أتحسر كثيرًا أثناء السير على كورنيش الإسكندرية بسبب ما آل إليه من تدهور يشعر به كل سكندري. لقد اختفى البحر بسبب طوفان من المطاعم والكافيهات وغيرها من الإشغالات الحاجبة للرؤية. وبالرغم من وجود الممشى فإن التمتع المجاني بالجلوس أمام البحر لم يعد متاحا. فقد سيطرت فئات عشوائية على الممشى المجاني، ووضعت بضعة كراسي للإيجار مع تقديم مشروبات دون ترخيص ولا رقيب!! وقرر عمال ساحات الانتظار - المرخصة على الكورنيش - استغلال الرصيف لإضافة مساحة إضافية لوقوف السيارات، وحينما اعترضت ذات يوم أثناء جلوسي على أحد المقاعد الرخامية المخصصة لعامة الشعب من وقوف أتوبيسات فوق الرصيف يمين المقعد ويساره برعاية (منادي السيارات) المسئول عن ساحة الانتظار، رد مستنكرا اعتراضي أن هنا "موقف"، وعندما أوضحت له أن الرصيف خارج حدود الانتظار ومخصص للمارة تركني ساخرا ومشوحا بيده وهو يقول اشتكي الحكومة.
تذكرت رحلتي إلى خارج مصر، وما شاهدته من بحر مفتوح، وجبال، وغابات، وحدائق منتشرة في كل مكان، ومتعة متاحة للجميع دون أسوار ولا رسوم ولا باعة جائلين ولا مقاهٍ ومطاعم ولا بلطجة.
إن الاستمتاع بالطبيعة حق للجميع دون تمييز، ولا توجد دولة في العالم يمكن أن تتجاهل المواطن العادي وتغلق أمامه كل فرص الترويح عن النفس وتجبره أن يدفع مالا مقابل رؤية البحر أو العوم فيه أو الجلوس في حديقة.
أيها السادة أصحاب القرار، رفقا بالمواطن المصري الكادح
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً: