المنامة، دمشق (الاتحاد، وكالات)

أخبار ذات صلة الإمارات تقدم مساعدات للنازحات في شمال قطاع غزة دعوات عربية ودولية إلى صون مقدرات الدولة السورية

اعتبر معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، أن مستقبل قيادة سوريا يجب أن يكون بيد السوريين، وأن تغييرات جيوسياسية إقليمية هائلة تستدعي التمعن والحكمة والحوار للخروج من دائرة الفوضى والعنف، مشيراً إلى أن «الفشل السياسي» لنظام الرئيس السوري بشار الأسد كان من أسباب الانهيار السريع لحكومته.


وأضاف قرقاش خلال مشاركته في الدورة الـ 20 من «حوار المنامة» في البحرين، أمس، أن الأسد لم يستخدم «شريان الحياة» الذي قدّمته له دول مختلفة.
وأكد أنه «يجب أن نعمل بجد لكسر حلقة الفوضى والعنف في المنطقة، عندما تُترك المشاكل دون حل فإنها تزداد سوءاً، لا ينبغي السماح للجهات الفاعلة من غير الدول باستغلال الفراغات السياسية».
وأشار إلى أن «سلامة أراضي سوريا التي لا تزال تحت التهديد هي مصدر قلقنا، مستقبل قيادة سوريا يجب أن يكون بيد السوريين». ولفت إلى أنه «في حين أن حماية الأمن القومي ضرورة رئيسية، إلا أنها لا ينبغي أن تأتي على حساب الآخرين».
واستدرك قائلاً: «علينا أن ننتظر ونرى ما سيحدث في سوريا بعد ذلك، الحل هو دولة يمكن الوثوق بها».
وفي وقت لاحق، قال الدكتور أنور قرقاش في رسالة نشرها عبر حسابه الرسمي على منصة «إكس» أن «تغييرات جيوسياسية إقليمية هائلة تستدعي التمعن والحكمة والحوار للخروج من دائرة الفوضى والعنف».
في غضون ذلك، قالت وزارة الخارجية السورية إن «صفحة جديدة تكتب في تاريخ البلاد». وذكرت الوزارة في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني الرسمي أمس: «تكتب اليوم صفحة جديدة في تاريخ سوريا لتدشن عهداً وميثاقاً وطنياً يجمع كلمة السوريين يوحدهم ولا يفرقهم من أجل بناء وطن واحد يسوده العدل والمساواة ويتمتع فيه الجميع بكافة الحقوق والواجبات بعيداً عن الرأي الواحد وتكون المواطنة هي الأساس». 
وأضافت الوزارة أنها وبعثاتها الدبلوماسية في الخارج «ستبقى على عهدها بخدمة كافة السوريين وتسيير أمورهم انطلاقاً من الأمانة التي تحملها في تمثيل الشعب السوري وبأن الوطن يبقى هو الأسمى». 
من جهته، قال رئيس الحكومة السورية محمد الجلالي إنه تواصل مع الفصائل المسلحة وتم الاتفاق على أهمية الحفاظ على المؤسسات، مشيراً إلى أن معظم الوزراء موجودون في دمشق. 
أما وزير الصناعة السوري سامر خليل فقال في تصريح مماثل، إن هناك اجتماعات تجري الآن لضمان استمرار خدمات الحكومة، مشيراً إلى عودة عدد من المنشآت للعمل في حلب.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإمارات دمشق قرقاش أنور قرقاش سوريا المنامة إلى أن یجب أن

إقرأ أيضاً:

هل يسعى تنظيم الدولة الإسلامية لاستغلال حالة الفوضى في سوريا؟

تمثل سوريا في حقبة ما بعد سقوط الرئيس السوري بشار الأسد فرصة لجهاديي تنظيم الدولة الإسلامية المتطرف، الذين قد يحاولون استغلال أي حالة من الفوضى لاستعادة أراض وتحرير مقاتلي التنظيم المسجونين في المنطقة الكردية في شمال شرق البلاد.

ولا شك أن عدم اليقين والحروب وفراغ السلطة هي ما ينشده عناصر التنظيم الذين يتحركون ضمن خلايا صغيرة في صحراء شرق البلاد، وسيسعون لا ستغلال المرحلة الانتقالية الصعبة بعد 13 عاما من الحرب.

ويحذر المدير العلمي لمركز « سوفان » في نيويورك كولن كلارك، من أن « الفوضى والانفلات ستكون حتما نعمة لتنظيم الدولة الإسلامية الذي ينتظر مثل هذه الفرصة ليعيد بناء شبكاته ببطء ولكن بثبات في جميع أنحاء البلاد ».

أعلن البنتاغون الأحد أن طائراته أغارت على أكثر من 75 هدفا لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا « من أجل منع التنظيم الإرهابي من تنفيذ عمليات خارجية، وضمان عدم سعيه للاستفادة من الوضع الحالي لإعادة تشكيل نفسه في وسط سوريا ».

أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الاثنين، أن الولايات المتحدة عازمة على منع تنظيم الدولة الإسلامية من إعادة تنظيم صفوفه في سوريا، وكذلك الحؤول دون تفكك هذا البلد بعد سقوط النظام.

وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية من خلال مجلته « النبأ » رفض أي شكل من أشكال السلطة في دمشق غير سلطته.

