“10 مهام”… سخرت بها عدن لخدمة المحتل !
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
يمانيون../
لقد كانت الاستراتيجية الاستعمارية البريطانية في منطقة البحر الاحمر تتمثل في المواقع المؤثرة والتي يهمها الاستيلاء عليها , من دون أن تهتم كثيرا بضيق الرقعة المحتلة أو اتساعها
( إن قاعدتنا في عدن مهمة ليس فقط في مضمار التزاماتنا الدفاعية عن الخليج وفي المنطقة , بل مهمة أيضا كحلقة اتصال للدفاع عن الكومنولث والغرب عبر العالم كله ) .
تطويق موسكو
إن ميناء عدن يعتبر محورا حيويا في طريق البحر الأحمر المؤدى إلى الهند , لذلك سعت بريطانيا إلى السيطرة عليه بهدف تحويله إلى محطة لسفنها وقاعدة لقواتها العسكرية لمنع أية قوة أخرى من السيطرة على
تلك المنطقة الاستراتيجية الهامة , فقد كان اهتمام بريطانيا باليمن يعد اساسا من اساسيات سياستها الاستعمارية في المنطقة .
وكان لهذه الاهتمام اسباب عدة , منها الموقع الاستراتيجي لليمن وموقع ميناء عدن في منتصف الطريق بين مستعمرات الهند وبريطانيا وإشرافها على مضيق باب المندب ووجود أهم الجزر بالمنطقة .
ولهذا ركزت بريطانيا وجودها على ميناء عدن فحولته إلى مستعمرة بريطانية تحكمه حكما مباشرا . وقعت عدن في مركز متوسط بين قارات العالم القديم , لذلك كانت لها أهمية استراتيجية لدى الدول الاوروبية الغربية , فقد أكملت سلسلة القواعد الغربية المحيطة بالاتحاد السوفيتي لقربها منها .
وبالنسبة لبريطانيا كانت عدن بموقعها الحارس الأمين تحمى منها مصالحها النفطية في الخليج العربي , وتقف ضد كل حركة تحررية في مستعمراتها الافريقية , لذا اقامت القوات البريطانية في عدن المعسكرات الضخمة لاستقبال التشكيلات العسكرية البريطانية القادمة من بريطانيا أو استراليا أو الهند . إلى جانب الاهمية الاستراتيجية والعسكرية لعدن بالنسبة للإنجليز يعزز تلك الاهمية موقعها بالنسبة لسلسلة القواعد التابعة للدول الاعضاء في الاحلاف العسكرية العدوانية كالحلف المركزي وحلف جنوب شرق آسيا وحلف شمال الاطلسي ” الناتو” , ففي صفحات المجلة الامريكية ” مليترى ريفيو” أعطيت أهمية كبيرة لدور عدن في دعم القدرة العسكرية لانجلترا في هذه الاحلاف .
تخزين اسلحة ذرية
ففي عام 1962م , وعند زيارة وزير الدفاع البريطاني في عدن سُئل في مؤتمر صحفي عما إذا كانت عدن قد أصبحت قاعدة ذرية . كان جوابه : ( بأن عدن الآن مستعدة للدفاع ضد أي هجوم ذري عليها ) . وفي جواب وزير الدفاع البريطاني هذا , اعتراف ضمني بأن عدن أصبحت فعلا إحدى القواعد الذرية البريطانية . وفي نفس السنة أشارت الصحف البريطانية إلى أن عدن تعتبر إحدى المحطات الأربع العالمية لخزن القنابل الذرية والهيدروجينية البريطانية .
وفي أوائل السنة نفسها وتحديدا في 16 يناير 1962م , وأثناء زيارة وزير الحرب البريطاني ” جون بروفيمو ) لعدن . صرح في مؤتمر صحفي عندما سُئل ايضا عما إذا كانت قاعدة عدن الحربية مزودة بالأسلحة النووية , صرح يقول : ( إنه من غير المعقول أن يهمل المرء الاستراتيجية لأية قاعدة عسكرية ) , وبخصوص هل ستتخلى بريطانيا عن قاعدتها العسكرية في عدن صرح : ( بأن بريطانيا لن تتخلى إطلاقا عن قاعدتها الحربية في عدن وأن الحكومة البريطانية تنفق ملايين الجنيهات من أجل تحسين قاعدتها ) .
وفي شهر يونيو 1964م , أكد وزير الخارجية البريطانية المستر ” بتلر ” في مجلس العموم البريطاني تصميم بريطانيا على البقاء في قاعدتها الحربية في عدن . وقال : ( إن قاعدتنا في عدن مهمة ليس فقط في مضمار التزاماتنا الدفاعية عن الخليج وفي المنطقة , بل مهمة أيضا كحلقة اتصال للدفاع عن الكومنولث والغرب عبر العالم كله ) .
شن العدوان
لقد دلت الأحداث على أن الاستعمار البريطاني قد جعل من هذه القاعدة الحربية العدوانية في عدن قاعدة وثوب تهدد سلامة وآمن الوطن العربي ككل , ولا شك إن في استعمال قواته البحرية التي كانت مرابطة في عدن في عام 1956م ضد مصر اثناء العدوان الثلاثي اكبر دليل على ذلك , وكذلك ما حدث في عامي 1955و 1957م , لضرب حركة ظفار في عمان , وما حدث ايضا من تمردات في شرق افريقيا ذهبت قوات بريطانية من قاعدة عدن للحفاظ على المصالح البريطانية والنفطية هناك , كذلك تدفقت قوات بريطانية إلى عدن لتوجه لاحتلال واحة البريمي على الخليج مما يؤكد أن بريطانية استخدمت قاعدة عدن العسكرية كمركز عدوان استعماري لها .
قاعدة عسكرية
بعد الحرب العالمية الثانية ( 1939- 1945م ) , ونتيجة لضعف مركز انجلترا في مصر والعراق وايران وبلدان عربية أخرى , أصبحت عدن ذات أهمية استراتيجية عسكرية كبيرة بالنسبة للاستعمار الانجليزي , ولأنها فقدت قواعدها في منطقة قناة السويس حولت الحكومة الانجليزية مقر قيادة قواتها المتحركة للتمركز في أقل عدد ممكن من القواعد . ولتنفيذ هذا القرار انشأت ثلاث قواعد في قبرص وعدن وسنغافورة .
في عام 1957م , اتخذت بريطانيا قرار بتحويل عدن إلى قاعدة عسكرية جوية ضخمة في الشرق.
وفي عدن بالذات ولأول مرة في تاريخ القوات الإنجليزية المسلحة نفذ توحيد القوات البرية والبحرية والجوية تحت قيادة واحدة أصبحت عدن مقر هيئة أركان القيادة العليا للقوات المسلحة الانجليزية في الجزيرة العربية والتي تحولت في مارس عام 1961م , إلى القيادة الانجليزية في الشرق الأوسط .
وبهذا أصبحت عدن المركز الاستراتيجي الرئيسي لتنفيذ السياسة الانجليزية في الشرق الأوسط وقد نشر في صفحات المجلة الانجليزية ” ايكونومست ” في يناير عام 1964م , إنه يرابط في عدن خمسة آلاف جندي وأربعة آلاف طيار , ولم تذكر المجلة شيئا عن عدد جنود الاسطول البحري الانجليزي في عدن .
إلا أن جريدة ” ايدن كرونيكل ” نشرت بعام 1963م , إن عدد العسكريين الانجليز في عدن قد زاد إلى عشرة آلاف جندي . وحسب ما نشر في الصحافة العربية , أن القوات المسلحة الانجليزية في عدن قد زودت في بداية الستينيات بالأسلحة الذرية , كما أنشئت أيضا مخازن لتخزين هذه الاسلحة . وقد تمركزت القوات الانجليزية أيضا في مكيراس والضالع وبيحان ولحج والسلطنة القعيطية .
وأنشئت مطارات في حضرموت والعوالق العليا وخور مكسر بعدن وميراس والضالع وبيحان وفي جزيرة سقطرى ومطار صغير في جزيرة ميون القريبة من مضيق باب المندب وفي جزيرة كمران القريبة من ميناء الحديدة التابع لحكومة صنعاء آنذاك.
حماية البترول والخليج
لقد اعتبرت القاعدة الانجليزية في عدم حصنا منيعا للمحافظة على الانظمة الاستعمارية ومركزا للكفاح ضد حركة التحرر الوطني . ففي عام 1961م , اتجهت من عدن قوات جوية وبحرية إلى الكويت بحجة حمايتها من العدوان من جانب العراق . وفي عام 1962م , أصبحت القاعدة العسكرية البريطانية في عدن مركزا يستخدم عسكريا ضد نظام صنعاء .
وفي يناير عام 1964م , اتجهت من قاعدة عدن قوات عسكرية إلى كينيا وتنجنيقا واوغندا . لقد مثل وجود القاعدة العسكرية للاستعمار الانجليزي في عدن تهديدا للبلدان العربية المستقلة كمصر والعراق ولبنان . وقد أعلن ممثلوا الحكومة الانجليزية أكثر من مرة : ( أن قاعدة عدن ضرورية لحماية البترول المستخرج من منطقة الخليج العربي والذي يصدر إلى عدن , ولحماية الكويت وغيرها من امارات الخليج الغنية بالبترول ) .
وفي عام 1962م , أعلنت الحكومة الانجليزية رسميا أنها ستمضى في تحمل مسؤولية اقرار السلام والاستقرار في بلدان الخليج العربي وفي المناطق الاخرى حيث يستخرج البترول والتي تقع تحت الحماية الانجليزية أو ترتبط باتفاقيات مع انجلترا ) . واعتبرت القاعدة العسكرية في عدن بالنسبة لإنجلترا موقعا أماميا للقواعد في ماليزيا وأستراليا والتي تستخدم من أجل الضغط على بلدان جنوب آسيا بحجة تنفيذ الالتزامات الانجليزية لهذه البلدان.
مستودع للفحم والنفط
إذا كانت لعدن أهمية كبيرة بالنسبة لإنجلترا كقاعدة عسكرية , فقد لعبت دورا كبيرا كمحطة للتموين .فحتى عام 1919م , كانت عدن مجرد محطة لتموين الفحم , وفي نفس العام أنشأت الشركة الايرانية – الانجليزية أول مستودعات لتموين السفن بالوقود .
وفي عام 1946م , أسست الشركة الأمريكية ” كالتكس ” مستودعات في منياء عدن , وشركة أمريكية أخري ” استاندرد فاكوم أويل ” في عام 1950م , بالنسبة لموقع عدن واهميتها الاستراتيجية نظرا لأنها تتحكم في المدخل الجنوبي للبحر الأحمر , فقد ذكر الرحالة ” أمين الريحاني ” الذي زار اليمن في مطلع العشرينات من القرن المنصرم أنه قد قيل عن البريطانيين بعد احتلالهم لعدن في 19 يناير 1839م , أنهم أصبحوا بوجودهم فيها يرصدون الأبواب أي يرصدون منافذ ومدخل البحر الأحمر من الجنوب .
ووصفا الريحاني ايضا مدينة عدن بقوله : ( مدينة التجارة والفحم والمضارب العسكرية فهي من الوجهة الحربية جبل طارق , ومن الوجهة البحرية العمومية هي مستودع فحم لبواخر العالم التي تجرى بين الشرق والغرب , وهي للبواخر الانكليزية المستودع الثالث في الطريق بين الجزائر البريطانية – الجزر – أما المستودعات الأول والثاني ففي جبل طارق والسويس ) . لذلك ارتبط تأريخ عدن بتاريخ البحر الأحمر الشريان الهام للمواصلات الدولية بين الشرق والغرب , فهي بحكم موقعها الممتاز تسيطر على مدخله الجنوبي وتتحكم فيه , ولذلك عرفت لدى الكثيرين بأنها جبل طارق الشرق .
مصافي لتكرير
فبعد الحرب العالمية الثانية حل البترول بدلا من الفحم فكانت مستودعات التموين في عدن تتلقى من مصافي عبادان الايرانية بالدرجة الأولى . ولذل كان تعطيل العمل في مصافي بترول عبدان لمدة كبيرة خلال مرحلة النضال من أجل تأميم البترول الايراني وخاصة ما قامت به حركة مصدق من تأميم النفط في ايران عام 1952م , كان ذلك دافعا للمحتل البريطاني لبناء مصافي بترول في عدن ففي عام 1954م , وفي منطقة ” البريقة ” في عدن تم بناء مصافي البترول والتي كانت بطاقة انتاجية خمسة ملايين طن في العام الواحد .
وقد بنت هذه المصافي شركة البترول البريطانية ” برتش بتروليم ” التي تعمل باستخراج البترول في منطقة الخليج العربي و صرفت الشركة في عملية البناء 60 مليون جنية استراليني .
راعت الدوائر الاستعمارية البريطانية بتأسيسها لمصافي البريقة موقع مدينة عدن الاستراتيجي في أهم الطرق البحرية , الأمر الذي سهل عملية تموين البواخر بالوقود . أضافة إلى ذلك كان الانجليز يأملون بالحصول على البترول قرب عدن بعد أن بدا منذ عام 1938م الشركات الانجليزية ومن ثم الامريكية بالتنقيب عن النفط في جنوب اليمن وخاصة في حضرموت والمهرة.
فقد اعلن ” وست ” مدير شركة النفط الامريكية ” بان أمريكان ” في عام 1961م بقوله : ( أنه إذا لم يحدونا الأمل في الحصول على البترول في ثمود – منطقة بحضرموت – لما جئنا إلى هذه المنطقة , فإن عدن والمناطق التابعة لها في هذا القسم الجيولوجي اغني بالبترول من أراضي المملكة العربية السعودية وأراضي ومياه الخليج العربي ) .في عام 1962م كانت طاقة انتاج المصافي في عدن ما بين 6- 8 مليون طن .
ومن اجل الزيادة استخدمت الوسائل الحديثة والمتطورة وقتها ,أضافة إلى توسيع المصافي . وفي كل عام كانت تتجه إلى ميناء عدن ” 4500 ” باخرة لتتمون بأكثر من 2- 5 مليون طن من البترول .
ثالث ميناء
اعتبرت عدن من أكبر الموانئ العالمية الواقعة في أهم الطرق البحرية , ففي الخمسينيات من القرن المنصرم وسع ميناء عدن , فقد رست في مينائه في عام 1958م , ستة آلاف باخرة مقابل ألفى باخرة في عام 1938م , وحسب احصائيات الكتاب السنوى ” بورت أوف ايدن ” استقبل ميناء عدن من مارس 1959 حتي ابريل 1960 م , ” 5808 ” باخرة حمولتها ” 26 مليون و 265 ألف و 619 طن ” , و ” 1552″ سفينة ساحلية حمولتها ” 138 ألف و 996 ” طن .
كما مر بميناء عدم من ابريل 1960 حتى مارس 1961م , ” 6095 ” باخرة حمولتها ” 28 مليون و 623 ألف و 978 ” طن . و ” 1477 ” سفينة ساحلية حمولتها ” 132 ألف و 304 ” طن . وقد كان ميناء عدن الميناء الثالث بالنسبة للتفريغ والشحن في دول الكومونولث البريطاني بعد مينائي لندن وليفربول . وبحسب احصاءات عام 1962م , فقد استقبل ميناء عدن سنويا حوالي سبعة آلاف باخرة . ويمكن أن تقف في ميناء عدن وفي وقت واحد ” 22 ” باخرة بغاطس حتي ” 37 ” قدم , وست سفن بغاطس حتى ” 28 ” قدم .
شركات اجنبية
أعطى الموقع الجغرافي لعدن أهمية تجارية كبيرة ايضا وذلك لقربها من الطرق البحرية الهامة . وقد كانت أهم صادرات عدن البترول بعد تصفيته في مصافي البريقة , كذلك تصدير القطن والملح . ولا تعتبر عدن مركزا تجاريا هاما فحسب وانما ايضا مركزا حيويا كمنطقة حرة لإعادة تصدير البضائع القادمة من كثير من بلدان العالم لإرسالها إلى الجزيرة العربية وشرق افريقيا .
