اضطراب طيف التوحد أصبح من القضايا الملحة التي تشغل الأوساط العلمية والمجتمعية في مصر والعالم، نظرًا لانتشاره المتزايد وتأثيره العميق على حياة الأطفال المصابين وأسرهم. 
في هذا السياق، تأتي أهمية البحث العلمي والتأهيل الميداني كأدوات أساسية لفهم طبيعة هذا الاضطراب وتقديم حلول عملية تساهم في تحسين جودة حياة الأطفال وإعادة تأهيلهم ليصبحوا جزءًا فاعلًا في المجتمع.

من هذا المنطلق، نظمت كلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة المؤتمر الأول لقسم التربية الخاصة، تحت عنوان "اضطراب طيف التوحد بين البحث العلمي والتأهيل التربوي الميداني". هذا المؤتمر يهدف إلى الجمع بين الخبراء والباحثين والمعنيين من مختلف التخصصات لمناقشة أحدث الأبحاث والتقنيات في مجال التشخيص والتأهيل، بالإضافة إلى وضع توصيات عملية تخدم الأسر والمجتمع المدني على حد سواء.

في حوار خاص مع الدكتور أشرف بهجات عبد القوي، وكيل الكلية للدراسات العليا، نناقش أهمية هذا المؤتمر والدور الذي يمكن أن تلعبه المؤسسات الأكاديمية والمجتمعية لدعم أطفال اضطراب التوحد. 


كما نتطرق إلى دور القيادة السياسية في تعزيز الاهتمام بهذه الفئة المهمة من المجتمع، ونستعرض أبرز التوصيات والخطوات التي يمكن اتخاذها لتطوير أساليب التعامل مع هذا الاضطراب في مصر.


في حوار خاص لموقع "الفجر"، تحدث الدكتور أشرف بهجات عبد القوي، وكيل كلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة، على هامش المؤتمر الأول لقسم التربية الخاصة بالكلية، الذي جاء بعنوان "اضطراب طيف التوحد بين البحث العلمي والتأهيل التربوي الميداني".

تناول الحوار أهمية مواجهة تحديات اضطراب التوحد ودور المؤسسات الأكاديمية والمجتمع المدني في تقديم الدعم اللازم للأطفال المصابين بهذا الاضطراب.

ما أهمية تنظيم هذا المؤتمر في الوقت الحالي؟

الحقيقة أن المؤتمر جاء في توقيت مهم للغاية، خاصة في ظل التوجه العالمي نحو الاهتمام بالأطفال ذوي الإعاقة بشكل عام، وأطفال اضطراب طيف التوحد بشكل خاص. هدفنا من المؤتمر هو الخروج بتوصيات علمية قابلة للتطبيق تركز على تحسين أساليب التشخيص المبكر والتأهيل التربوي، باستخدام أحدث التقنيات، بما فيها الذكاء الاصطناعي. كما أن المؤتمر يتيح فرصة لربط البحث العلمي بالممارسات الميدانية لتقديم حلول مبتكرة لهذه الفئة المهمة.


كيف يمكن أن تسهم المؤسسات الأكاديمية في دعم أطفال التوحد؟

المؤسسات الأكاديمية لديها دور رئيسي في دعم أطفال التوحد من خلال البحث العلمي وتطوير أساليب جديدة للتشخيص والعلاج. نحن بحاجة إلى أبحاث متقدمة تركز على فهم طبيعة اضطراب التوحد بشكل أفضل، بالإضافة إلى تطوير برامج تأهيل مبتكرة تساعد الأطفال على التكيف مع المجتمع. على سبيل المثال، التكنولوجيا الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي يمكن أن تلعب دورًا مهمًا في تقديم حلول دقيقة وسريعة للتشخيص والتأهيل.


وما الدور المطلوب من المجتمع المدني في هذا السياق؟

المجتمع المدني شريك أساسي في هذا الجهد، فهو يمتلك القدرة على تنفيذ التوصيات الأكاديمية على أرض الواقع. مؤسسات المجتمع المدني يمكنها أن توفر الدعم المادي والمعنوي للأسر، وتساعد في تأهيل الأطفال ودمجهم في المجتمع. التعاون بين الأكاديميين والمجتمع المدني هو المفتاح لتحقيق نتائج ملموسة تسهم في تحسين جودة حياة الأطفال المصابين بالتوحد وأسرهم.


ما هو دور القيادة السياسية في دعم ذوي الهمم؟

لا يمكن إنكار الجهود الكبيرة التي تبذلها القيادة السياسية، خاصة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، في دعم ذوي الهمم. هذا الملف يحظى باهتمام كبير على المستوى الوطني، لأنه يمس شريحة مهمة من المجتمع. أي أسرة لديها طفل يعاني من اضطراب أو إعاقة تواجه تحديات كبيرة، وهو ما يستدعي توفير دعم شامل ومتكامل لهذه الأسر.


ما هي أبرز التحديات التي تواجه الأسر التي لديها أطفال مصابون بالتوحد؟

واحدة من أكبر التحديات هي نقص الوعي المجتمعي بطبيعة اضطراب التوحد، وهو ما يؤدي إلى تأخر التشخيص وصعوبة التعامل مع الطفل. لذلك، نحن بحاجة إلى تكثيف الجهود لزيادة الوعي، وتدريب المعلمين والمختصين على أفضل طرق التعامل مع هذه الحالات.


ما هي التوصيات التي خرج بها المؤتمر؟

التوصيات ركزت على عدة محاور رئيسية، منها تحسين أساليب التشخيص المبكر باستخدام التكنولوجيا الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي، وتطوير برامج تأهيل مبتكرة تعتمد على تقنيات علمية حديثة. بالإضافة إلى ذلك، هناك دعوة لتكثيف التعاون بين المؤسسات الأكاديمية والمجتمع المدني لتطبيق هذه التوصيات عمليًا على أرض الواقع.


كيف ترى مستقبل التعامل مع اضطراب التوحد في مصر؟

أنا متفائل جدًا، خاصة مع تزايد الاهتمام على جميع المستويات بهذا الملف. إذا استمرت الجهود الأكاديمية والمجتمعية والسياسية في العمل معًا، يمكننا أن نحقق طفرة كبيرة في تقديم الدعم اللازم للأطفال المصابين بالتوحد وأسرهم، ونساهم في تحقيق التنمية المجتمعية الشاملة.

أكد الدكتور أشرف بهجات عبد القوي أن المؤتمر الأول لقسم التربية الخاصة يعد خطوة كبيرة نحو تطوير أساليب التعامل مع اضطراب التوحد، مشيرًا إلى أن تحقيق نتائج ملموسة يتطلب تكاتف الجهود بين جميع الأطراف المعنية.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: اضطراب طيف التوحد جامعة القاهرة كلية الدراسات العليا للتربية وكيل كلية الدراسات العليا المؤسسات الأکادیمیة اضطراب طیف التوحد والمجتمع المدنی المجتمع المدنی اضطراب التوحد البحث العلمی التعامل مع فی دعم

إقرأ أيضاً:

احترس.. عدم الخروج من المنزل علامة على الإصابة بـ ٦ أمراض

في بعض الأحيان يعاني الأشخاص من عدم الرغبة في الخروج من المنزل ولكن إذا تكرر هذا الأمر فإنه علامة على الإصابة بأمراض نفسية خطيرة.


ووفقا لما جاء في موقع psychopathology of social isolation نعرض لكم اهم الأمراض النفسية التي تسبب عدم الرغبة في الخروج من المنزل.

 الأمراض النفسية وعدم الخروج من المنزل


فُصام
الفصام هو المرض الأكثر شيوعا في الاضطرابات الذهانية وتنقسم الأعراض الرئيسية للفصام إلى أعراض إيجابية وأعراض سلبية.

