الجزيرة:
2024-12-12@02:10:00 GMT

محللون: إسرائيل تخشى وحدة سوريا وتراهن على تقسيمها

تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT

محللون: إسرائيل تخشى وحدة سوريا وتراهن على تقسيمها

القدس المحتلة- بدا المشهد ضبابيا ومبهما من وجهة النظر الإسرائيلية حيال نجاح فصائل المعارضة السورية بالإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد، وهو المشهد الذي استنفر الجيش الإسرائيلي على طول خط وقف إطلاق النار بالجولان المحتل، تحسبا لهجوم بري مفاجئ من سوريا.

ووصفت قراءات إسرائيلية ما يحصل في سوريا وسيطرة من وصفتهم بـ"تحالف المتمردين الإسلاميين" بـ"الحدث التاريخي"، الذي سيكون له تداعيات على الشرق الأوسط وسيسهم في تغيير قواعد اللعبة بالإقليم، وهو ما تخشاه إسرائيل التي لا تستبعد انتقال ما حصل في سوريا إلى بعض الدول العربية.

وفي ظل الهواجس الإسرائيلية، عزز جيش الاحتلال قواته في الجولان، بينما قام رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، برفقة وزير الدفاع يسرائيل كاتس بجولة عند خط وقف إطلاق النار، حيث أشرف على توغل قواته في المنطقة العازلة والسيطرة عليها، واحتلال جبل الشيخ السوري بعد انسحاب قوات نظام الأسد، وذلك "لأغراض دفاعية"، حسب زعم نتنياهو.

وضع حساس

وتعليقا على إقدام قوات وحدة الكوماندوز "شلداغ" التابعة للجيش الإسرائيلي على احتلال قمة جبل الشيخ السوري، بذريعة اقتراب مسلحين من الحدود، يعتقد اللواء المتقاعد عميرام ليفين، أن هذه الخطوة تعكس الهواجس الإسرائيلية، ويقول "في ظل ما تشهده سوريا والفوضى بالشرق الأوسط، على إسرائيل العمل بهدوء وعدم إثارة الضجة حول خطة غزو قمة جبل الشيخ".

إعلان

واستعرض ليفين الذي شغل بالسابق منصب قائد القيادة الشمالية ونائب رئيس الموساد، في حديثه لصحيفة "معاريف"، أهمية الاستيلاء والتموضع الإسرائيلي على قمة جبل الشيخ السوري، الذي يعتبر موقعا إستراتيجيا يطل على هضبة الجولان ولبنان، وكذلك على العاصمة دمشق.

وحذر ليفين من مغبة أن تؤدي خطة الاستيلاء على الجبل من تعقيد الأوضاع عند خط وقف إطلاق النار، قائلا إن "على إسرائيل التيقن من أن عملياتها العسكرية بالجولان لن تسهم بتعقيد الوضع وعدم التورط بسوريا، فالجيش الإسرائيلي في وضع حساس، فالحرب في غزة مستمرة، واتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان هش، وهناك أيضا جبهة مشتعلة بالضفة".

والتحذيرات ذاتها استحوذت على تقدير موقف صادر عن معهد "مشغاف" للأمن القومي والإستراتيجية الصهيونية، الذي أعده يوسي منشروف، الباحث بالتنظيمات المسلحة، حيث أوصى المؤسسة الإسرائيلية أن تبقى متيقنة وحذرة حيال التطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، وسط الترجيحات أن ما حدث في سوريا يمكن أن يشكل تهديدا لإسرائيل.

قوات من جيش الاحتلال تتوغل بالمنطقة العازلة عند خط وقف إطلاق النار بالجولان (الحكومة الإسرائيلية)  هواجس إسرائيل

وتحت عنوان "الزلزال في سوريا لا يزال مستمرا ولا بد من التعلم من أخطاء الماضي"، كتب رئيس منتدى الدراسات الفلسطينية في مركز ديان بجامعة تل أبيب، مايكل ميلشتاين، مقالا في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، استعرض فيه هواجس إسرائيل في أعقاب نجاح فصائل المقاومة المسلحة بسوريا في الإطاحة بنظام الأسد وتصدر التيار الإسلامي مشهد الثورة.

