بوابة الفجر:
2025-04-17@16:44:34 GMT

أحمد ياسر يكتب: الطريق إلى دمشق قصيرا ً

تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT

أطاحت قوات المعارضة المسلحة بنظام بشار الأسد.. وسيطرت على العاصمة "دمشق" بعد هجوم سريع عبر البلاد.. وغادر آل الأسد سوريا بعد نصف قرن من الزمان، ولكن.. كيف حدث هذا بهذه السرعة بعد فترة طويلة من الركود في الحرب الأهلية السورية التي استمرت ثلاثة عشر عامًا؟ وماذا ينتظر سوريا والشرق الأوسط والقوى الخارجية التي شكلت الأحداث هناك؟ 

لقد تغير توازن القوى في الشرق الأوسط بسرعة، وستحتاج الولايات المتحدة إلى استراتيجية جديدة.

. وتغيير الخريطة.. يري البعض المعاناة الطويلة للشعب السوري انتهت في ظل نظام وحشي قتل وعذب وطرد ونفى الملايين من الشعب…كما انتهى المشروع الإيراني المهيمن في سوريا، ومعه انتهى موقف حزب الله المتميز.. وفي حين قد يستغرق الأمر شهورًا لتتشكل مستقبل القواعد الروسية، وقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة في شمال شرق سوريا، والحكم المؤقت، وأنشطة مكافحة الإرهاب، والدور الجديد لسوريا في المنطقة، فمن الواضح اليوم أن سوريا ستحكمها ائتلاف معارضة بدعم من غالبية السوريين.

أولًا، كانت قبضة الأسد على السلطة أكثر هشاشة مما كان يُنظر إليه على نطاق واسع دوليًا، وخاصة من قبل أولئك الذين ينصحون بالمصالحة والتطبيع.

 ثانيًا، عانت إيران وروسيا من خسارة دراماتيكية لنفوذهما في سوريا والمنطقة نتيجة للحروب في الشرق الأوسط وأوكرانيا، مما يجعل من المستحيل عليهما إنقاذ الأسد في عام 2024 كما فعلوا في عامي 2014 و2015. 

ثالثا، تركيا هي الدولة الوحيدة التي يبدو أنها كانت لديها استراتيجية رابحة لسوريا: وهي معارضة الأسد في حين التفاوض مع داعميه، واستضافة اللاجئين، ودعم المعارضة سياسيا وعسكريا، ومحاربة وحدات حماية الشعب، وهي فرع من جماعة حزب العمال الكردستاني الإرهابية المناهضة لتركيا، في شمال سوريا، والآن تتمتع أنقرة بنفوذ اقتصادي ودبلوماسي وعسكري لا مثيل له على عملية الاستقرار وإعادة البناء، وحسن نية عدد كبير من السوريين. 

رابعا، انهار النهج الأمريكي تجاه سوريا على مدى العقد الماضي ….

إن سقوط الأسد يوفر إغلاقًا فوريًا لحكمه في سوريا... لكن النهاية المفاجئة لعصر "الأسد" تترك السؤال مفتوحًا حول ما سيأتي بعد ذلك - مع وجود أسباب مهمة للحذر والقلق من إمكانية حدوث تفتت وفوضى في البلاد، ولكن بغض النظر عما سيحدث في سوريا، فإن آثار رحيل الأسد سوف تتردد في جميع أنحاء المنطقة!!

بالنسبة لإسرائيل، من المؤكد تقريبًا أن الإطاحة بالنظام ستُنظر إليها بمشاعر مختلطة، حيث يشعر الإسرائيليون بعدم اليقين بشأن ما إذا كان الشيطان الذي يعرفونه سيحل محله في النهاية شيطان جديد.. من غير المرجح أن تحتفل إسرائيل بالنصر العلني !! 

