بوابة الفجر:
2025-02-11@12:39:29 GMT

أحمد ياسر يكتب: الطريق إلى دمشق قصيرا ً

تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT

أطاحت قوات المعارضة المسلحة بنظام بشار الأسد.. وسيطرت على العاصمة "دمشق" بعد هجوم سريع عبر البلاد.. وغادر آل الأسد سوريا بعد نصف قرن من الزمان، ولكن.. كيف حدث هذا بهذه السرعة بعد فترة طويلة من الركود في الحرب الأهلية السورية التي استمرت ثلاثة عشر عامًا؟ وماذا ينتظر سوريا والشرق الأوسط والقوى الخارجية التي شكلت الأحداث هناك؟ 

لقد تغير توازن القوى في الشرق الأوسط بسرعة، وستحتاج الولايات المتحدة إلى استراتيجية جديدة.

. وتغيير الخريطة.. يري البعض المعاناة الطويلة للشعب السوري انتهت في ظل نظام وحشي قتل وعذب وطرد ونفى الملايين من الشعب…كما انتهى المشروع الإيراني المهيمن في سوريا، ومعه انتهى موقف حزب الله المتميز.. وفي حين قد يستغرق الأمر شهورًا لتتشكل مستقبل القواعد الروسية، وقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة في شمال شرق سوريا، والحكم المؤقت، وأنشطة مكافحة الإرهاب، والدور الجديد لسوريا في المنطقة، فمن الواضح اليوم أن سوريا ستحكمها ائتلاف معارضة بدعم من غالبية السوريين.

أولًا، كانت قبضة الأسد على السلطة أكثر هشاشة مما كان يُنظر إليه على نطاق واسع دوليًا، وخاصة من قبل أولئك الذين ينصحون بالمصالحة والتطبيع.

 ثانيًا، عانت إيران وروسيا من خسارة دراماتيكية لنفوذهما في سوريا والمنطقة نتيجة للحروب في الشرق الأوسط وأوكرانيا، مما يجعل من المستحيل عليهما إنقاذ الأسد في عام 2024 كما فعلوا في عامي 2014 و2015. 

ثالثا، تركيا هي الدولة الوحيدة التي يبدو أنها كانت لديها استراتيجية رابحة لسوريا: وهي معارضة الأسد في حين التفاوض مع داعميه، واستضافة اللاجئين، ودعم المعارضة سياسيا وعسكريا، ومحاربة وحدات حماية الشعب، وهي فرع من جماعة حزب العمال الكردستاني الإرهابية المناهضة لتركيا، في شمال سوريا، والآن تتمتع أنقرة بنفوذ اقتصادي ودبلوماسي وعسكري لا مثيل له على عملية الاستقرار وإعادة البناء، وحسن نية عدد كبير من السوريين. 

رابعا، انهار النهج الأمريكي تجاه سوريا على مدى العقد الماضي ….

إن سقوط الأسد يوفر إغلاقًا فوريًا لحكمه في سوريا... لكن النهاية المفاجئة لعصر "الأسد" تترك السؤال مفتوحًا حول ما سيأتي بعد ذلك - مع وجود أسباب مهمة للحذر والقلق من إمكانية حدوث تفتت وفوضى في البلاد، ولكن بغض النظر عما سيحدث في سوريا، فإن آثار رحيل الأسد سوف تتردد في جميع أنحاء المنطقة!!

بالنسبة لإسرائيل، من المؤكد تقريبًا أن الإطاحة بالنظام ستُنظر إليها بمشاعر مختلطة، حيث يشعر الإسرائيليون بعدم اليقين بشأن ما إذا كان الشيطان الذي يعرفونه سيحل محله في النهاية شيطان جديد.. من غير المرجح أن تحتفل إسرائيل بالنصر العلني !! 

 الواقع أن الضربات الإسرائيلية في لبنان على مدى الأشهر القليلة الماضية ضد مجموعة واسعة من مسؤولي حزب الله ومخازن أسلحته، والضربات في سوريا التي منعت إعادة إمداد حزب الله، كانت السبب في إضعاف الجماعة إلى الحد الذي جعل قوات "المعارضة السورية" تشعر بالثقة في قدرتها على الاستفادة ومحاولة الاستيلاء على حلب. 

وكان تحقيق هذا يتطلب من قوات المعارضة أن تكون واثقة من عدم وجود تعزيزات (كافية) لنظام الأسد من حزب الله، كما كانت قضية رئيسية في الماضي.

ولكن هل من المعقول أن نفترض أن إسرائيل لم تكن تنوي أو تخطط لاستغلال المعارضة السورية لهذا التطور للإطاحة بالنظام؟ ولكن من الحكمة أن تستغل إسرائيل هذا التطور على الفور كنقطة مشتركة وتستخدمه في البحث عن مشاركة هادئة خاصة مع القادة الناشئين.

 وإذا كانت إسرائيل راغبة في ضمان أمنها بشكل أفضل في الشمال، فيتعين عليها التوصل إلى اتفاقات سرية وجادة مع الحكومة السورية الجديدة تقضي بعدم استخدام البلاد لنقل الأسلحة إلى حزب الله لإعادة بناء المجموعة، ومن المؤكد أن وجود "لبنان" متوافق مع اتفاق الطائف وغير خاضع لسيطرة حزب الله، وسوريا غير متحالفة مع إيران، من شأنه أن يضمن السلام والأمن لإسرائيل على المدى الطويل أكثر من أي قدر من الحظر أو الضربات الأخرى.

ومن المرجح أن تكون ردود فعل دول الخليج ــ التي افترض بعضها أن نظام الأسد باق هنا وأعادت الترحيب به وبسوريا في جامعة الدول العربية ــ متباينة بشأن سقوطه والخطوات التالية التي ينبغي لها أن تتخذها.

 في حين أن "الدوحة" قد تكون أكثر ميلًا إلى توفير الموارد المالية لأي حكومة تنشأ في دمشق، فإن المخاوف القديمة لدى "أبو ظبي والرياض" بشأن الحكومات التي يقودها الجماعات المتمردة، جنبًا إلى جنب مع التردد في إعطاء الأموال مجانًا، بدلًا من الاستثمار في البلدان، قد تدفعهما إلى الانتظار لمعرفة القيادة التي ستظهر بالفعل في سوريا.

من السابق لأوانه معرفة ما إذا كان الإطاحة بنظام الأسد ستجلب المزيد من الرخاء للشعب السوري والأمن للمنطقة - في نهاية المطاف ربما سيحدد الشعب السوري حكمه المستقبلي، لكن لحظات مثل هذه نادرة وعابرة للغاية.

 إذا كانت إسرائيل ودول الخليج والجهات الفاعلة الإقليمية الأخرى حكيمة، فسوف تستغل هذه اللحظة كفرصة لمحاولة تشكيل مستقبل المنطقة وليس مجرد الرد عليها.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: سوريا بشار الأسد المعارضة السورية ايران حزب الله اسرائيل هضبة الجولان تركيا سقوط نظام الأسد دمشق هروب بشار الأسد فی سوریا حزب الله ا کانت

إقرأ أيضاً:

علي الفاتح يكتب: الطريق ممهد نحو شرق أوسط عربي!

سريعا انتقلت الدولة المصرية من مربع الرفض إلى مستوى التصدي لمخطط التهجير وتصفية القضية الفلسطينية.

لم تتوقف مصر طويلا عند بيانات الرفض الصارمة لمخطط التهجير والاستيطان، لقد سارعت إلى الإعداد لمؤتمر دولي لإعادة الإعمار، وبحسب تقارير صحفية، تعكف مؤسسات الدولة المعنية على إعداد خطط وتصورات لإعمار القطاع وإزالة ملايين الأطنان من الركام، دون إخلاء السكان.

وأمام إعلان حكومة مجرم الحرب نتنياهو إعداد خطط لتهجير الفلسطينيين طوعيا بواسطة جيش الاحتلال تحركت وزارة الخارجية المصرية، ببيان شديد اللهجة حذر من أن مثل هذه الخطط ستؤدي إلى إضعاف مفاوضات الهدنة المؤقتة التي تجري حاليا بهدف الوصول إلى المرحلة الثانية من الاتفاق.

واعتبر البيان تحرك بعض أعضاء الحكومة الصهيونية في هذا الصدد، تحريضا على عودة القتال في غزة، بل وتقويضاً لأسس السلام والاستقرار في المنطقة.

بيان الخارجية المصرية ترجمه المراقبون والمحللون السياسيون والعسكريون، الصهاينة قبل غيرهم، على أنه يحمل تحذيرا من خطوات مصرية على الأرض، قد تُتخذ حال المضي قدماً في تنفيذ تلك الخطة.

وتزامناً مع بيان الخارجية المصرية خرجت تقارير صحفية دولية تؤكد أن مصر قد تحركت خلف الكواليس لدى دوائر صناعة القرار الأمريكية والأوروبية وأبلغتهم بوضوح أن أي تحرك عملي نحو تنفيذ مخطط التهجير يهدد السلام وقد ينتج عنه تحركات أمنية حاسمة.

التحركات المصرية شملت أيضاً مشاورات واسعة النطاق أجراها وزير الخارجية الدكتور بدر عبد العاطي مع أكثر من 11 وزير خارجية عربي بهدف التنسيق لعقد قمة عربية طارئة نهاية فبراير الجاري.

بحسب تقارير جدول أعمال القمة سيقتصر على مناقشة آليات منع مخطط التهجير، ووضع تصور شامل لإعادة إعمار غزة، وإنشاء صندوق خاص لهذا الغرض.

رغم التعقيدات، التي خلقتها قنبلة التهجير، إن جاز التعبير، فإن الفرصة سانحة لبلورة مشروع عربي يعيد رسم خريطة المنطقة لنرى، ولو على المدى المتوسط، شرق أوسط عربي لا صهيوني كما يريد جنرالات الدولة اليهودية.

هناك إجماع دولي غير مسبوق على رفض التهجير والتمسك بحل الدولتين، وظني أن الفرصة كبيرة لاستثماره في مثل هذه اللحظات الساخنة، فلكل طرف دولي من أستراليا إلى كندا ومن روسيا والصين إلى الاتحاد الأوروبي مصالح حيوية تكمن في استقرار الشرق الأوسط.

أوروبا ستكون أول الداعمين لأي تحرك عربي جماعي، فقد سبق أن رفضت مطالب مجرم الحرب نتنياهو في أكتوبر 2023، بعد أيام من أحداث «طوفان الأقصى» بالضغط على مصر لاستقبال آلاف الغزيين بحجة الحرص على أرواح المدنيين، لتقدير لديها يقضى بأن تهجير الفلسطينيين لمصر من شأنه توسعة رقعة الفوضى الأمنية.

ما قد يسمح للفلسطينيين وغيرهم بالعبور إلى شواطئها عبر البحر المتوسط. لذلك مطلوب من زعماء العالم العربي حشد الكتلة الأوروبية وباقي الأطراف الدولية.

أولاً: لمواصلة الضغط على الكيان الصهيوني لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، ومن بينها الخيام والمنازل المتنقلة إلى جانب المساعدات الطبية، التي يرفض الاحتلال حتى الآن إدخالها بشكل كاف.

ثانياً: إشراكها في خطة إعمار عربية لأنها بذلك تدافع عن أمنها القومي قبل أي شيء، وإقناعها بضرورة ممارسة أقصى أشكال الضغط على الكيان الصهيوني لوقف مخططاته الاستيطانية في الضفة الغربية، ووقف عدوانه الغاشم عليها، لأنه بذلك يدفع إلى تفجير الموقف، ما سيسفر عن تداعيات أمنية خطيرة قد تُفضى إلى فوضى عارمة من شأنها الإضرار بالمصالح الأوروبية في الشرق الأوسط، وتهديد شواطئها أيضاً.

ثالثاً: حشد الطرف الأوروبي والروسي لإقناع الإدارة الأمريكية بأن استقرار المنطقة والسلم الدولي لا يتحقق إلا عبر حل الدولتين، وأن استمرار الاستجابة لأطماع اليمين الصهيوني ستعرقل كل الصفقات الاقتصادية الرابحة، وقد تورط الولايات المتحدة في حرب إقليمية شاملة ستشغل إدارة الرئيس ترامب عن خططها الإصلاحية في الداخل الأمريكي، وتقوّض نفوذ بلاده في المنطقة.

رابعاً: لا بد أن تلوح دول اتفاقات إبراهام بورقة التعليق أو الانسحاب منها لتدرك الإدارة الأمريكية أن هناك تصميماً عربياً على حل الدولتين وتفعيل مبادرة السلام مقابل الأرض، التي أقرتها قمة بيروت عام 2002.

مقالات مشابهة

  • سيطرة “إسرائيل” على سوريا.. مقدّمة لحرب ضدّ إيران
  • هل يستعيد قطاع النقل في سوريا عافيته بعدما أهمله الأسد؟
  • علي الفاتح يكتب: الطريق ممهد نحو شرق أوسط عربي!
  • إسرائيل تقصف نفقاً يستخدمه حزب الله لتهريب الأسلحة بين سوريا ولبنان
  • آخر التطورات في سوريا.. إسرائيل تقيم 9 مواقع عسكرية بالقرب من دمشق
  • إسرائيل تقصف نفقا لحزب الله على الحدود بين سوريا ولبنان
  • الروائي غيث حمور يوقع 6 كتب “كانت ممنوعة” في زمن النظام البائد
  • الجزائر تدعم سوريا في المرحلة الدقيقة من تاريخها المعاصر
  • منظمة "الأسلحة الكيميائية" تدعو إلى "انطلاقة جديدة" في سوريا
  • سوريا.. الشرع يلتقي المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية