تصاعدت وتيرة الأحداث في سوريا من عمليات نهب وحرق واقتحام للسجون، في مشاهد أعادت إلى الأذهان سيناريو الفوضي في عام 2011، الذي كاد أن يدخل بدمشق إلى نفق مظلم وقتها، كغيرها من الدول العربية التي سقطت في الانفلات الأمني والعسكري، وبسبب أن النظام السوري استخدم القوة المفرطة وقتها لقمع المتظاهرين السلميين، أدى ذلك إلى تصاعد النزاع وتحوله إلى حرب أهلية طاحنة.

وشهد اليوم تكرارا لسيناريو الفوضى في 2011، فبعد سقوط نظام الأسد أصبحت دمشق مرتعًا للانفلات وعمليات النهب والسرقة والحرائق في مختلف المناطق.

إطلاق سراح السجناء

بعد تمكن الفصائل المسلحة بقيادة «هيئة تحرير الشام» من السيطرة على العاصمة السورية دمشق ومدن حلب وحماة وحمص، نجحت في السيطرة على عدة مؤسسات حكومية وعسكرية، والسيطرة أيضا على كل السجون المركزية في سوريا وإطلاق سراح السجناء.

سرقة البنك المركزي

تداول رواد التواصل الاجتماعي، مقاطع وصورًا لسرقة المصرف المركزي، كما أعلن حاكم مصرف سوريا المركزي‬،⁩ أنه تعرض لحوداث سرقة صباح اليوم والجماعات المسلحة استطاعت إعادة قسما من المسروقات.

مبروك ابطال الثورة السورية اتباع اوردوغان الصهيوني الماسوني... نهب البنك المركزي السوري في دمشق منطقة السبع بحرات … نفس سيناريو امريكا في العراق pic.twitter.com/99ZCILyvZd

— حميد العبيدي (@xECCvMLlSnWYXQs) December 8, 2024

اندلعت عدة حرائق في مقرات ومباني مهمة في سوريا خلال الساعات الأخيرة، منها مبنى الهجرة والجوازات في منطقة الزبلطاني بدمشق، ومباني مقرات أمنية في دمشق، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أوضح أنها ناجمة عن قصف إسرائيلي.

سرقة وتخريب

وتعرصت السفارة الإيرانية في سوريا لتخريب ونهب بعد دخول فصائل مسلحة إلى دمشق الأحد، بينما تعرض مقر إقامة السفير الإيطالي في دمشق إلى اقتحام جماعة مسلحة وسرقة 3 سيارات.

سلمية دي تبقي خالتك !
حريق مبني الهجرة والجوازات العامة في وسط دمشق يمثل "إعدام دولة"
سوريا ستصبح من الان مرتع للإرهابيين والهاربين من الأحكام من جميع جنسيات العالم ولا مكان للسوريين فيها . pic.twitter.com/T3mvOVInJb

— Youssef Nabil Fanoos (@YoussefFanoos) December 8, 2024  

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية، عن مصدر مقرب من رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قوله إن الجيش يعتزم توسيع هجماته داخل سوريا، خلال الأيام المقبلة، حسبما أفادت قناة «القاهرة الإخبارية».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: سوريا الأزمة السورية بشار الأسد الفصائل السورية المعارضة السورية الأحداث في سوريا فی سوریا

إقرأ أيضاً:

العائدون من الموت .. حكايات الأمل والرعب .. سجن صيدنايا باستيل سوريا

 

أعلن مسؤول في وزارة الخارجية الأردنية، اليوم الثلاثاء، إعادة مواطن أردني إلى المملكة بعدما اعتقل لمدة 38 عامًا في السجون السورية "فقد خلالها الذاكرة".

وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة سفيان القضاة لوكالة فرانس برس: إن "المواطن الأردني أسامة بشير حسن البطاينة اختفى عندما كان عمره 18 عامًا، منذ العام 1986، وبقي في سجون النظام السوري السابق بلا تهمة لمدة 38 عامًا، بحسب ذويه".

وأضاف أنه "جرى نقل البطاينة من دمشق إلى معبر جابر الحدودي (مع سوريا) حيث جرى استقباله" من جانب حرس الحدود، مشيرًا إلى أنه وُجد في سوريا "فاقدًا للوعي والذاكرة، وجرى تسليمه لذويه صباح اليوم الثلاثاء".

وذكرت تقارير صحفية أن أسامة بشير حسن البطاينة كان معتقلًا في سجن صيدنايا سيئ السمعة، والذي كان يشهد عمليات تعذيب واسعة. وتم التأكد من هويته بفضل فحص جيني.

وتفيد المنظمة العربية لحقوق الانسان في الأردن، بأن "عدد الأردنيين المعتقلين في السجون السورية يبلغ 236 معتقلًا، غالبيتهم نزلاء في سجن صيدنايا وكانوا في عداد المفقودين".

ومع إعلان فصائل المعارضة يوم الأحد إسقاط نظام بشار الأسد، الذي حكم سوريا بيد من حديد طيلة عقود، توجهت الأنظار الى سجون ومراكز اعتقال في دمشق ومحيطها، شهدت وفق معتقلين سابقين ومنظمات حقوقية أسوأ أنواع التعذيب.

