سوريا لحظة بلحظة| يوم ميلاد ماهر الأسد الـ 56 يوافق رحيل نظام شقيقه بشار
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
8 ديسمبر 2024، يوم مشهود سيظل محفوراً في ذاكرة العالم، وبالأخص الشعب السوري، ذلك اليوم الذي شهد “ليلة سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد”، ومن مفارقات القدر أن تحل اليوم، الأحد 8 ديسمبر، الذكرى الـ 56 لميلاد "ماهر الأسد" شقيق الرئيس السوري بشار الأسد والإبن الأصغر للرئيس الراحل حافظ الأسد.
عليها.
مصير ماهر الأسدوفي الوقت الذى تأكدت فيه أنباء مغادرة بشار الأسد، سوريا، تتضارب الأنباء حول مصير شقيقه ماهر، أكثر الشخصيات تأثيراً وإثارة للجدل في النظام السوري.
وأفادت تقارير إعلامية، بأن ماهر الأسد، غادر سوريا برفقة عائلة بشار الأسد إلى روسيا قبل أسبوع من سقوط النظام، في خطوة اعتُبرت استعدادًا لمرحلة انهيار باتت متوقعة، بينما ترددت أنباء بأنه رفض مغادرة البلاد والتنحي عن السلطة، وأنه يتواجد حاليًا في مسقط رأسه بمدينة القرداحة، الواقعة في ريف الساحل السوري، والتي تُعتبر المعقل الأساسي لعائلة الأسد.
وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن، في تصريحات متلفزة، إن ماهر الأسد كان لا يزال يحاول التمسك بالسلطة حتى اللحظات الأخيرة، وحاول عرقلة تقدم قوات المعارضة.
كما كشف عبد الرحمن عن أن بشار الأسد كان يتفاوض على مغادرة البلاد مساء السبت، حيث كانت طائرة في مطار دمشق الدولي جاهزة لنقله، بينما أبدى ماهر الأسد رفضه لفكرة التنحي أو مغادرة سوريا.
رسائل رئيس الوزراء السوريعلى صعيد آخر، قال رئيس الحكومة السورية الدكتور محمد غازى الجلالي، إنّه مستعد للتعاون مع الجميع وأى حكومة يختارها الشعب السوري.
وأضاف "غازي" خلال كلمته المُسجلة، اليوم الأحد، أن "أى قيادة يختارها السوريون سنتعاون معها؛ حرصًا على المرافق العامة للبلاد ونمد أيدينا للجميع من أجل الحفاظ على مؤسسات الدولة ومرافقها".
وأهاب "غازي" بجميع المواطنين السوريين بعدم المساس بالأملاك العامة للدولة؛ لأنها تعتبر أملاكًا للشعب السورى العظيم.
ونفى رئيس الحكومة السورية مغادرته للبلاد، ولن يكون ذلك إلّا بصورة سلمية من أجل ضمان عمل المؤسسات ومرافق الدولة العامة ونشر الأمان بين المواطنين.
من هو ماهر الأسد "اليد اليمنى لـ بشار"؟ماهر الأسد يُعرف بـ"اليد اليمنى" لشقيقة بشار، وأحد أقرب مستشاريه، وهو القائد السابق للحرس الجمهوري والفرقة الرابعة في الجيش السوري، وعضو اللجنة المركزية للفرع الإقليمي السوري لحزب البعث.
ماهر الأسد، متزوج من سيدة سنية من خارج الطائفة العلوية تُدعى "منال توفيق جدعان" وهي من مدينة دير الزور ولديهما ابنتان وابن.
وُلد ماهر الأسد في 8 ديسمبر 1967، وكان يبلغ من العمر عامين عندما أصبح والده رئيسًا لسوريا، تلقى تعليمه في سوريا، ودرس في أكاديمية الحرية ثم درس إدارة الأعمال في جامعة دمشق، وإلتحق بالجيش بعد تخرجه من الجامعة مثل شقيقه الأكبر باسل الأسد.
بعد وفاة شقيقة باسل عام 1994، كان من المرجح أن يكون ماهر، خليفة مُحتمل لوالد حافظ الأسد، لكنه اختار بشار الذي كان يدرس طب العيون في لندن رغم افتقاره للخبرة العسكرية آنذاك، ورجحت تقارير إعلامية ذلك وقتها بأن طباع ماهر الحادة أثرت في القرار لصالح بشار.
