الحوار حقق ما تريده الدولة المصرية والقوى السياسية في إيجاد مساحة مشتركة من الثقة تتبادل خلالها الأراء حول القضايا المختلفةالشباب والمرأة يسيطران على كل المشهد وكانا من العناصر الأبرز تواجدًا في جلسات الحوارلدي رغبة في إعادة مد جلسات الاتحادات الطلابية من جديدالاتحادات الطلابية "مفرخة" للمحليات وانتخابات النواب والشيوخ والقيادات التنفيذيةمصر بعمرها الحضاري الممتد لأكثر من 13 ألف عامًا لم تكتشف ملف ريادة الأعمال حتى الآنالشباب يجب أن يستوعب أن مسرح العمليات العالمي يشهد أحداثًا مشتعلة ومتصاعدةالجميع مطالب بالتحرك سويا في اتجاه واحد والتمسك بأدوات التنافسية وتطوير الأفكار لتقديم الخدمات المصرية للعالمالشباب يحتاج للقراءة ويطمئن للبلد ويثق في الوطنالقراءة والتثقيف والوعي أدوات مهمة للشباب لمواجهة الشائعات والأكاذيب والحفاظ على أمن واستقرار الوطن

 

يمثل الشباب قاطرة التنمية والاستثمار طويل الأجل في الحاضر والمستقبل، ومن ثم كان اهتمام القيادة السياسية والدولة المصرية بتمكين الشباب سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، ومدهم بالفرص المختلفة من أجل دماء جديدة بمقترحات حديثة وفعالة وتتماشي مع الوقت الحالي، وأفكار مستقبلية تصنع تنمية حقيقية في شتى المجالات المختلفة.

الحوار الوطني، كان إحدى أدوات التمكين، كونه نافذة مفتوحة للأراء والمقترحات والأفكار والإبداعات الجديدة، المنطلقة نحو مساحات مشتركة تجمع بين الخبرة والحداثة في الخروج بتوصيات فعالة في مختلف الملفات، لذا كان الحرص على أن تكون منصة الحوار مفتوحة للشباب من كافة التيارات والتوجهات الفكرية لعرض أفكارهم بحرية، والتفاعل مع باقي الآراء، باعتبارهم الثروة الحقيقية وركيزة التنمية وقادة الغد في كافة المجتمعات، لاسيما وأن التركيبة السكانية في مصر أغلبها من الشباب، ومن ثم فهم الطاقة والأمل والقوة.

في حوار خاص لـ جريدة الوفد يقول الكاتب الصحفي زكي القاضي مقرر مساعد لجنة الشباب في الحوار الوطني، إن الحوار من أعظم المكتسبات المصرية خلال الـ 10 سنوات الأخيرة، مشيرًا إلى أنه تناول العديد من القضايا والملفات المهمة للغاية بالنسبة للمواطن في كافة المحاور السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

وأشار القاضي في حديثه لـ الوفد إلى أن الحوار الوطني بمثابة الفرصي التي لبت رغبة الدولة والقوى السياسية في إيجاد مساحات مشتركة للإجباة على جميع التساؤلات التي دور بخاطر الجميع، بتمثيل من كافة الأطياف المتنوعة، لافتًا إلى أن الشباب المصري يسيطر على المشهد بشكل كبير، بما يعكس اهتمام الدولة وحرصها على دعم تمكينهم في جميع المجالات الممكنة.

*وإلى نص الحوار*

*في البداية.. حدثنا عن رؤيتك لمفهوم الحوار الوطني وتأثيره في المجتمع*

بداية أحب أؤكد بشكل مباشر وواضح أن الحوار الوطني أعظم مكتسب سياسي خلال الـ 10 سنوات الأخيرة، لأنه استطاع أن يحقق ما تريده الدولة المصرية والقوى السياسية في إيجاد مساحة مشتركة من الثقة يمكن خلالها تبادل كافة الأراء والمقترحات والأفكار حول القضايا المختلفة، وبالتالي جاءت الفكرة للرئيس عبد الفتاح السيسي ودعوته للحوار خلال حفل إفطار الأسرة المصرية 2022، لتنطلق هذه الحركة الكبيرة في الحياة.

*هل كانت توصيات الحوار ذات تأثير حقيقي على المجتمع؟*

الحوار الوطني يُعد أكبر كتاب إجابات في مصر، فدائما كنا نبحث عن كيفية الإجابة على جميع التساؤلات التي تدور بخاطر الجميع، حول ماذا يحدث في كل شيء؟، مثل التضخم وارتفاع الأسعار وريادة الأعمال وقضايا الحبس الاحتياطي والوصاية وغيرها من الملفات المهمة؟، وبالتالي كانت هذه الفرصة لتلبي هذه الرغبة.

