عين ليبيا:
2025-02-11@13:24:43 GMT

الشمس تُشرق على دمشق

تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT

في لحظة فارقة من تاريخ سوريا المعاصر، استطاعت الثورة السورية أن تحقق انتصارها العظيم بعد سنوات من الكفاح والتضحيات، مُعلنة فتح دمشق العاصمة التي كانت رمزاً للسلطة التي أرهقت الشعب لعقود، حقيقة لقد انتهت تلك الحقبة بهروب بشار الأسد، الذي لم يتوقع أن يجد نفسه يوماً في موقف المُطارد والمهزوم، بعد أن ظن أن نظامه محصّن ضد التغيير.

اندلعت الثورة السورية في مارس 2011م عندما خرج الشعب السوري في مظاهرات سلمية تُطالب بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، مستلهماً روح الثورات العربية التي سبقتها، وقوبلت هذه المطالب بالقمع والعنف المفرط من قِبل النظام مما دفع الحراك السلمي إلى التسلّح دفاعاً عن النفس وتحوّلت الثورة إلى مواجهة شاملة بين نظام الأسد والشعب الذي دفع أثماناً باهظة في سبيل حريته.

استمر الصراع سنوات طويلة، قاسى فيها السوريون الويلات؛ من قصف المدن بالبراميل المتفجرة إلى استخدام الأسلحة الكيميائية والاعتقالات الجماعية وحصار المدن وتجويع أهلها، لكن وبالرغم من كل هذه الجرائم ظل الشعب السوري مُصرّاً على المضي قدماً في ثورته حتى تحقيق النصر.

وفي فجر يوم 8 ديسمبر 2024م وبعد معارك طاحنة وتضحيات كبيرة تمكنت فصائل الثورة السورية وبدعم من مختلف شرائح الشعب من دخول دمشق وتحريرها، لقد كان مشهد الثوار وهم يرفعون علم الثورة في ساحات دمشق لحظة تاريخية، حيث انقلبت الموازين وسقطت رمزية العاصمة من أيدي النظام.

هرب بشار الأسد حين أيقن أن لا سبيل له للبقاء في السلطة، فهرب مُخلّفاً وراءه قصره الرئاسي المُحطم ونظامه المُتهالك، وإن هروب الأسد لم يكن مجرد فرار فردي، بل كان انهياراً لنظام اعتمد على القمع والفساد وشرارة أمل لبداية عهد جديد من الحرية والديمقراطية لسوريا.

وللتاريخ نقول: ما كان لهذا الانتصار أن يتحقق لولا التضحيات الجسيمة التي قدّمها الشعب السوري آلاف الشهداء الذين فقدوا حياتهم دفاعاً عن الحق وملايين النازحين الذين تركوا منازلهم بحثاً عن الأمان ومئات الآلاف من المعتقلين الذين واجهوا أبشع أنواع التعذيب في سجون النظام، وكل تلك التضحيات رسّخت إرادة السوريين وعزيمتهم وأكدت أن الشعوب مهما تعرضت للقمع لا يمكن كسرها إذا طالبت بالحرية، ولقد أثبتت الثورة السورية أن الشعوب قادرة على إسقاط أعتى الأنظمة إذا توافرت الإرادة والإيمان بالحق، وأكدت أيضاً أن الحرية لا تأتي دون ثمن وأن التضحيات الجسيمة هي السبيل لبناء مستقبل أفضل.

هذا وبعد فتح دمشق اليوم يقف السوريون على أعتاب مرحلة جديدة مليئة بالتحديات، لكنها تحمل في طياتها الأمل بإعادة بناء وطنهم على أسس من العدالة والحرية والمساواة، وإن تحقيق العدالة الانتقالية ومحاسبة كل من تورط في الجرائم ضد الشعب السوري سيكون حجر الأساس في هذه المرحلة، كما يتطلع السوريون إلى إعادة بناء ما دمرته الحرب وعودة ملايين اللاجئين إلى ديارهم ليشاركوا في بناء سوريا الجديدة.

ومن نافلة القول: فإن انتصار الثورة السورية وفتح دمشق هو انتصار للحرية على الطغيان وللإرادة الشعبية على القمع، ولقد دفع الشعب السوري ثمناً باهظاً، لكن هذه التضحيات لم تذهب سدى، بل رسمت معالم مستقبل مشرق لسوريا حرة وديمقراطية، وسوف يبقى هذا الانتصار درساً للعالم بأسره عن قدرة الشعوب على تحقيق مصيرها مهما كانت التحديات.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: الثورة السوریة الشعب السوری

إقرأ أيضاً:

حساب منسوب لنجل الأسد يروي اللحظات الأخيرة قبيل سقوط النظام

أفاد حساب منسوب لـ "حافظ"، نجل الرئيس السوري السابق بشار الأسد، على منصتي "إكس"، و"تليغرام"، تدوينات تتضمن تفاصيل جديدة عن ليلة الخروج من دمشق، قبل دخول الفصائل المسلحة للعاصمة، وإسقاط حكم عائلة الأسد الذي استمر قرابة نصف قرن.