وتولى ماهر قيادة لواء في الحرس الجمهوري، وبدأ باكتساب مزيد من الخبرات العسكرية وبناء علاقات شخصية مع ضباطه، وبعد وفاة والده عام 2000، انتخب لعضوية اللجنة المركزية للفرع الإقليمي لحزب البعث في سوريا، ثم تمت ترقيته من رتبة رائد إلى مقدم، ثم أصبح بعد ذلك قائدا للحرس الجمهوري، وهي وحدة قوية قوامها 10 آلاف جندي، كما أصبح قائدا للواء 42 في الفرقة الرابعة التي تعد بديلا لـ"سرايا الدفاع" التي قادها رفعت الأسد، وكان لها دور بارز في أحداث حماة عام 1982.
وبعد أحدث سوريا 2011، فُرضت على ماهر الأسد عقوبات أمريكية وأوروبية بتهمة تورطه في جرائم حرب، كما اتهمه البعض برعاية شبكة لإنتاج وتهريب مخدرات الكبتاغون.
كما أصدرت جامعة الدول العربية قائمة بأسماء 19 مسؤولا سوريا جمدت أصولهم ومنعتهم من السفر، ومن بينهم ماهر الأسد وابن عمه رامي مخلوف، إضافة إلى شخصيات عسكرية واستخباراتية.
وتمت ترقية ماهر الأسد إلى لواء عام 2017، واستلم قيادة الفرقة الرابعة بأكملها عام 2018 بعد أن ضم إلى صفوفها مليشيات لواء الإمام الحسين (وهي من كبرى الحركات المسلحة التي أسسها فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في سوريا عام 2016).
وفي 15 نوفمبر 2023، أصدرت فرنسا مذكرة اعتقال بحق ماهر الأسد متهمةً إياه بالتواطؤ في جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب. وتتعلق التهم بهجمات بالأسلحة الكيميائية في مدينة دوما ومنطقة الغوطة الشرقية في أغسطس 2013، أسفرت عن مقتل أكثر من ألف شخص.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: سوريا بشار الأسد الشعب السوري ماهر الأسد أحداث سوريا سقوط بشار الأسد المزيد المزيد ماهر الأسد بشار الأسد رئیس ا
إقرأ أيضاً:
وضع مزرٍ.. اقتصادي ينصح حكومة سوريا الجديدة بعدم سداد ديون نظام الأسد
نصح خبير اقتصادي الحكومة السورية الجديدة، بعدم الالتزام بسداد الديون الباهظة التي تركها نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.
وترك الأسد سوريا في وضع مزري سياسيا واقتصاديا، واجتماعيا، وخسرت الليرة في آخر سنوات عهده 140 بالمئة من قيمتها.
ورغم أن مؤسسات الدولة السورية أُنهكت بفعل الفساد وسنوات طويلة من الحرب، خصوصا بعد تسخيرها إلى فئة قليلة مقربة من النظام السابق، إلا أن المعارضة تتجه إلى الحفاظ عليها وضمان استمراريتها في المرحلة الجديدة.
ويقول الخبير الاقتصادي مصطفى عبد السلام، إن "أسباب هذا التردي الاقتصادي تعود إلى فساد نظام الأسد البائد وفشله في إدارة الشأن الاقتصادي، وعدم الاستقرار السياسي وحالة عدم اليقين خلال الحرب الأهلية التي دامت سنوات طويلة، إضافة إلى بيع أصول الدولة ورهن مقدراتها للحلفاء الخارجيين ومن بينهم إيران وروسيا، والنتيجة تهاوي كل المؤشرات الاقتصادية".
مؤشرات مفزعة
ومن المؤشرات الدالة على فداحة الوضع الاقتصادي الذي ترك فيه بشار الأسد سورية، "خسارة الليرة السورية نحو 140% من قيمتها خلال 10 سنوات، وانهيار الاحتياطي الأجنبي لدى مصرف سوريا المركزي ليصل إلى الصفر مقابل أكثر من 20 مليار دولار قبل عام 2010"، وفقا لمصطفى عبد السلام، الذي نبه كذلك في تصريحات خاصة لـ"عربي 21" إلى أن "الأحوال المعيشية لغالبية السوريين سيئة، وانهارت الطبقة الوسطي".
