت يوم السبت جلسة بين اللجنة وقائد قوات سوريا الديمقراطية، السيد مظلوم عبدي، وذلك في مدينة الحسكة شرق سوريا
  • ما مستقبل الوضع الأمني في درعا بعد تسليم اللواء الثامن سلاحه للجيش السوري؟
  • وزارة الدفاع السورية تستلم كامل مقدرات اللواء الثامن بعد إعلان حله في درعا
  • كانت آتية من سوريا.. ضبط شاحنة محمّلة بمعدات لتصنيع الكبتاغون
  • حظر تجول في بصرى الشام جنوب سوريا بعد دخول الأمن.. هل انتهت الأزمة؟
  • تفقد الدورات الصيفية في مديرية أفلح الشام
  • تفقد الدورات الصيفية في مديرية أفلح الشام بحجة
  • عُمان: المحادثات الأمريكية الإيرانية كانت ودية
  • هدوء نسبي في درعا بعد موجة توتر وجهود سحب السلاح متواصلة
  • اتفاق بين إدارة الأمن العام ووجهاء بصرى الشام لتسليم المطلوبين وتعزيز الأمن