هل تُفضل أن تكون الأزياء في الأفلام التاريخية مرآة صادقة للماضي، أم مساحة للإبداع الفني؟
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
في عالم السينما، تُعد الأزياء مفتاحًا لإحياء العصور التاريخية على الشاشة، حيث تلعب دورًا بارزًا في إقناع المشاهد بأنه يعيش في حقبة ماضية. لكن، هل الملابس التي نراها في الأفلام التاريخية تمثل تلك الحقبة بدقة؟ أم أنها مزيج من خيال صناع الأفلام ومتطلبات العصر الحديث؟
الدقة التاريخية: سلاح الإبهار الواقعي
تعتمد بعض الأفلام التاريخية على بحث عميق في الأزياء التقليدية، بهدف إعادة تقديم العصور الغابرة كما كانت بالفعل.
في هذه الأفلام، يُستعان بمؤرخين ومصممي أزياء متخصصين لتحليل اللوحات القديمة، والنقوش، وحتى النصوص الأدبية التي تصف ملابس تلك الحقبة. على سبيل المثال، في فيلم "Elizabeth" (1998)، اعتمد المصممون على أرشيفات ملكية لتصميم الأزياء التي ظهرت بها الملكة إليزابيث الأولى، مما أضفى على الفيلم مصداقية بصرية هائلة.
ومع ذلك، هناك تحديات عملية تدفع المصممين لتقديم تنازلات. فالأقمشة الثقيلة أو الطبقات الكثيرة التي كانت جزءًا من ملابس الماضي تُعد غير ملائمة لحركة الممثلين، ما يفرض تعديلات خفية لا ينتبه إليها المشاهد العادي.
الخيال الإبداعي: خدمة السينما أولًا
على الجانب الآخر، تتبنى بعض الأفلام نهجًا أكثر تحررًا، حيث تُستخدم الأزياء كوسيلة للتعبير الفني أو الدرامي، دون الالتزام الكامل بالتاريخ. فيلم "300" (2006) خير مثال، حيث أظهرت ملابس الجنود الإغريق بأناقة مبالغ فيها، أقرب إلى الخيال منها إلى الواقع. الهدف هنا لم يكن تقديم درس في التاريخ، بل إبهار الجمهور وإبراز الطابع الأسطوري للحكاية.
مصممة الأزياء "إيلين ميروجنيك"، التي عملت في فيلم "The Greatest Showman"، تقول: "الأزياء ليست مجرد ملابس، بل أداة تعبير. أحيانًا تحتاج القصة إلى أزياء تخرج عن القيود التاريخية لتصبح أكثر تأثيرًا بصريًا".
الجمهور: بين الدقة والإبداع
مع تطور وعي الجمهور التاريخي بفضل انتشار المعرفة، أصبحت الملابس موضوعًا للنقاش والجدل. البعض يرى أن الأفلام التاريخية مسؤولة عن تقديم صورة دقيقة للعصور الماضية، بينما يعتبر آخرون أن السينما، في جوهرها، فنّ إبداعي أكثر منه وسيلة تعليمية.
لا يمكن إنكار أن الأزياء في الأفلام التاريخية تُشكل جسرًا بصريًا بين الماضي والحاضر. وبينما يسعى البعض إلى الدقة، يفضل آخرون التحرر لصالح الفن. لكن الحقيقة تبقى واحدة: الأزياء، سواء كانت دقيقة أو خيالية، هي إحدى أدوات السينما الأساسية التي تجعل التاريخ نابضًا بالحياة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الفجر الفني
إقرأ أيضاً:
المخرجة كوثر يونس من الإسكندرية: مشاعر بطلة "٨٠ باكو" مرآة لي وسعادتي بالمهرجان لا توصف
أقيمت اليوم الثلاثاء حلقة نقاشية محورية بعنوان "دور المرأة في الفن"، استضافت المخرجة المتميزة كوثر يونس، وذلك في إطار فعاليات اليوم الثالث لمهرجان الإسكندرية للفيلم القصير بدورته الحادية عشر، والذي يقام تحت رعاية هيئة تنشيط السياحة في رحاب المتحف اليوناني الروماني.
وتحدثت كوثر يونس خلال الندوة عن تجربتها الإخراجية في مسلسل "٨٠ باكو"، الذي تناول بشكل لافت قضايا وأدوار المرأة في المجتمع، معربة عن سعادتها الغامرة بالمشاركة في فعاليات مهرجان الإسكندرية الذي تحظى بمكانة خاصة في قلبها. وأوضحت أن اختيارها لفكرة مسلسل "٨٠ باكو" جاء بتأثير من رؤية المخرج المتميزة، وأنها عملت بتناغم كبير مع المؤلفة القديرة غادة عبد العال على تطوير السيناريو.
وأشارت "يونس" إلى أن أكثر ما جذبها في العمل هو التشابه العميق بين مشاعرها الشخصية ومشاعر بطلة المسلسل "بوسي"، مؤكدة أنها استلهمت الكثير من أحاسيسها الداخلية في تجسيد هذه الشخصية التي كانت مرتبطة بمكان معين، وهو ما شكل المحرك الأساسي لمشاعرها وتصرفاتها، بالإضافة إلى المشكلات والتحديات التي واجهت كل شخصية نسائية في العمل.
وأضافت كوثر يونس قائلة: "بصفتي امرأة، شعرت بأن شخصية بوسي تلامسني على مستوى شخصي، خاصة في سعيها الدؤوب لجمع مبلغ ٨٠ باكو بهدف الزواج"، مؤكدة أن "ردود الأفعال التي تلقتها عن المسلسل أبهرتها، وأن الكثير من التعليقات من السيدات أكدت على أن الشخصيات النسائية في العمل تشبههن إلى حد كبير، وأن تركيزها الأكبر انصب على شكل حكي الموضوع وطريقة سرد الأحداث بشكل جذاب ومؤثر".
وتستمر فعاليات مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير حتى الثاني من شهر مايو، وتشمل عروضًا سينمائية لأفلام قصيرة من مصر ومختلف أنحاء العالم، بالإضافة إلى سلسلة من الندوات وورش العمل الهادفة إلى دعم المواهب السينمائية الشابة وتعزيز الحوار وتبادل الخبرات حول مختلف قضايا الفن وصناعة السينما.