ما الذي تسبب في انهيار الجيش السوري بهذه السرعة؟
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
#سواليف
لم يكن كثيرون يتوقعون التطورات السريعة والمتلاحقة التي شهدتها سوريا على مدى الأيام الأخيرة، منذ أن أعلنت المعارضة المسلحة بقيادة “هيئة تحرير الشام” المتمركزة في محافظة إدلب شمال غربي البلاد بدء تحركها الميداني ضد القوات الحكومية.
وجاءت أنباء سقوط حكم بشار الأسد، الذي كان يتوعد قبل نحو أسبوع “بسحق الإرهابيين”، مباغتة لغالبية المتابعين للشأن السوري.
وقد أثارت تلك الأحداث دهشة وتساؤلات عديدة، ولا سيما عن #أسباب #انهيار #قوات #الجيش_السوري بهذه السرعة المذهلة، وانسحابها من معركة تلو الأخرى. فما العوامل التي أسهمت في ذلك؟.
مقالات ذات صلة اجتماع طارئ لمجلس الأمن حول سوريا 2024/12/09** مكانة متقدمة.. ولكن
تأتي سوريا في المرتبة السادسة عربيا والستين دوليا من حيث القوة العسكرية، وذلك وفق مؤشر Global Firepower (غلوبال فاير باور) لعام 2024، والذي شمل 145 دولة. ويأخذ هذا التصنيف بعين الاعتبار عددا من العوامل، من بينها عدد أفراد القوات المسلحة والمعدات والمصادر البشرية والعوامل اللوجستية.
ويضم الجيش السوري عددا كبيرا من الجنود المدعومين بقوات شبه عسكرية وميليشيات، كما أنه يعتمد على مزيج من المعدات المتهالكة التي تعود إلى الحقبة السوفيتية ومعدات أحدث حصل عليها من حلفاء مثل روسيا. ويمتلك الجيش، وفق غلوبال فاير باور، أكثر من 1500 دبابة و3000 عربة مدرعة، كما أن لديه نظما مدفعية وصاروخية.
وفيما يتعلق بالقوة الجوية، لدى الجيش السوري مزيج من المقاتلات والمروحيات وطائرات التدريب، ويمتلك أسطولا بحريا متواضعا، فضلا عن العديد من المطارات والموانئ الحيوية مثل اللاذقية وطرطوس.
قد يبدو وضع الجيش السوري جيدا من الناحية النظرية، لكن هناك كثيرا من المعطيات التي أدت إلى إضعافه.
فقدْ خسر نسبة كبيرة من قوته البشرية التي كانت تقدر بنحو 300 ألف جندي في سنوات الحرب الأولى تبلغ النصف وفق بعض التقديرات، سواء بسبب القتال أو بسبب فرار بعض الجنود أو انضمامهم لجماعات معارضة. كما تكبدت القوات الجوية خسائر فادحة جراء الحرب الأهلية والضربات الجوية الأمريكية.
** راتب الجندي “لا يكفي لثلاثة أيام”
رغم امتلاك سوريا لاحتياطات لا بأس بها من النفط والغاز، فإن قدرتها على استغلال تلك الاحتياطات تراجعت بشكل كبير بسبب الحرب. كما شهدت الأوضاع الاقتصادية المزيد من التدهور، وخصوصا المناطق الخاضعة لسيطرة حكومة الأسد، بسبب ما يعرف بـ”قانون قيصر” الأمريكي الذي صدر في ديسمبر عام 2019، ودخل حيز التنفيذ في يونيو عام 2020. هذا القانون نص على فرض عقوبات اقتصادية على أي هيئات حكومية أو أفراد يتعاملون مع الحكومة السورية.
وقد أشارت تقارير عديدة إلى تدني رواتب جنود الجيش التابعين لحكومة الأسد، وذكرت أنها تبلغ ما يعادل حوالي 15 إلى 17 دولارا في الشهر، وهو مبلغ صغير للغاية “لا يكفي حتى لثلاثة أيام”، بحسب تعبير مواطن سوري.
