"ليست كل البرم لسيس".. هكذا علقت جماعة الحوثي على دعوات اليمنيين لتحرير العاصمة صنعاء بعد تحرير العاصمة السورية دمشق على يد قوات المعارضة السورية وسقوط نظام بشار الأسد.

 

وفجر الأحد، دخلت فصائل المعارضة السورية العاصمة دمشق وسيطرت عليها مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع،

 

وأعلنت المعارضة السورية المسلحة سقوط نظام الأسد، ودخول قواتها إلى العاصمة دمشق -فجر اليوم الأحد- تتويجا لسلسلة من الانتصارات الخاطفة التي حققتها في الأيام الماضية تباعا في حلب وحماة ثم حمص.

لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكام نظام حزب البعث الدموي و53 سنة من حكم عائلة الأسد.

 

وكشف الكرملين عن وصول بشار الأسد وعائلته إلى موسكو وقال في بيان إنه "تم تقديم اللجوء للرئيس السوري المخلوع وأفراد عائلته لدواع إنسانية".

 

وكانت وزارة الخارجية الروسية قالت في بيان في وقت سابق اليوم الأحد إن الأسد غادر البلاد بعد أن استقال من منصبه وأصدر أوامره بتسليم السلطة سلميا.

 

وأثار سقوط بشار الأسد وفراره من العاصمة السورية دمشق بعد تحريرها من قوات المعارضة السورية تفاعلا واسعا بين أوساط اليمنيين، في مقارنة بسقوط جماعة الحوثي في صنعاء إحدى أذرع إيران في المنطقة العربية، على أمل أن صنعاء بعد دمشق في التحرر.

 

وتفاعل اليمنيون مع سقوط بشار الأسد، تحت الوسم (اليوم دمشق وغدا صنعاء) الكثير منهم يتوقعون مصيرا مشابها لجماعة الحوثي، كأحد أذرع طهران في المنطقة، وأنه حان دورها.

 

وفي سياق تعليقه على دعوات اليمنيين على تحرير صنعاء بعد سقوط نظام بشار الأسد وتحرير قوات المعارضة السورية دمشق، قال القيادي البارز في جماعة الحوثي، حسين العزي، إن صنعاء تعمل للسلام وكأنه غداً، وتعمل للحرب وكأنها أبداً، والعالم وما يختار.

 

وأضاف العزي المعين نائب وزير الخارجية في حكومة صنعاء غير المعترف بها "لا شيء يوازي جاهزيتنا للسلام إلا جاهزيتنا للحرب".

 

وأردف "لقد أكدنا أن ما يجري يخدم صهيون مباشرة، واقترحنا منح صنعاء دور الوسيط لكنهم ظنونا قلقين على بشار مع أن الجميع يدرك اختلافنا معه".

 

 

وتابع "كلما تذكرت أن بقية الدول العربية لا يوجد فيها من سماهم "أنصار الله" وضعت يدي على قلبي خوفاً عليها من إسرائيل ومن الإخوان،"، حد زعمه.

 

كما زعم أن من سماه "الشهيد المؤسس (حسين بدر الحوثي) أوجد لليمن صمام أمان صلب وموثوق".

 

وأضاف العزي "كيف ليلة أمس يا إخونجيتنا في حزب الإصلاح أو قصدكم كل البرم لسيس؟

 

القيادي الحوثي نصر الدين عامر، قال "نراقب التطورات الخطيرة المتمثلة باستغلال كيان العدو الصهيوني الوضع في سوريا وتقدم جيشه المجرم في القنيطرة السورية ونعتبره عدوان خطير يقتطع ارض عربية جديد يستدعي تحرك لمواجهته فورا".

 

 

وأضاف "قطعا نحن مع كل من يتحرك لمواجهة هذا العدوان الخطير باعتبار العدو الاسرائيلي هو العدو الاول للامة".

 

ويلاحظ من تصريحات قيادات الحوثي السياسية والإعلامية تنسيقها وعودتها لاستخدام مصطلح "الاخوان، الإرهاب، داعش" وهي أسطوانة مشروخة كانت تستخدمها لتبرر دخولها صنعاء واسقاطها للدولة، كما استخدمتها اليوم للنيل من قوات المعارضة السورية وتوجيه سهامهم على إخوان اليمن (حزب الإصلاح)، لمنع أي تقارب بين الأطراف اليمنية المناوئة لها.