وأهم ما يميز الحوار أن هناك أناس من أقصى اليمين وأقصى اليسار، ومن الوسط، الجميع يجلس على مائدة واحدة ويناقش كافة القضايا، ومن ثم كان انتقاء بعض الأفكار التي تفاعلت القيادة السياسية معها، ونالت هذه الأفكار اهتمامًا كبيرًا، لذا نقول أن الحوار الوطني هو أهم وأعظم المكتسبات خلال الأونة الأخيرة.

*ما أبرز الموضوعات وأهمها التي تم طرحها على مائدة الحوار؟*

لابد أن نُذكر الناس أن في الحوار الوطني هناك 19 لجنة، منها لجان متعلقة بالأسعار والتضخم والأسرة والتعليم والصحة والصناعة، وبالتالي كنا أمام معادلة مهمة للغاية، هي أن تكون لدينا كافة القضايا يتم عنونتها تحت مسمى لجان.

تناولت مناقشات الحوار مثلًا المفوضية المناهضة للتميز، والتي كانت إحدى وأبرز وأهم القضايا المطروحة، وكذلك مشروع إنشاء المجلس القومي للتعليم، والتوصيات الخاصة باتحادات الطلاب والمدارس وريادة الأعمال وأخرى متعلقة بالتعليم والصحة والأسرة، والحبس الاحتياطي وموضوعات الدعم النقدي والعيني.

جميع المحاور السياسية والاقتصادية والاجتماعية، كانت لها توصياتها المهمة، بمشاركة كافة الأطراف والأطياف والمثقفين والفنانين والأدباء وكبار السياسية والاقتصاديين والمواطنين، الجميع كان يدلي بدلوه ورأيه، خاصة المواطنين كانت تتاح لهم الفرصة في الحديث أكثر من الآخرين من القوى السياسية والمجتمع المدني وأصحاب التخصص، وكان لرأيهم تأثير كبير خلال المناقشات بلا شك، وفي عملية صناعة التوصيات والمخرجات.

*كيف كانت فرصة الشباب في الحوار سواء بالنسبة للحضور والمشاركة أو بالنسبة للموضوعات والمقترحات المطروحة؟*

الشباب المصري مسيطر على كل المشهد، وكذلك المرأة المصرية أيضًا، كانوا من العناصر الأبرز تواجدًا، يعبرون عن أرائهم، يتحركون في كل مكان، فهم القائمون على منظومة الحوار الوطني، بداية من استقبال المشاركين وتنظيم جلسات الحوار من بدايتها وحتى النهاية، بتمثيل تحت راية الأكاديمية الوطنية للتدريب، لذا أقول دائمًا أن الشباب متواجد في الشكل والمضمون.

*وماذا عن أهم التوصيات التي صدرت من الشباب من وجهة نظرك؟*

عادة كنت أتعجب من وجود شباب حاضر وجاء من آواخر البلاد، وحرص على التواجد والمشاركة، ليتحدث ويلقي كلمته ويطرح رؤيته ولديه يقين بنسبة 100% بأن البلد ستستجيب، وهو أعظم ما رأيته في الحوار الوطني.

عندما نجد أنفسنا جالسين نستمع ونستمتع برؤى وأفكار شباب مصري يعمل في الخارج بدول عربية وأوروبية يطرحون أطروحاتهم المذهلة، هذه الجرأة والثقة أكبر بصمة ممكنة ودافع للاستمرار في هذا المسار وهذا النهج.

أما فيما يتعلق بالتوصيات، دعني أؤكد لك أن جميع التوصيات مهمة دون أدنى شك، وجميع المطالب مهمة للغاية، فهناك ما يتعلق بقضايا الحبس الاحتياطي وموضوع الاستثمار المحلي والأجنبي والاستثمارات العامة، وقضايا الوصاية وفيما يتعلق بالصحة والتعليم والقوة الناعمة والوعي والإصلاح الاقتصادي، لذا جميع التوصيات المتعلقة بكافة القضايا هي توصيات مهمة للغاية.

في لجنة الشباب، النائب أحمد فتحي مقرر اللجنة، ووكيل لجنة التضامن بمجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، كان حريصًا للغاية على الاستماع لجميع الحضور، فبدأت الجلسة في الساعة 11 ظهرًا انتهت 11 في منتصف الليل، إيمانًا منه بالشباب ودورهم وأفكارهم، وهو من الشخصيات العظيمة في الحوار لديه رؤية ملهمة وكثير الاتصال بالشباب.

