من هي المرأة في تمثال الحرية ؟
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
تمثال الحرية، الذي يقف شامخًا في ميناء نيويورك، هو أكثر من مجرد نصب تذكاري. إنه رمز للأمل والحرية، ورسالة إنسانية تتجاوز الحدود والزمن. لكن خلف هذا العمل الفني العظيم، تكمن قصة إنسانية ملهمة، حيث يعود الفضل في تصميم وجه التمثال إلى امرأة فرنسية تُدعى إيزابيلا يوجيني بوير. إيزابيلا، التي كانت تُعتبر واحدة من أجمل نساء أوروبا في القرن التاسع عشر، لم تكن مجرد رمز للجمال، بل شخصية مؤثرة ألهمت النحات الفرنسي فريديريك بارتولدي، الذي قرر استخدام ملامحها كنموذج لوجه تمثاله الأشهر.
إيزابيلا بوير كانت أرملة إسحاق ميريت سينجر، مخترع ماكينة الخياطة الشهيرة التي أحدثت ثورة في حياة الملايين حول العالم. ورغم مكانتها الاجتماعية المرتبطة بثروة زوجها الراحل، كانت إيزابيلا تتمتع بشخصية قوية وكاريزما جذبت الأنظار إليها. عندما التقت بارتولدي، كانت لديه رؤية طموحة لإنشاء تمثال يمثل القيَّم الإنسانية العالمية، وكانت إيزابيلا هي التجسيد المثالي لتلك القيم في نظره. جمالها الهادئ، وملامحها المميزة، عكستا قوة داخلية ورسالة عميقة، ممّا دفع بارتولدي إلى اختيارها كنموذج يلهم تصميم التمثال.
تمثال الحرية، الذي وصل إلى الولايات المتحدة عام 1885 كهدية من الشعب الفرنسي إلى الشعب الأمريكي، يمثل أكثر من مجرد تحفة فنية. فهو شهادة على الروابط التاريخية بين البلدين، وتجسيد للقيَّم المشتركة من حرية وعدالة ومساواة. لكن ما يجعل هذا التمثال أكثر تميزًا، هو الوجه الذي يحمله، والذي ينبض بروح امرأة عاشت وألهمت في زمنها. لم يكن اختيار بارتولدي لإيزابيلا مجرد صدفة، بل كان تعبيرًا عن تقديره لدورها كامرأة تعكس الأمل والقوة في وجه التحديات.
اليوم، عندما ننظر إلى تمثال الحرية، فإننا لا نرى فقط عملًا فنيًا يعبر عن الروح الأمريكية، بل نرى قصة إيزابيلا بوير التي أصبحت ملامحها رمزًا عالميًا. إنها تذكير دائم بأن الجمال الحقيقي يكمن في الإلهام الذي يمكن أن تقدمه شخصية واحدة للعالم. من خلال هذا التمثال، تركت إيزابيلا بصمة خالدة في التاريخ، حيث أصبحت وجه الحرية التي تطمح إليها البشرية. قصة إيزابيلا وبارتولدي، تذكّرنا بأن وراء كل عمل عظيم هناك حكاية إنسانية مليئة بالشغف والرؤية، وأن الفن، في أبهى صوره، هو جسر يربط بين الإنسان وقيّمه الخالدة.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: تمثال الحریة
إقرأ أيضاً:
تمثال عثر عليه في مقبرة كليوباترا المزعومة.. فهل يكشف وجهها الحقيقي؟ (صور)
مصر – اكتشفت بعثة أثرية مصرية دومينيكية بالتعاون مع الجامعة الوطنية” بيدرو هنريكيز أورينيا”، بقيادة الدكتورة كاثلين مارتينيز، قطعا أثرية وأغراضا احتفالية جديدة من أواخر العصر البطلمي.
وذكرت صحيفة “ديلي نيوز إيجيبت” أن أحد أهم القطع الأثرية تمثال من الرخام الأبيض لامرأة مزينة بتاج ملكي، يعتقد أحد الخبراء البارزين أنه يكشف عن وجه كليوباترا السابعة.
وتعتقد مارتينيز، عالمة الآثار التي تبحث عن المقبرة منذ ما يقرب من 20 عاما، أن التمثال يصور الوجه الحقيقي للملكة، التي حكمت من سنوات 51 إلى 30 قبل الميلاد.
البعثة الأثرية المصرية الدومينيكية بالتعاون مع الجامعة الوطنية بيدرو هنريكيز أورينيا بقيادة الدكتورة كاثلين مارتينيز.ومع ذلك، يختلف خبراء آخرون، مشيرين إلى العديد من ملامح الوجه التي تختلف عن الصور المعروفة للملكة. وبدلا من ذلك، اقترح البعض أنها تصور أميرة من سلالة البطالمة.
ومن أهم الاكتشافات تمثال من الرخام الأبيض لامرأة مزينة بتاج ملكي، يعتقد أحد الخبراء البارزين أنه يكشف عن وجه كليوباترا السابعة.كما عثر الفريق على تمثال نصفي لملك يرتدي غطاء رأس النمس، و337 عملة معدنية، العديد منها تحمل صورة الملكة كليوباترا السابعة، إلى جانب الفخار الطقسي، ومصابيح الزيت، وأواني الحجر الجيري، والتماثيل البرونزية، وتميمة على شكل خنفساء منقوش عليها “لقد قامت عدالة رع” ومجموعة من القطع الأثرية الأخرى.
تمثال تم اكتشافه مؤخرا في مقبرة كليوباترا يكشف عن الوجه الحقيقي للملكة المصرية
وتمت الاكتشافات في معبد تابوزيريس ماغنا، الواقع غرب الإسكندرية، أسفل الجدار الجنوبي للمحيط الخارجي للمعبد.
ويتصل المعبد بنظام معقد من الأنفاق العميقة الممتدة من بحيرة مريوط إلى البحر الأبيض المتوسط.
كما عثر الفريق على تمثال نصفي لملك يرتدي غطاء الرأس “النمس”، و337 عملة معدنية، العديد منها تحمل صورة الملكة كليوباترا السابعة والعديد من القطع الأثرية الأخرى.كما تم اكتشاف مومياء ذهبية عمرها 2000 عام وغيرها من القطع الأثرية المهمة في المقبرة في السنوات الأخيرة.
ويُعتقد أنها مثوى الراحة الأخير للملكة المصرية، قبر مخفي، حيث يُفترض أنها دُفنت مع حبيبها المنكوب مارك أنطونيو بعد انتحارهما.
وكانت كليوباترا آخر ملكة لمصر، حيث توجت وهي في الثامنة عشرة من عمرها فقط، وهي واحدة من أشهر الحكام الإناث في التاريخ.
ويُعتقد أنها انتحرت في الإسكندرية لتجنب عرضها في روما كجائزة حرب، وتوفيت عن عمر يناهز 39 عاما، ويُقال إنها دُفنت مع حبيبها.
لطالما اعتقدت مارتينيز أن قبر الملكة كان مختبئا في مكان ما في أنقاض المعبد، التي تقع فوق نفق يبلغ طوله 4281 قدما على عمق 43 قدما تحت الأرض، وفقًا لصحيفة ديلي ميل. وتدعي أن جسد كليوباترا نُقل من القصر عبر النفق ودُفن في مكان سري.
ومع ذلك، يختلف خبراء آخرون حول اللغز الذي دام أكثر من 2000 عام فيما يتعلق بالموقع الدقيق لقبرهم.
وبعيدا عن القبر، زعم خبراء التكنولوجيا أيضا أنهم تمكنوا من تكوين ما يعتقدون أنه شكل الملكة.
في العام الماضي، انتشر على نطاق واسع محرر أفلام بريطاني لاستخدامه الذكاء الاصطناعي لتخيل شخصيات تاريخية شهيرة تلتقط صورًا ذاتية، بما في ذلك السيد المسيح والملكة إليزابيث الأولى وهنري الثامن وكليوباترا.
المصدر: “نيويورك بوست”