وعلى الأثر، توجّه الآلاف إلى سجن صيدنايا في ريف دمشق بانتظار معرفة أخبار عن ذويهم.

وفيما تم تحرير عدد من هؤلاء، لم يتم العثور على أي أثر لآخرين. وقد جاءت المشاهد من داخل السجن مروعة وتفضح ممارسات التعذيب التي مارسها النظام بحق المعتقلين.  

عودة بعد 42 عامًا

في قرية اللبن الشرقية شمالي الضفة الغربية، تعيش عائلة دراغمة الفلسطينية أجواء احتفالية، بعدما علمت بأن نجلها صبري دراغمة، الذي فقدت آثاره منذ العام 1982 على قيد الحياة وجرى تحريره من سجن صيدنايا. 

وفي حديث لوكالة الأناضول، تقول العائلة التي اجتمعت في منزل أحد أفرادها، إنها "تعيش مشاعر لا توصف بين الفرح ولوعة الفراق وأمل اللقاء القريب بنجلها الذي لطالما علمت أنه قد فارق الحياة".

وتضيف أن "جهات رسمية فلسطينية أخبرتها بالإفراج عن نجلها بعد تلقّيها معلومات من قبل السفارة الفلسطينية في دمشق تفيد بذلك".

ومنذ مداهمة السجون السورية، يتداول ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي قوائم تضم أسماء عشرات المعتقلين الفلسطينيين، لكن السلطات الفلسطينية لم تؤكد صحتها.

ودعت السفارة الفلسطينية في دمشق المعتقلين المحررين من غير المقيمين في سوريا، أو ذويهم أو من لديه أية معلومات عنهم، إلى التواصل معها أو مراجعتها لتزويدهم بأسماء أو معلومات وذلك من أجل المساعدة وتقديم الخدمات اللازمة بالتنسيق مع وزارة الخارجية الفلسطينية.

فلسطينيون في معتقلات الأسد

واعتُقلت أعداد كبيرة من الفلسطينيين في السجون السورية على مدار السنوات السابقة، بعضهم ممن التحق بفصائل المقاومة ومنهم من وصل إلى سوريا للسياحة أو التجارة وغيرها.

ووثّقت "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا"، اعتقال 3085 فلسطينيًا في سجون النظام السوري منذ عام 2011، بينهم 127 امرأة و45 طفلًا، علمًا أن الغالبية جرى اعتقالهم بين 2011 و2014، فيما يعود اعتقال آخرين إلى سنوات سابقة.

وقص عصام دراغمة، 69 عامًا، في حديث لوكالة الأناضول، حكاية شقيقه الأكبر صبري الذي التحق بـ "منظمة التحرير الفلسطينية" في الضفة الغربية، ثم انتقل إلى لبنان ومنه إلى سوريا.

وقال: "قبل العام 1982 التقيناه في لبنان ومن ثم شارك في الحرب بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية هناك، ثم انتقل إلى بيروت في العام ذاته، وهناك اختفت آثاره".

 

وتابع: "سافر والدي عدة مرات إلى سوريا وتواصل مع عدة جهات رسمية ومحلية لمعرفة أي خبر عنه، بعض المعلومات أشارت إلى أنه معتقل في السجون السورية، وأخرى تقول إن آثاره فقدت، واعتقدنا بعد هذا العمر أنه شهيد أو فارق الحياة في مكان ما".

وعن تهمة صبري يقول: "بحسب ما علمنا من والدي المتوفى، أن بعض المعلومات تقول إنه اعتقل بينما كان يخطط لتنفيذ عملية ضد إسرائيل انطلاقًا من سوريا".

ثم يستذكر الرجل طفولته ويقول عن شقيقه الأكبر: "تركنا شابًا، أتخيله اليوم عجوزًا كبيرًا في السن، ما الذي يمكن أن يكون عليه بعد هذا العمر في السجون".

 

مقالات مشابهة

  • مستشار بالحكومة السورية: الاحتلال الإسرائيلي استهدف مراكز بحثية للجيش السوري
  • دعوات ورسائل تحذير للحوثيين بتجنب سيناريو مشابه لما حدث في سوريا
  • العائدون من الموت .. حكايات الأمل والرعب .. سجن صيدنايا باستيل سوريا
  • ياسر العظمة يوجه رسالة إلى الشعب السوري بعد سقوط الأسد.. حذر من سرقة الثورة
  • الرئيس الفنزويلي يؤكد أن ما حصل في سوريا والعراق وليبيا لن يتكرر في يلاده
  • تخوف إسرائيلي من عمليات تسلل للمناطق الحدودية مع سوريا.. وإنشاء منطقة عازلة
  • الدفاع المدني السوري يعلن انتهاء عمليات البحث في سجن صيدنايا
  • رسالة عاجلة من المصرف السوري المركزي ودبابات جيش الاحتلال على مشارف دمشق وتفاصيل تحركات بشار الأسد في روسيا| عاجل
  • الدفاع المدني السوري: لا دليل على وجود أقبية سرية غير مكتشفة في سجن صيدنايا
  • سيناريو ثورة تشرين في العراق يتكرر في ثورة حلب