فى أعقاب التطورات المفاجئة التى جرت فى سوريا خلال الأيام الماضية إثر انسحاب وحدات الجيش السوري أمام الهجوم المباغت الذي شهدته مدينة حلب لأول مرة منذ سنوات، وهو الهجوم الذي نفذته هيئة تحرير الشام وفصائل مسلحة، أبدت دول عربية وإقليمية تخوفات وقلقا من تجدد الصراع فى سوريا، وما قد يشكله من مخاطر كبرى على المنطقة.
فى معرض الحديث عن الواقع بالنسبة للأحداث تتجلى رؤية مصر التى تظل ثابتة حيال سوريا، حيث ترفض مصر التدخلات الخارجية فى الشأن السورى، وتطالب بضرورة الحفاظ على وحدة الأراضى السورية، مع الدعوة إلى خروج كافة الميليشيات المسلحة الموجودة على الأراضي السورية باعتبارها الخطوة الأساسية للقضاء على ذرائع الجماعات المسلحة فى التواجد بسوريا، وكذلك تحقيق مصالح وتطلعات الشعب السوري. وهنا لابد أن نأخذ فى الاعتبار أهمية الدور المصرى فى سوريا و طبيعته لا سيما أن ما يحدث فى سوريا له تأثير مباشر وغير مباشر على الأمن القومى المصرى رغم البعد الجغرافي النسبي بين الدولتين سواء من خلال خطر الارهاب، أو توازن القوى الاقليمية، أو التداعيات الاقتصادية والسياسية حيث ترى مصر فى سوريا دولة محورية فى المنطقة، ولهذا فإن أية تغييرات جذرية فيها ستلقى بظلالها على التوازنات الاقليمية التى تؤثر بالتبعية على المصالح المصرية.
لقد خرج خبير عسكرى مؤخرا ليؤكد أن الأزمة السورية الحادثة اليوم أدت إلى خلق مزيج معقد من التحديات الأمنية والإنسانية والسياسية التى أثرت بالتبعية على كل دولة فى المنطقة. ويكفى أن هذه الأزمة قد أفرزت واحدا من أخطر التنظيمات الارهابية، ألا وهو تنظيم " داعش" الذى سيطر على مساحات واسعة فى كل من سوريا والعراق. وفى أعقاب الأحداث التى تعرضت لها سوريا مع تحرك المعارضة المسلحة ضد الرئيس بشار، وبعد أن دخلت قواتها للعاصمة دمشق، وإعلانها هروب " بشار" ونهاية حقبته قال القائد فى هيئة تحرير الشام "أبو محمد الجولانى": "إن الاستعداد قائم للتعاون مع أى قيادة يختارها الشعب، وإن المؤسسات العامة ستظل تحت إشراف رئيس الوزراء السابق حتى يتم تسليمها رسميا".
لقد غادر الأسد إلى وجهة غير معلومة، وقام حزب الله بسحب عناصره من محيط دمشق ومن حمص إلى لبنان.وظهر موقف ايران غامضا بشكل متزايد إزاء هذه التطورات. بل إن مقاتلا تابعا لإيران قال: " لقد تخلوا عن سوريا، وغادرت القوات الايرانية دمشق". ظهر كل هذا فى وقت حقق فيه مقاتلو هيئة تحرير الشام فى أقل من أسبوعين تقدما غير مسبوق باتجاه العاصمة دمشق. وللحديث بقية..
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: فى سوریا
إقرأ أيضاً:
«من الحرب إلى الفوضى الأمنية».. ماذا يحدث في أشرفية صحنايا السورية؟
شهدت منطقة أشرفية صحنايا، جنوب العاصمة دمشق، اشتباكات مسلحة عنيفه، منذ مساء الإثنين، وفق ما نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا».
وأسفرت تلك الاشتباكات عن مقتل عدد من الأشخاص بينهم عناصر من الأمن السوري، مما دفع الجهات الأمنية لإطلاق حملة تمشيط واسعة لضبط المتورطين، الذين استخدموا المنطقة كمركز لشنّ هجمات، بحسب المصادر الرسمية.
وتتزايد ملامح الانفلات الأمني في مناطق متفرقة من البلاد، لتكشف عن واقع هش يتجاوز حدود الحرب العسكرية، ويدخل في تفاصيل يومية تعيشها المحافظات، من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب.
اشتباكات داخل مناطق «النفوذ الآمن»ورغم الحديث عن استقرار نسبي في العاصمة دمشق وبعض مناطق ريفها، إلا أن أحداث أشرفية صحنايا الأخيرة - حيث اندلعت اشتباكات مسلحة وأطلقت حملة أمنية - تعكس صورة أخرى.
وما حدث هناك ليس استثناءً، بل جزء من سلسلة حوادث تشهدها مناطق يُفترض أنها تحت سيطرة الحكومة المركزية.
وهذه الحوادث تشمل: «اشتباكات عشائرية أو طائفية، خطف مقابل فدية، تهريب سلاح ومخدرات، انتشار مجموعات مسلحة غير خاضعة للسلطات»
«الهدنة الهشة»وفي الجنوب، وخاصة محافظة درعا، لا تزال الأوضاع تتأرجح بين هدوء مؤقت وانفجارات أمنية متكررة، وكثير من الأهالي يعيشون تحت تهديد السلاح، بين ولاءات متصارعة، وانعدام الثقة بالجهات الأمنية.
في الشمال.. الفوضى بنكهة دوليةوأما شمال سوريا، فالمشهد أعقد، حيث تنقسم السيطرة بين القوات التركية والفصائل المدعومة منها، وقسد المدعومة أمريكياً، إلى جانب جيوب لتنظيمات متطرفة تنشط في مناطق مثل إدلب.
وتشهد في هذه المناطق: تفجيرات واغتيالات، واسلحة خفيفة ومتوسطة بين المدنيين، ويسود منطق الحكم بالمليشيا، حيث تضع الفصائل قوانينها الخاصة.
ولذلك الانفلات الأمني في سوريا لم يعد مجرد فراغ أمني، بل أصبح نظامًا غير رسمي يفرض نفسه على الحياة اليومية، ويهدد أي مشروع حقيقي لإعادة الإعمار أو المصالحة.
وإلى أن تستقر البلاد على مشروع سياسي شامل وجامع، ستبقى كل منطقة تعيش قانونها الخاص، والمدني هو الضحية الدائمة.
اقرأ أيضاًماذا يحدث في مدينة جرمانا بسوريا؟.. اشتباكات وقتلى بسبب الإساءة للنبي محمد
اعتقال مفتي سوريا السابق «أحمد حسون» في مطار دمشق
مصر تدين التوغل الإسرائيلي وقصف بلدة كويا في سوريا