الأسبوع:
2025-05-02@07:24:05 GMT

مصر وسوريا والسودان

تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT

مصر وسوريا والسودان

شكلت التطورات السريعة والمتلاحقة في سوريا عبئاً كبيرًا على مصر، وعلي جميع الدول العربية حيث يتوقع المراقبون أن تضاف سوريا إلى قائمة الدول العربية الفاشلة التي تعم فيها الفوضى، وتختفي منها المؤسسات ويتقاسمها الأعداء، ولأن مصر هي الدولة الكبرى فإنها حتماً تتأثر بكل ما يجري في سوريا ولأن القاعدة الذهبية تقول إن ضعف الصديق وقوة العدو خطر على أمنك ووجودك فإن انهيار الجيش السوري يمثل صدمة كبرى لكل المصريين، ولكن الأهم هو البحث بجدية وضمير وإخلاص وصدق عن الأسباب الحقيقية التي أدت إلى هذا الانهيار السريع فلا يمكن بعد اليوم أن نتحجج دائماً بأن أفعال العدو هي التي تضعفنا.

لا بد أن نعترف كأمة عربية بأن هناك أخطاء جسيمة تحيط بإدارتنا لبلادنا فلا يعقل أن تفشل كل جهود العالم في التوصل إلى سلام مجتمعي في سوريا رغم مرور أكثر من 13 سنة على الحرب الأهلية في البلاد، ولا يمكن التسليم بأن كل هذه المعارضة مجرد شياطين وعملاء وأعداء، ويجب إبادتهم، لأن هذا يخالف العقل البشري، والضمير الإنساني والتفكير العلمي.

كان بالإمكان إنقاذ 300 ألف سوري من القتل، و6 ملايين من الهروب من بلداتهم وبيوتهم وكان يمكن الحفاظ على سوريا الجميلة وخطواتها الناجحة في تحقيق الأمن والرفاهية وتوفير الغذاء والخدمات لشعبها،

كان يمكن أن يحدث كل ذلك بقليل من المرونة والتحرر من العناد وزعم احتكار الحقيقة والوطنية

كل دول العالم المتقدم تمر فيها عملية صناعة القرار عبر المراكز البحثية واستشارة أصحاب العقول وبمشاركة أهل الخبرة ومن ثم يأتي القرار لصالح الجميع ويكون معبراً عن الحقيقة وبالتالي تحفظ هيبة الدولة ووجودها ولا تتعرض لمثل هذه الانهيارات التي تعبر بشكل أساسي عن فشل القيادة والإدارة.

والحقيقة المرة أن الدولة السورية ومؤسساتها قد أضافت لمصر جرحًا عميقاً يضاف إلى جراحها في ليبيا والصومال وفلسطين والسودان ليس لأن سوريا دولة عربية تهم مصر فقط ولكن لأنها شريكة الوحدة والحرب والدم والمصير الواحد وها هي اليوم تندفع إلى مصير مجهول لا تملك فيه الدولة المصرية أن تفعل شيئاً بعد أن قطعت عليها قيادتها كل سبل المساعدة لأن مصر مشدودة بشعبها ومصيرها ووجودها إلى الجنوب حيث شقت السودان إلى نصفين أو ثلاثة وربما يشقق إلى خمسة دويلات ستكون جروحاً عميقة في قلب مصر والأمة العربية

فالسودان أيضاً يواجه اليوم مصيراً مجهولاً يتطلب تدخلاً عاجلاً من جميع الدول العربية لإنقاذه قبل أن يتحول إلى مرتع لكل الأعداء الذين يتربصون به.

وإذا كانت الحدود الجغرافية تباعد بين مصر وسوريا فإن السودان يلتصق بالجسد المصري وكل السهام التي تصوب له تصيب المصريين في الوقت ذاته.

وتدمير الجيش السوداني والقضاء على مؤسسات الدولة يقرب السهام إلى الجسد المصري ويجعلنا ننتظر الدور الثاني حيث يصر الأعداء على قطع الأطراف أولاً ثم الاتجاه إلى القلب وهي مصر.

لا نقول إن هذا يغيب عنا ولا نقول إننا بمعزل عما يحدث ولكن على الجميع شعباً وحكومةً أن يتصفوا باليقظة والجهوزية لأن الحرب باتت على الأبواب.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يراقب مسار التطورات في سوريا ولبنان لترتيب تحركاته

تراقب المحافل السياسية والدبلوماسية للاحتلال ما تعتبرها تطورات دراماتيكية في سوريا ولبنان، ‏وتشكيل حكومتين جديدتين فيهما، مما يفتح فصلا جديدا في علاقاتهما، رغم أنهما تواجهان تحديات كبيرة.

 ففي ‏سوريا، يسعى النظام جاهدا لتوسيع سيطرته على كامل البلاد، وتوحيد كافة القوى الفاعلة فيها ضمن نظام حكم ‏واحد، وفي لبنان، هناك توجه لاستغلال الظروف التاريخية الجديدة التي لترسيخ حكم الدولة، وإضعاف القوة ‏العسكرية والسياسية لسواها من الأطراف قدر الإمكان. ‏

السفير والدبلوماسي الاسرائيلي مايكل هراري ذكر أن "تل أبيب تتابع عن كثب الجهود الجارية لتنظيم ‏الحدود السورية اللبنانية، بوصفها قضية محورية وحيوية، لأنهما تسعيان لتثبيت سيطرة سلطة الدولة على كامل ‏أراضيهما، وهما تواجهان صعوبات هائلة في هذا الملف بالذات، لكنهما اليوم تحظيان بدعم ومساعدة دوليين، ‏خاصة المظلة السعودية الحازمة، السياسية والاقتصادية، مما يمكّنهما من الممكن المضي قدما بهذا المسار ‏المليء بالعقبات".‏