يقول فواز جرجس أستاذ العلاقات الخارجية بجامعة لندن إن الأوضاع تبدلت في سوريا بشكل كبير خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، وإنه من بين أسباب ذلك “العقوبات الأمريكية التي أدت إلى إفقار الشعب السوري وإفقار ضباط الجيش. هناك بعض التقارير التي تشير إلى أن الجنود لا يحصلون على ما يكفيهم من طعام، وهذا يعني أنهم في حالة نفسية صعبة وصاروا أقرب إلى المجاعة”.
يشار إلى أن الأسد كان قد أصدر الأربعاء الماضي مرسوما يقضي بزيادة رواتب الجند بنسبة 50 في المئة، وفق وكالة الأنباء الحكومية السورية، في خطوة كانت تهدف على ما يبدو إلى رفع معنويات الجنود وسط تقدم قوات المعارضة. لكن يبدو أن هذه الخطوة جاءت متأخرة كثيرا.
وضع هش فاقمه سحب المساعدات العسكرية لحلفاء الأسد كان لافتا انسحاب العديد من الجنود والضباط بشكل مفاجئ خلال المعارك التي دارت مع المعارضة المسلحة، والتي واصلت تقدمها السريع من حلب إلى دمشق، مرورا بحماة وحمص، تاركين المعدات العسكرية والأسلحة على الطرقات. كما تحدثت موفدة بي بي سي إلى دمشق باربرا بلت أشر عن تخلي بعض الجنود في دمشق عن زيهم العسكري وارتداء ملابس مدنية.
يقول الدكتور يزيد صايغ الزميل الأول بمركز كارنيغي للشرق الأوسط في بيروت إن أسباب انهيار الجيش السوري “تعود بشكل شبه كامل لسياسات الأسد وممارساته منذ أن حقق تفوقا نسبيا على المعارضة بحلول 2016، إذ كانت النتيجة هي تقويض الركائز الأساسية التي أبقته في السلطة. وطالت هذه السياسات الجيش، والذي أدى تسريح عشرات الآلاف من أفراده، فضلا عن التدهور الرهيب في مستويات المعيشة وتفشي الفساد وشح إمدادات الغذاء حتى داخل الجيش نفسه، إلى تنفير الطائفة العلوية التي تهيمن على المناصب العليا داخل المؤسسة العسكرية”.
“كما أن الروح المعنوية للجيش انخفضت بشكل كبير بسبب فقدان المساعدات العسكرية المباشرة من قبل إيران وحزب الله وروسيا، والذين لم يعودوا قادرين على التدخل بشكل كاف، أو حتى التدخل بأي شكل من الأشكال. وبدون وجود تعهدات واقعية بتقديم مساعدة عاجلة، لم يعد لدى الجيش الرغبة في القتال”.
أما الخبير العسكري البريطاني البروفيسور مايكل كلارك، الأستاذ الزائر بقسم الدراسات الحربية بجامعة كينغز كوليدج لندن فيخبر بي بي سي أن المساعدات العسكرية الخارجية الضخمة التي كانت تتلقاها حكومة الأسد جعلته يعتمد عليها ويغفل أهمية جيشه ولذلك ” تردى مستوى تدريباته بشكل كبير، كما أن الأداء القيادي لضباطه صار متواضعا، وعندما واجهت وحداته هجمات من قبل هيئة تحرير الشام، انسحب كثير من الضباط على ما يبدو وفر بعضهم. وعندما يعجز الضباط عن إظهار مهارات قيادية فعالة، لا عجب أن يلوذ الجنود بالفرار”.
ويستبعد الدكتور صايغ أن يكون سحب الدعم العسكري المقدم من إيران وسوريا وحزب الله قد حدث بشكل متعمد.
ويمضي قائلا إن “إيران كانت تعتمد في الماضي بشكل كبير على حزب الله في تقديم الدعم الميداني، لكن بعد الخسائر التي تكبدها الحزب في لبنان لم يعد قادرا على تقديم هذا الدعم. كما كان هناك استنزاف متواصل لضباط إيران ومستشاريها في سوريا جراء الهجمات الإسرائيلية على مدار العقد المنصرم، ومن ثم لم يعد باستطاعتها إرسال تعزيزات كبيرة بشكل عاجل، سواء برا أو جوا، نظرا للرقابة التي تفرضها إسرائيل والولايات المتحدة على غالبية المجال الجوي السوري. في الوقت ذاته، قررت الحكومة العراقية والميليشيات الموالية لإيران النأي بنفسها عن القتال، وهو ما قد يعود جزئيا إلى إدراك إيران أن إنقاذ الأسد صار مستحيلا”.