فهناك 84 بالمئة من السوريين تحت خط الفقر، ونحو 13 مليون سوري يعاني من نقص حاد في الغذاء. أما معدلات البطالة فهي تزيد عن 60 بالمئة في أكثر المؤشرات تفاؤلاً.
ومن المنتظر أن ينصب التركيز بعد أن يستتب الأمن ويتم تكريس الفترة الانتقالية على إعادة الإعمار التي ستكون مشروعا هائلا ستعول فيه دمشق الجديدة على جذب تمويلات دولية، خصوصا من الخليج العربي. ذلك أن بشار الأسد دمر البنية التحتية بالقصف طيلة 13 عاما، كما نسفت مناطق أخرى شهدت معارك طاحنة بين مختلف الجماعات العسكرية التي تنشط في سوريا.
ورغم أن لا توجد أرقام رسمية عن تكلفة إعادة الإعمار، لكن بشار الأسد نفسه قدرها في مارس 2023 بنحو 400 مليار دولار. وكان لافتا وقتها أن هذا الرقم يعادل نصف تقديرات رسمية روسية تبلغ 800 مليار دولار.
وبصرف النظر عن مصدر هذه الأرقام وتقادمها، فإن "الكلفة الاقتصادية للحرب منذ عام 2011 بلغت 1.2 تريليون دولار من الناتج المحلي الإجمالي المفقود"، وفقا لمصطفى عبد السلام.
باع مقدرات الدولة
وإضافة إلى هذه التكلفة الباهظة، ستجد سوريا الجديدة نفسها محرومة من السيطرة على قطاعات
حيوية فوّتها بشار الأسد لحلفائه، حتى إنه "سارع إلى بيع أصول الدولة للوفاء بتلك الديون والأعباء المستحقة عليها عندما عجز عن سداد ديونه"، بحسب مصطفى عبد السلام.
عبد السلام قال إنه تابع عن كثب مسيرة بشار الأسد إلى الإفلاس الاقتصادي منذ "تنازل عن مناجم الفوسفات في تدمر الأهم على مستوى الموارد الطبيعية، وعن رخصة تشغيل الهاتف الجوال ومحطات كهرباء ومستودعات ومحطات للنفط والغاز في مناطق سيطرته لإيران التي حمته من السقوط".
وهو الأمر الذي "تكرر المشهد مع روسيا"، إلى أن "باتت غالبية موارد البلاد الطبيعية خارج مناطق سيطرته قبل سقوطه".
الاستقرار أهم
ومع ذلك، ينصح مصطفى عبد السلام السلطات الجديدة بعدم سداد ديون النظام السابق وعدم الالتزام بالاتفاقيات التي أبرمها لتمويل حربه على السوريين.
وفي المقابل، يحث مصطفى عبد السلام على العمل على تأمين الاستقرار السياسي ليكون هناك "تحرك لدعم سوريا على مستويين اثنين".
ويتمثل المستوى الأول في "عودة الأموال السورية الضخمة المستثمرة في الخارج سواء في شكل سيولة نقدية وودائع أو استثمارات مباشرة"، بينم يتجسد الثاني في "الحصول على دعم عربي ودولي واسع خاصة من بعض دول الخليج الداعمة للثورة السورية منذ العام 2011".
وفي انتظار توفر شرط الاستقرار السياسي لجذب الدعم المالي الدولي، يتعين حاليا التركيز على ملفات عدة أبرزها "العمل على تحسين الأحوال المعيشية المتردية لمعظم السوريين، وخفض كلفة المعيشة ومعدل التضخم، ووقف قفزات الأسعار وتهاوي الليرة السورية وتفشي الفساد والرشى، ولاحقا تحسين البنية التحتية وقطاع الخدمات من شبكات مياه وطرق وصرف صحي وكهرباء واتصالات، والعمل على استعادة الأموال المنهوبة والمهربة للخارج، ويكفي القول إن تقديرات الخارجية الأميركية تشير إلى ان ثروة بشار تبلغ نحو ملياري دولار"، وفقا لمصطفى عبد السلام.