أنصار الأسد في سوريا.. صدمة وحيرة وارتباك
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
سادت حالة من الارتباك والخوف أفراد الطائفة العلوية التي ينتمي إليها بشار الأسد وغيرهم من الجماعات الموالية له منذ سقوطه إذ يتساءل كثيرون عن كيفية الإطاحة به بهذه السرعة بعد أن فقد عدد كبير من أنصاره حياتهم من أجل إبقائه في السلطة.
وحسب تقرير لوكالة رويترز للأنباء، فقد ظهر أنصار الرئيس المخلوع في حالة من الانهزامية وهم يتحدثون عن انهيار حكمه الذي دام 24 عاما، لينتهي بذلك حكم الأقلية العلوية الذي استمر عقودا.
ويقول سكان إن مدينة القرداحة، مسقط رأس الأسد والتي تضم ضريح والده حافظ، ظلت تشهد لسنوات تشييع جثامين عدد كبير من المقاتلين الذين قُتلوا في سبيل الدفاع عنه.
وتحدثت رويترز إلى أربعة أشخاص في معقل الطائفة العلوية بين مدينة طرطوس الساحلية واللاذقية بعد ساعات من الإطاحة بالأسد.
وقال أحدهم، ويدعى محسن، إنه يشعر بالحيرة إزاء استسلام الجيش السوري دون حتى استدعاء قوات الاحتياط من قاعدة الدعم الأساسية للأسد.
وأضاف "أعلم يقينا أن هناك عددا كبيرا من الرجال كانوا على استعداد للقتال إذا ما استدعاهم الرئيس، ولكن هذا لم يحدث. وبدلا من ذلك، نرى عمليات انسحاب في كل مكان. إنه أمر غريب".
وذكر أن سكان القرى العلوية القريبة من الساحل اتخذوا إجراءات أمنية غير رسمية ونصبوا نقاط تفتيش لمراقبة من يدخل ويخرج من القرى.
إعلانواندلعت احتجاجات في اللاذقية (ذات الأغلبية العلوية) وفي طرطوس، حيث أسقط السكان تماثيل لحافظ الأسد، الذي حكم سوريا من 1971 حتى وفاته في 2000، ورددوا شعارات مناهضة للأسد.
وقال أحد السكان العلويين الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته إنهم فوجئوا بسلمية الاحتجاجات، وأضاف أنه لا يوجد حتى الآن توتر طائفي.
وأضاف "إذا استمر الوضع على هذا النحو، فلا سبب يدعونا للقلق.. هذا يعني أننا لن نسير على خطى ليبيا وأن كل شيء قيل لنا أن نخاف منه لم يكن صحيحا".
وتنقل رويترز عن سكان أن مقاتلي المعارضة شرعوا بعد سيطرتهم على حمص في تفتيش المكاتب الحكومية وفروع المقرات الأمنية في المدينة دون أن ينهبوها أو يدمروا الممتلكات، وهو ما أشعر المواطنين بالارتياح.
ونشر سكان حي الزهراء في حمص، الذي تسكنه أغلبية علوية، بيانا قالوا فيه إنهم سيبقون في منازلهم وإنهم يعارضون أي نوع من العنف، وطلبوا من مقاتلي المعارضة أن يتحلوا بالمسؤولية مثلما فعلوا في مناطق أخرى. وأضافوا أنهم ليس لهم علاقة بأي شخص يقاوم المعارضة.
وقال السكان إن المعارضة دخلت إلى الحي.
وتنبه رويترز إلى الطائفة العلوية، التي ينتمي إليها الأسد ومعظم كبار قادة الجيش، كانت تؤيد إلى حد بعيد حملة الأسد لسحق القوى المعارضة لحكمه خلال الحرب الأهلية.
ومن أعنف الجماعات التي شاركت في هذه الحملة القمعية ما كان يعرف بـ"الشبيحة"، وهم فصائل طائفية وحشية تستمد أفكارها من الطائفة العلوية.
وقال ساكن ثالث ينتمي للعلويين لرويترز الأحد إن الطريقة التي يتصرف بها مقاتلو المعارضة حتى الآن، ولا سيما في حمص، هدأت من مخاوف كثيرين في المنطقة من أنهم قد يواجهون مذابح.
إعلانوأضاف "من الواضح الآن أن هناك قرارا بعدم القتال. لقد ألقى الجيش أسلحته وانسحب، وتنتشر بعض لجان الدفاع الشعبي في القرى".
وتابع "أعتقد أننا لن نواجه مشكلات إلا إذا تعرض أفراد الطائفة لهجمات.. كما تعلمون، هناك مقاتلون أجانب وبعض المتشددين لديهم أفكار مخيفة. ولكن إذا استمر (مقاتلو المعارضة) على هذا النحو وتحلت الحكومة الجديدة بالمسؤولية، فسوف نتجنب إراقة الدماء".