وقالت لورانس بيندنر، المؤسسة المشاركة لمشروع JOS، وهي منصة لتحليل التطرف عبر الإنترنت، إن التنظيم الذي أعلن إقامة خلافة تمتد بين العراق وسوريا في الفترة 2014-2019، يرى أن « هدف الفصائل المسلحة في سوريا هو إنشاء دولة مدنية وديمقراطية، وهذا الشيء بعيد جدا عن مشروعه المتمثل في دولة تقوم على الشريعة ».

وأضافت لوكالة فرانس برس « إنه يعتبر نفسه البديل الوحيد الذي يمكنه فرض التعاليم الدينية والوقوف في وجه المصالح الأجنبية »، مشيرة إلى أن دعوات الفصائل إلى « التعايش السلمي مع الأقليات الدينية تتعارض مع رؤية التنظيم المتطرفة ».

مني تنظيم الدولة الإسلامية بضربة قاسمة ولم يعد قادرا على التنسيق بين فروعه في الشرق الأوسط وإفريقيا. وانخفض عدد الهجمات التي أعلن التنظيم مسؤوليته عنها في سوريا من 1055 هجوما في عام 2019 إلى 121 هجوما في عام 2023.

لكن هذه الهجمات زادت في عام 2024 إلى 259 هجوما حتى منتصف شهر نوفمبر، بحسب المحلل آرون زيلين من مركز الأبحاث الأمريكي « هدسون ».

وأضاف أن « هناك أدلة مهمة تشير إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية تعمد التقليل من تبني هجمات في سوريا ليبدو أضعف مما هو عليه في الواقع »، مشيرا إلى أنه يقوم بفرض الضرائب على السكان في المناطق الخاضعة لسيطرته.

ولكن رغم ذلك يبقى قادرا على المناوشة ومضايقة السلطات حتى بعد انتصار هيئة تحرير الشام التي أطاحت بالنظام.

ويعتقد يورام شفايتسر الذي كان يعمل مع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، ويعمل حاليا في معهد دراسات الأمن القومي (INSS) في تل أبيب إن « تنظيم الدولة الإسلامية سيحاول الاستيلاء على أكبر قدر ممكن من الأراضي من هيئة تحرير الشام ».

وشدد على أنه على الرغم من الاختلافات الجوهرية بين البلدين، « يجب أن نلاحظ ما فعله تنظيم الدولة الإسلامية عندما سيطرت طالبان على السلطة »، في إشارة إلى الهجمات التي نفذها الفرع الأفغاني للتنظيم بعد رحيل الأمريكيين من كابول في آب/أغسطس من عام 2021.

وإذا ما ثبت فصيل آخر سيطرته على الدولة السورية في نهاية المطاف فستكون النتيجة متطابقة. وأضاف إنهم « سيعتبرون أن من يسيطر على السلطة في دمشق عدوا أساسيا يجب عليهم التحرك ضده ».

وفي الوقت نفسه، هناك الخطر الذي يمثله تنظيم الدولة الإسلامية على واحدة من نقاط الضعف في الحرب ضد الإرهاب وهي المخيمات المكتظة وغير المؤمنة في المنطقة الكردية، حيث يقبع عشرات الآلاف من عناصر تنظيم الدولة مع نسائهم وأطفالهم.

واجه الأكراد في السنوات الأخيرة « صعوبة في الحفاظ على النظام داخل المخيم »، كما يشير الباحث الإسرائيلي، الذي يعتقد أنهم لن يتمكنوا من تأمينه لفترة أطول، خاصة إذا تعرضوا لهجوم من قبل الجيش التركي الذي يعتبر القوات الكردية « إرهابية ».

وفي نهاية المطاف، سيتوقف الأمر جزئيا على ما إذا كانت هناك رغبة لدى الولايات المتحدة أم لا في الاحتفاظ ببضعة آلاف من الجنود الأمريكيين المنتشرين في سوريا لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية ومنع أنقرة من مهاجمة الأكراد في سوريا.

وإذا كان لا يمكن التنبؤ بخطط الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، فإن الحرب ضد التنظيم « هي جزء من إرث » ولايته الأولى، وفق كولن كلارك.

وأضاف « لا أعتقد أنه سيرغب في التراجع عن هذا الإرث من خلال سحب قواته وإعطاء الضوء الأخضر للأتراك ». وإلا فإن « تنظيم الدولة الإسلامية سيكون هو المستفيد الأول ».

 

عن (فرانس برس)

كلمات دلالية ثورة داعش سوريا

مقالات مشابهة

  • داعش يتربص بدمشق.. التنظيم ينتظر الفوضى فى سوريا ويستعد للعودة
  • عاجل :قيادة العمليات العسكرية تصدر قرارا يثير البهجة في صفوف السوريين
  • حزب الله يعلق على قيادة سوريا الجديدة.. ويتحدث عن توغلات الاحتلال هناك
  • WP: كيف تكافح الولايات المتحدة لاحتواء الفوضى في سوريا؟
  • هل يسعى تنظيم الدولة الإسلامية لاستغلال حالة الفوضى في سوريا؟
  • قرقاش: الأمل يبقى في قدرة السوريين وإرادتهم على تجاوز تاريخهم المؤلم
  • قرقاش: نأمل في دعم عربي لمشروع مدني معتدل في سوريا
  • أسئلة سوريا
  • قيادة المعارضة والحكومة السورية برئاسة الجلالي تجتمع لمناقشة نقل السلطة سلميا.. تفاصيل
  • حزب العدل: على الشعب السوري عدم الانجرار إلى الفوضى أو العنف