لم نر الشباب فقط في لجنة الشباب ومناقشات الاتحادات الطلابية وريادة الأعمال، بل كانوا حاضرين في الجلسات السياسية والاقتصادية وجلسات مناقشات ملف الإدارة المحلية، ومناقشات النظام الانتخابي وقانون الانتخابات.

*لماذا شددت لجنة الشباب في الحوار على ضرورة دعم اتحادات الطلاب والأنشطة فى المدارس؟*

دعني أبوح بسر أتمنى أن يأخذ مساره ويصل إلى مجلس الأمناء، لديه رغبة في إعادة تخصيص جلسات أخرى للاتحادات الطلابية لأن مطالب الاتحادات الطلابية مهمة للغاية، خاصة أنهم بمثابة مفرخة للمحليات وانتخابات النواب والشيوخ والقيادات التنفيذية.

نعم خرجنا بتوصيات تتعلق بلائحة الاتحادات الطلابية في طريقها لمجلس الأمناء، ولم يُعلن عنها حتى الآن، وأكرر نتمنى أن جلسة الاتحادات الطلابية يتم مدها لجلسات أخرى نستضيف فيها الناجحين في انتخابات اتحادات الطلابية الجُدد، لإيجاد آلية يمكن من خلالها فرز القيادات الشابة قادرة على قيادة المشهد، الاتحادات الطلابية باب لتمكين الشباب، هم الخميرة التي يمكن أن يستفيد منها المجتمع في المستقبل.

*فيما يتعلق بريادة الأعمال واهتمام لجنة الشباب بها.. كيف يمكن تمكين الشباب اقتصاديًا؟*

ريادة الأعمال حتى الآن ونحن في عام 2024، ومصر بعمرها وحضارتها التي تمتد لأكثر من 13 ألف عام، لم تكتشف حتى الآن ملف ريادة الأعمال، والذي يُعتبر من الملفات الخام، بالطبع لدينا استراتيجية ومكونات لكن لم يتم الدخول في هذا الملف بعمق، فنحتاج لتدريب الموظفين، وتأهيل البنية التشريعية والبنية التحتية الخاصة بهذا الملف، والسماع لأفكار الشباب والحصول على دعم أكثر، ووجود برامج للتخارج، نحتاج لألية لسماع أفكار الشباب ودعمها أكثر.

التمكين الاقتصادي ليست متعلقًا فقط بريادة الأعمال، لكن متعلق بالاستثمار الخاص والمحلي والأجنبي والصناعة ووثيقة ملكية الدولة، ولجنة الاستثمارات العامة، وكذلك السياسة والناحية المجتمعية والأسرة، كل هذا وتطبيقه لريادة الأعمال، الشباب هو المستفيد الأول بها.

بالتالي متداخلين في كل الملفات، ونسعى لاستفادة الشباب منها.

*مسرح العمليات العالمي مليء بالأحداث.. كيف تؤثر هذه الأحداث على الشباب المصري من وجهة نظرك؟*

الشباب يحتاج للقراءة، ويطمئن للبلد، ويثق في الوطن، الشباب يجب أن يُدرك جيدًا أن مصر صاحبة التاريخ والحضارة والعراقة، والإيمان بذلك مهما تداعت الظروف، سيجعل هناك دفعة للعمل والبحث عن التنافسية.

دعنا نسأل سؤالًا مهمًا، لماذا الشباب المصري أكثر انشغالًا واهتمامًا ودعمًا للقضية الفلسطينية؟، الإجابة ببساطة لأن الشعب المصري يؤمن بالإنسانية، لذا هو يستوعب جيدًا حجم التحديات من حوله.

بالنظر مثلًا لجائحة كورونا التي طالت مصر في مارس 2020، وخرجت روسيا وأوكرانيا في فبراير 2022، ثم كانت حرب غزة في 7 أكتوبر 2023، ومن الجنوب السودان ومن الغرب ليبيا، وفي الشمال الشرقي اليمن ولبنان والتأثر بما يحدث من الحرب الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية، وجميعها تحديات تلقي بظلالها على الأوضاع والظروف الاقتصادية، لذا الشباب يجب أن يستوعب أن مسرح العمليات العالمي يشهد أحداثًا مشتعلة ومتصاعدة، ويجب إدراك تلك الأحداث جيدًا والوعي بها.

لذا أؤكد أن القراءة والتثقيف والوعي أدوات مهمة للشباب، لمواجهة الشائعات والأكاذيب التي تستهدف أمن واستقرار الوطن.