منذ عام 1889م , ادار ميناء عدن مجلس خاص كون من ممثلى مختلف الشركات الاجنبية وبالدرجة الأولى الشركات الانجليزية التي استغلت الميناء . وهذا المجلس لا يتبع حكومة عدن فقط ظهر كما لو انه دولة داخل الدولة – كما هو الحال اليوم من قبل المحتلين الجدد لعدن وجنوب اليمن – كما أن دخل الميناء لا يعتبر ضمن ميزانية عدن . فقد استولت الاحتكارات المشتركة في هذا المجلس على الدخل والايرادات , ولم تنشر اية معلومات عن هذا الدخل الذي تستولي عليه الاحتكارات .
قفاز الاستعمار
تؤكد الوثائق البريطانية ان الانجليز لم يكونوا يرغبون بالخروج من عدن مطلقا وكانت بالنسبة لهم منطقة حساسة واساسية . لهذا فقد شكلت عدن أهمية كبيرة للمحتل البريطاني واستخدمها في العديد من المهام والخدمات لمشروعه الاستعماري منها جعلها قاعدة عسكرية هامة وكمحطة تموين على الطرق البحرية العامة ومصافي لتكرير النفط وكميناء بحري كبير وقيام الشركات الاجنبية فيها وضرب الحركات التحررية والسيطرة على البحر الاحمر والبحر العربي والمحيط الهندي .
لهذا ندرك محاولة المحتل البريطاني التمسك بعدن حتى آخر يوم من جلائه من جنوب اليمن فقد كانت مدينة عدن أول مدينة يحتلها المستعمر البريطاني في جنوب اليمن في 19 يناير 1839م , واخر مدينة تخرج قواته منها في 29 نوفمبر 1967م , وذلك لأهميتها الاستراتيجية وموقعها الجغرافي الهام , فهذا يذكرنا بالمحتل العثماني الأول لليمن حينما كأن آخر منطقة يخرج منها هو ميناء المخا في 22 أكتوبر 1635م .
واليوم تشهد مدينة عدن محتلون جدد تستخدمهم الدوائر الاستعمارية الغربية وعلى رأسها امريكا وبريطانيا اشبه بقفاز لإعادة السياسة الاستعمارية البريطانية القديمة لتعود عبرهم لاحتلال ميناء عدن وجنوب اليمن وميناء المخا .
26 سبتمبر – علي الشراعي
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الانجلیزیة فی الطرق البحریة الخلیج العربی قاعدة عسکریة جنوب الیمن فی عام 1962م مدینة عدن قاعدة عدن میناء عدن فی منطقة عدن فی فی عدن
إقرأ أيضاً:
“زين” عزّزت ثقافة الاستدامة لدى موظّفيها
للعام الثاني على التوالي، أطلقت زين مُبادرة “أسبوع الاستدامة” الهادفة إلى تعزيز ثقافة الاستدامة لدى موظّفيها، وذلك عبر برنامجٍ حافلٍ بالأنشطة التوعوية والتثقيفية التي شهدت تفاعلاً رائعاً من قبل الموظفين من مُختلف قطاعات وإدارات الشركة وبمشاركة الإدارة التنفيذية.
هدفت هذه المُبادرة إلى تحقيق استراتيجية زين للاستدامة المؤسسية، وترسيخ روح الفريق الواحد، وإشراك الموظفين في مُبادرات الشركة المجتمعية للمُساهمة في خلق عالمٍ جميلٍ مُستدام، حيث تنظر زين إلى موظفيها على أنهم العامل الأهم في تحقيق أهدافها الاستراتيجية، ومن أهمها الوصول إلى أهداف التنمية المُستدامة.
انطلق “أسبوع الاستدامة” مع مُبادرة توعوية فريدة من نوعها لتنظيف الشاطئ باستخدام الروبوت الذكي BeBot بالتعاون مع الهيئة العامة للبيئة، حيث هدفت هذه الخطوة إلى استعراض فرص الاعتماد على التكنولوجيا لحماية البيئة الكويتية، وشارك فيها عدد من موظفي الشركة ورئيسها التنفيذي نواف الغربللي.
موظفو زين شاركوا بزراعة الأشجار في مقر الشركةويُعتبر جهاز الروبوت الذكي BeBot الأول من نوعه في الكويت، حيث قام بعملية تمشيط وتصفية الرمال، والكشف عن النفايات المدفونة والتقاطها، وجمع الأعشاب البحرية، وتسوية مساحات الشاطئ، بالإضافة إلى رفع الأحمال، وتم تصميمه بحيث يحمي الحياة النباتية والحيوانية أثناء عملية التمشيط، وهو يعمل بالكهرباء بشكلٍ كامل عبر استخدام الطاقة المُتجددة من خلال ألواح الطاقة الشمسية، مما لا ينتج عنه أي انبعاثات كربونية.
وشمل “أسبوع الاستدامة” أيضاً تنظيم العديد من ورش العمل التفاعلية لتعزيز المهارات المختلفة، منها ورشة حول الزراعة العضوية بالتعاون مع الناشطة البيئية عالية يونس، حيث شارك الموظفون في زراعة النباتات والأشجار في محيط الشركة، بالإضافة إلى ورش عمل حول المهارات الخضراء، وكيفية تبنّي نماذج الأعمال المُستدامة التي تُقلل من الاعتماد على الطاقة.
كما تم تنظيم ورشة عمل بالتعاون مع شريك زين الاستراتيجي أكاديمية CODED لاستعراض إحدى الحلول الرقمية المبتكرة التي تقوم بتحسين الأعمال وتنتج عنها كميات أقل من النفايات، وتعزيز ممارسات الأعمال المستدامة داخل زين.
إحدى ورش العمل لتعزيز المهارات الخضراءوشمل “أسبوع الاستدامة” أيضاً ورش عمل حول أساليب الري بكفاءة لتقليل صرف المياه، وتدوير المخلّفات وتحويلها إلى لوازم مكتبية، والتعريف بأساليب البستنة والتشجير التي تحقق أكبر قدر من الكفاءة، وغيرها من الأنشطة التوعوية.
كما تم تنظيم مسابقة خاصة للموظفين أصحاب السيارات الكهربائية للتشجيع على استخدام وسائل التنقل المستدامة، بالإضافة إلى استضافة الشركات الصغيرة والمتوسطة الصديقة للبيئة لتقديم منتجاتها وخدماتها للموظفين في مقر الشركة الرئيسي، والتعريف برسالتها وأهدافها.
وأتت هذه المبادرة تعزيزاً لركائز استراتيجية زين للاستدامة ونشر التوعية حولها، فقد سلطت الضوء على أهداف الشركة المستدامة وأهمية دور كل فرد من أفراد عائلة زين في تحقيقها، وقد شكّلت الأنشطة والبرامج التفاعلية فرصة لكل موظف للتعرف أكثر عن مفهوم الاستدامة والمشاركة في أنشطة مع زملائهم خارج بيئة العمل.
من إحدى الجلساتوقامت زين بوضع أهداف لتخفيض بصمتها الكربونية، وتهدف الشركة إلى الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول العام 2050 لتقليل آثارها على البيئة، ولهذا تستمر زين بالبحث عن التقنيات الثورية الحديثة مثل تقنية 5.5G والذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة لتسهم في تقليل البصمة البيئية الناتجة عن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وضمن جهودها لتفعيل استراتيجيتها للاستدامة المؤسسية، قامت زين مؤخّراً باستبدال المظلّات الخارجية بمواقف السيارات في مقرها الرئيسي بألواح الطاقة الشمسية، وهو ما يُعزّز من استخدام الطاقة النظيفة للإسهام بتشغيل مباني الشركة وتخفيض انبعاثاتها الكربونية.
المصدر بيان صحفي الوسومثقافة الاستدامة زين