دخلت هيئة تحرير الشام العاصمة دمشق، في صباح يوم الأحد، 8 ديسمبر 2024، بعد معارك حاسمة، مما أنهى أكثر من عقدين من حكم بشار الأسد، الذي تولى السلطة في عام 2000 بعد وفاة والده حافظ الأسد، ومع سقوط نظام بشار الأسد، أثيرت تساؤلات حول رمزية وجود صورة بشار الأسد على العملة السورية ومصيرها في ظل التحولات الجديدة.

بشار الأسد.. 24 عامًا من الحكم

وبعد وفاة حافظ الأسد عام 2000، ورث بشار الحكم في ظل تعديل دستوري سريع مكّنه من تولي المنصب رغم صغر سنه. خلال السنوات الأولى، بدا أن بشار يميل إلى الإصلاحات الاقتصادية والانفتاح، لكنه سرعان ما كرّس سياسات القمع والاستبداد، واندلعت الثورة السورية في عام 2011، لتحول حكم الأسد إلى مواجهة دموية مع معارضيه، استمرت 13 عامًا وشهدت دمارًا واسعًا للبلاد، أدى إلى سقوط دمشق أخيرًا في يد المعارضة المسلحة.

الليرة السوريةالعملة السورية وصورة الأسد الأب

ولطالما كانت صور حافظ الأسد وبشار الأسد رمزًا للنظام السوري، وظهرت على العملات الورقية والمعدنية منذ توليهما السلطة. لكن في عام 2015، أثار طرح ورقة نقدية جديدة من فئة الألف ليرة الجدل بعد إزالة صورة حافظ الأسد واستبدالها بمشهد تاريخي لمدرج بصرى الشام، وهذا القرار الذي تم بالتزامن مع تصاعد الضغوط على النظام داخليًا وخارجيًا، أثار استياء الموالين للنظام، الذين اعتبروه خيانة لتراث "القائد الخالد"، ورُبطت إزالة الصورة بتوجيه مباشر من بشار الأسد نفسه.

هل ستتغير صورة بشار الأسد الآن؟

ومع سقوط نظام الأسد، من المتوقع أن تتغير العملة السورية لتكون أكثر حيادية وتعكس مرحلة جديدة في تاريخ البلاد، ولكن عملية تغيير التصميم ليست مجرد إجراء فني، بل هي قرار سياسي يعكس رمزية التحولات الحاصلة.

العملة كرمز للسلطة: وجود صورة الأسد على العملة لطالما كان دلالة على هيمنة النظام. إزالة هذه الصورة تعني انقطاع الصلة بالنظام السابق.المعارضة وقراراتها: من المتوقع أن تقوم قوى المعارضة بإزالة صور بشار الأسد عن جميع الفئات النقدية، بما في ذلك الأوراق والقطع المعدنية.إعادة صياغة الهوية الوطنية: قد تسعى القوى الحاكمة الجديدة إلى وضع رموز وطنية تمثل جميع السوريين، مثل معالم تاريخية أو شخصيات وطنية جامعة.تاريخ العملة السورية وصورهافي عهد حافظ الأسد

ظهرت صورة حافظ الأسد لأول مرة على الأوراق النقدية من فئة 1000 ليرة في الثمانينيات. أصبحت صورته رمزًا للسلطة، تعززت من خلال سياسات التأليه التي مارستها وسائل الإعلام الرسمية.

الليرة السورية في عهد حافظ الأسد حتى 2015في عهد بشار الأسد

وخلال حكم بشار الأسد، استمرت صور والده بالظهور على العملة، بينما ظهرت صورته الشخصية على بعض الفئات، أبرزها فئة 2000 ليرة التي تم إصدارها في عام 2017.

الجدل حول الإزالة

وفي 2015، عندما أُزيلت صورة حافظ الأسد من فئة الألف ليرة، انقسم السوريون بين مؤيد للتغيير ورافض له، حيث رأى البعض أن ذلك تراجع عن تقديس "رموز الوطن"، بينما رآه آخرون بدايةً للتخلي عن الهيمنة الأسدية على الرموز الوطنية.

الاقتصاد السوري تحت الضغط

ومع انهيار النظام السوري، يتوقع الخبراء أن تواجه البلاد تحديات اقتصادية هائلة:

العملة المهترئة: العملة السورية تعاني بالفعل من اهتراء مادي ورمزي، حيث فقدت قيمتها بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة.الليرة في الحضيض: سعر صرف الدولار قفز إلى مستويات غير مسبوقة، حيث بلغ 22 ألف ليرة في دمشق و36 ألف ليرة في حلب يوم 8 ديسمبر 2024.إعادة الإصدار: قد تضطر السلطات الجديدة إلى إصدار عملة جديدة كليًا لاستعادة الثقة بالنظام المالي.الرمزية السياسية لإزالة صورة الأسد

إزالة صورة الأسد من العملة السورية ستكون خطوة رمزية لإزالة إرث النظام السابق:

مرحلة جديدة: العملة الجديدة قد تحمل رموزًا وطنية جامعة مثل معالم تاريخية أو شخصيات وطنية تعبر عن وحدة الشعب.الهوية الوطنية: هذه الخطوة تعزز توجهات الحكومة الجديدة نحو بناء دولة تعتمد على الشراكة والتعددية.الليرة كمرآة للتغيير

وبينما تتطلع سوريا إلى مرحلة ما بعد الأسد، ستكون العملة السورية شاهدة على التحولات الجذرية في البلاد. إزالة صورة بشار الأسد، كما حدث مع والده من قبل، ستكون إحدى الخطوات البارزة لتأكيد القطيعة مع الحقبة الماضية، وستكشف الأيام المقبلة كيف ستعيد سوريا صياغة رموزها الوطنية وهويتها الاقتصادية في ظل التحديات التي تواجهها.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: بشار الأسد الليرة السورية سقوط نظام بشار الأسد هيئة تحرير الشام دمشق الليرة السورية 2024 المعارضة السورية الليرة سقوط دمشق 2024 العملة السوریة بشار الأسد حافظ الأسد إزالة صورة صورة الأسد لیرة فی فی عام

إقرأ أيضاً:

رويترز: تحذيرات غربية للإدارة السورية الجديدة من تعيين مقاتلين أجانب في الجيش

كشفت وكالة "رويترز"، الجمعة، عن توجيه مبعوثين غربيين تحذيرات إلى الإدارة السورية الجديدة من تعيين شخصيات أجانب في مناصب عسكرية عليا في سوريا، مشيرين إلى أن ذلك يشكل "مصدر قلق أمني".

ونقلت الوكالة عن مصدرين وصفتهما بـ"المطلعين"، أن التحذير المشار إليه وجهه مبعوثين أمريكيين وفرنسيين وألمان، لفتوا إلى أن هذا التوجه "يسيء لصورتهم في محاولتهم إقامة علاقات مع دول أجنبية".

وبحسب مسؤول أمريكي نقلت "رويترز" عنه، فإن المبعوث الأمريكي دانييل روبنشتاين وجه هذا التحذير إلى قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع خلال لقاء جمعهما في القصر الرئاسي بالعاصمة دمشق، الأربعاء الماضي.


وأشارت الوكالة إلى أن التحذير يأتي إطار الجهود الغربية لدفع قادة سوريا الجدد لإعادة النظر في هذه الخطوة، في حين قال المسؤول الأمريكي إن "هذه التعيينات لن تساعدهم في الحفاظ على سمعتهم في الولايات المتحدة".

وفي السياق ذاته، أثار وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو ونظيرته الألمانية وأنالينا بيربوك قضية تعيين المقاتلين الأجانب خلال زيارتهما إلى العاصمة دمشق الأسبوع الماضي، ولقائهما مع الشرع في قصر الشعب بدمشق.

ونهاية كانون الأول /ديسمبر الماضي، أصدر الشرع أول قرار بترفيع عدد من الضباط في القوات المسلحة، بعد سقوط نظام بشار الأسد.

وشمل القرار ترفيع خمسة ضباط إلى رتبة عميد، و42 ضابطا إلى رتبة عقيد، بينهم أسماء غير سورية، كانت ضمن الفصائل المعارضة لنظام بشار الأسد.

ونوه الشرع في القرار إلى أن هذه الترفيعات جاءت "استنادا للمصالح الوطنية العليا ومقتضيات العمل العسكري".

وكان الشرع ألمح خلال تصريح سابق إلى التوجه نحو تجنيس المقاتلين الأجانب في صفوف الثوار، وقال  إن "جرائم النظام أدت إلى الاعتماد على المقاتلين الأجانب"، مؤكدا أنهم يستحقون المكافأة على مساندة الشعب السوري، بعدما شاركوا في الثورة وساهموا في إسقاط بشار.


وقال "لا نملك سجلا لعددهم، ومع ذلك، إذا أخذنا في الاعتبار أن الأشخاص الذين كانوا في بلد آخر لمدة أربع أو خمس سنوات يحصلون على الجنسية، فيجب أن يكون ذلك خارج نطاق المستحيلات ويمكن دمجهم في المجتمع السوري، إذا كانوا يحملون نفس أيديولوجية وقيم السوريين".

وفجر الأحد 8 كانون الأول/ ديسمبر، دخلت فصائل المعارضة السورية إلى العاصمة دمشق، وسيطرت عليها مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكم نظام حزب البعث، و53 عاما من حكم عائلة الأسد.

وجرى تكليف المهندس محمد البشير، وهو رئيس حكومة الإنقاذ التي كانت تدير إدلب، بتشكيل حكومة لإدارة شؤون البلاد في المرحلة الانتقالية، إلى غاية الأول من شهر آذار/ مارس المقبل.

مقالات مشابهة

  • إهداء من ميسي إلى حافظ الأسد يثير الغضب في سوريا .. فما القصة؟
  • هدية ميسي لحافظ الأسد تثير غضب السوريين  
  • رويترز: تحذيرات غربية للإدارة السورية الجديدة من تعيين مقاتلين أجانب في الجيش
  • إحداها لا تخطر على بال.. جرائم بشار الأسد قبل أن يصبح رئيساً
  • نجل رئيس وزراء سوري سابق يكشف جرائم بشار الأسد قبل توليه السلطة
  • الحرس الثوري: مصير بشار الأسد تحدد على الأرض
  • وثائق تنشر للمرة الأولى تكشف مراقبة حافظ الأسد لنجله بشار خلال دراسته في بريطانيا
  • وثائق مخابراتية سرية تكشف موقف حافظ الأسد من زواج بشار وأسماء الأخرس
  • "سهرة لندن".. وثائق تزعم دورا سريا لأسماء الأسد قبل الزواج
  • تفاصيل كاملة.. كيف نقل نظام بشار الأسد الأموال من دمشق لموسكو؟