يشار إلى أن روسيا سحبت عددا كبيرا من طائراتها وقواتها من قاعدتها باللاذقية بسبب متطلبات الحرب في أوكرانيا، والتي بدأت في فبراير/شباط عام 2022.
ويتفق الدكتور فواز على أن سحب الدعم العسكري والتنظيمي والقيادي من قبل إيران وحزب الله وروسيا “كان من أحد الأسباب الجوهرية التي أدت إلى سقوط المدن السورية بهذه السرعة”.
ويضيف أن “الجيش السوري لم يقاتل ولم يدافع عن النظام هذه المرة، وقرر الانسحاب من المعارك وترك الأسلحة…وهذا يشير إلى أن الدعم الروسي والإيراني وعقيدة القتال لحزب الله كانت عاملا مهما في مساعدة الأسد على البقاء في السلطة، ولا سيما بعد عام 2015”.
** قوة المعارضة
وبالتوازي مع الوضع الهش للجيش السوري، تحدث كثير من المراقبين للأحداث المتسارعة في سوريا منذ بدء عملية “ردع العدوان” في 27 من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عن أن توحيد فصائل المعارضة المسلحة لصفوفها وتشكيلها غرفة قيادة للعمليات، واستعدادها الجيد لهذه المعركة وتطوير قدراتها العسكرية، كل ذلك أسهم في تقوية وضعها أمام الجيش السوري.
كما أن خطاب المعارضة، ولا سيما رسائل الطمأنة التي وجهتها إلى المدنيين وإلى مختلف مكونات الشعب السوري وحديثها عن احترام المعتقدات الدينية والحريات، سهل برأي خبراء مهمة تلك الفصائل وساعد في تحقيقها مكاسب سريعة على حساب القوات التابعة لحكومة الأسد.
كل المعطيات السابقة أسهمت على ما يبدو في الانهيار السريع للجيش السوري، وما أعقبه من سقوط لحكم بشار الأسد، بطريقة يرى الدكتور فواز جرجس أنها “تشبه إلى حد كبير انهيار نظام الشاه في إيران عام 1979”.
يضيف جرجس: “استطاعت المعارضة السورية بشقيها الإسلاموي والوطني القومي أن تدمر النظام السوري في أقل من أسبوعين…نظام الأسد كان يعيش في الوقت الضائع، وعندما جاء هجوم المعارضة مباغتا، انهار الجيش وانهار النظام وكأنه منزل من زجاج”.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف أسباب انهيار قوات الجيش السوري الجیش السوری بشکل کبیر کما أن إلى أن على ما
إقرأ أيضاً:
ما قصة العلم السوري الذي ترفعه المعارضة وكيف تغير التصميم عبر السنوات؟
ترفع فصائل المعارضة السورية العلم السوري بتصميم ولون مختلف عن العلم الذي جرى اعتمادة خلال فترة حكم عائلة الأسد للبلاد، مع اختلاف أساسي يتمثل باستبدال اللون الأحمر بالأخضر، وزيادة نجمة خماسية في المساحة البيضاء.
وبدأ استخدام هذا التصميم مع بدء الثورة السورية ضد رئيس النظام المخلوع بشار الأسد في عام 2011، واستخدمه المتظاهرون على نطاق واسع بمختلف المحافظات خلال التظاهرات التي كانت تطالب بإسقاط النظام، إلا أن جذورة تعود إلى أقدم من ذلك وإلى أصول ثورة سابقة آخرى.
الثورة العربية
يعتبر علم الثورة العربية أول علم رفع في دمشق بعد إنزال العلم العثماني، وفي خضم الثورة العربية التي كانت تواصل تقدمها إلى دمشق تم رفع العلم من قبل الأمير سعيد الجزائري، الذي كان قد كلف بإقامة حكومة مؤقتة في البلاد ريثما تصل جيوش الأمير فيصل إلى البلاد.
