عاجل - "دموع الفرح وأغاني الأمل".. فنانو سوريا يحتفلون بحرية الوطن بعد سنوات من الألم
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
شهدت منصات التواصل الاجتماعي تفاعلات واسعة من قبل الفنانين السوريين، الذين عبّروا عن مشاعرهم المختلطة بين الفرح والأمل والترقب، عقب إعلان فصائل المعارضة المسلحة سيطرتها على العاصمة دمشق ومغادرة الرئيس بشار الأسد إلى وجهة غير معروفة. جاءت تعليقات الفنانين لتؤكد تطلعهم إلى مرحلة جديدة لسوريا، عنوانها الحرية وإعادة البناء.
شاركت الفنانة أصالة نصري، المعروفة بمواقفها السياسية الصريحة، مجموعة من التغريدات المؤثرة على منصة "إكس" (تويتر سابقًا). وكتبت: "سوريا الحلوة صارت حرّه ورح تتعمّر ورح تحلى وترجع أحلى بإيدين طيبة مابتفكر بالانتقام وبتشوف بكرة الأحلى".
وأضافت في تغريدة أخرى: "كلنا إيد بإيد نزين بالحب، بالتعايش، بالتسامح، سوريا الكبرى، سوريا الطيبة، سوريا الحلوة".
سامي المصري: "أخيرا حقدر أشوفك يا أمي"بدموع الفرح، ظهر الفنان سامي المصري في مقطع فيديو مؤثر قال فيه: "استنيني يا أمي، أخيرا حقدر أشوفك يا أمي بعد 14 سنة".
وتابع بغصة مشبوبة بالأمل: "مبروك عاشت ايديكم يا أبطال، مبروك أهل سوريا، مبروك لكل شاب اتغرب، ولكل طفل وبنت من سوريا اتغربت، ولكل الشهداء الذين ضحوا بدمهم الطاهر من أجل سوريا لتعيش هذه اللحظة. جايك يا أمي".
يارا صبري: "خلص الأبد"الفنانة يارا صبري، التي اشتهرت بمواقفها المعارضة للنظام، علقت على الأحداث بالقول: "خلص الأبد، مبارك لنا جميعا، وسوريا العظيمة ليست حكرا على شخص ولا أحد، سوريا لكل السوريين".
أيمن زيدان: "وداعا ثقافة الخوف"في تعليق فلسفي عاطفي، كتب الفنان أيمن زيدان عبر "فيسبوك": "أقولها بالفم الملآن كم كنت واهما… ربما كنا أسرى لثقافة الخوف.. أو ربما خشينا من التغيير لأننا كنا نتصور أن ذلك سيقود إلى الدم والفوضى".
وأضاف: "لكن ها نحن ندخل مرحلة جديدة برجال أدهشنا نبلهم في نشر ثقافة التسامح والرغبة في إعادة لحمة الشعب السوري… شكرا لأنني أحس أنني شيعت خوفي وأوهامي… بشجاعة أعتذر مما كنت أراه وأفكر فيه".
أمل عرفة: "الصباح من دمشق غير"عبرت الفنانة أمل عرفة عن فرحتها بالقول: "الصباح من دمشق بهذا التاريخ غير… له مذاق ما عرفناه منذ عمري!! مبروك سوريا الجديدة".
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: بشار الأسد سقوط نظام الأسد سوريا بعد الأسد سقوط العاصمة دمشق
إقرأ أيضاً:
دموع الفخر في ميدان السبعين .. شهادة حيّة من قلب المليونية اليمنية
مبارك حزام العسالي
لم أتمالك دموعي وأنا أعيش لحظات الحشود المليونية التي ملأت ميدان السبعين اليوم. لم تكن مجرد أعداد غفيرة رأيتها عبر الشاشات، بل كنت هناك، في قلب هذا السيل البشري الهادر، أستشعر عمق الإيمان وصلابة الموقف وعظمة الانتماء. كان مشهداً حيّاً يختزل في طياته معاني العزة والكرامة، ويؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن من يمتلك شعباً بهذه الروح الوثابة والإرادة الصلبة، لهو عصيّ على الانكسار، مهما تكالبت عليه قوى الشر والطغيان.
