سقوط الأسد يثير التساؤلات حول تخاذله في دعم “محور المقاومة”
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
8 ديسمبر، 2024
بغداد/المسلة: مع سقوط نظام بشار الأسد، تصاعدت التساؤلات حول دور دمشق في دعم محور المقاومة، وعما إذا كان الأسد قد تخاذل في مواجهة التحديات الإقليمية. الأحداث الأخيرة في سوريا ألقت بظلال ثقيلة على إيران، التي ظلت داعماً أساسياً لنظام الأسد منذ بداية الأزمة السورية، ولكنها اليوم تجد نفسها أمام واقع جديد قد يعيد تشكيل معادلات المنطقة.
وتفيد تقارير تحليلية ان العتب الإيراني على دمشق تجلى في عدة مواقف، أبرزها عدم فتح جبهة الجولان أمام الفصائل المقاومة رغم العدوان الإسرائيلي المتكرر على لبنان وفلسطين.
هذا التحفظ السوري أثار استياء طهران، التي استضافت الأسد مراراً وحذرته من المؤامرات الغربية الساعية لتحييد دمشق عن المحور.
ومع ذلك، بقيت التحركات السورية دون المستوى المتوقع، مما أضعف الثقة المتبادلة بين الحليفين.
الموقف الإيراني من التطورات الأخيرة كان حذراً. وحاولت طهران تكييف خطابها الإعلامي للتعامل مع المعارضة السورية بشكل أكثر براغماتية، مع التأكيد على دعمها للاستقرار في سوريا. ورغم ذلك، لم تسعَ إيران لإرسال قوات مباشرة للدفاع عن النظام، مرجعة الأمر إلى غياب طلب رسمي من دمشق وصعوبة الظروف الميدانية والاقتصادية.
تصريحات الباحثين والسياسيين الإيرانيين أظهرت إدراكاً لتغير المعادلات السورية. الباحث مهدي شكيبائي أشار إلى أن طهران لم تعد ترى مصلحة في مواجهة المعارضة المسلحة بشكل مباشر، مفضلة تركيز جهودها على حماية مصالحها الإستراتيجية في المنطقة. فيما أوضح الجنرال المتقاعد حسين كنعاني مقدم أن الحسابات الإيرانية كانت خاطئة في التعاطي مع المرحلة الانتقالية، لكنه أكد أن دعم المقاومة سيستمر، وإن بوسائل مختلفة.
مع إعلان المعارضة دخول دمشق وسقوط النظام، تواجه طهران ضغوطاً للحفاظ على مكاسبها في سوريا، خاصة في ظل الهجمات على مواقعها ورموزها. ومع ذلك، يبدو أن محور المقاومة يسعى لإعادة التموضع بعيداً عن الشخصيات والأنظمة، والتركيز على العمل الشعبي والميداني لمواجهة التحديات القادمة.
السقوط المفاجئ للنظام السوري يعكس تغيراً دراماتيكياً في التوازنات الإقليمية. إيران، التي كانت تعول على الأسد كركيزة في استراتيجيتها الإقليمية، تجد نفسها أمام اختبار جديد يتطلب مراجعة سياستها وتعزيز دورها الدبلوماسي لمواكبة التحولات في سوريا والمنطقة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: فی سوریا
إقرأ أيضاً:
المرشد الإيراني يعلق على سقوط نظام الأسد.. مخطط أمريكي إسرائيلي
علق المرشد الإيراني علي خامنئي، الأربعاء، على سقوط النظام السوري وهروب رئيسه بشار الأسد إلى روسيا عقب دخول فصائل المعارضة المسلحة إلى العاصمة دمشق.
وقال خامنئي في كلمة له بالعاصمة الإيرانية طهران، إنه "لا ينبغي الشك في أن ما جرى في سوريا هو نتيجة مخطط مشترك بين أمريكا والكيان الصهيوني"، حسب وكالة "تسنيم" الإيرانية.
وأضاف أن "إحدى الدول المجاورة لسوريا لعبت دورا واضحا في هذا المجال، ولا تزال تلعبه - وهذا أمر يراه الجميع"، في إشارة إلى تركيا.
واستدرك المرشد الإيراني بالقول "ولكن المتآمر الرئيسي والمخطط الأساسي وغرفة العمليات الرئيسية هي في أمريكا والكيان الصهيوني."، مشيرا إلى أن طهران "لديها دلائل على ذلك، وهذه الدلائل لا تترك مجالاً للشك لدى الإنسان".
وأشار إلى أن "المقاومة كلما زاد الضغط عليها، أصبحت أقوى، وكلما ارتكبتم جرائم ضدها، ازدادت عزيمتها، وكلما حاربتموها، ازدادت اتساعًا".
وتابع "أقول لكم إنه بعون الله وقدرته، ستنتشر رقعة المقاومة أكثر من أي وقت مضى لتشمل المنطقة بأسرها"، مشيرا إلى أن "إيران قوية ومقتدرة، وستصبح أقوى وأشد اقتدارا".
وكانت إيران الحليف الرئيسي للنظام السوري السابق ورئيسه المخلوع حيث تدخلت عسكريا عبر مليشيات موالية لها لصالح الأخير بعد اندلاع الثورة السورية عام 2015.
وقبل أيام، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في حديثه مع التلفزيون الإيراني الرسمي، إن "ما كان مفاجئا في سوريا أمران، الأول عجز الجيش السوري عن التصدي لهذا التحرك الذي بدأ، والثاني هو سرعة التطورات الحاصلة".
وفجر الأحد 8 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، دخلت فصائل المعارضة السورية العاصمة دمشق وسيطرت عليها مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكم نظام حزب البعث و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
وقبلها في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، بدأت معارك بين قوات النظام السوري وفصائل معارضة، في الريف الغربي لمحافظة حلب، استطاعت الفصائل خلالها بسط سيطرتها على مدينة حلب ومحافظة إدلب، وفي الأيام التالية سيطرت على مدن حماة ودرعا والسويداء وحمص وأخيرا دمشق.