"ليست كل البرم لسيس".. هكذا رد الحوثيون على سقوط بشار الأسد ودعوات تحرير صنعاء
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
"ليست كل البرم لسيس".. هكذا علقت جماعة الحوثي على دعوات اليمنيين لتحرير العاصمة صنعاء بعد تحرير العاصمة السورية دمشق على يد قوات المعارضة السورية وسقوط نظام بشار الأسد.
وفجر الأحد، دخلت فصائل المعارضة السورية العاصمة دمشق وسيطرت عليها مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع،
وأعلنت المعارضة السورية المسلحة سقوط نظام الأسد، ودخول قواتها إلى العاصمة دمشق -فجر اليوم الأحد- تتويجا لسلسلة من الانتصارات الخاطفة التي حققتها في الأيام الماضية تباعا في حلب وحماة ثم حمص.
وكشف الكرملين عن وصول بشار الأسد وعائلته إلى موسكو وقال في بيان إنه "تم تقديم اللجوء للرئيس السوري المخلوع وأفراد عائلته لدواع إنسانية".
وكانت وزارة الخارجية الروسية قالت في بيان في وقت سابق اليوم الأحد إن الأسد غادر البلاد بعد أن استقال من منصبه وأصدر أوامره بتسليم السلطة سلميا.
وأثار سقوط بشار الأسد وفراره من العاصمة السورية دمشق بعد تحريرها من قوات المعارضة السورية تفاعلا واسعا بين أوساط اليمنيين، في مقارنة بسقوط جماعة الحوثي في صنعاء إحدى أذرع إيران في المنطقة العربية، على أمل أن صنعاء بعد دمشق في التحرر.
وتفاعل اليمنيون مع سقوط بشار الأسد، تحت الوسم (اليوم دمشق وغدا صنعاء) الكثير منهم يتوقعون مصيرا مشابها لجماعة الحوثي، كأحد أذرع طهران في المنطقة، وأنه حان دورها.
وفي سياق تعليقه على دعوات اليمنيين على تحرير صنعاء بعد سقوط نظام بشار الأسد وتحرير قوات المعارضة السورية دمشق، قال القيادي البارز في جماعة الحوثي، حسين العزي، إن صنعاء تعمل للسلام وكأنه غداً، وتعمل للحرب وكأنها أبداً، والعالم وما يختار.
وأضاف العزي المعين نائب وزير الخارجية في حكومة صنعاء غير المعترف بها "لا شيء يوازي جاهزيتنا للسلام إلا جاهزيتنا للحرب".
وأردف "لقد أكدنا أن ما يجري يخدم صهيون مباشرة، واقترحنا منح صنعاء دور الوسيط لكنهم ظنونا قلقين على بشار مع أن الجميع يدرك اختلافنا معه".
وتابع "كلما تذكرت أن بقية الدول العربية لا يوجد فيها من سماهم "أنصار الله" وضعت يدي على قلبي خوفاً عليها من إسرائيل ومن الإخوان،"، حد زعمه.
كما زعم أن من سماه "الشهيد المؤسس (حسين بدر الحوثي) أوجد لليمن صمام أمان صلب وموثوق".
وأضاف العزي "كيف ليلة أمس يا إخونجيتنا في حزب الإصلاح أو قصدكم كل البرم لسيس؟
القيادي الحوثي نصر الدين عامر، قال "نراقب التطورات الخطيرة المتمثلة باستغلال كيان العدو الصهيوني الوضع في سوريا وتقدم جيشه المجرم في القنيطرة السورية ونعتبره عدوان خطير يقتطع ارض عربية جديد يستدعي تحرك لمواجهته فورا".
وأضاف "قطعا نحن مع كل من يتحرك لمواجهة هذا العدوان الخطير باعتبار العدو الاسرائيلي هو العدو الاول للامة".
ويلاحظ من تصريحات قيادات الحوثي السياسية والإعلامية تنسيقها وعودتها لاستخدام مصطلح "الاخوان، الإرهاب، داعش" وهي أسطوانة مشروخة كانت تستخدمها لتبرر دخولها صنعاء واسقاطها للدولة، كما استخدمتها اليوم للنيل من قوات المعارضة السورية وتوجيه سهامهم على إخوان اليمن (حزب الإصلاح)، لمنع أي تقارب بين الأطراف اليمنية المناوئة لها.
وقال عضو المكتب السياسي للجماعة محمد البخيتي، "ما حصل في سوريا ليس حدثا محليا ولن يستقر داخل حدودها، بل زلزالا مدمرا سينعش أمل الجماعات الإسلامية ويوقظها من سباتها على امتداد العالم الاسلامي ولكن في الاتجاه الخطأ والمعاكس لما خطه طوفان الاقصى، حد زعمه.
وأضاف "اليوم يصطف الإخوان المسلمين مع أمريكا وإسرائيل لقتال محور المقاومة الذي هب لنجدة غزة".
وتابع البخيتي "صحيح أن نظام بشار دكتاتوري ولكنه الوحيد الذي حمل قضية فلسطين، ولو أن بن سلمان وبن زايد وقفا مع غزة لتجاوزنا عن كل ما فعلاه".
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن صنعاء سوريا الحوثي بشار الأسد قوات المعارضة السوریة بشار الأسد
إقرأ أيضاً:
سقوط الـ«F-18»… إنذار مدوٍّ بعمق الورطة الأمريكية في اليمن
يمانيون../
في تطوّر ميداني نوعي، أكدت البحرية الأميركية، مساء الإثنين، سقوط طائرة مقاتلة من طراز «F-18» عقب استهدافها في هجوم مشترك شنّته القوات المسلحة اليمنية على حاملة الطائرات «هاري ترومان» ومجموعة السفن الحربية المرافقة لها شمال البحر الأحمر.
