المجلس العربي يهنئ بإنتصار الثورة السورية وإنهاء نظام الأسد
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
هنأ المجلس العربي، الشعب السوري بسقوط نظام بشار الأسد، وانتصار الثورة السورية بعد سنوات طويلة من الكفاح والنضال.
ووجه المجلس في بيان له بأسمى عبارات التهنئة للشعب السوري العظيم بمناسبة انتصار إرادته، "وانهيار النظام الدكتاتوري، الذي ظل جاثما على صدر السوريين عقودا طويلة، وارتكب في حقهم مجازر وانتهاكات وحشية طالت مئات آلالاف السوريين".
وحيّا صمود كل السجناء، الذين تم تحريرهم، مشيرا إلى أن من بينهم من قضى ربيع عمره وراء القضبان في أبشع الظروف وأقساها، بالإضافة لكل المهجّرين الذين شتتهم النظام السوري في مختلف أرجاء الكون، وكل المستضعفين، الذي عاشوا الجحيم لعقود تحت حكم حزب البعث.
وعبّر المجلس عن اعتزازه الكبير بالمسيرة الموفقة للثورة السورية، وبخطاب الحكمة، والحرص على وحدة سوريا، وبضمان أمن وسلامة وحرية كل مكونات الوطن السوري، وبتجنب الثأر والانتقام.
وقال: "كلنا ثقة أن تستكمل قوى الثورة السورية توحيد كل شبر من أراضي الدولة السورية تحت سلطة دولة ديمقراطية عادلة ذات سيادة كاملة تكفل الحريات، وتساوي بين المواطنين، وتكرس الحوكمة الرشيدة في إدارة ثروات البلاد".
وأكد أن "هذا النصر العظيم سيكون -بلا شك- نقطة انطلاق لموجة جديدة من الربيع العربي أكثر نضجا وحكمة وإصرارا على إنهاء الاستبداد الداخلي والاستعمار الخارجي".
وخاطب المجلس، مختلف الأنظمة في المنطقة بـ "استخلاص العِبر مما حصل لطاغية دمشق، الذي صادم إرادة شعبه، مستقويا بالقمع والإجرام والتقتيل، وبقوى أجنبية، فانتهى فارا معزولا بعد أن تخلى عنه الجميع".
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: المجلس العربي سوريا دمشق الاسد المعارضة السورية
إقرأ أيضاً:
السنوار الذي أسقط الأسد.. عن الجانب الصحيح من التاريخ
دعونا نتوقف لحظة.. لنترك الأفكار القديمة، والتصورات المسبقة، والتحيزات جانبًا، فلقد دخلنا مرحلة تتغير فيها الجيوسياسة في الشرق الأوسط والعالم.
وإذا لم نفهم هذا التغيير، فسنكون على الجانب الخطأ من التاريخ، وسنفوت فرصة التكيف مع هذه التغيرات.
دعوني أشرح لكم هذه الجيوسياسة المتغيرة.
الزخْم الذهبيحدثت ثورة في سوريا، وفي 11 يومًا فقط سقط نظام البعث الذي دام 61 عامًا، وفي تلك الفترة، بدأ ما كان يُعتبر سابقًا "منظمة إرهابية" يظهر قدرة غير متوقعة على إدارة الأمور في دمشق، مما فاجأ الجميع.
كيف يمكن أن يحدث هذا؟
بعد زياراتي المتكررة إلى سوريا، كان هذا من أكثر الأسئلة التي طُرحت عليَّ بدهشة.
سبب هذه الدهشة يكمن في عدم الفهم الكامل للتغيرات الجيوسياسية التي حدثت، فلقد تغيرت الجيوسياسة.
لكن كيف حدث هذا التغيير بسرعة كبيرة؟
أسمي هذا التغيير "الزخْم الذهبي"، وهو يعني تقاطع عدة عوامل في وقت واحد محدثة دُوامة سريعة تغير كل شيء حولها.
بعبارة أكثر وضوحًا: تزامن تراجع قوة كل من روسيا، وإيران، وحزب الله، ونظام الأسد في الميدان، مع التغيرات السياسية في الولايات المتحدة، وزيادة العدوانية الإسرائيلية، مما أدى إلى حدوث تحول جيوسياسي مفاجئ.
واستفادت المعارضة السورية من هذا الفراغ الذي نتج عن الزخم الذهبي، وملأت الفراغ بسرعة، مما غيّر مجرى التاريخ في 11 يومًا فقط.