*هل ترى أن الدولة قامت بدورها تجاه الشباب وقدمت لهم فرصًا حقيقية؟*

الدولة المصرية قدمت تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، الدولة قدمت الأكاديمية الوطنية للتدريب، الدولة قدمت البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب، كما أقرت في دستورها نسب خاصة للشباب في القوائم الانتخابية وحتى في المحليات القادمة، الدولة المصرية عندما دعت للحوار الوطني أوجدت للشباب لجنة مستحدثة لم تكن في التكوين الرئيسي.

بالتالي نحن يجب أن نثق ونكمل الطريق، ومعنى ذلك أننا إذا اطمأن فؤادنا لهذه الإجراءات والمبادرات التي تقدمها الدولة، بالتأكيد سنساعدها، الوطن ليس ناحيتين، وإنما ناحية واحدة نتحرك فيها سويا وجميعا لنمسك أدوات العالم التنافسية ونطور الأفكار ونبيع الخدمات المصرية للعالم.

*رسالة مختصرة للشباب المصري.. ماذا تقول؟*

القراءة والثقة في مصر

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الاتحادات الطلابیة الدولة المصریة الحوار الوطنی الشباب المصری لجنة الشباب مهمة للغایة فی الحوار ما یتعلق یجب أن

إقرأ أيضاً:

مساعد وزير الداخلية الأسبق: مبادرات الدولة هدفها دعم الأسر الأكثر احتياجا

قال اللواء رأفت الشرقاوي، مساعد وزير الداخلية الأسبق، إن تعزيز العدالة الاجتماعية له العديد من السبل التي يمكننا اللجوء إليها مثل تحسين إدارة العمل الشاملة والفعالة، وإتاحة فرص العمل والتعلم مدى الحياة، وإصلاح المؤسسات لتحقيق نتائج أكثر عدالة في سوق العمل، وتوسيع نطاق الحماية الاجتماعية في معايش الناس.

الأهداف الاستراتيجية

وأوضح «الشرقاوي» في تصريح لـ«الوطن»، أن الأهداف الاستراتيجية للعدالة الاجتماعية تهدف إلى تعزيز الاندماج المجتمعي والحد من الاستقطاب السلبي وترسيخ شراكة فعالة بين شركاء التنمية (الدولة – المجتمع المدني – القطاع الخاص)، لافتا إلى أن توفير الفرص وتحفيز فرص الحراك الاجتماعي من خلال نظام مؤسسي يحقق المساواة في الحقوق والفرص الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.

حماية للفئات الأولى بالرعاية

وأكد أن النهج الذي تتبعه الدولة المصرية في تحقيق الحماية للفئات الأولى بالرعاية هو ضمان لعدالة التوزيع وتقليص الفجوات الطبقية من خلال مساندة شرائح المجتمع المهمّشة وتحقيق الحماية للفئات الأولى بالرعاية، لافتا إلى أن الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، بذلت جهودًا كبيرة لتحقيق العدالة الاجتماعية في مصر من خلال مجموعة متنوعة من المبادرات والسياسات التي تستهدف تحسين حياة المواطنين، خاصة الفئات الأكثر احتياجًا، ولعل تلك المبادرات بشموليتها تمكنت من الوصول لأغلب الشعب المصري بمختلف الأعمار والتوزيعات الجغرافية، وأبرز تلك الإجراءات والتي بدورها عملت على تحقيق العدالة الاجتماعية بين المواطنين.

مقالات مشابهة

  • البنك المركزي يشارك في حوار رفيع المستوى بشأن سياسات تغير المناخ
  • مقرر لجنة المواطنة في «بيت العائلة»: الدولة ملتزمة بالنهوض بحقوق الإنسان
  • "GEN Z".. شهادة ميلاد جديدة لإبداع شباب الجامعات المصرية
  • مساعد وزير الداخلية الأسبق: مبادرات الدولة هدفها دعم الأسر الأكثر احتياجا
  • عضو «القومي لحقوق الإنسان»: رصدنا تحسنا في تشريعات الحريات.. وجاهزون للمراجعة الدورية (حوار)
  • تسير في الاتجاه الصحيح.. إشادات دولية بالإجراءات المصرية بمجال حقوق الإنسان آخر 10 سنوات
  • برعاية رئيس الدولة.. اليوم انطلاق «حوار أبوظبي للفضاء» بمشاركة 1000 خبير من 53 دولة
  • خبراء: الاهتمام بالبنية التحتية خلال الـ10 سنوات الماضية ساهم في ارتفاع إيرادات القطاع
  • أردوغان: نقف إلى جانب السوريين بكل مشاربهم السياسية والطائفية والعرقية
  • لجنة الشركات الطلابية بجنوب الشرقية تختتم برنامج ريادة الأعمال