وفي الأيام الأولى من حرب سوريا، قال عدد كبير من العلويين إنهم ليس لديهم خيار سوى دعم الأسد، خوفا من تعرضهم لمذابح بسبب انتمائهم لطائفته.
وحسب وكالة رويترز، يُعتقد أن العلويين يشكلون حوالي 10 بالمئة من سكان سوريا البالغ عددهم 23 مليون نسمة، بينما يمثل المسلمون السنة حوالي 70 بالمئة. وتوجد جماعات أخرى في سوريا أيضا مثل المسيحيين والأكراد والدروز وأقليات دينية وعرقية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
سوريا: سكان بلدة كويا يطالبون بتدخل دولي فوري لحمايتهم من الهجمات الاسرائيلية المتكررة
هدوء حذر في بلدة كويا بعد مواجهات مع إسرائيل ومخاوف من تصعيد مستمر
تسود حالة من الهدوء الحذر منطقة كويا في ريف درعا الغربي، عقب مواجهات اندلعت بين شباب القرية والقوات الإسرائيلية يوم الثلاثاء 25 آذار/ مارس.
وأسفرت الاشتباكات عن سقوط 7 قتلى، كما تم إجلاء 24 عائلة من منازلهم حفاظاً على سلامتهم، من بينهم مرضى وأطفال، الأمر الذي زاد من تعقيد الأوضاع الإنسانية في المنطقة.
وأدانت وزارة الخارجية السورية، الثلاثاء، "العدوان الإسرائيلي المستمر" على البلاد، باعتباره "انتهاكا صارخا" لسيادتها، بعد توغل وقصف إسرائيلي استهدف قرية كويا.
واستنكرت الخارجية في بيان رسمي "العدوان الإسرائيلي المستمر على الأراضي السورية، والذي شهد تصعيدا خطيرا في قرية كويا بريف درعا الغربي".
وأضاف البيان أن القرية تعرضت "لقصف مدفعي وجوي مكثف استهدف الأحياء السكنية والمزارع، ما أسفر عن استشهاد ستة مدنيين"، مؤكدة أن هذا العدوان يمثل انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية وتهديدا مباشرا لحياة المدنيين.
Related"سانا": اعتداء إسرائيلي بالصواريخ استهدف القنيطرة في سورياقصف صاروخي إسرائيلي في محيط القنيطرة جنوب سوريا إسرائيل تشن غارات على أهداف قرب دمشق وتتوغل بين درعا والقنيطرة جنوب سوريامن جهته، قال أحد سكان البلدة في تصريح خاص ليورونيوز: "الحياة اليومية في كويا أصبحت شبه متوقفة. لا نستطيع الذهاب إلى أعمالنا أو حتى إرسال أطفالنا إلى المدارس. والخوف يسيطر علينا جميعاً، ونتخوف من أي تحرك إسرائيلي جديد قد يزيد الأمور سوءاً. نحن بحاجة ماسة إلى ضمانات لحمايتنا وإعادة الاستقرار إلى منطقتنا".
وفي سياق متصل، أعرب الأهالي عن مطالبهم الملحة خلال حديثهم ليورونيوز، حيث قال أحد النازحين من البلدة: "ما نطلبه اليوم هو تدخل دولي رادع وفوري لحمايتنا من هذه الهجمات المتكررة. لا يمكننا التعايش مع هذا الخوف اليومي على حياتنا وأرواح أطفالنا. نريد من العالم أن يرى معاناتنا وأن يتحرك لوقف هذه الانتهاكات التي تزداد يوماً بعد يوم".
وأضاف آخر: "نعيش في حالة رعب، كل ما نملكه أصبح مهدداً بالدمار، وكل ما نريده هو السلام والأمان لتعود الحياة إلى طبيعتها".
تأتي هذه التطورات في إطار التصعيد الإسرائيلي المستمر في جنوب سوريا منذ سقوط نظام بشار الأسد، حيث اتسعت الهجمات لتشمل استهداف مواقع عسكرية وبطاريات دفاع جوي، بالإضافة إلى توغلات برية شبه يومية في المنطقة.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية "خلل بسيط".. هكذا وصف ترامب فضيحة نشر خطة العمليات العسكرية على سيجنال شروط أمريكية على سوريا مقابل رفع جزئي للعقوبات... هل يستطيع الرئيس السوري تلبيتها؟ تصعيد عسكري في الجنوب السوري: قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على بلدة كويا سورياقصفإسرائيل