إعلان غزة كمحفز للتغييرلو قيل ليحيى السنوار أن عمليته ستؤدي إلى إسقاط نظام الأسد بدلًا من إسقاط حكومة نتنياهو، لما صدق ذلك على الأرجح. وليس السنوار فقط، بل لا أعتقد أنّ أحدًا كان سيصدق ذلك.
غير أن العملية الشهيرة التي وقعت في 7 أكتوبر/ تشرين الأول قد أظهرت طاقة كامنة في المنطقة بطريقة قوية للغاية، وكان تأثير الزلزال الذي أعقبها سببًا في سقوط النظام في سوريا، وتغير التحالفات في المنطقة فجأة، مما أدى إلى ظهور مشهد جديد كليًا.
وكأنما حدث انفجار في لحظة ما، تراجعت الدول التي دعمت إيران، وروسيا، وحزب الله، ونظام الأسد بشكل سريع وغير متوقع، ليحدث تغير جذري في الوضع.
تركيا، التي كانت تواجه تحديات مع حكومة دمشق لمدة 50 عامًا، أبرمت تحالفًا قويًا مع الإدارة الجديدة. كما اقتربت السعودية، والإمارات، من تركيا، وبدأتا في بناء علاقات قوية مع حكومة دمشق.
وفجأة، جاء وفد من الحكومة اللبنانية إلى أنقرة، وأعلن عن بداية مرحلة جديدة، كما بدأ الاتحاد الأوروبي بإرسال وفود إلى دمشق بشكل متتابع، وبدأت الاتصالات مع الحكومة السورية الجديدة. وحتى دونالد ترامب قال إن تركيا هي الدولة الرئيسية في المرحلة الجديدة في سوريا.
ما هو أكثر إثارة للاهتمام هو أن التغيير في الجيوسياسة لن يتوقف هنا. وإذا استطاعت الدول في المنطقة قراءة هذا التغيير، فستتمكن من الانتقال بسلاسة وتكييف نفسها مع الوضع الجديد، أو قد تتحول المنطقة إلى مسرح لتغييرات جديدة في الأنظمة.
لقد أدّى الشعور بالقلق الناتج عن تأثير العدوان الإسرائيلي والأميركي على خمس دول إلى تسريع التغيير في المنطقة.
وأدرك الجميع أن الجلوس على "مائدة أبراهام" والتفاوض مع إسرائيل حول "وجبة" جديدة لم يعد كافيًا لتحقيق الأهداف، وعندها أصبح واضحًا ضرورة إنشاء موائد جديدة، وبناء تحالفات مختلفة، لإنشاء درع حماية جديد ضد الاحتلال والعدوان.
إعلان الجيوسياسة الجديدة ستؤدي إلى تحالفات جديدةلقد أدرك بعض المثقفين في المنطقة حقيقة مهمة، وأعتقد أن من يديرون الدول قد أدركوا ذلك أيضًا الآن: إذا لم تنتهِ الدول في المنطقة من خلافاتها وتبني تحالفات فيما بينها، فإنها في المستقبل ستواجه إما الاحتلال أو الدمار.
لقد شهدنا مصير من وثقوا بروسيا في سوريا، ومن وثقوا بأميركا في العراق فوجدوا أنفسهم في دولة منقسمة ومفتقدة للأمن.
وأولئك الذين آمنوا بأوهام "مائدة أبراهام" (اتفاقات أبراهام) مع إسرائيل، رأوا بأعينهم الدمار والموت يقتربان منهم.
جميع الدول الإسلامية التي دخلت في صراعات طائفية، وصراع على السلطة والقوة، تأثرت بذلك. ودُمرت مدنها، وشُردت شعوبها، وتحولت إلى حالة من الفوضى.
يجب أن تكون الحكومات قد أدركت الآن هذه الحقيقة المريرة.
والآن، عليهم أن يتجمعوا حول هذه الأفكار الأربعة الأساسية:
تجاوز جميع الانقسامات والخلافات، وأن يبنوا تحالفات جديدة بين الدول الإسلامية. عدم السماح للدول من خارج المنطقة بالتدخل في الشؤون الداخلية، أو استغلال الموارد الطبيعية تحت الأرض وفوقها. احترام سيادة الدول وحدودها. على كل حكومة أن توفر لشعبها الرفاهية والحرية والعدالة، وأن تضمن له مزيدًا من المشاركة في اتخاذ القرار في الحكم.من أجل ذلك، يجب على الدول الإسلامية في المنطقة أن تنشئ أنظمة جديدة قادرة على تبادل الخبرات في مجالات التنمية، والاقتصاد، والصناعات الدفاعية، والحكم، والبنية التحتية.
وسوف نرى بأعيننا قريبًا مؤسسات بديلة تعبر عن الجيوسياسة الجديدة.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية