قال رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي هيرتسي هاليفي، اليوم الأحد، إن القوات الإسرائيلية منخرطة الآن في "أربع جبهات" نتيجة عمليات جديدة على الحدود مع سوريا ومرتفعات الجولان.

جاءت تعليقات هاليفي، التي أدلى بها أمام مجندين جدد، بعد أن نشرت إسرائيل جنودا في منطقة عازلة منزوعة السلاح في مرتفعات الجولان، بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد من جانب فصائل مسلحة معارضة.

وسيطرت القوات الإسرائيلية، يوم الأحد، أيضا على الجانب السوري من جبل الشيخ في مرتفعات الجولان.

وأوضح هاليفي أن "القوات البرية تخوض معارك على أربع جبهات: ضد الإرهاب في الضفة الغربية، وفي غزة، وفي لبنان، وفي الليلة الماضية قمنا بنشر قوات داخل الأراضي السورية".

وصرّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في وقت سابق بأن الأوامر صدرت للقوات بالتمركز "في المنطقة العازلة وعدة أماكن أخرى ضرورية لمهام الدفاع."

وأضاف نتنياهو: "لن نسمح لأي قوة معادية بأن تتمركز على حدودنا"، مشددا على أن إسرائيل مهتمة بإقامة "علاقات حسن جوار" مع سوريا.

وفي سياق متصل، قالت القناة 13 الإسرائيلية، إن الجيش الإسرائيلي يدرس استمرار التوغل في الأراضي السورية لتوسيع المنطقة العازلة في الجولان.

وكانت إسرائيل قد استولت على مرتفعات الجولان من سوريا خلال حرب عام 1967، إلا أنه لم يتم الاعتراف بهذا الاحتلال دوليا، باستثناء الولايات المتحدة.

وشهدت سوريا تطورات دراماتيكية فجر الأحد، مع إعلان قوات المعارضة السورية دخولها العاصمة دمشق، ومغادرة الرئيس بشار الأسد البلاد بعد أن ترك منصبه مع إعطاء التعليمات بإجراء عملية نقل السلطة سلميًا وفقًا لما أعلنته وزارة الخارجية الروسية.

من جانبه، أعلن رئيس الحكومة السورية محمد الجلالي استعداده للتعاون مع أي قيادة يختارها الشعب السوري.

وأضاف الجلالي في كلمة بثها عبر “فيسبوك” الأحد: “هذا البلد يستطيع أن يكون دولة طبيعية تبني علاقات طيبة مع الجوار ومع العالم.. نحن مستعدون لتقديم كل التسهيلات الممكنة للقيادة التي يختارها الشعب”.

فيما أصدر قائد "هيئة تحرير الشام"، أحمد الشرع الملقب بـ"أبو محمد الجولاني"، الأحد، بيانًا طالب فيه قواته في مدينة دمشق بعدم الاقتراب من المؤسسات العامة، مشيراً إلى أنها “ستظل تحت إشراف رئيس الوزراء محمد غازي الجلالي حتى يتم تسليمها رسمياً.

وفي أول مقابلة تليفزيونية رسمية معه، أكد الجولاني أن الأقليات في سوريا ستحظى بالحماية، لافتًا إلى أن البلاد ملك لجميع السوريين.

ودعا السوريين أيضاً إلى "حماية كافة المؤسسات الحكومية".

وأصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانًا، قالت فيه إن البلاد تتابع باهتمام كبير التغير الذي شهدته الجمهورية العربية السورية الشقيقة، مؤكدة وقوفها إلي جانب الدولة والشعب السوري ودعمها لسيادة سوريا ووحدة وتكامل أراضيها.

ودعت الخارجية المصرية في بيان لها جميع الأطراف السورية بكافة توجهاتها إلي صون مقدرات الدولة ومؤسساتها الوطنية، وتغليب المصلحة العليا للبلاد، من خلال توحيد الأهداف والأولويات وبدء عملية سياسية متكاملة وشاملة تؤسس لمرحلة جديدة من التوافق والسلام الداخلي، واستعادة وضع سوريا الإقليمي والدولي.