إن هذا الشعور العميق بالتأثر والفخر الذي غمرني وأنا جزء من هذا المشهد المهيب، لم يكن وليد اللحظة، بل هو نتاج إدراك عميق لدلالات هذه المليونية المهيبة التي حملت عنواناً واضحاً وصريحاً: “جهاد وثبات واستبسال.. لن نترك غزة”. لقد خرج هذا الشعب اليمني الأبيّ ليقول كلمته الفصل في وجه العدوان الأمريكي السافر على أرضه، عدوانٍ يستهدف ثنيه عن واجبه الأخلاقي والإنساني والقومي تجاه قضية فلسطين، وتجاه إخوانه المحاصرين في غزة.
إنها رسالة مدوية انطلقت من قلب اليمن الصامد، وشهدتُ بنفسي كيف ارتفعت حناجر الملايين بها، لتصل إلى أرجاء المعمورة، مفادها أن هذا الشعب، ورغم ما يعانيه من تحديات وصعاب، ورغم سنوات الحصار والعدوان، لم ولن يتخلى عن قيمه ومبادئه، ولن يتوانى عن نصرة المظلومين والوقوف إلى جانب الحق. لقد تجسدت أمامي في هذه الحشود روح التضحية والفداء، والإصرار على المضي قدماً في طريق الجهاد والثبات، مهما بلغت التضحيات.
إن خروج هذه الملايين المؤمنة في هذا التوقيت بالذات، يحمل دلالات بالغة الأهمية وشعرت بها وأنا أقف بينهم. فهو أولاً، تعبير صادق عن الغضب الشعبي العارم تجاه العدوان الأمريكي الغاشم الذي يستهدف سيادة اليمن وأمنه واستقراره. وهو ثانياً، تأكيد لمسته في عيون الحاضرين على أن هذا العدوان لن يحقق أهدافه الخبيثة في إضعاف إرادة اليمنيين أو ثنيهم عن دعم قضية غزة العادلة. بل على العكس، فإن هذه الاعتداءات لن تزيدهم إلا صلابة وعزيمة وإصراراً على مواصلة طريق المقاومة والنصرة.
إن هذا المشهد المهيب في ميدان السبعين الذي كنت جزءاً منه يبعث برسالة أمل وتفاؤل إلى الأمة العربية والإسلامية جمعاء. إنه يذكرنا بأن جذوة العروبة والإسلام لا تزال متقدة في قلوب الأحرار، وأن هناك شعوباً لا ترضى بالضيم ولا تستسلم للظلم، بل تنتفض في وجه الطغاة وتعلنها صريحة مدوية: لن نتخلى عن إخواننا، ولن نخذل قضيتنا.
إن اليمن، بهذه المليونية المباركة التي تشرفت بحضورها، يسطر فصلاً جديداً في تاريخ العزة والإباء. إنه يثبت للعالم أجمع أن لديه شعباً عظيماً، شعباً يمتلك من الوعي والإيمان والصلابة ما يجعله قادراً على مواجهة أعتى التحديات ودحر أخبث المؤامرات. شعباً كهذا، حقاً لا يمكن أن يُهزم، لأنه يستمد قوته من إيمانه بالله، ومن وحدته وتلاحمه التي رأيتها بأم عيني، ومن إصراره على الدفاع عن الحق والعدل.
فالتحية لليمن، شعباً وقيادة، على هذا الموقف الشجاع والتاريخي. والتحية لهذه الحشود المليونية التي كنت واحداً منها وأثبتت للعالم أجمع أن اليمن سيبقى سنداً وعوناً لفلسطين وغزة، وأن العدوان لن يزيده إلا قوة وثباتاً على الحق. إن دموعي التي انهمرت فرحاً وفخراً بهذا المشهد العظيم، هي دموع أمة تستمد العزيمة والأمل من صمود هذا الشعب الأبيّ. فمن يمتلك شعباً بهذه العظمة، حقاً لا يمكن أن تغلبه قوى الأرض مجتمعة.
* المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب