ماذا كان يفعل الرسول قبل النوم كل ليلة؟.. 16 عملا لا تفوتهم
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
ماذا كان يفعل الرسول قبل النوم ؟.. سؤال يأتي تحت عنوان سنن قبل النوم الواردة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وكذلك القولية الواردة عنه -صلى الله عليه وسلم- والمتمثلة في أدعية قبل النوم التي داوم عليها وأوصانا بها، ولعل في حرص رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على سُنن قبل النوم أكبر دليل على فضلها العظيم، وينبغي الانتباه جيدًا ومعرفة ماذا كان يفعل الرسول قبل النوم من سنن وأعمال، حيث إن كل واحدة من سنن قبل النوم الواردة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لها فضل خاص يختلف عن غيرها من سنن قبل النوم، فمنها ما يحمي الإنسان من أذى الجن ومنها ما يحفظه من همزات الشياطين، ومنها ما يكفر ذنوبه، إلى آخره من فضائل سنن قبل النوم، ولعل من يحبون النبي -صلى الله عليه وسلم- يبحثون عن ماذا كان يفعل الرسول قبل النوم من السُنن؟، لاتباع هديه الشريف.
وردت عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، حيث داوم عليها كل ليلة قبل النوم ، بل وأوصانا قبل النوم بالحرص على مجموعة من السُنن والأعمال تحت عنوان ماذا كان يفعل الرسول قبل النوم لما لها من فضل عظيم، حثنا على اغتنامه، وهي:
• النوم على وضوء : فقد قـال النبي -صلى الله عليه وسلم- للبراء بن عازب رضي الله عنه : "إذا أتيت مضجعك ، فتوضأ وضوءك للصلاة ، ثم اضطجع على شقك الأيمن... الحديث" [ متفق عليه:6311-6882] أي أن يكون على طهارة ، الحديث ( إذا أتيت مضجعك فتوضأ ) .
• أن ينفض الفراش قبل النوم ( إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه … فإنه لا يعلم ما خلفه بعده … ) رواه البخاري ومسلم ، كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- إذا أراد النوم؛ يتناول فراشه الذي يريد أن ينام عليه، فينفضه ثلاث مرّاتٍ من الجانب الذي يلي بدنه، وقد ثبت عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إِذَا أَوَى أَحَدُكُمْ إلى فِرَاشِهِ، فَلْيَأْخُذْ دَاخِلَةَ إِزَارِهِ، فَلْيَنْفُضْ بهَا فِرَاشَهُ، وَلْيُسَمِّ اللَّهَ، فإنَّه لا يَعْلَمُ ما خَلَفَهُ بَعْدَهُ علَى فِرَاشِهِ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَضْطَجِعَ، فَلْيَضْطَجِعْ علَى شِقِّهِ الأيْمَنِ، وَلْيَقُلْ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبِّي بكَ وَضَعْتُ جَنْبِي، وَبِكَ أَرْفَعُهُ، إنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي، فَاغْفِرْ لَهَا، وإنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بما تَحْفَظُ به عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ).
• النوم على الشق الأيمن …( ثم اضطجع على شقك الأيمن … ) رواه البخاري ومسلم.
• وأن يضع يده اليمنى تحت خده الأيمن ( كـان إذا رقـد وضع يده اليمنى تحت خـده ) رواه أبو داود، فمن هديه -عليه السلام- أنّه كان يضع يده اليُمنى تحت خدّه، وينام متّجهاً بوجهه نحو القِبلة.
• قبل النوم قراءة سورة ( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ) ، ومن ثمرتها : ( أنها براءة من الشرك ) رواه أبو داود والترمذي وأحمد وصححه ابن حبان والحاكم ووافقه الذهبي وحسنه الحافظ وصححه الألباني .
• يجمع كفيه ثم ينفث فيهما فيقرأ ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده يفعل ذلك ثلاث مرات )، رواه البخاري ، فعندما يأوي إلى فراشه يجمع كفّيه، فينفث فيهما، ثم يقرأ سورة الإخلاص والمعوّذتين، ويمسح بيديه على جسده، ابتداءً برأسه ثم ما استطاع من كامل جسده الشريف، ويفعل ذلك ثلاث مرات، ويتوسّد بوسادةٍ مصنوعة من الجلد ومحشوّة بالليف، وكذلك فراشه.
آية الكرسي قبل النوم
• قراءة آية الكرسي قبل النوم « اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ» رواه البخاري .
• قراءة آخر آيتين من سورة البقرة ، من قوله تعالى « آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ».
• التكبير والتسبيح عند المنام : فعن علي رضي الله عنه ، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال حين طلبت منه فاطمة -رضي الله عنها- خادمًا: "ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم ؟ إذا أويتما إلى فراشكما ، أو أخذتما مضاجعكما ، فكبرا أربعًا وثلاثين ، وسبحا ثلاثًا وثلاثين ، واحمدا ثلاثًا وثلاثين. فهذا خير لكما من خادم" [متفق عليه: 6318 – 6915].
• ترديد أدعية النوم.
• الدعاء حين الاستيقاظ أثناء النوم : فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من تعارَّ من الليل فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير، الحمد لله ، وسبحان الله ، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهم اغفر لي، أو دعا ، استُجيب له ، فإنْ توضأ وصلى قُبِلت صلاته" [ رواه البخاري: 1154].
• الدعاء عند الاستيقاظ من النوم بالدعاء الوارد : "الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا ، وإليه النشور" [ رواه البخاري من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه : 6312 ] .
• من هديه أيضاً أنّ عائشة -رضي الله عنها- قالت له: (يا رَسولَ اللَّهِ: أَتَنَامُ قَبْلَ أَنْ تُوتِرَ؟ فَقالَ: يا عَائِشَةُ إنَّ عَيْنَيَّ تَنَامَانِ ولَا يَنَامُ قَلْبِي)، وقد ثبت عن البراء بن عازب -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- كان يقول بعد أن يضطجع على الجهة اليمنى: (اللَّهُمَّ أسْلَمْتُ نَفْسِي إلَيْكَ، ووَجَّهْتُ وجْهِي إلَيْكَ، وفَوَّضْتُ أمْرِي إلَيْكَ، وأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إلَيْكَ، رَغْبَةً ورَهْبَةً إلَيْكَ، لا مَلْجَأَ ولا مَنْجا مِنْكَ إلَّا إلَيْكَ، آمَنْتُ بكِتابِكَ الذي أنْزَلْتَ، وبِنَبِيِّكَ الذي أرْسَلْتَ وقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَن قالَهُنَّ ثُمَّ ماتَ تَحْتَ لَيْلَتِهِ ماتَ علَى الفِطْرَةِ).
•كان - صلى الله عليه وسلم - ينام في أوّل الليل ويقوم آخره، وقبل أن ينام يدعو دعاء النوم، وحين يستيقظ يدعو دعاء الاستيقاظ.
•رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن النوم على البطن، لأنه يضر بالجسد، لما رواه أبو داود، أن طخفة بن قيس الغفاري، قال: فبينما أنا مضطجع من السحر على بطني إذا رجل يحركني برجله، فقال: «إِنَّ هَذِهِ ضِجْعَةٌ يُبْغِضُهَا اللهُ»، فنظرت فإذا رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ –، وكذلك ما رواه البخاري، أنه قَالَ النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلاَةِ ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الأَيْمَنِ".
•والنهى في الحديث السابق ليس على التحريم وإنما على سبيل الكراهة، أما من لديه عذر بسبب مرض فيباح له النوم على البطن دون كراهة، ويُذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان ينام على الفراش تارة وعلى على الحصير تارة وعلى الأرض تارة وعلى السرير تارة بين رماله وتارة على كساء أسود.
قبل النومتعد قبل النوم هي فترة الإعداد والاستعداد للموتة الصغرى، بحسب ما جاء في قوله تعالى: « اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا ۖ فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَىٰ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى»، حيث إن النوم هو الموتة الصغرى للإنسان، ولهذا أوصانا الرسول -صلى الله عليه وسلم - بمجموعة من الأعمال والسُنن لاغتنام خير هذا الوقت قبل النوم والوقاية من شره، خاصة وأن الليل والظلام هو مسكن كل شر ووقت انتشار الشياطين، لذا يحتاج النائم للحماية قبل النوم ، والتي تكون بتلك السُنن قبل النوم التي أوصى بها وداوم عليها رسول الله -صلى الله عليه وسلم.
دعاء قبل النوم1- « باسمك اللهم أموت وأحيا » رواه البخاري.
2- «باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه ، إن أمسكت نفسي فارحمها وإن أرسلتها فاحفظهـا بما تحفظ بـه عبـادك الصـالحين » رواه البخاري ومسلم .
3- « اللهم إنك خلقت نفسي وأنت توفاها ، لك مماتها ومحياها إن أحييتها فاحفظها ، وإن أمتها فاغفر لها ، اللهم إني أسألك العافية » رواه مسلم .
4- «اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك » ثلاث مرات رواه أبو داود والترمذي ، ويقوله إذا وضع يده اليمنى تحت خده.
5- « اللهم أسلمت نفسي إليك ، وفوضت أمري إليك ، ووجهت وجهي إليك ، وألجأت ظهري إليك ، رغبة ورهبة إليك لا ملجأ ولا منجا إلا إليك ، آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت » رواه البخاري ومسلم.
6- «الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا ، فكم ممن لا كافي له ولا مأوي » رواه مسلم.
7- «اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم ، ربنا ورب كل شيء فالق الحب والنوى ، ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان ، أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته ، اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء ، وأنت الآخر فليس بعدك شيء ، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء ، وأنت الباطن فليس دونك شيء ، إقض عنا الدين وأغننا من الفقر » رواه مسلم.
8- «اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السموات والأرض ، رب كل شيء ومليكه ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه ، وأن أقترف على نفسي سوءًا أو أجره إلى مسلم » رواه أبو داود والترمذي .
أذكار قبل النوم«بِاسْمِكَ رَبِّـي وَضَعْـتُ جَنْـبي، وَبِكَ أَرْفَعُـه، فَإِن أَمْسَـكْتَ نَفْسـي فارْحَـمْها ، وَإِنْ أَرْسَلْتَـها فاحْفَظْـها بِمـا تَحْفَـظُ بِه عِبـادَكَ الصّـالِحـين». (مرة واحدة)
«اللّهُـمَّ إِنَّـكَ خَلَـقْتَ نَفْسـي وَأَنْـتَ تَوَفّـاهـا لَكَ ممَـاتـها وَمَحْـياها، إِنْ أَحْيَيْـتَها فاحْفَظْـها، وَإِنْ أَمَتَّـها فَاغْفِـرْ لَـها. اللّهُـمَّ إِنَّـي أَسْـأَلُـكَ العـافِـيَة». (مرة واحدة)
«اللّهُـمَّ قِنـي عَذابَـكَ يَـوْمَ تَبْـعَثُ عِبـادَك». (مرة واحدة).
«الـحَمْدُ للهِ الَّذي أَطْـعَمَنا وَسَقـانا، وَكَفـانا، وَآوانا، فَكَـمْ مِمَّـنْ لا كـافِيَ لَـهُ وَلا مُـؤْوي». (مرة واحدة)
«اللّهُـمَّ أَسْـلَمْتُ نَفْـسي إِلَـيْكَ، وَفَوَّضْـتُ أَمْـري إِلَـيْكَ، وَوَجَّـهْتُ وَجْـهي إِلَـيْكَ، وَأَلْـجَـاْتُ ظَهـري إِلَـيْكَ، رَغْبَـةً وَرَهْـبَةً إِلَـيْكَ، لا مَلْجَـأَ وَلا مَنْـجـا مِنْـكَ إِلاّ إِلَـيْكَ، آمَنْـتُ بِكِتـابِكَ الّـذي أَنْزَلْـتَ وَبِنَبِـيِّـكَ الّـذي أَرْسَلْـت». (مرة واحدة)
سُبْحَانَ اللَّهِ (33 مرة)
الْحَمْدُ لِلَّهِ (33 مرة)
اللَّهُ أَكْبَرُ (34 مرة)
«يجمع كفيه ثم ينفث فيهما والقراءة فيهما: {قل هو الله أحد} و{قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ برب الناس} ومسح ما استطاع من الجسد يبدأ بهما على رأسه ووجه وما أقبل من جسده».
سورة البقرة: أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ: «آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ. لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ». [البقرة 285 - 286]فضلها: من قرأ آيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه.
آية الكرسي: أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ «اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ». [البقرة 255]فضلها: أجير من الجن حتى يصبح.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أذكار قبل النوم دعاء قبل النوم قبل النوم المزيد المزيد صلى الله علیه وسلم رضی الله عنه سورة البقرة مرة واحدة النوم على رسول الله الل ه ـم ى الله ع ی إل ی ک کل شیء
إقرأ أيضاً:
"خذوا زينتكم عند كل مسجد"
سعيد بن سالم البادي
قال تعالى في كتابه العزيز الحكيم: "يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ" [الأعراف: 31].. حينما نتأمل هذه الآية الكريمة نجد فيها أوامر الله تعالى لنا بأخذ الزينة عندما المساجد؛ أي عندما ندخلها للعبادة أو لأي مقصد من مقاصد الدخول وهذا تكريم لها وتعظيم لشعائر الله التي أمرنا بها سبحانه وتعالى.
وهذا الأمر يتسع لكل أماكن العبادة التي تدخل في مسمى المساجد أو تقوم مقامها كالمصليات المخصصة لصلوات العيدين وغيرها وهذا امتثالًا لأمره بتعظيم الشعائر التي فرضها الله علينا في قوله جل جلاله في كتابه العزيز: "ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ" (الحج: 32).
وجب علينا أن نمتثل أمر الله تعالى وأن نعظم شعائره وأماكن إقامة هذه الشعائر مهما كانت مسميات تلك الأماكن التي تقام فيها الشعائر.
وتعظيم شعائر الله وأماكن العبادة يكون من خلال احترامها والإلتزام بما يسن لها من تنظيم وقواعد وقوانين وآداب يقوم عليها احترامها وتعظيمها وأن يتبع ما شرعه الله تعالى وسنه نبيه صلى الله عليه وسلم وما أجمع عليه علماء المسلمين العاملين بما أنزله الله وما أقره وأستنبطه فقهاء الشريعة الغراء من النصوص الشرعية سواء كانت قرآنية أو سنة نبوية في شأن دخول المساجد ودور العبادة.
ومن تعظيم شعائر الله أن يتعلم المرء ما يجب عليه القيام به والاهتمام بذلك واتباعه أثناء تأدية الشعيرة الدينية وكيفية الحرص على قبول العبادة عند الله تعالى، لأن العبادة بدون العلم بكيفية أدائها والقيام بها تكون أقرب للخطأ من الصواب ومعرضة لكثير من الأخطاء لتي تعرضها إلى عدم اكتمالها على الوجه الصحيح الذي ينبغي على المتعبد أن يكون على علم به.
فقد أمرنا الله تعالى بأن نأخذ الزينة عند كل مسجد والزينة لا تقتصر على وقت مُعين أو مكان مُعين أو مُناسبة دينية معينة فقد جاء الأمر عامًا ولم يخصص.
ومما يأخذه المرء من الزينة ويحرص عليه كل الحرص التطهر من كل ما يمكن أن يبطل العبادة أو ينقص منها والغسل والوضوء واللباس المناسب المشروع والتطيب وحسن المنظر والهيئة وما يعكس تعظيمه لشعائر الله وحرصه على أن يكون دائمًا بمظهر يليق بمكانة المسجد أو مكان العبادة الذي يدخله، وكل ذلك من الإيمان الذي ذكرته السنة النبوية الشريفة وأقرته وحث عليه النبي صلى الله عليه وسلم بفعله وقوله فقد روى مالك بن نضلة رضي الله عنه في شأن ذلك فيقول: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في ثوب دون، فقال: ألك مال؟ قال: نعم، قال:من أي المال؟ قال: قد آتاني الله من الإبل والغنم والخيل والرقيق، قال: فإذا آتاك الله مالًا فَلْيُر أَثرُ نعمة الله عليك وكرامته وعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده .
ومن ذلك يستنبط ما يدل على أن الهدي النبوي الشريف يحث المسلم على التجمل والظهور بمظهر جميل أثناء العبادة وغيرها.
فما بال أقوام إذا دخلوا المساجد يدخلون بلباس النوم وآخرون تفوح منهم روائح الأفواه وروائح العرق الطعام كروائح البصل والثوم التي تتطاير منها روائح تضايق المصلين وحينما يذهبون لمقابلة أحد الخلق يستعدون لهذا اللقاء بوقت كافٍ، فيذهبون للمزيِّن (الحلاق) ليتزينوا ويرتبون منظرهم ليظهروا بأجمل ما يكون ثم يعودون للمنزل ليتطهروا ويلبسوا أحسن ما لديهم من ملابس ويتطيبوا بأحسن الطيب ويتبخروا بأطيب ما يوجد من بخور ويتألقوا في الهيئة وربما مكث أحدهم أمام المرآة وقتًا طويلًا ليتأكد من ضبط العمامة، ثم يذهب للمقابلة وهو قلق من أن تكون هيئته غير مناسبة لحدث اللقاء أو أن تصدر منه روائح غير مناسبة للشخص موضوع اللقاء، ويدخلون عليه في سكينة وتمام الهدوء والوقار، وإذا تكلموا يكاد أن لا يسمع لهم حسًا، ولا يتكلمون حتى يؤذن لهم ويتمتمون في سرهم بأن يقضي لهم حاجاتهم وهو راضٍ عنهم.
لكن للأسف، هذا ما لا نلمسه من شريحة من المصلين، حينما يذهبون للقاء رب الخلق فلا يأبهون لشيء من ذلك فيلبسون ما يتيسر من اللباس ولو لم يناسب حتى الذوق العام لدي البشر وقد تكون ملابس النوم كما نشاهد في المساجد فربما يأذي أحدهم من يصلي بجانبه برائحته الكريهة التي تصدر منه ومن ملابسه ويدخل المسجد بهذه الهيئة.
كما إن شريحة أخرى لا يتورعون من كثرة الحديث في المسجد فيتكلمون فيما لا فائدة فيه بصوت مرتفع لا سكينة ولا هدوء ولا حرص على أن لا يؤذي أحد المصلين أثناء الصلاة وللأسف الشديد نلاحظ ذلك ليس فقط من المصلين؛ بل بعض الأحيان ممن قائمين بأمر المسجد الذين ينبغي عليهم أن يكونوا قدوة في تعظيم شعائر الله في المسجد.
ناهيك عن ذلك الذي يأتي متأخرًا ويتخطى رقاب الآخرين دون أي تورع رغم أنه دخل آخر الداخلين للمسجد وينبغي له أن يجلس أينما أنتهى به الصف، وهناك الكثير من السلوكيات التي يسلكها كثير من الناس أثناء دخولهم للمساجد.
رسالتي للمصلين التمسك بسُنَن النبي صلى الله عليه وسلم في تعظيم شعائر الله التي يجب الحرص عليها سواء كانت سلوكية أو غيرها مما يشعر الإنسان بأنها تعكس ذلك التعظيم المقصود في أمر الله تعالى، مثل ارتداء اللباس اللائق بمقابلة ملك الملوك أو التطيب وغيره من السُنَن التي أوجبتها علينا الشريعة الغراء.