وأكدت مصر في هذا السياق استمرارها في العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل علي إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار ودعم العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري الشقيق.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: سوريا إسرائيل الجولان المزيد المزيد الشعب السوری

إقرأ أيضاً:

6 أسئلة حول الجولان السوري والمنطقة العازلة التي احتلتها إسرائيل

بعد إسقاط فصائل المعارضة السورية لنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد الأحد الماضي، بادرت إسرائيل لوسيع رقعة احتلالها لمرتفعات الجولان وتوغلت في المنطقة الحدودية العازلة.

وعلى لسان رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، أعلنت إسرائيل "انهيار" اتفاقية فك الاشتباك لعام 1974، التي أقيمت على أساسها هذه المنطقة.

وفي الأيام الماضية أعلنت إسرائيل الدفع بقوات كبيرة إلى الحدود لمنع المعارضة السورية من الوصول إليها، وبررت "انهيار الاتفاقية" بانسحاب الجيش السوري من مواقعه.

وقال نتنياهو "نعمل بالدرجة الأولى على حماية حدودنا. لقد انهارت اتفاقية فك الاربتاط بترك الجنود السوريين لمواقعهم".

وفي خطاب باللغة العبرية قال نتنياهو "أوعزت إلى الجيش بالاستيلاء على المنطقة العازلة والمواقع المجاورة لها، ولن نسمح لأي قوة معادية بالتموضع على حدودنا".

لكن في بيانه باللغة الإنجليزية تحدث نتنياهو عن وجود مؤقت لا احتلال، إذ قال "في الليلة الماضية انهارت الاتفاقية، فقد تخلى الجيش السوري عن مواقعه".

وتابع "أصدرنا الأوامر للجيش بالاستيلاء على هذه المواقع، لضمان عدم تمركز أي قوة معادية بالقرب من حدود إسرائيل. وهذا موقف دفاعي مؤقت إلى أن يتم التوصل إلى ترتيب مناسب".

1 فماهي ما اتفاقية 1974؟

تم توقيع اتفاقية فصل القوات بين سوريا وإسرائيل بجنيف السويسرية في 31 مايو/ أيار 1974، بحضور ممثلين عن الأمم المتحدة والاتحاد السوفيتي (سابقا) والولايات المتحدة، وأنهت حرب 6 أكتوبر/ تشرين الأول 1973 وفترة استنزاف أعقبتها على الجبهة السورية.

إعلان

وبموجب الاتفاقية، تم إنشاء خطين فاصلين، إسرائيلي (باللون الأزرق) وسوري (باللون الأحمر)، وبينهما المنطقة العازلة.

وفي المنطقة العازلة تتولى القوات التابعة للأمم المتحدة "يوندوف" مهمة مراقبة تنفيذ الاتفاقية، على أن تكون المنطقة تحت السيادة السورية.

وتنص الاتفاقية كذلك على أن تتوليى "يوندوف" المحافظة على وقف إطلاق النار، والتأكد من أنه يراعى بدقة، وتشرف على الاتفاقية والبروتوكول الملحق بها بشأن مناطق الفصل والتحديد.

و"في قيامها بمهمتها، تتقيد (القوة الأممية) بالقوانين والأنظمة السورية المطبقة بصورة عامة، ولن تعرقل عمل الإدارة المدنية المحلية"

كما "ستتمتع بحرية الحركة والاتصال والتسهيلات الأخرى الضرورية لمهمتها، وستكون متحركة ومزودة بأسلحة فردية ذات صفة دفاعية، ولن تستخدم هذه الأسلحة إلا دفاعا عن النفس".

و"تكون قوة مراقبي فصل القوات التابعة للأمم المتحدة تحت سلطة مجلس الأمن، وتقوم بأعمال تفتيش بموجب الاتفاقية وتقدم تقارير عنها إلى الأطراف على أساس منتظم، وبتكرار لا يقل عن مرة كل خمسة عشر يوما"

جانب من التواجد الإسرائيلي في الجولان السوري المحتل
(الفرنسية) 2- ما قوام القوة الأممية؟

استنادا إلى الموقع الإلكتروني لقوة مراقبة فض الاشتباك، فإنه في أغسطس/ آب 2024، بلغ عدد أفرادها 1309، هم 1117 جنديا و59 ضابطا و133 مدنيا.