وجاء في الحساب المنسوب لنجل الأسد، والتي حذفت تدويناته لاحقاً إنه "لم يكن هناك أي خطة ولا حتى احتياطية، لمغادرة دمشق، ناهيك عن سوريا". وأضاف أنه "بخصوص أحداث يومي السبت والأحد 7 و8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، لم يكن هناك شيء خارج عن المألوف الذي اعتدناه منذ السنوات الأولى للحرب".

      View this post on Instagram      

A post shared by Asharq News الشرق للأخبار (@asharqnews)

وتابع الحساب "استمر الوضع على هذا الحال، إذ كان الجيش يحضر للدفاع على دمشق، ولم يكن هناك ما يوحي بتدهور الأمور حتى خبر انسحاب الجيش من حمص، الذي كان مفاجئاً كما كان قبله انسحاب الجيش من حماة وحلب وريف إدلب".

وأوضح قائلاً: "وحول ما قيل عن مغادرتنا دون إبلاغ أبناء عمتي الذين كانوا موجودين في دمشق، فأنا من قام بالاتصال بهم أكثر من مرة حالما عرفنا بانتقالنا، وعلمنا من العاملين في منزلهم أنهم غادروه إلى وجهة غير معروفة".

BREAKING:

This is the first of a two part post from Bashar al-Assad's son, Hafez al-Assad.

I can confirm this account is his and not an imposter. We've been in communication recently, and I was aware that he was going to create a Telegram channel and this also account here on… https://t.co/z8DAQmTPUm pic.twitter.com/ThQnKXepL4

— Eva Karene Bartlett (@EvaKBartlett) February 10, 2025

وأشار إلى أنه "بعد حين، انطلقنا باتجاه مطار دمشق الدولي ووصلنا إليه حوالي الساعة الثالثة بعد منتصف الليل والتقينا بعمي ماهر هناك، حيث كان المطار خالياً من الموظفين بما في ذلك برج المراقبة، ومن ثم انتقلنا على متن طائرة عسكرية روسية إلى اللاذقية، حيث هبطنا في مطار حميميم قبل طلوع الفجر".

ولفت الحساب إلى أنه في ساعات النهار الأولى من يوم الأحد، كان من المفترض أن نتحرك باتجاه الاستراحة الرئاسية في منطقة برج إسلام، والتي تبعد عن القاعدة بالطريق أكثر من 40 كيلومتراً، ولكن محاولات التواصل مع أي أحد من العاملين فيها باءت بالفشل، حيث كانت جميع الهواتف التي تم الاتصال بها مغلقة، وبدأت ترد المعلومات بانسحاب القوات من الجبهة وسقوط آخر المواقع العسكرية.

وأردف بالقول "بعد الظهر، أطلعَتنا قيادة القاعدة على خطورة الموقف في محيطها، وأبلغَتنا بتعذر الخروج من القاعدة، نظراً لانتشار الفصائل المسلحة والفوضى وانسحاب الوحدات المسؤولة عن حماية القاعدة، بالإضافة إلى انقطاع الاتصال مع كافة القيادات العسكرية".

وأضاف "بعد التشاور مع روسيا، طلبت منهم تأمين انتقالنا إلى موسكو، حيث أقلعنا باتجاهها على متن طائرة عسكرية روسية، ووصلنا إليها في ليل يوم الأحد 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي".

مقالات مشابهة

  • تركيا ترفع القيود عن الصادرات السورية والأردن يعفي شاحنات دمشق من الرسوم
  • الشركات السورية  تشكو عدم اهتمام العراق.. وبغداد: لا تجارة إلا بعد استقرار دمشق
  • حساب منسوب لنجل الأسد يروي اللحظات الأخيرة قبيل سقوط النظام
  • سيطرة “إسرائيل” على سوريا.. مقدّمة لحرب ضدّ إيران
  • جدل بشأن منشور منسوب لنجل الأسد يرد على قصة "الهروب"
  • الشرع: آلاف المتطوعين ينضمون إلى الجيش السوري الجديد بعد الإطاحة بـ"نظام الأسد"
  • هل يستعيد قطاع النقل في سوريا عافيته بعدما أهمله الأسد؟
  • أبعاد أول زيارة لمسؤول جزائري إلى دمشق بعد سقوط الأسد
  • معاناة مشتركة بين أبناء فلسطين والجولان على أطراف دمشق
  • منظمة "الأسلحة الكيميائية" تدعو إلى "انطلاقة جديدة" في سوريا