ورفع العلم في 27 أيلول/ سبتمر 1918 أي قبل انسحاب الحامية التركية من دمشق بثلاثة أيام على الرغم من عدم إنزال العلم العثماني حتى 30 أيلول.
وبقي هذا العلم مرفوعا في سوريا حتى 8 آذار/ مارس 1920 وهو اليوم الذي قد أعلن فيه استقلال البلاد عن الدولة العثمانية رسميا.
المملكة العربية السورية
جرى إعلان الاستقلال عن الدولة العثمانية في 8 آذار/ مارس 1920، وأقيم حفل في ساحة المرجة حيث دار البلدية، وكانت الساحة قد زينت قبل وصول الأمير فيصل، وعند وصوله قام المحتشدون بالهتاف لسوريا المستقلة.
وبعد انتهاء الحفل تم رفع العلم الجديد وأطلقت المدفعية مئة طلقة وطلقة، لم يختلف علم المملكة المستقلة عن علم الثورة العربية إلا بالنجمة السباعية البيضاء التي أضيفت إلى المثلث الأحمر.
وبقي هذا العلم لفترة قصيرة، لأنه جرى إلغاؤه من قبل السلطات الفرنسية التي قامت باحتلال البلاد عقب معركة ميسلون والتي كانت مقدمة لضم البلاد للإمبراطورية الاستعمارية الفرنسية لما يزيد عن 12 عاما، علماً أن وجود القوات الفرنسية على الأراضي السورية دام لحوالي 25 عاما.
الانتداب الفرنسي
انتهى علم المملكة العربية السورية 24 تموز/ يوليو 1920 بعد معركة ميسلون بين قوات من المتطوعين السوريين بقيادة وزير الحربية يوسف العظمة من جهة، وقوات الجيش الفرنسي بقيادة الجنرال ماريانو غوابيه من جهة أخرى.
وألغي العلم وأعلن عن العلم الجديد الذي كان لونه أزرق ويحوي في منتصفه على هلال أبيض وفي زاويته العليا علم فرنسي مصغر.
الاستقلال
جاء دستور عام 1930 والذي تولى وضعه لجنة برلمانية برئاسة الزعيم السوري الذي قاوم الانتداب الفرنسي إبراهيم هنانو، وضعت من قبل الجمعية التأسيسية، ليحدد أوصاف علم الجمهورية السورية الأولى التي نشئت تحت الانتداب الفرنسي على سوريا.
وأقرت الجمعية التأسيسية الدستور الجديد المكون من 115 مادة، إلا أنه رُفِض من قبل المفوض السامي الفرنسي هنري بونسو، بحجة مخالفته لصك الانتداب وحقوق الدولة المنتدبة، وقام بحل الجمعية التأسيسية في 5 شباط/ فبراير عام 1929.
وبلغت الاضطرابات التي شهدتها البلاد فيما بعد أوجها في يوم 11 شباط/ فبراير عام 1929 في مدينة حلب، والتي شارك بها طلاب المدارس، استمرت حتى 14 أيار/ مايو عام 1930 حيث أقر المفوض السامي الفرنسي هنري بونسو الدستور بعد أن أضاف إليه بعض التغييرات.
وأصدر المندوب السامي الفرنسي هنري بونسو المرسوم 3111 والذي نص بموجبه على صياغة سورية لدستور الجمهورية السورية، وصدر الدستور فيما بعد والذي أشار إلى أوصاف العلم في المادة الرابعة من الباب الأول.
وكان وصف العلم السوري على أن "طوله ضعف عرضه، ويقسم إلى ثلاثة ألوان متساوية متوازية، أعلاها الأخضر فالأبيض فالأسود، على أن يحتوي القسم الأبيض منها في خط مستقيم واحد على ثلاثة كواكب حمراء ذات خمسة أشعة".
وجرى رفع العلم لأول مرة في دمشق في 11 حزيران/ يونيو في عام 1932، إلا أنه رفع سابقا في حلب في الاول من كانون الثاني/ يناير من عام 1932، بينما يعتقد البعض أنه رفع لأول مرة في دمشق في 12 حزيران/ يونيو 1932.
واعتمد كعلم رسمي للبلاد عندما نالت سوريا استقلالها في 17 نيسان/ أبريل عام 1946، ويعتبر اللون الأخضر في العلم تمثيلاً للخلافة الراشدة، أما الأبيض فيمثل الدولة الأموية، أما اللون الأسود فيرمز للدولة العباسية، أما النجوم الحمراء الثلاث في كانت في أصلها تمثل ثلاث مناطق في سوريا وهي حلب ودمشق ودير الزور.
وفي عام 1936 جرة ضك "سنجق اللاذقية" وجبل الدروز إلى سوريا، حيث تغيرت معاني النجوم الثلاث، حيث تمثل النجمة الأولى حلب ودمشق ودير الزور، أما النجمة الثانية تمثل جبل الدروز، أما النجمة الثالثة تمثل سنجق اللاذقية، بحسب موقع "فلاغس أوف ذا وورد".
ويبدو أن هذا العلم هو الذي سيعود مرة أخرى ليصبح العلم الرسمي للبلاد، في مرحلة ما بعد رئيس النظام المخلوغ بشار الأسد، لما له من أصول تاريخة متعلقة بالثورة والاتقلال عن فنرسا.
الوحدة العربية
تم اعتماد علم النظام السوري لأول مرة في عام 1958، بعد تأسيس الجمهورية العربية المتحدة بين مصر وسوريا، وحينها، وأخذ العلم الجديد الألوان الأحمر والأبيض والأسود من ألوان الوحدة العربية، كما وتم استبدال لون النجوم الموجودة على العلم من اللون الأحمر إلى اللون الأخضر في إحياء لذكرى الوحدة السورية المصرية، فالنجمتان ترمزان إلى كل من سوريا ومصر.
أعادت سوريا استخدام علم الاستقلال بعد انهيار الجمهورية العربية المتحدة، في محاولة من الحكومة آنذاك للتخلص من آثار كيان الجمهورية المتحدة المنهارة، إلا أنه وبعد قيام انقلاب حزب البعث العربي الاشتراكي السوري في عام 1963، قرر مجلس قيادة الثورة اعتماد علم الوحدة (مع العراق ومصر) كعلم رسميّ للبلاد، حيث ظل العلم مستخدماً منذ 8 آذار/ مارس من العام 1963 حتى 1 كانون الثاني/ يناير من العام 1972.
في عام 1963، وصل حزب البعث إلى سدة الحكم في العراق أيضا، وبدأت كلا الحكومتان البعثيتان في سوريا والعراق بإجراء المفاوضات مع مصر في محاولة لتشكيل اتحاد ثلاثي مع مصر، إلا أن كل الجهود فشلت بسبب الإطاحة بالحكومة البعثية العراقية في تشرين الثاني/ نوفمبر من العام 1963، إلا أن كل من سوريا والعراق اعتمدتا علما جديدا لتمثيل الوحدة.
لم يختلف هذا العلم كثيرا عن علم الجمهورية العربية المتحدة، إلا من حيث تغيير عدد النجوم من اثنتين إلى ثلاث نجوم، بهدف تمثيل العراق الذي انضم للاتحاد.
والنجوم الثلاثة تمثل وحدة مصر وسوريا والعراق، فضلا عن أهداف حزب البعث العربي الاشتراكي وهي: "الوحدة والحرية والاشتراكية".
وفي عام 1972، اعتمد حافظ الأسد العلم الجديد في 1 كانون/ الثاني/ يناير من العام 1972، حيث كانت سوريا قد انضمت إلى اتحاد الجمهوريات العربية إلى جانب مصر وليبيا، واقتصر التغيير في العلم الجديد على استبدال النجوم الخضراء الثلاث بطائر النسر وعليه شريط مكتوب عليه "اتحاد الجمهوريات العربية".
وخلافا لمصر وليبيا، لم يكون اسم سوريا مكتوبا على الشعار، وهذا العلم كان الرسمي خلال حرب تشرين الأول/ أكتوبر عام 1973، حتى حلّ الاتحاد عام 1977.
وعلى الرغم من هذا ظلت سوريا تستخدم علم الاتحاد لثلاث سنوات أخرى حتى عام 1980، وأُلغي في يوم 29 آذار مارس من العام 1980 واستُبدل به علم النجمتين مرة أخرى، الذي تبناه النظام حتى سقوطه أخيرا.