عاجل - كواليس وأسباب تخلي إيران عن بشار الأسد (التفاصيل الكاملة)
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
بعد أكثر من عقد على اندلاع الثورة السورية، يشهد المشهد السوري تحولات دراماتيكية إثر سقوط نظام الرئيس بشار الأسد الذي ظل لسنوات مدعومًا من قِبل إيران، القوة الإقليمية التي كانت الحليف الأبرز له، ومع سقوط دمشق في يد المعارضة المسلحة، ظهرت ملامح تراجع الدعم الإيراني، ما يشير إلى انقسام محتمل في التحالف الاستراتيجي الذي ساعد الأسد على البقاء في السلطة طوال فترة الصراع.
وكانت إيران الداعم الأكبر لنظام الأسد منذ بداية الأزمة السورية في 2011. قدمت طهران دعمًا عسكريًا من خلال إرسال الحرس الثوري الإيراني ومستشارين عسكريين إلى سوريا، إضافة إلى دعم من حزب الله اللبناني، وهو ما ساهم في بقاء الأسد على رأس السلطة.
وشهدت العلاقة بين الجانبين توترات متزايدة في السنوات الأخيرة، خاصة بعد أن بدأت دمشق تتخذ خطوات لتقليل الاعتماد على الدعم الإيراني، بما في ذلك إعادة هيكلة التحالفات العسكرية والاقتصادية.
دلائل تراجع النفوذ الإيراني في سورياإغلاق المؤسسات الإيرانية
وأغلقت الحكومة السورية عددًا من المؤسسات التعليمية والثقافية التي تديرها إيران، مثل المدارس التي كانت تُستخدم لتعزيز النفوذ الثقافي الإيراني في البلاد. وأثار هذا الإجراء استياء طهران، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "ذا سبيكتاتور" البريطانية.
تقليص التواجد الإيراني
كما لوحظت مظاهر عدم الترحيب بالدبلوماسيين الإيرانيين في دمشق، مع تضييق منح الإقامات للمواطنين الإيرانيين وتقليل موافقات استئجار العقارات في العاصمة، في خطوة تعكس تغييرات جوهرية في العلاقة بين الجانبين.
تزايد الاعتماد على روسيا
واعتمد النظام السوري بشكل متزايد على الوجود الروسي العسكري والدبلوماسي على حساب النفوذ الإيراني، خاصة في المناطق الحساسة مثل العاصمة دمشق.
وخلال الأشهر الأخيرة، تصاعدت الهجمات الإسرائيلية على القواعد الإيرانية في سوريا، مستهدفة مستودعات أسلحة وقادة من الحرس الثوري الإيراني.
في حادثة بارزة، استهدفت غارة إسرائيلية القنصلية الإيرانية في دمشق في أبريل 2024، مما أسفر عن مقتل عدد من قادة الحرس الثوري.تشير تقارير إلى احتمال تواطؤ النظام السوري في كشف مواقع إيرانية حساسة، ما أدى إلى تصاعد الشكوك بين الطرفين.وتؤكد صحيفة "نيوز لاينز" الأمريكية أن هذه الضربات المتكررة أضعفت القدرات اللوجستية والعسكرية لإيران في سوريا، مما زاد من تآكل نفوذها في البلاد.
التغيرات الاقتصادية والسياسية.. توجه نحو الدول العربيةالتقارب مع الخليج
في الأشهر الأخيرة، سعى نظام الأسد إلى إعادة بناء العلاقات مع الدول العربية، بما في ذلك دول الخليج مثل الإمارات والسعودية. وتم توقيع اتفاقيات تطبيع تهدف إلى تخفيف العزلة الإقليمية للنظام، وهو ما لم يكن ممكنًا دون تقليص النفوذ الإيراني في سوريا.
الضغوط الاقتصادية
مع انهيار الليرة السورية وتفاقم الأزمة الاقتصادية، وجدت دمشق نفسها مجبرة على البحث عن شركاء جدد لتحسين وضعها المالي، وهو ما دفعها لتقليل الاعتماد على إيران التي تعاني هي الأخرى من عقوبات اقتصادية مشددة.