هذا الاعتراف الرسمي الأميركي، الذي يأتي بعد بيانات سابقة حاولت التقليل من حجم الهجمات اليمنية، يعكس تحوّلاً جوهرياً في قواعد الاشتباك البحري ويضع واشنطن في زاوية مواجهة مفتوحة مع تكتيكات يمنية أثبتت فعاليتها رغم الفارق الهائل في القدرات.
يتطابق هذا الاعتراف مع ما أعلنه المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، عن تنفيذ عملية هجومية معقدة اخترقت الدفاعات الأميركية وأجبرت «ترومان» على الانسحاب نحو أقصى شمال البحر، في سابقة تُسجّل للمرة الأولى منذ بداية العدوان الأميركي المستجد على اليمن منتصف مارس الماضي.
أبعد من مجرد إسقاط طائرة
توقيع هذا الإنجاز الميداني يُمثّل ضربة قاسية لصورة الردع الأميركي في المنطقة، كما يضع علامة استفهام حول فعالية التقنيات الدفاعية لحاملات الطائرات الأكثر تطوراً في العالم، والتي ظلت لعقود رموزاً للهيمنة الأميركية.
ويرى مراقبون أن العملية لم تكن مجرد تصعيد عسكري، بل كانت نتيجة تراكم معلومات استخبارية دقيقة امتلكتها صنعاء حول مواقع التحرك ونقاط الضعف في التشكيل البحري الأميركي، ما يعكس تطوراً نوعياً في القدرات الاستخباراتية والهجومية للقوات اليمنية.
لكن هذا الاعتراف الأميركي لا يخلو من دلالات مقلقة؛ إذ يخشى مراقبون أن يكون مقدّمة لارتكاب مزيد من الجرائم بحق المدنيين في محاولة لتعديل صورة الفشل العسكري، وامتصاص صدمة الرأي العام المحلي والدولي. في هذا السياق، حذّر نشطاء يمنيون من أن إسقاط الطائرة قد يدفع واشنطن إلى شنّ عمليات انتقامية عنيفة، كما حدث في مدينة صعدة عندما استُهدف مركز إيواء للمهاجرين الأفارقة وأودى بحياة 68 مدنياً.
منجزات يمنية وتخبط أميركي
وسائل إعلام أميركية، بينها شبكة «سي إن إن» وموقع «ريسبونسبل ستيتكرافت»، لم تتجاهل حجم ما حدث، وأكدت ضراوة الاشتباكات البحرية التي خاضتها القوات اليمنية في مواجهة البحرية الأميركية، مشيرة إلى أن هذه الاشتباكات جاءت رداً مباشراً على الغارات الأميركية على صعدة وصنعاء.
ومنذ منتصف مارس، نفذت صنعاء أكثر من 25 هجوماً على حاملة الطائرات «ترومان» وسفن مرافقة، ضمن معركة بحرية مفتوحة تهدف إلى ردع العدوان الأميركي وإحباط عملياته الهجومية.
وزير الدفاع اليمني، اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، وصف إسقاط الـ«F-18» بأنه “إثبات عملي للتفوق العسكري والتقني الذي بلغته الصناعات الحربية اليمنية”، لافتاً إلى “قفزة غير مسبوقة” في منظومات الدفاع الجوي، وقدرتها على التصدي لأحدث الصناعات العسكرية الأميركية والإسرائيلية على حد سواء.
رد أميركي مأزوم
من جهتها، حاولت القيادة المركزية الأميركية التقليل من تأثير العمليات اليمنية، مشيرة إلى تنفيذ أكثر من 800 غارة جوية ضد منشآت القيادة والسيطرة ومراكز تصنيع الأسلحة والمنظومات الدفاعية. غير أن إصرارها على نفي استهداف المدنيين يصطدم بواقع عملياتها الميدانية، التي أوقعت عشرات الضحايا من الأبرياء في الأيام الماضية.
وفي تناقض فاضح، تقول القيادة المركزية إن ضرباتها تعتمد على معلومات استخباراتية دقيقة، بينما تنقل وسائل إعلام أميركية عن مصادر في “البنتاغون” أن تلك الضربات غالباً ما تستند إلى مصادر مفتوحة، من ضمنها منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقد وثقت الأجهزة الأمنية في صنعاء قيام ناشطين موالين للتحالف السعودي – الإماراتي بنشر إحداثيات لأهداف في مناطق تحت سيطرة «أنصار الله»، استُخدمت لاحقاً في تحديد مواقع القصف الأميركي، كما حدث في منطقة “ثقبان” شمال العاصمة، والتي خلّف القصف فيها 12 قتيلاً وعدداً من الجرحى، حسب ما أعلنته وزارة الصحة.
نحو معادلة ردع جديدة
الهجوم اليمني على «ترومان» وأسقاط الـ«F-18» لم يكن فقط تطوراً ميدانيًا بل إعادة ترسيم لمعادلات الردع في البحر الأحمر. فصنعاء لا تواجه فقط واشنطن، بل تتحدى حضورها العسكري بكامل رموزه، وترسل رسائل صلبة إلى تل أبيب والرياض وأبوظبي مفادها أن زمن “الهجمات دون رد” قد انتهى.
وفي ظل هذه التطورات، يبدو أن الورطة الأميركية في اليمن تتعقّد أكثر من أي وقت مضى، في وقتٍ تكشف فيه العمليات اليمنية عن نموذج مقاومة غير تقليدي قادر على إعادة صياغة موازين القوى… ولو بإسقاط طائرة واحدة.