الجزيرة:
2025-02-11@07:46:11 GMT

سيناريوهات تعامل واشنطن مع سوريا ما بعد الأسد

تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT

سيناريوهات تعامل واشنطن مع سوريا ما بعد الأسد

واشنطن – استيقظت العاصمة الأميركية واشنطن صباح اليوم الأحد على أخبار سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، ولم تحل عطلة نهاية الأسبوع دون أن يطلب الرئيس جو بايدن اجتماعا مع فريق مجلس الأمن القومي التابع له لتلقي آخر مستجدات الوضع.

وقال المجلس في وقت سابق إن بايدن سيظل على اتصال وثيق مع الشركاء الإقليميين حيث تراقب الولايات المتحدة "الأحداث الاستثنائية" هناك.

وعلى مدار السنوات الماضية، صنفت الولايات المتحدة النظام السوري كأحد الدول الداعمة للإرهاب العالمي، وفرضت عليه الكثير من العقوبات. وضاعف تحالف الأسد مع أعداء واشنطن، وعلى رأسهم سوريا وإيران، من حرارة ترحيب الدوائر الأميركية بسقوط نظام الأسد.

في الوقت ذاته، عرف الحذر طريقه للنقاش داخل واشنطن، خاصة مع ظهور الدور القيادي البارز لأحمد الشرع (الجولاني)، والجماعة التي يقودها، هيئة تحرير الشام، حيث أنهما مصنفان على قوائم الإرهاب التابعة لوزارة الخارجية الأميركية.

قلق أميركي

وفي مشاركة له بمنتدى ريغان الأمني المنعقد بولاية كاليفورنيا أمس، والذي يضم عددا من كبار المسؤولين والخبراء الأمنيين لبحث أهم القضايا الدولية، قال مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، إن "ما يحدث في سوريا سببه تعامل الأسد بوحشية مع السوريين".

إعلان

وأضاف أن "سرعة هجمات المعارضة تعكس فقدان الأسد داعميه مثل إيران وحزب الله وروسيا، وأنهم غير مستعدين لتقديم الدعم الذي حصل عليه سابقا".

وعبر سوليفان عن قلقه من انتقال الصراع في سوريا إلى الخارج، مشيرا إلى أن واشنطن ستعمل على تقوية إسرائيل والعراق والأردن حتى لا ينتقل الصراع إليهم.

كما لم يخف الكثير من المعلقين الأميركيين تخوفهم من طبيعة هيئة تحرير الشام، حيث يرونها "جماعة استبدادية تتبنى أيديولوجية معادية للولايات المتحدة"، رغم معارضتها شن هجمات إرهابية على أميركا واتخاذها إجراءات صارمة ضد تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية في المناطق التي تسيطر عليها، مشيرين -في المقابل- إلى براغماتية سياستها الخارجية.

تواجد عسكري

ولا يزال الوجود العسكري الأميركي المقدر بـنحو 900 جندي في سوريا، أمرا حيويا للمصالح الأميركية بمنطقة الهلال الخصيب.

ولعل جزءا من أهداف هذا التواجد هو الاستعداد لمواجهة الأخطار غير المعروفة حاليا، حيث يمكن أن يتحرك الوضع السوري إلى اتجاهات لا يمكن التنبؤ بها.

وتشير بعض الرؤى الأميركية التقليدية إلى أهمية امتلاك واشنطن قدرات عسكرية، وتحالفها مع قوى محلية -مثل الأكراد- في سوريا.

كما تؤمن هذه المدرسة أن وجود القوات الأميركية ضروري لمساعدة الحلفاء المحليين ضد عودة تنظيم الدولة الإسلامية، وتذكير هيئة تحرير الشام بأن واشنطن يمكنها استخدام العصا إذا لزم الأمر.

ومع ذلك، يرى عدد من المعلقين أن على الولايات المتحدة أيضا إدراك أن نفوذها نسبي، وأن عدد جنودها وقوتها القتالية الإجمالية في سوريا محدودة.

ومن بين القوى المعارضة، لا تتمتع الولايات المتحدة إلا بنفوذ على قوات سوريا الديمقراطية الكردية، ومن المرجح أن تسير الفصائل الرئيسية الأخرى في طريقها الخاص سواء بالتحالف مع بعضها البعض، أو اللجوء للقوى الإقليمية وعلى رأسها تركيا.

ترامب حذر إدارة جو بايدن من مغبة التورط في النزاع السوري (رويترز) رؤية ترامب

ومع بقاء ما يقرب من 40 يوما على وصول الرئيس المنتخب دونالد ترامب للحكم، قد يعني مبدأ "أميركا أولا" الذي يتبناه دورا محدودا لواشنطن في مناطق ليست فيها مصالح أميركا واضحة كفاية.

إعلان

ويرغب ترامب في الضغط على الدول العربية لدفعها للقيام بالمزيد إزاء قضايا المنطقة عبر توفير الموارد المالية والبشرية والعسكرية.

وخلال خطاب حالة الاتحاد عام 2019 انتقد حينها سجل بلاده في قضايا المنطقة، مشيرا إلى أن الإدارات المتعاقبة "تقاتل في الشرق الأوسط منذ 19 عاما تقريبا، وتسبب ذلك في مقتل ما يقرب من سبعة ألاف عسكري أميركي ونحو 52 ألف من الجرحى والمعاقين، وتكلفة تقدر بسبعة تريليون دولار".

واتساقا مع دعواته السابقة بضرورة إنهاء التواجد العسكري بالمنطقة، غرد ترامب على منصة تروث سوشيال محذرا إدارة جو بايدن من مغبة التورط في النزاع السوري.

وقبل الإعلان عن سقوط الأسد، قال إن استيلاء المعارضة السورية على العديد من المدن يعد خطوة كبيرة نحو القضاء على نظام الأسد.

وبعد إعلان سقوط النظام رسميا، غرد مجددا مؤكدا أن تهاوي سلطة الأسد كان من أسبابها عدم تلقيه مساعدة من روسيا، التي لم تكن أصل لتتورط بسوريا في المقام الأول.

وقال إن موسكو "فقدت كل اهتمامها بسوريا بسبب أوكرانيا، حيث كان ما يقرب من 600 ألف جندي روسي جرحى أو قتلى، في حرب لم يكن ينبغي أن تبدأ أبدا، ويمكن أن تستمر إلى الأبد. روسيا وإيران في حالة ضعيفة الآن، واحدة بسبب أوكرانيا وسوء الاقتصاد، والأخرى بسبب نجاح هجمات إسرائيل في القتال".

واعتبر سام هيلر، خبير الشؤون العربية بمؤسسة سينشري فونديشن البحثية بنيويورك، أن سياسة ترامب تجاه سوريا "تجسد اتجاهات متضاربة، فقد سبق وأعرب مرارا وتكرارا عن رغبته في سحب القوات الأميركية من شمال شرق سوريا.

لكن بالرغم من ذلك فإن فريقه للأمن القومي الرئاسي يشمل مسؤولين ساعدوا في إفشال محاولاته السابقة للانسحاب من سوريا، وفق تعبيره.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الولایات المتحدة فی سوریا

إقرأ أيضاً:

صفقة مطور العقارات الكبرى .. ترامب: لا عودة للفلسطينيين وسنتولى ملكية غزة .. ماذا تخطط واشنطن لما بعد الحرب ؟

"صفقة العقارات الكبرى"… هل يحول ترامب غزة إلى مشروع استثماري أمريكي؟مصر والأردن يرفضان خطة ترامب… هل يُعاد توطين الفلسطينيين خارج غزة؟بين "السيطرة" وإزالة الأسلحة… ماذا تخطط واشنطن لغزة بعد الحرب؟

في خطوة أثارت جدلاً واسعًا، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطة تقضي بسيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة، مع عدم السماح للفلسطينيين الذين يغادرون المنطقة بالعودة إليها. 

وتهدف الخطة المزعومة للرئيس الامريكي إلى إعادة توطين نحو مليوني فلسطيني في دول مجاورة، مثل الأردن ومصر، مع بناء "مجتمعات جميلة" لهم، وفقًا لتصريحاته اللا معقولة.سمسار .. لميس الحديدي: تصريحات ترامب عن شراء وبيع غزة غريبةتقارير عبرية تكشف طلب نتيناهو من ترامب بشأن جنوب لبنانمتحدث فتح لـ ترامب: فلسطين حكاية وطن ونضال وليست عقارGULF OF AMERICA.. ترامب ينشر صورة جديدة بشأن تغيير اسم خليج المكسيك

وأشار ترامب إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار مشروع لتحويل غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، مع التركيز على إعادة الإعمار والتنمية الاقتصادية. 

رفض عربي وانتقادات حادة لخطة ترامب

وقد قوبلت هذه الخطة بانتقادات حادة من قبل المجتمع الدولي، حيث اعتبرتها العديد من الدول والمنظمات انتهاكًا للقانون الدولي، نظرًا لأنها تتضمن عمليات نقل قسري للسكان، ما قد يشكل جريمة ضد الإنسانية. 

كما أعربت دول عربية، مثل الأردن ومصر، عن رفضها القاطع لفكرة توطين الفلسطينيين على أراضيها. 

ومن جانبه، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخطة بأنها "ثورية" و"إبداعية"، معتبرًا أنها قد تغير مسار التاريخ وتزيل ما زعم بانه "تهديد إرهابي" قادم من غزة. 

وفي المقابل، رفضت حركة حماس الخطة، ووصفتها بأنها محكوم عليها بالفشل منذ البداية، مؤكدة أن الشعب الفلسطيني لن يقبل بالتخلي عن أرضه أو حقوقه المشروعة. 

وتأتي هذه التطورات في وقت حساس تشهده المنطقة، حيث تتواصل الجهود الدولية لتمديد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، وسط دعوات متزايدة لإيجاد حل سلمي ودائم للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.

الفلسطينيين لن يكون لهم حق العودة إلى غزة

في مؤتمر صحفي عُقد مؤخرًا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطة مثيرة للجدل تتضمن سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة وإعادة توطين سكانه الفلسطينيين في دول عربية مجاورة مثل مصر والأردن. 

وأشار ترامب إلى أن الفلسطينيين لن يكون لهم حق العودة إلى غزة بموجب هذه الخطة، مقترحًا بناء مواقع جديدة لهم خارج القطاع وتحويلها إلى مخيمات لاجئين دائمة. 

وقد قوبلت هذه الخطة بانتقادات واسعة من قبل المنظمات الحقوقية الدولية والدول العربية، حيث اعتُبرت شكلاً من أشكال التطهير العرقي وانتهاكًا للقانون الدولي

وفي الوقت نفسه، تواجه اتفاقية وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس تحديات جديدة، حيث أعلنت حماس عن تأجيل إطلاق سراح المزيد من الرهائن، متهمةً إسرائيل بانتهاك شروط الهدنة من خلال تأخير عودة النازحين وقصف المدنيين في غزة. وقد أثار هذا الإعلان مخاوف بشأن استمرارية وقف إطلاق النار الهش، في حين يواصل الوسطاء من مصر وقطر والولايات المتحدة جهودهم للحفاظ على الهدنة والتفاوض على إطلاق سراح المزيد من الرهائن 

تأجيل إطلاق سراح الرهائن وتصاعد التوترات في غزة

وفي جزء من مقابلته خلال حدث "سوبر بول" مع بريت باير، التي بُثت صباح الاثنين، سُئل الرئيس دونالد ترامب عما إذا كان للفلسطينيين الحق في العودة إلى غزة بموجب خطته التي تهدف إلى وضع القطاع تحت "ملكية" الولايات المتحدة وإعادة بنائه.

فأجاب ترامب: “لا، لن يكون لهم ذلك الحق، لأنهم سيحصلون على مساكن أفضل بكثير. بعبارة أخرى، أنا أتحدث عن بناء أماكن دائمة لهم.”

وأضاف: “سنقوم ببناء مجتمعات جميلة لـ 1.9 مليون شخص، وستكون هذه المجتمعات في مكان بعيد قليلاً عن الخطر الموجود حاليًا.”

وتابع قائلاً: “فكر في هذا الأمر كمشروع تطوير عقاري للمستقبل. سيكون قطعة أرض رائعة، ولن تُنفق عليه أموال طائلة.”

"سيطرة أمريكية" على قطاع غزة

وكان ترامب قد صرح خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الثلاثاء بأن الولايات المتحدة تريد "السيطرة" على قطاع غزة.