ويشير إلى أن أكثر 10 دول مساهمة في القوة هي: نيبال (451) وأوروغواي (211) والهند (201) وفيجي (149) وكازاخستان (140) وغانا (5) وبوتان (4) وجمهورية التشيك (4) وإيرلندا (4) وزامبيا (3).

3- ما المنطقة العازلة؟

وفق موقع "يوندوف"، فإن المنطقة العازلة "يبلغ طولها أكثر من 75 كيلومترا ويتراوح عرضها بين نحو 10 كيلومترات في الوسط و200 متر في أقصى الجنوب".

وذكر أن التضاريس جبلية، ويهيمن عليها في الشمال جبل الشيخ على ارتفاع 2814 مترا.

إعلان

وعلى كل جانب من المنطقة الفاصلة توجد منطقة حدود بها ثلاث مناطق: منطقة من 0 إلى 10 كيلومترات من المنطقة الفاصلة، ومنطقة من 10 إلى 20 كيلومترا من المنطقة الفاصلة، ومنطقة من 20 إلى 25 كيلومترا من المنطقة الفاصلة، وفق الموقع.

وتقوم قوة الأمم المتحدة، بدعم من مجموعة مراقبي هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة في الجولان، بتفتيش ومراقبة هذه المناطق الفاصلة بشكل مستمر، للتأكد من مراعاة القيود المتفق عليها في الأسلحة والقوات.

و"تظل مسؤولية الحكم والشرطة في المنطقة الفاصلة على عاتق الدولة المضيفة، على الرغم من وجود مجموعات مسلحة مختلفة داخل المنطقة"، حسب موقع القوة الأممية.

4- هل تضم المنطقة قرى سورية؟

حسب خريطة منشورة على موقع القوة الأممية، "تتواجد في المنطقة الفاصلة العديد من القرى أبرزها: طرنجة، جباتا الخشب، أوفانيا، مدينة بعث، حميدية، القنيطرة، بئر العجم، بريقه، الأصبح، الرفيد، الصمدانية الغربية، القحطانية".

والأحد، أنذر الجيش الإسرائيلي سكان قرى أوفانيا والقنيطرة والحميدية والصمدانية الغربية والقحطانية بعدم مغادرة منازلهم بعد أن أشار إلى وجود جنوده في هذه المناطق.

5- مَن هم سكان الجولان؟

احتلت إسرائيل هضبة الجولان السورية في حرب 5 يونيو/ حزيران 1967، وأعلنت لاحقا ضمها إليها في خطوة لا يعترف بها المجتمع الدولي.

وتقول وزارة الخارجية السورية على موقعها الإلكتروني، إن مساحة المنطقة المحتلة من الجولان تبلغ 1150 كيلومترا مربعا، وتشمل 137 قرية و112 مزرعة، إضافة إلى مدينتي القنيطرة وفيق.

وتشير إلى أن عدد المستوطنات في الجولان 45 مستوطنة منتشرة على أنقاض القرى العربية السورية التي دمرتها إسرائيل.

وفي 14 ديسمبر/ كانون الأول 1981، أقر الكنيست الإسرائيلي ما يُسمى "قانون الجولان"، وهو قرار بضم الهضبة المحتلة، وتم بموجبه "فرض القانون والقضاء والإدارة الإسرائيلية على الجولان".

إعلان

لكن مجلس الأمن الدولي رد بسرعة على هذه الخطوة بإصدار قراره رقم 497، في 17 ديسمبر 1981، والذي أكد فيه أن قرار إسرائيل ضم الجولان "لاغيا وباطلا وليس له أي أثر قانوني على الصعيد الدولي"، مطالبا تل أبيب بإلغائه.

وفي 25 مارس/ آذار 2019، وقع الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترامب مرسوما اعترفت بموجبه الولايات المتحدة بهضبة الجولان المحتلة جزءا من حليفتها إسرائيل.

ويقدر عدد سكان مرتفعات الجولان السورية المحتلة بنحو 40 ألفا، أكثر من نصفهم من المواطنين الدروز والبقية مستوطنون إسرائيليون.

وترفض قطاعات كبيرة من المواطنين الدروز الخدمة في الجيش الإسرائيلي.

6- ما أهمية الجولان لإسرائيل؟

تقول وزارة الخارجية الإسرائيلية على موقعها الإلكتروني "تنبع الأهمية الاستراتيجية للمنطقة من موقعها المطل على منطقة الجليل الإسرائيلية، وأنها تزود بحيرة طبريا (بحر الجليل)، المصدر الرئيسي للمياه لإسرائيل، بثلث مياهها".

وجاء في دراسة لمعهد ٍإسرائيلي صدرت عام 2019  "توفر الهضبة الاستراتيجية مزايا دفاعية لا تقدر بثمن وتعزز قوة الردع الإسرائيلية".

وأضافت أن "مرتفعات الجولان عبارة عن هضبة صخرية يراوح ارتفاعها في الغالب بين 1000 و1200 متر، وتبلغ مساحتها الإجمالية 1800 كيلومتر مربع إلى الشمال الشرقي من إسرائيل، ويمثل نهر الأردن وبحر الجليل حدودها الغربية، ويمثل نهر اليرموك نهايتها الجنوبية، ويحدها خط مستجمعات المياه من الشرق.

و"يمثل جبل الشيخ الطرف الشمالي للمرتفعات. ويوفر الجبل وسيلة ممتازة لمراقبة المنطقة بأكملها حتى دمشق، التي تبعد نحو 60 كيلومترا فقط إلى الشرق، وحتى خليج حيفا على البحر الأبيض المتوسط ​​إلى الغرب، وتسيطر مرتفعات الجولان على وادي نهر الأردن، والجليل الإسرائيلي إلى الغرب منه، والمداخل المؤدية إلى دمشق إلى الشرق منه"، وفق المعهد.

إعلان

واعتبرت  "سيطرة إسرائيل على إحدى قمم جبل الشيخ في شمال الجولان توفر لها أيضا قدرات مذهلة في جمع المعلومات الاستخبارية، فهي تمكن من استخدام المراقبة الإلكترونية في عمق الأراضي السورية، مما يوفر لإسرائيل القدرة على الإنذار المبكر في حالة وقوع هجوم وشيك".

ورأى المعهد أن "قرب الجولان من دمشق له قيمة ردع هائلة، لأنه يضع العاصمة، المركز العصبي للنظام السوري، في متناول القوة العسكرية الإسرائيلية بسهولة".

مقالات مشابهة

  • 6 أسئلة حول الجولان السوري والمنطقة العازلة التي احتلتها إسرائيل
  • إسرائيل تحتل المنطقة العازلة.. الجولان السوري في 6 أسئلة
  • رئيس مجلس الشعب السوري: إعلان نتنياهو ضم الجولان لبلاده باطل بكل المقاييس
  • رئيس مجلس الشعب السوري: نؤيد إرادة الشعب نحو بناء سوريا جديدة
  • إعلام عبري: إسرائيل استهدفت 100 موقع في سوريا بعد سقوط النظام.. وكانت تفضّل استمرار الأسد
  • حماس تبارك للشعب السوري "تحقيق تطلعاته" وتدعو إلى لحمة وطنية
  • حماس تبارك للشعب السوري تحقيق تطلعاته وتدعو إلى لحمة وطنية
  • بالفيديو.. ماذا تخطط إسرائيل بعد سقوط نظام الأسد؟
  • إخوان الأردن يباركون انتصار ثورة الشعب السوري وسقوط نظام الأسد
  • الدفاع المدني السوري: نبحث عن احتمال وجود أقبية سرية بسجن صيدنايا