وتتجلى ملامح التوتر في العلاقات بين دمشق وطهران في عدد من السياسات الجديدة التي انتهجتها سوريا:
تعزيز العلاقة مع روسيا كحليف استراتيجي أساسي.تقليص التواجد الإيراني العسكري والثقافي في المناطق الاستراتيجية.تحسين العلاقات مع الدول العربية لتأمين دعم سياسي واقتصادي.سوريا بعد سقوط النظام.. مشهد جديدومع سيطرة المعارضة المسلحة على دمشق، تواجه سوريا مرحلة جديدة من التحولات السياسية والعسكرية، ويأتي ذلك وسط تضاؤل الدور الإيراني، وبروز قوى إقليمية ودولية جديدة تسعى إلى إعادة تشكيل المشهد السوري.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: بشار الأسد سوريا ايران إيران وسوريا سقوط نظام بشار الأسد الحرس الثوري الإيراني سوريا التحالف السوري الروسي التطبيع مع الخليج الغارات الإسرائيلية على سوريا انهيار الليرة السورية الأزمة السورية 2024 سقوط دمشق الانسحاب الإيراني سوريا الإیرانی فی فی سوریا
إقرأ أيضاً:
ماهي الرسائل الإسرائيلية التي سعت لها من خلال تدمير المقدرات العسكرية السورية؟
قالت الناشطة الدول الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، إن "ما تفعله اسرائيل من تدمير للمقدرات العسكرية السورية يقدم رسالتين كبيرتين".
وأضافت -في منشور لها على "فيس بوك"- أن الرسالة "الأولى تكمن في أن هذه الأسلحة كانت في أيادٍ أمينة، ومأمونة لدى إسرائيل، ومعنية بالدفاع عنها".
أما الرسالة الثانية، فتؤكد كرمان بأن "سورية الحرة في ظل الثورة تنظر لها إسرائيل با عتبارها خصما، وليس -كما قيل كذبا- بأن لها علاقة بإسرائيل، وعلى تواصل معها".
وأوضحت أن "هناك حقيقة أخيرة، وهي أن سوريا الديمقراطية الحرة ستبسط نفوذها على كامل التراب الوطني السوري".
وأكدت أن "كل شبر محتل في سوريا سيتم استعادته يوما، وأن كل احتلال إلى زوال، فكيف إذا كان لبلاد الأمويين".
وفور الإعلان عن سقوط نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، سارعت إسرائيل إلى تنفيذ غارات غير مسبوقة على مواقع الجيش السوري في عموم سوريا.
وتحاول إسرائيل تبرير هجماتها على أهداف الجيش الإسرائيلي بأنها إجراءات لمنع وصول الأسلحة إلى جهات معادية قد توجهها ضدها مستقبلا.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن القوات الجوية الإسرائيلية شنت، خلال الساعات الماضية، هجمات استهدفت نحو 100 موقع في سوريا، تزامنا مع التحولات السياسية والعسكرية بعد سقوط نظام بشار الأسد.
ونقلت قناة 13 الخاصة عن مصادر عسكرية إسرائيلية (لم تسمها)، أن الهجمات تضمنت مواقع إستراتيجية، منها أنظمة صواريخ متقدمة، ومستودعات أسلحة، ومنشآت لتصنيع الذخائر.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن إسرائيل شنت ضربات جوية في محافظة دير الزور شرقي سوريا، استهدفت مستودعات أسلحة ومجموعات موالية لإيران.
ولفت المرصد إلى "تصاعد وتيرة الضربات الإسرائيلية" على أهداف مماثلة بعد فرار بشار الأسد من سوريا وسيطرة الفصائل المعارضة على دمشق.
من جهتها، نقلت يديعوت أحرونوت عن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس قوله إن الجيش استولى الليلة الماضية على نقاط إضافية في المنطقة العازلة مع سوريا.
كما أمر كاتس بإنشاء مجال أمني خال من الأسلحة الإستراتيجية الثقيلة والبنى التحتية التي تهدد إسرائيل، حسب الصحيفة الإسرائيلية