لكل من صدعونا بأن أمريكا هي واحة الديمقراطية، وأن رئيسها لا بد أن يكون عادلاً، وصادقًا لا يعرف الكذب.. لقد انكشف المستور وبانت الحقيقة كالشمس في رابعة النهار بأن كل ما سبق هراء وزيف، والدليل قرار الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته "جو بايدن" بالعفو عن نجله "هانتر بايدن" الذي يواجه تهمًا في قضايا احتيال ضريبي قد تصل عقوبتها إلى السجن لمدة 17 عامًا، والمدان بتصريحات كاذبة أثناء شراء أسلحة، وحيازة أسلحة نارية بشكل غير قانوني!.
والغريب أن "بايدن" الأب قد أكد مرارًا بأنه لن يعفو عن نجله، ولن يخفّف العقوبة التي سيصدرها القضاء بحقه، ثم فوجئ الجميع بقرار العفو المريب، والذي برره الرئيس بالقول: "وقعت اليوم على عفو عن ابني هانتر، منذ اليوم الذي توليت فيه منصبي، قلت إنني لن أتدخل في عملية صنع القرار في وزارة العدل، وأوفيت بوعدي حتى عندما شاهدت ابني يتعرض للمحاكمة بشكل انتقائي وغير عادل.. آمل أن يتفهم الأمريكيون لماذا اتخذ أب ورئيس هذا القرار"!!.
ولم يفوت الرئيس المنتخب "دونالد ترامب" الفرصة تعليقًا على قرار عفو "بايدن" عن نجله، متسائلاً عما إذا كان العفو الذي أصدره الرئيس لابنه التزام؟، مشددًا على أن القرار يعتبر "إساءة للعدالة، وظلم مطبق".
والغريب أن "ترامب" نفسه وبرغم انتقاده للقرار، إلا أنه متورط في هكذا سلوك يفتقد للعدالة- على حد وصفه- حيث قام سابقًا بالعفو عن "تشارلز كوشنر" (والد صهره "جاريد كوشنر")، الذي كان متهمًا بالتهرب الضريبي، فضلاً عن عفوه عن العديد من حلفائه المدانين في تحقيق المستشار الخاص "روبرت مولر" في روسيا، كما من المتوقع أن يصدر عفوًا عن مئات السجناء ممن تمت إدانتهم بأعمال إجرامية في السادس من يناير 2021م، في أحداث الهجوم على مبنى الكونجرس (الكابيتول)!.
ويحدثنا التاريخ عن أن سلوك كلاًّ من "بايدن"، و"ترامب" ليس جديدًا على رؤساء الولايات المتحدة السابقين، حيث قام بعضهم بالعفو عن أقربائهم أو عن حلفائهم السياسيين ومنهم: "بيل كلينتون" الذي أصدر في عام 2001م، عفوًا عن أخيه غير الشقيق "روجر كلينتون"، وعفوًا آخر عن شريكته التجارية السابقة "سوزان ماكدوجال"، والتي حُكم عليها بالسجن لمدة عام.
أما "جيمي كارتر"، فقد أصدر في عام 1977م عفوًا عن عشرات الآلاف من المتهربين من الخدمة العسكرية التي جعلتها الحكومة إلزامية خلال حرب فيتنام. فيما أصدر "جيرالد فورد" في عام 1974م، عفوًا بحق الرئيس الـ(37) للولايات المتحدة "ريتشارد نيكسون" بعد فضيحة "ووترجيت" الشهيرة.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: عفو عن
إقرأ أيضاً:
بايدن: خطة ترامب الاقتصادية بفرض رسوم جمركية ضخمة "كارثة"
وصف الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن الثلاثاء الخطط الاقتصادية لخليفته دونالد ترامب بأنها "كارثة"، مشيدا بإرث إدارته الديمقراطية بعد أربعة أعوام في البيت الأبيض.
وقال بايدن إنّ تلويح ترامب بفرض رسوم جمركية ضخمة على الواردات هي "خطأ فادحا" وحثّ الجمهوريين على التخلّي عن التخفيضات الضريبية المقترحة.
أخبار متعلقة غضب أمريكي.. بايدن يتجنب إجابة الأسئلة حول قراره بالعفو عن نجلهأول تعليق من البيت الأبيض بعد سقوط نظام بشار الأسدبسبب رسوم ترامب.. بايدن يحذر من الإضرار بالعلاقات مع كندا والمكسيك .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } ترامب يصافح بايدن في لقاء سابق - SETA
وفاز ترامب في الانتخابات الرئاسية في الخامس من نوفمبر، بعدما بنى جزءا كبيرا من حملته الانتخابية على غضب الناخبين الأمريكيين من ارتفاع تكاليف المعيشة في ظل حكم الديمقراطيين.خطة ترامب الاقتصاديةوقال بايدن: "أدعو الله أن يتخلص الرئيس المنتخب من مشروع 2025. أعتقد أنها ستكون كارثة اقتصادية لنا وللمنطقة"، في إشارة إلى مسودة ذات توجّه محافظ للجمهوري ترامب الذي سيعود إلى البيت الأبيض لولاية ثانية مطلع 2025.
وأضاف بايدن أنّ المستهلكين الأمريكيين سيدفعون ثمن الرسوم الجمركية التي تعهّد ترامب بفرضها على البلدين الجارين المكسيك وكندا، وعلى الصين. وهذه الدول الثلاث هي في طليعة الشركاء التجاريين للولايات المتحدة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } الرئيس الأمريكي جو بايدن- د ب أ
وتابع بايدن "أعتقد أنّ هذه المقاربة هي خطأ كبير".خطاب بايدنوكان البيت الأبيض وصف خطاب بايدن بأنّه "خطاب مهم عن إرثه الاقتصادي"، ويأتي قبل أقل من ستة أسابيع من انتهاء ولاية الرئيس البالغ 82 عاما.
وانسحب بايدن من السباق الانتخابي في يوليو، على خلفية هواجس تتعلّق بتقدمه في السنّ. وحلّت مكانه نائبته كامالا هاريس كمرشحة عن الحزب الديمقراطي، وقد هزمها ترامب بسهولة في انتخابات نوفمبر.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } بايدن وترامب - اليوم
وفي حين أن ترامب ينصّب رسميا في 20 يناير، إلا أنّه بدأ يتصرّف كرئيس ظل، مُدلياً بتصريحات عن الاقتصاد والسياسة الخارجية، كما التقى قادة دوليين.تخفيضات ضريبيةومنذ الانتخابات، بقي بايدن مقلّا في في تصريحاته العلنية، لكنّه دافع عن سجلّه أمام مجموعة من خبراء الاقتصاد.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } دونالد ترامب - د ب أ
وقارن بين "دليله الاقتصادي" وبين ما وصف بـ"وعد ترامب الفاشل" الذي يتضمّن تخفيضات ضريبية على الأثرياء لتعزيز الدخل في جميع المجالات.
كذلك، أشاد بايدن بإنجازات من بينها تعافي الاقتصاد الأمريكي بعد جائحة كوفيد، واستثمارات ضخمة في التكنولوجيا والصناعة الخضراء.أقوى اقتصادوقال إنّ "الرئيس المنتخب ترامب يُمسك بأقوى اقتصاد في التاريخ الحديث، ويحسدنا العالم عليه".
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب - د ب أ
وختم بايدن خطابه بتأكيد أهمية الدور القيادي الأمريكي في عالم مضطرب، في ما بدا غمزا من قناة تكرار ترامب نيته اتخاذ مواقف أكثر انعزالية.
وقال: "إن لم نكن نحن من يقود العالم، فما هي الدولة التي تقود العالم؟ من يجمع أوروبا؟".