في حوار صحفي لموقع الفجر.. د. إيهاب الببلاوي: التشخيص المبكر والدمج المجتمعي أساسيان لتحسين حياة أطفال التوحد
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
في إطار الجهود المستمرة التي تبذلها الجامعات المصرية لتعزيز البحث العلمي وتطوير خدمات التربية الخاصة، يأتي مؤتمر "اضطراب طيف التوحد بين البحث العلمي والتأهيل التربوي الميداني" الذي نظمته كلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة ليشكل نقطة تحول مهمة في هذا المجال. هذا المؤتمر الذي يعقد في وقت يشهد فيه المجتمع المصري تطورًا كبيرًا في تعاطيه مع قضايا ذوي الاحتياجات الخاصة، يتزامن مع الاحتفالات العالمية بيوم ذوي القدرات الخاصة، ويعكس اهتمام الدولة بتقديم أفضل الخدمات لهذه الفئة.
في هذا السياق، كان لنا لقاء مع الدكتور إيهاب الببلاوي، مستشار رئيس جامعة الزقازيق لشؤون الإعاقة، والقائم بأعمال نائب رئيس الجامعة لشؤون التعليم والطلاب، ومدير مركز المعلومات النفسية والتربوية، وأستاذ اضطرابات اللغة والتخاطب بكلية علوم ذوي الإعاقة والتأهيل. تحدث الببلاوي في هذا الحوار عن أهمية المؤتمر وأثره في تحسين الخدمات المقدمة للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، بالإضافة إلى تجارب جامعة الزقازيق في هذا المجال. كما استعرض دور التشخيص المبكر في علاج هذه الحالات، وضرورة زيادة الوعي المجتمعي لتحقيق دمج حقيقي للأطفال ذوي الإعاقة في المجتمع.
هذا الحوار يكشف عن رؤية شاملة نحو تحسين واقع الأطفال المصابين بالتوحد، ويدعو إلى تكاتف جميع المؤسسات الأكاديمية والمجتمعية لتحقيق تلك الأهداف.
س: في البداية، يمكننا أن نتحدث عن مؤتمر كلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة ؟
بالطبع، هذا المؤتمر كان نقطة فارقة في مجال التربية الخاصة، حيث نظمت كلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة مؤتمرها الأول لقسم التربية الخاصة تحت عنوان: "اضطراب طيف التوحد بين البحث العلمي والتأهيل التربوي الميداني". يهدف المؤتمر إلى تعزيز البحث العلمي وتطبيقاته العملية في مجال التوحد، وهو جزء من الجهود المستمرة التي تبذلها الجامعة لتعزيز هذا المجال الهام من أجل تقديم أفضل خدمات ممكنة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.
س: ما الذي يجعل هذا المؤتمر مميزًا في هذا التوقيت؟المؤتمر يأتي في وقت مهم للغاية، حيث نتذكر أن عام 2018 شهد إصدار قانون دستوري لذوي الاحتياجات الخاصة في مصر، وهو ما كان له تأثير كبير على المستوى الأكاديمي والعملي. هذا القانون خلق نوعًا من الزخم الذي دفع العديد من المؤسسات إلى إعادة التفكير في كيفية تقديم الخدمات بشكل أفضل لهذه الفئة، خصوصًا في مجالات مثل التوحد. يمكننا أن نرى منذ ذلك الحين تغيرًا كبيرًا في النظرة المجتمعية والتوجهات الحكومية تجاه هذه القضية. وهذا المؤتمر يعزز هذه الجهود، حيث تم تقديم العديد من الأبحاث وورش العمل التي أكدت على أهمية التشخيص المبكر والتدخل المبكر للأطفال ذوي الإعاقة.
س: كيف يتم تطبيق هذه الجهود في جامعة الزقازيق؟في جامعة الزقازيق، نحن نسعى لتقديم أكبر قدر من الدعم للأطفال ذوي الإعاقة من خلال مجموعة من المعامل والمراكز المتخصصة التي لدينا في الكلية. على سبيل المثال، نقدم ما يقرب من 3000 جلسة سنويًا للأطفال في مجالات متنوعة مثل التخاطب، الإعاقة السمعية والبصرية، وصعوبات التعلم، والتوحد. هذه الجلسات تقدم بشكل مجاني على مدار العام، ودون أي مقابل من أولياء الأمور. وفي بعض الحالات، نعمل على إيجاد طرق لمساعدتهم معنويًا وماديًا. كما أن لدينا فريقًا من المتخصصين يقدمون هذه الخدمات بشكل مهني، بهدف تحسين جودة حياة هؤلاء الأطفال ودمجهم بشكل أفضل في المجتمع.
س: هل يمكن أن تذكر بعض التوصيات التي خرج بها المؤتمر؟
بالطبع، من أبرز التوصيات التي خرج بها المؤتمر هي ضرورة زيادة الوعي الإعلامي حول أهمية التشخيص المبكر للأطفال ذوي الإعاقة. يجب أن يكون لدينا منصة إعلامية قوية لتثقيف المجتمع حول هذا الموضوع، بحيث يتمكن الجميع من التعرف على أهمية التدخل المبكر وأثره على تطور الطفل. أيضًا، تطرق المؤتمر إلى أهمية ربط الأكاديميين بصانعي القرار في الدولة لضمان تنفيذ هذه التوصيات على أرض الواقع. وأعتقد أن استخدام التقنيات الحديثة مثل الذكاء الصناعي في التشخيص والعلاج يعد من التوصيات المهمة أيضًا. يمكن لهذه التقنيات أن تلعب دورًا محوريًا في تحسين الإجراءات العلاجية للأطفال ذوي الإعاقة، خاصة في مجالات مثل العلاج النفسي، الطبيعي، والتربوي.