وقال ترامب: "ستتولى الولايات المتحدة السيطرة على قطاع غزة، وسنقوم بعمل جيد هناك أيضاً. سنمتلكه وسنكون مسؤولين عن إزالة جميع القنابل غير المنفجرة الخطيرة وجميع الأسلحة الأخرى في الموقع."

مصر والاردن ترفضان العرض الأمريكي 

وخلال المؤتمر الصحفي، أعرب ترامب عن اعتقاده بأن مصر والأردن سيوافقان على استقبال الفلسطينيين، وهي فكرة رفضها البلدان الأسبوع الماضي، محذرين من أن نقل الفلسطينيين من غزة سيقوض الجهود الأمريكية طويلة الأمد لتحقيق حل الدولتين.

وقال ترامب لبريت باير: “أعتقد أنني أستطيع التوصل إلى صفقة مع الأردن، كما أعتقد أنني أستطيع التوصل إلى صفقة مع مصر. نحن نقدم لهم مليارات ومليارات الدولارات سنويًا.”

وفي حديثه للصحفيين أثناء سفره يوم الأحد، قال ترامب إن الناس يمكنهم "التفكير في غزة كموقع عقاري كبير ستملكه الولايات المتحدة". لكنه زعم قائلا إنه "لسنا في عجلة من أمرنا" لتطوير المنطقة.

وأضاف: “سنحقق الاستقرار في الشرق الأوسط.”

وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، خلال مؤتمر صحفي يوم الأربعاء، أن ترامب "لم يلتزم" بإرسال قوات إلى المنطقة، مشيرة إلى أن الاقتراح لا يتطلب "تورط الولايات المتحدة في صراعات خارجية".

ردود الفعل الامريكية على خرافات ترامب

وفي سياق ردود الأفعال، قال السيناتور الديمقراطي كريس مورفي من ولاية كونيتيكت على منصة "إكس" (تويتر سابقًا): “لقد فقد عقله تمامًا. غزو أمريكي لغزة سيؤدي إلى مذبحة آلاف الجنود الأمريكيين وعقود من الحرب في الشرق الأوسط. هذا يبدو كأنه نكتة سيئة وسخيفة.”

في المقابل، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت في المؤتمر الصحفي: “الرئيس لم يلتزم بإرسال قوات إلى غزة... الولايات المتحدة لن تدفع تكاليف إعادة إعمار غزة. هذه فكرة مبتكرة... هدفه هو تحقيق سلام دائم في الشرق الأوسط لجميع شعوب المنطقة.”

من جهتها، كتبت النائبة الجمهورية نانسي ميس من ولاية ساوث كارولينا على منصة "إكس": “لنحوّل غزة إلى مارالاغو!”

أما الخطوات التالية، فقد صرح ترامب للصحفيين بأنه سيصدر بيانًا خلال الأسابيع القادمة حول إمكانية ضم إسرائيل لأجزاء من الضفة الغربية.

مقالات مشابهة

  • ترامب: أوكرانيا قد تصبح روسية يوما ما
  • "سي إن إن": ترامب وبوتين لن يأخذا زيلينسكي في الاعتبار خلال المفاوضات
  • صفقة مطور العقارات الكبرى .. ترامب: لا عودة للفلسطينيين وسنتولى ملكية غزة .. ماذا تخطط واشنطن لما بعد الحرب ؟
  • طهران مستعدة للتفاوض مع واشنطن بشرط واحد
  • ملك الأردن ووزير خارجية مصر يبدآن زيارة منفصلة إلى واشنطن للقاء ترامب
  • إيران: مستعدون للتفاوض مع واشنطن ولكن ليس تحت الضغوط القصوى
  • واشنطن بوست: مرشحون للمخابرات الأميركية يخضعون لاختبارات الولاء لترامب
  • ترامب يحرم بايدن من المعلومات السريةويعتزم اغلاق الوكالة الأميركية للتنمية الدولية
  • ترامب يوقع أمرا بقطع التمويل عن جنوب إفريقيا
  • بين الضغوط القصوى والعزوف عن التفاوض.. مسار العلاقات بين إيران وأميركا إلی أين؟