 

وقال عضو المكتب السياسي للجماعة محمد البخيتي، "ما حصل في سوريا ليس حدثا محليا ولن يستقر داخل حدودها، بل زلزالا مدمرا سينعش أمل الجماعات الإسلامية ويوقظها من سباتها على امتداد العالم الاسلامي ولكن في الاتجاه الخطأ والمعاكس لما خطه طوفان الاقصى، حد زعمه.

 

 

وأضاف "اليوم يصطف الإخوان المسلمين مع أمريكا وإسرائيل لقتال محور المقاومة الذي هب لنجدة غزة".

 

وتابع البخيتي "صحيح أن نظام بشار دكتاتوري ولكنه الوحيد الذي حمل قضية فلسطين، ولو أن بن سلمان وبن زايد وقفا مع غزة لتجاوزنا عن كل ما فعلاه".


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن صنعاء سوريا الحوثي بشار الأسد قوات المعارضة السوریة بشار الأسد

إقرأ أيضاً:

لماذا لم يعد معظم النازحين واللاجئين السوريين رغم سقوط الأسد؟

شمال سوريا- بعد شهر على سقوط نظام الأسد في سوريا لا تزال عودة اللاجئين السوريين من الدولة المجاورة تركيا والنازحين داخليا تبدو خجولة وأدنى من سقف التوقعات، إذ تحكم هذه العودة عوامل اقتصادية وأمنية في الدرجة الأولى تتعلق بالسكن والخدمات والتعليم والاستقرار الأمني.

وتسود حالة من عدم اليقين لدى مئات الآلاف من اللاجئين والنازحين السوريين بشأن جدوى العودة الحالية، ولا سيما أن نسبة كبيرة منهم ممن فقدوا منازلهم في الحرب التي أنهكت سوريا على مدار 14 عاما، كما يشكل تأمين الدخل التحدي الأبرز لتأمين المصاريف اليومية.

وداخل إحدى مقاهي غازي عنتاب جنوبي تركيا يجادل اللاجئ السوري حسام دروبي صديقه محمد بأن العودة إلى البلاد في الوقت الحالي ليست مناسبة، بسبب الانقطاع المستمر للماء والكهرباء وعدم استقرار الوضع المعيشي والأمني.

ويقول دروبي متحدثا للجزيرة نت إن "من المبكر العودة إلى سوريا، والأفضل على الأقل الانتظار 6 أشهر إلى عام حتى تتضح الأمور وتعود الخدمات وتتمكن الحكومة الجديدة من العمل على كافة الأصعدة خدمة للأهالي".

وأضاف أن المخاوف التي تنتابه من العودة هي فقدان منزله في مدينة حلب شمالي سوريا جراء القصف الذي طالها خلال عام 2016، مشيرا إلى أن برميلا متفجرا سقط على البناء وأصبح مدمرا بشكل شبه كامل ويحتاج إلى إعادة إعمار.

إعلان

ولفت دروبي إلى أنه غير قادر على استئجار منزل في حلب في حال عودته، مؤكدا أن أسعار الإيجارات في المدينة تضاعفت بشكل غير مسبوق منذ سقوط نظام الأسد وبدء عودة الأهالي من نازحين ولاجئين إليها للاستقرار، ومنهم من محافظات وبلدات سورية أخرى.

يفضل أغلبية اللاجئين السوريين الانتظار والتريث في العودة إلى حين استقرار الأحوال (الجزيرة) أحلاهما مر

وغير بعيد عن مدينة غازي عنتاب وعلى الطرف المقابل في الشمال السوري تبدو مخيمات النازحين السوريين دون تغييرات بحجم حدث سقوط الأسد، إذ تبدو حالة انعدام الاحتياجات الأساسية من وقود التدفئة والغذاء المناسب مستمرة وتشكل تحديا لا يعرف حلا.

ويجبر استمرار حالة الدمار وفقدان الخدمات في معظم مدن وبلدات أرياف إدلب وحلب وحماة شمالي سوريا -والتي ينحدر منها النازحون القاطنون في المخيمات- الآلاف على البقاء في الخيام الباردة.

ووفق فريق "منسقو استجابة سوريا"، عاد نحو 52 ألفا من النازحين في المخيمات بالشمال السوري إلى مناطقهم الأصلية منذ سقوط نظام الأسد من أصل قرابة مليوني نازح.

ويؤكد النازح المنحدر من معرة النعمان بريف إدلب أحمد السعيد أن منزله في المدينة غير صالح للسكن على الإطلاق، مشيرا إلى أن أغلبية الأهالي لم يرجعوا للسكن فيها رغم توقف الحرب وسقوط نظام بشار الأسد.

ويقول السعيد في حديث للجزيرة نت إن البعض يستغرب من بقاء الأهالي في الخيام هنا، لكنها تبقى أحلى الأمرّين وأفضل من العيش في منازل مدمرة بلا جدران وسقوف، عدا عن انعدام الخدمات من ماء وكهرباء وأسواق.

أما النازحة من مدينة عندان في ريف حلب آمنة درغام والمقيمة في مدينة إدلب فتحدثت عن أن مسقط رأسها أشبه بمدينة أشباح، فقد اعتصر قلبها الألم لدى زيارتها أخيرا لمشاهدة منزلها، بسبب مناظر الدمار وحجم السرقات التي تعرضت لها المدينة.

إعلان

وتشير درغام في حديث للجزيرة نت إلى أن المدينة شأنها شأن معظم المدن والبلدات السورية تحتاج إلى جهود جبارة بهدف إعادة الإعمار والحياة إليها، الأمر الذي يشجع السكان على العودة والاستقرار مجددا، مؤكدة أن أحدا لن يعود للسكن في هذا الظرف المأساوي.

سوريون يعودون من تركيا إلى بلادهم من معبر باب الهوى الحدودي (الجزيرة) إعادة الإعمار

وتواجه الإدارة الجديدة في سوريا أعباء كبرى تتمثل في تسيير أعمال الحكومة وبسط الأمن وإعادة هيكلة الجيش مع دمج الفصائل المسلحة وحصر السلاح بيد الدولة، فضلا عن تحديات تأمين الطاقة والمياه وأجور العاملين.

ويرى المحلل الاقتصادي عبد السلام العمر أن من المبكر الحديث عن عملية إعادة الإعمار في سوريا، قبل أن تتمكن الإدارة الجديدة من حسم ملفات أكثر أهمية وآنية تتعلق بإنهاء أي وجود لفلول النظام البائد التي قد تعكر صفو البلاد والحكم.

ويقول العمر في حديث للجزيرة نت إن ما تتجه إليه الإدارة الجديدة في سوريا والحكومة هو حل مشكلة الطاقة والمياه واستقرار سعر الصرف، باعتبارها احتياجات أساسية يومية للسكان لا يمكن أن تنتظر أو أن يتم استبدالها.

وأشار إلى أن عملية إعادة الإعمار تحتاج إلى دعم أممي وعربي قد يرتبط برفع قريب للعقوبات الدولية عن سوريا، مما يفسح المجال للشركات وأصحاب رؤوس الأموال بالدخول إلى السوق السورية وبدء مرحلة جديدة في بناء بلد أنهكته الحرب.

مقالات مشابهة

  • هدية ميسي لحافظ الأسد تثير غضب السوريين  
  • رويترز: تحذيرات غربية للإدارة السورية الجديدة من تعيين مقاتلين أجانب في الجيش
  • اجتماع أميركي أوروبي في روما لتقييم الوضع بسوريا بعد سقوط نظام الأسد
  • لماذا لم يعد معظم النازحين واللاجئين السوريين رغم سقوط الأسد؟
  • أنقرة تعتزم بدء رحلاتها الجوية إلى العاصمة السورية
  • ردود حذرة ومتأنية.. ماذا يعني سقوط الأسد لدول الخليج؟
  • مغردون: لا خوف بعد الآن في مطار دمشق الدولي
  • فيديو.. رقصة الفرح في أولى رحلات الخطوط الجوية السورية بعد سقوط الأسد
  • تفاصيل كاملة.. كيف نقل نظام بشار الأسد الأموال من دمشق لموسكو؟
  • مطار دمشق يستقبل أول طائرة ركاب قادمة من الدوحة بعد سقوط الأسد