 الواقع أن الضربات الإسرائيلية في لبنان على مدى الأشهر القليلة الماضية ضد مجموعة واسعة من مسؤولي حزب الله ومخازن أسلحته، والضربات في سوريا التي منعت إعادة إمداد حزب الله، كانت السبب في إضعاف الجماعة إلى الحد الذي جعل قوات "المعارضة السورية" تشعر بالثقة في قدرتها على الاستفادة ومحاولة الاستيلاء على حلب. 

وكان تحقيق هذا يتطلب من قوات المعارضة أن تكون واثقة من عدم وجود تعزيزات (كافية) لنظام الأسد من حزب الله، كما كانت قضية رئيسية في الماضي.

ولكن هل من المعقول أن نفترض أن إسرائيل لم تكن تنوي أو تخطط لاستغلال المعارضة السورية لهذا التطور للإطاحة بالنظام؟ ولكن من الحكمة أن تستغل إسرائيل هذا التطور على الفور كنقطة مشتركة وتستخدمه في البحث عن مشاركة هادئة خاصة مع القادة الناشئين.

 وإذا كانت إسرائيل راغبة في ضمان أمنها بشكل أفضل في الشمال، فيتعين عليها التوصل إلى اتفاقات سرية وجادة مع الحكومة السورية الجديدة تقضي بعدم استخدام البلاد لنقل الأسلحة إلى حزب الله لإعادة بناء المجموعة، ومن المؤكد أن وجود "لبنان" متوافق مع اتفاق الطائف وغير خاضع لسيطرة حزب الله، وسوريا غير متحالفة مع إيران، من شأنه أن يضمن السلام والأمن لإسرائيل على المدى الطويل أكثر من أي قدر من الحظر أو الضربات الأخرى.

ومن المرجح أن تكون ردود فعل دول الخليج ــ التي افترض بعضها أن نظام الأسد باق هنا وأعادت الترحيب به وبسوريا في جامعة الدول العربية ــ متباينة بشأن سقوطه والخطوات التالية التي ينبغي لها أن تتخذها.

 في حين أن "الدوحة" قد تكون أكثر ميلًا إلى توفير الموارد المالية لأي حكومة تنشأ في دمشق، فإن المخاوف القديمة لدى "أبو ظبي والرياض" بشأن الحكومات التي يقودها الجماعات المتمردة، جنبًا إلى جنب مع التردد في إعطاء الأموال مجانًا، بدلًا من الاستثمار في البلدان، قد تدفعهما إلى الانتظار لمعرفة القيادة التي ستظهر بالفعل في سوريا.

من السابق لأوانه معرفة ما إذا كان الإطاحة بنظام الأسد ستجلب المزيد من الرخاء للشعب السوري والأمن للمنطقة - في نهاية المطاف ربما سيحدد الشعب السوري حكمه المستقبلي، لكن لحظات مثل هذه نادرة وعابرة للغاية.

 إذا كانت إسرائيل ودول الخليج والجهات الفاعلة الإقليمية الأخرى حكيمة، فسوف تستغل هذه اللحظة كفرصة لمحاولة تشكيل مستقبل المنطقة وليس مجرد الرد عليها.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: سوريا بشار الأسد المعارضة السورية ايران حزب الله اسرائيل هضبة الجولان تركيا سقوط نظام الأسد دمشق هروب بشار الأسد فی سوریا حزب الله ا کانت

إقرأ أيضاً:

دريد لحام يظهر في مطار دمشق لأول مرة عقب سقوط الأسد.. غياب لأي احتفاء (شاهد)

أثار الممثل السوري دريد لحام موجة من التفاعل على منصات التواصل الاجتماعي عقب ظهور في مطار دمشق الدولي لأول مرة منذ سقوط نظام المخلوع بشار الأسد في أواخر العام الماضي.

وتداول ناشطون في وقت سابق من هذا الأسبوع، لقطات مصورة تظهر عودة لحام المعروف بدعمه الشديد للنظام المخلوع إلى دمشق لأول مرة بعد سقوط الأسد، رفقة أفراد من عائلته بما فيهم زوجته هالة بيطار.

فيديو متداول:

مشاهد من داخل مطار دمشق تظهر عودة دريد لحام إلى #دمشق، وكان قد غادرها اثر سقوط نظام الاسد . pic.twitter.com/EaMiyFuf3N — Abdulrahman Al Hariri (@abdulrahmanpho) April 13, 2025
ووفقا للقطات المصورة، فقد ظهر لحام في صالة الوصول في مطار دمشق دون أي استقبال رسمي أو مظاهر احتفاء من قبل الموجودين من حوله، وهو ما أثار تفاعلا على منصات التواصل الاجتماعي وسط حديث عن "نبذ اجتماعي" للممثل الذي عرف بدعمه لنظام الأسد.

وكان لحام الذي قال في أحد تصريحاته السابقة إنه "يخاف من المخابرات أكثر من الله" ،ظهر في مقطع مصور لأول مرة عقب أيام من سقوط النظام السابق وهروب رئيسه بشار الأسد إلى روسيا، قائلا "مبروك لوطني سوريا ولادتها الجديدة".


وأضاف الممثل السوري "لحتى نضل نحتفل بهذه المناسبة كل عام، لازم نبقى إيد واحدة بكل طوائفنا وانتماءاتنا السياسية، وتكون طائفتنا الوحيدة هي سوريا".

وكان لحام ذكر في تصريحات سابقة أن رئيس النظام السابق حافظ الأسد كان من أشد داعميه في المسرحيات الجريئة، التي كان ينظر لها على نطاق واسع على أنها سياسية متبعة من قبل النظام تهدف إلى "التنفيس" عن الشعب.

ويعرف لحام بكونه من أشد الفنانين الذين دعموا النظام السوري المخلوع لا سيما بعد انطلاق الثورة السورية عام 2011، التي واجهها النظام بوحشية مفرطة ما أسفر عن كارثة إنسانية غير مسبوقة أدت إلى مقتل مئات الآلاف وتغييب عشرات الآلاف قسريا، فضلا عن الدمار الواسع في البلاد والانهيار الاقتصادي.

وبعد سقوط نظام الأسد، كانت مواقف الممثلين والإعلاميين والشخصيات البارزة في سوريا محط مثار للجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب التقلبات السريعة في المواقف بعد انهيار النظام.


وفي حين أعرب ممثلون معارضون للنظام عن ابتهاجهم بسقوط النظام مثل عبد الحكيم قطيفان ومكسيم خليل وغيرهما، فقد أثار آخرون عُرف عنهم التأييد للنظام جدلا واسعا؛ عقب انقلابهم إلى معارضة النظام، وتراجعهم عن مواقفهم القديمة الداعمة للأسد وحكمه.

كما استمر البعض مثل الممثلة سلاف فواخرجي، في تبني مواقفهم السابقة المناصرة لبشار الأسد ونظامه الذي ارتكب مجازر مروعة بحق السوريين.

وكان الإعلان الدستوري في سوريا نص على تجريم تمجيد نظام الأسد البائد ورموزه، على أن يعد "إنكار جرائمه أو الإشادة بها أو تبريرها أو التهوين منها، جرائم يعاقب عليها القانون".
لم يتجمع أحد لاستقباله.. لم يلتقط أحدا صورة تذكارية معه.. حتى مجرد تلويح باليد من مكوّع لم يحظى به..

هل تخيلتم يوما أن #دريد_لحام الذي يضعه العُرف الدرامي العربي على رأس الهرم الفني في سوريا منذ سنين طويلة ينتهي به الحال بهذا الشكل؟!

إنها الثورة العظيمة التي غيرت المفاهيم… pic.twitter.com/7LefqcWCPD — Bahaa Dabous (@Bahaa_Dabous) April 14, 2025 النبذ الإجتماعي من أقوى العقوبات . الي تخلفو عن النبي عليه الصلاة والسلام تم عقوبتهم بالنبذ الإجتماعي وكان من أصعب العقوبات عليهم طبعا مع الفرق الكبير لأنهم صحابة كرام . وفي حالة دريد لحام هدا عمره كبير وهدا الي صار رح يكون اكبر عقوبة له . المجتمع ينبذ كل جسم غريب عنه وبيأذيه . https://t.co/CdbP6Ce4SQ — Mohamad Ayyan (Abo 3sal) (@AyyanMohamad) April 15, 2025 تخيل فنان متل دريد لحام وبكل تاريخه.. انتسفت مسيرته كلها وما حدا معبره برجعته.. واقل كلمة بتنقال عنو "صرماية الوطن"
بعمرك لا توقف ضد شعبك واهلك وناسك.. شو ما كان الثمن.. — Kareem (@KareemMk22) April 14, 2025 #دريد_لحام الملقب غوار الطوشي ،
كانت الناس تتقاتل لتأخذ معه صورة ،
الآن الصورة معه أصبحت ذل للشخص ..

سبحان من أعزنا وأذلهم .. pic.twitter.com/4jQviHLUsT — المعتصم بالله الشحود (أساسي) (@almo2tasem91) April 14, 2025 "دون استقبال" #دريد_لحام يعود لسوريا بأول ظهور منذ سقوط الأسد.

صاحب مقولة "كاسك يا وطن" في مسرحية غربة الشهيرة، سيشعر الغربة في وطن ليس فيه آل الأسد، كان ممثلاً وصفيقاً للظلم، للتهجـ.،ـير والقتـ،ـل.. وهنا سقطعت الأقنعة وسقط معها "#غوار" #سرايا #الأردن #سوريا pic.twitter.com/dCahkb5egK — Yousef Tawarh (@TawarhYous61784) April 14, 2025 مقطع دريد لحام وهو بالمطار مكسور مذلول يترقب من حوله ، من افضل المقاطع اللي شفتها بحياتي

الله يزيدكم ذل وهوان ياشبيحة الهارب — . (@quds96i) April 14, 2025 شادي حلوة يبكي على دريد لحام لانه لم يستقبله احد في مطار دمشق

ارهابي يشهد لارهابي pic.twitter.com/n4GEzuIIg2 — عمر مدنيه (@Omar_Madaniah) April 14, 2025 مشهد #دريد_لحام وهو داخل إلى مطار دمشق، هو أصدق تعبير عن فكرة "النبذ الاجتماعي" ضمن مسار العدالة الانتقالية، لا أحد يتوافد لالتقاط الصورة معه، لا أحد يصفق له أو يشعر بوجوده أو حتى يتعرض له، عاد غريباً مُحملاً بالخزي والعار، وكأنه لم ينادي يوماً "مو ناقصنا إلا الكرامة" لأنه بالفعل… — Yaman Zabad (@YamanZabad) April 14, 2025

مقالات مشابهة

  • وزير خارجية العراق الأسبق يحث كرد سوريا على «الواقعية» مع دمشق
  • تفاصيل فرار الأسد من سوريا وتهريب ثرواته عن طريق الإمارات
  • كشف تفاصيل فرار الأسد من سوريا وتهريب مقتنياته
  • كشف تفاصيل فرار الأسد من سوريا وتهريب مقتنياته عن طريق الإمارات
  • عباس في زيارة رسمية إلى دمشق للاجتماع بالشرع.. اللقاء الثاني
  • بماذا تحلم إسرائيل في سوريا ما بعد الأسد؟
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: صورة ضد الشمس
  • دريد لحام في دمشق بعد سقوط الأسد.. تصريحاته تُشعل الجدل
  • دريد لحام يظهر في مطار دمشق لأول مرة عقب سقوط الأسد.. غياب لأي احتفاء (شاهد)
  • حفار القبور في عهد الأسد يكشف عن هويته