وبحسب تقديرات ميلشتاين، فإن خصائص الاضطرابات التي تشهدها سوريا وعواقبها وتداعياتها تعد "مختلفة" عن الهجوم المفاجئ الذي شنته حركة حماس على مستوطنات "غلاف غزة" والفشل الاستخباراتي في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث لا تزال تعكس تداعيات مبكرة لم يتم حلها أو دراستها بشكل كاف من قبل إسرائيل، ومن الضروري تحليلها بشكل متعمق.

إعلان

ويقول الباحث الإسرائيلي إن "تفاجؤ إسرائيل بما قامت به فصائل المعارضة من استكمال الثورة وإسقاط النظام يثير التساؤل حول مدى تحليل إسرائيل واستيعاب العبر من أحداث 7 أكتوبر، ويبدو أنه في ظل الدراما السورية يمكن القول إن إسرائيل لم تستخلص العبر، كما أنه لا يمكن ضمان عدم تكرار المفاجآت".

ويضيف أن "التوجه سريعا إلى تحليل السيناريوهات المحتملة، وتقديم توصيات بشأن السياسة التي يتعين على إسرائيل تعزيزها، هو بحد ذاته مفاجأة لتل أبيب، ويعكس شعورا بعدم الارتياح، سواء في قراءة الواقع أو في تقييم المستقبل مع الجيران الجدد".

ويعتقد أنه لا يوجد شيء في سوريا ما بعد الأسد يمكن أن يبعث على التفاؤل بخصوص الشرق الأوسط الجديد الذي يروج له نتنياهو، مشيرا إلى أن على إسرائيل تجنب النشوة المشبعة بالشعارات، والتباهي بالإنجازات التي حققتها الحملة العسكرية على الجبهة الشمالية وفي لبنان.

وقال إن "على إسرائيل توخي الحذر، فالثوار السوريون مجموعات متعددة ومتناقضة بالمصالح والأفكار، وبعضها إسلامية جهادية، وعليه ليس من المبالغة الافتراض أن سوريا كدولة ستتفكك إلى كيانات منفصلة، ​​أو بشكل أكثر دقة، سيترسخ الوضع المتفكك الذي ميزها منذ أكثر من عقد من الزمن".

منظور تاريخي

ومن وجهة نظر محرر الموقع الإلكتروني "زمان يسرائيل" أمير بن دافيد، فإن سقوط نظام الأسد سيذكر من منظور تاريخي، على أنه "حلقة أخرى في سلسلة الأحداث التي بدأت في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023″، معتبرا أن معركة طوفان الأقصى لم تفاجئ إسرائيل فحسب، بل فاجأت المنطقة والعالم أيضا وكذلك الثوار السوريون.

وأوضح بن دافيد أن أحداث 7 أكتوبر والحرب الإسرائيلية على غزة لم تتسبب بتقويض حكم حماس بالقطاع فحسب، بل تسببت أيضا بضربة قوية لحزب الله في لبنان وفي إضعاف إيران بالإقليم، والآن أيضا إلى انهيار نظام الأسد، قائلا إننا "نقف على حافة شرق أوسط جديد، ولكن من السابق لأوانه تقييم ما إذا كانت هذه أنباء طيبة لإسرائيل".

ويرى أن على إسرائيل والعالم بأسره أن ينظر للاسم الجديد قائد تنظيم "هيئة تحرير الشام" أحمد الشرع (الملقب بأبو محمد الجولاني) على أنه "الرجل القوي الجديد في سوريا"، حيث تعهد بالحفاظ على سوريا موحدة وإقامة "دولة حرة وعادلة وديمقراطية"، قائلا "يبدو الأمر رائعًا، ولكن من الصعب جدا تصديق أن هذا ما سيحدث، وهذا يقلق إسرائيل".

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات خط وقف إطلاق النار على إسرائیل جبل الشیخ فی سوریا

إقرأ أيضاً:

سوليفان يزور إسرائيل ومصر وقطر في “مسعى أخير” لوقف إطلاق النار بغزة

غزة – أفاد موقع أكسيوس الأمريكي، الأربعاء، إنه من المتوقع أن يجري مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، جيك سوليفان زيارة هذا الأسبوع إلى الشرق الأوسط تشمل إسرائيل ومصر وقطر.

ونقل الموقع عن مصدرين مطلعين أن الزيارة تأتي في إطار “محاولة أخيرة” للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، قبل تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.

وأشار الموقع إلى أن بايدن ومستشاروه يعملون بشكل وثيق مع ترامب للدفع نحو اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، يرغب كلا الزعيمين في التوصل إليه قبل انتهاء ولاية بايدن وتولي ترامب السلطة.

وأضاف أن سوليفان “يخطط للضغط لفعل ما يلزم من أجل التوصل إلى الاتفاق في غضون أيام والبدء في تنفيذه في أقرب وقت”.​​​​​​​

والاثنين، نقل موقع “واللا” الإخباري العبري عن مسؤول إسرائيلي، لم يسمه، قوله إن “مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان سيصل إلى إسرائيل يوم الخميس”.

وأضاف أن سوليفان سيلتقي برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، وأن المباحثات “ستتناول الوضع في سوريا واتفاق المختطفين (الأسرى الإسرائيليون بغزة) ووقف إطلاق النار في غزة”.

وكان مسؤولون ووسائل إعلام إسرائيلية تحدثوا في الأيام القليلة الماضية، عن تقدم في المباحثات لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب طلب من إسرائيل والوسطاء التوصل إلى اتفاق قبل تسلمه مهامه رسميا في 20 يناير/كانون الثاني المقبل.

وتقدر إسرائيل وجود 100 أسير محتجزين بقطاع غزة، بينما أعلنت حركة الفصائل الفلسطينية مقتل عشرات من الأسرى بغارات إسرائيلية عشوائية.

وتعثرت مفاوضات تبادل الأسرى بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، جراء إصرار نتنياهو على “استمرار السيطرة على محور فيلادلفيا الحدودي بين غزة ومصر، ومعبر رفح بغزة، ومنع عودة مقاتلي الفصائل الفلسطينية إلى شمال غزة (عبر تفتيش العائدين من خلال ممر نتساريم وسط القطاع)”.

من جانبها، تصر حركة الفصائل الفلسطينية على انسحاب كامل لإسرائيل من القطاع ووقف تام للحرب للقبول بأي اتفاق.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل بدعم أمريكي حرب “إبادة جماعية” على غزة أسفرت عن نحو 151 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

 

الأناضول

مقالات مشابهة

  • وسائل إعلام: منفذ عملية جنوب القدس أطلق 22 رصابة صوب الحافلة الإسرائيلية
  • رئيس الحكومة اللبنانية يطالب لجنة الإشراف بالعمل على وقف الخروقات الإسرائيلية
  • إسرائيل تشن غارات على جنوب لبنان
  • سوليفان يزور إسرائيل ومصر وقطر في “مسعى أخير” لوقف إطلاق النار بغزة
  • ماهي الرسائل الإسرائيلية التي سعت لها من خلال تدمير المقدرات العسكرية السورية؟
  • بالأرقام أكثر من 161 خرقًا.. “إسرائيل” تستبيح وقف إطلاق النار
  • محللون: سقوط نظام الأسد أربك إسرائيل وكشف أطماعها بسوريا
  • تطورات جديدة في مفاوضات تبادل الأسرى بين إسرائيل و”حماس”
  • لماذا تخشى واشنطن عواقب سقوط الأسد في سوريا؟
  • صحيفة: إسرائيل وحماس تتبادلان أسماء الأسرى عبر الوسطاء