وأضاف في مقال نشره موقع زمن إسرائيل، وترجمته "عربي21" أن "لدولة الاحتلال مصلحة واضحة ‏في الترتيب الحدودي بين سوريا ولبنان، مما يتطلب تغيير اتجاه تعاملها مع النظام الجديد في دمشق، وتشجيع ‏واشنطن على مساعدته بتثبيت سيطرته المركزية، ويتضمن رفعا للعقوبات، والحاجة لفحص سلوكه على الأرض، ‏بعد أن نجح في فترة قصيرة ومؤثرة للغاية، وبمساعدة الظروف الإقليمية، التي تسببت بجزء منها الضربات ‏الاسرائيلية في لبنان وإيران وسوريا ذاتها، وأسهمت كلها بإضعاف حضور ونفوذ إيران وحزب الله في الدولة".‏

‏وأشار إلى أن "مسألة تنظيم الحدود السورية اللبنانية عملية معقدة، وتستغرق وقتا، لكن على السطح تلتقي ‏مصالح دولة الاحتلال في هذا الترتيب، وبالتالي يمكن في هذه الحالة تفهم خلافاتها، المبالغ فيها، مع تركيا على ‏الساحة السورية، لأنه يمكن حلها، حيث تُبدي الإدارة الأمريكية اهتمامها واستعدادها للمساعدة".‏

وشرح قائلا أن "الحدود السورية اللبنانية طويلة، وتمتد لأكثر من 375 كم، وتعود نزاعاتها إلى نهاية ‏الإمبراطورية العثمانية عام 1916 واتفاقيات سايكس بيكو، التي نقلت أراضيهما للانتداب الفرنسي، صحيح أنه تم ‏تسوية أجزاء من الحدود عام 1934، لكن معظمها ظل غير مستقر، وفي وقت لاحق، لم يكن نظام الأسد: الأب ‏والابن، مهتما بتسويتها، لكن العهدين الجديدين في بيروت ودمشق اتخذا الخطوة الرسمية الأولى في مارس ، ‏بتوقيع وزيري دفاعهما اتفاقية في السعودية لتنظيم حدودهما". ‏



وأشار إلى أن "هذه قضية معقدة، يتطلب حلّها الوقت والموارد، ويواجه النظام الجديد في سوريا سلسلة طويلة ‏من التحديات المتعلقة برغبته بإنشاء نظام حكومي موحد ومستقر، ويبذل جهودا كبيرة لإخضاع بقية اللاعبين ‏الداخليين تحت أجنحة الدولة، وهو يدرك أن السيطرة على حدود لبنان ستمنع تهريب الأسلحة والمخدرات ‏واللاجئين من الجانبين، مما يعزّز صورة الدولة باعتبارها تسيطر على حدودها بشكل أكثر فعالية".‏

وأضاف أن "الحكومة اللبنانية تعمل جاهدة للاستفادة من اللحظة التاريخية التي سنحت لها مع إضعاف ‏حزب الله بشكل كبير، لأن السيطرة الأكثر فعالية على الحدود مع سوريا ستجعل الأمر أكثر صعوبة، وفي الأمد ‏البعيد، على الحزب وإيران لتهريب الأسلحة والأموال والمخدرات، وتساعد الحكومة المركزية على تأكيد حكمها، مع ‏أن جيشها يفتقر للقوة البشرية الكافية، فضلا عن المعدات والموارد، مما يزيد من أهمية المساعدات الدولية".‏

وأشار إلى أن تسوية الحدود السورية اللبنانية في الشمال، يستدعي الحديث عن نظيرتها في الجنوب، أي ‏الاحتلال، "وهي ذات أهمية كبيرة ومرغوبة وضرورية، مع العلم أن اتفاق وقف إطلاق النار الأخير شمل ‏أيضا إجراء مفاوضات حول النقاط المتنازع عليها على الحدود البرية، وتشمل قرية الغجر ومزارع شبعا، وصولا ‏لدعوة إسرائيل للانسحاب إلى خطوط اتفاق فصل القوات لعام 1974".‏

مقالات مشابهة

  • ما علاقة إسرائيل بالأقليات في سوريا؟
  • الوزير الشيباني: نحن نؤمن أن الطريق إلى الاستقرار يمر عبر الحوار، والتشارك الفعلي بين جميع مكونات الشعب السوري بعيداً عن الإملاءات، وتحت سقف السيادة السورية الكاملة، لأن لا أحد أحرص على سوريا من أبنائها، ولا يمكن لأي قوة خارجية أن تبني دولة قوية دون إرادة
  • المنارات التي شيدها أول مايو: النقابة وإنسانيتنا الإسلاموعروبية
  • أردوغان: ما تقوم به إسرائيل في سوريا استفزاز لا يمكن القبول به
  • الإطار التنسيقي يفوّض السوداني بحسم ملف مشاركة سوريا بالقمة العربية في بغداد
  • الاحتلال يراقب مسار التطورات في سوريا ولبنان لترتيب تحركاته
  • توافق مصري عراقي حول غزة وسوريا قبل القمة العربية
  • رئيس الدولة يستقبل الداعمين والشركاء في مبادرة “صندوق البدايات” التي أطلقتها مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني
  • رئيس الدولة يستقبل الداعمين والشركاء في مبادرة «صندوق البدايات» التي أطلقتها مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني
  • قراءة نقدية لمقال المجتمع الدولي والسودان