للأسف، نظرة المجتمع تجاه الأطفال المصابين بالتوحد لم تكن دائمًا إيجابية. ولكنني أعتقد أن هذا بدأ يتغير تدريجيًا بفضل الجهود التي تبذلها الدولة والمجتمع المدني. تغيير هذه الرؤية لن يحدث إلا من خلال دمج حقيقي للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع. يجب أن يبدأ هذا من خلال التعليم العام، حيث يمكن للطلاب في المدارس أن يتعلموا عن هذه القضايا ويكون لديهم وعي أكبر بتحديات الأطفال ذوي الإعاقة. كما أن المؤسسات المجتمعية، مثل المدارس والجامعات، يجب أن تلعب دورًا كبيرًا في نشر الوعي وتغيير المفاهيم. إذا نظرنا إلى الوضع قبل عام 2018 وبعده، سنجد أن هناك تغييرًا ملحوظًا في نظرة المجتمع لذوي الإعاقة، وأنا متفائل بأن هذا التغيير سيستمر في المستقبل.
س: في ختام الحوار، ما الذي ترغب في توجيه رسالة بشأنه إلى المجتمع؟أود أن أوجه رسالة هامة لجميع أفراد المجتمع، وخاصة أولياء الأمور، أن الاهتمام بالأطفال ذوي الإعاقة يجب أن يكون أولوية. التشخيص المبكر والتدخل المبكر هما مفتاح تحسين حياة هؤلاء الأطفال.
كما أن دمجهم في المجتمع يتطلب جهودًا مشتركة من جميع الأطراف، سواء كانوا في المجال الأكاديمي أو المجتمع المدني أو الدولة. لدينا الكثير من الإمكانيات لتحقيق هذا الهدف، ونحن بحاجة إلى تضافر الجهود لتحقيق رؤية شاملة تشمل جميع أطفالنا، بغض النظر عن إعاقاتهم.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: اضطراب طيف التوحد الاحتياجات الخاصة الدكتور إيهاب الببلاوي جامعة الزقازيق جامعة القاهرة ذوي الاحتياجات الخاصة كلية الدراسات العليا للتربية ذوی الاحتیاجات الخاصة للأطفال ذوی الإعاقة التشخیص المبکر جامعة الزقازیق البحث العلمی هذا المؤتمر فی المجتمع یجب أن فی هذا
إقرأ أيضاً:
صندوق مكافحة الإدمان ينظم أنشطة توعوية داخل مدارس قرى «حياة كريمة»
نفذ صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي برئاسة الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي ورئيس مجلس إدارة الصندوق، أنشطة وبرامج توعوية في المدارس بقرى المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، بمحافظات الغربية وكفر الشيخ، وبنى سويف والجيزة، والإسكندرية، والشرقية والسويس، وسوهاج؛ لرفع وعي الطلاب بخطورة تعاطي وإدمان المواد المخدرة، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني ومؤسسة «حياة كريمة».
أنشطة صندوق الإدمان في قرى حياة كريمةوتضمنت الأنشطة في قرى حياة كريمة ورش حكي وندوات للأطفال لتدريبهم على كيفية اكتساب القدرة على التفكير الإيجابي وتدريبهم على كيفية مواجهة المشكلات وطريقة اتخاذ القرارات الصحيحة، كما تضمنت الفعاليات تنفيذ أنشطة فنية وتلوين الكراسات واستخدام الأساليب الإبداعية التي تتماشى مع المراحل العمرية للأطفال مثل لعبة «السلم والدخان» التي تبرز أن الأثر السلبي للتدخين على الصحة والمال بشكل تفاعلي جاذب للأطفال.
كما نفذ صندوق الإدمان أنشطة توعية في ما يقرب من 1000 قرية كزيارات منزلية للأسر للتوعية بآليات الوقاية الأولية والاكتشاف المبكر للتعاطي وكيفية التواصل مع الخط الساخن للصندوق 16023 للحصول على كافة خدمات المشورة والعلاج لمرضى الإدمان مجانا وفى سرية تامة، أيضا تنفيذ دوري رياضي لأبناء الأسر في هذه القرى تحت شعار «أنت أقوى من المخدرات»؛ لتعزيز الوعي والتثقيف الأسري بما يكفل تمكين الشباب والأسر في هذه القرى من مواجهة مشكلة المخدرات وسبل المواجهة.
الاستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدراتوأوضح الدكتور عمرو عثمان، مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، أنه جارى تنفيذ الأنشطة التوعوية في العديد من المحافظات لحماية الفئات المختلفة، لاسيما الشباب من تعاطى المواد المخدرة ورفع وعى الأطفال بخطورة التدخين، في إطار تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات والحد من مخاطر التعاطي والإدمان 2024 - 2028، وأيضا تعريف الأسر بالخدمات العلاجية التي يقدمها الصندوق واستمرار تنفيذ برامج التوعية في المناطق المطورة «بديلة العشوائيات» وقرى المبادرة الرئاسية «حياة كريمة».