 الأعراض الإيجابية هي الأوهام والهلوسة وما إلى ذلك، وأي غرابة في التفكير والإدراك.

 الأعراض السلبية هي اللامبالاة والانسحاب الاجتماعي وأعراض الانكماش وبسبب الأعراض السلبية، لا يشارك المرضى في أي أنشطة أخرى، ويستمتعون بسلوكيات انفرادية طويلة، ويتجنبون الاتصال بالعالم الخارجي، ويبقون داخل عالمهم الداخلي الذهاني و العزلة الاجتماعية لمرضى الفصام متناغمة مع الأنا، لذلك لا يعاني المرضى من العزلة.

اكتئاب


يعتقد مرضى الاكتئاب أنهم لا قيمة لهم، ويعانون من انخفاض تقدير الذات، ويعزلون أنفسهم اجتماعيًا وينسحب مرضى الاكتئاب من الأنشطة الاجتماعية بسبب انخفاض الطاقة واللامبالاة، و العزلة الاجتماعية ولكن مرضى الاكتئاب يعانون من العزلة الاجتماعية، أي أن عزلة مرضى الاكتئاب هي عزلة الأنا.

اضطراب ما بعد الصدمة


يحدث اضطراب ما بعد الصدمة بعد موقف مرهق للغاية مثل الكارثة المميتة والأسر والاعتداء الجنسي وما إلى ذلك. يعاني هذا المريض من خدر نفسي وأعراض إثارة لاإرادية وظهور ذكريات مرهقة، وبسبب هذه الأعراض تتعمق العزلة الاجتماعية ويعاني هذا المريض من رهاب اجتماعي لكن عزلة اضطراب ما بعد الصدمة هي اختلال في الأنا، لذلك يعاني هذا المريض من العزلة الاجتماعية.

العزلة الاجتماعية اضطراب الشخصية الفصامية


هناك بعض الأشخاص الذين لا يهتمون بالعلاقات الشخصية، ويفضلون النشاط الانفرادي والعيش بعيدًا عن العلاقات الاجتماعية، ويهتمون بالعالم الداخلي العقلي الذاتي أكثر من العالم الخارجي الموضوعي، ويتجنبون النشاط الاجتماعي، ولا يكشفون عن مشاعرهم، ولا يستمتعون بصحبة أي فرد من أفراد الأسرة أو الأصدقاء، وهم غير مبالين بتقييم الآخرين، ولا يهتمون بعزلتهم وتناغمهم مع أنفسهم.

اضطراب الشخصية الفصامية


عادةً ما يكون الشخص المصاب باضطراب الشخصية الفصامية غريب الأطوار ولا يستمتع هؤلاء الأشخاص بصحبة الآخرين مثل اضطراب الشخصية الفصامية و عادةً ما يكون لديهم تفكير غريب الأطوار وسحري، ويختبرون تصورًا غير واقعي، ويعبرون عن تجاربهم الغريبة للآخرين. 

لا يستطيع هؤلاء الأشخاص تكوين صداقات مع الآخرين باستثناء أفراد الأسرة ويبدون بمظهر وسلوك غريب الأطوار. لا يعانون من أي ضغوط بسبب عزلتهم وتناغمهم مع الذات.

اضطراب الشخصية التجنبية


إن الشخص الذي يعاني من اضطراب الشخصية التجنبية يخاف من رفض الآخرين له. ولديه رغبة قوية في التنشئة الاجتماعية، ولكن بسبب خوفه الشديد من رفض الآخرين له، فإنه لا يكون قريبًا من الآخرين ويريد أن يكون على علاقة مع من يثق به فقط ولن يرفضه على الإطلاقوهؤلاء الأشخاص يبيعون أنفسهم بشكل سيء على أنهم "غير مناسبين ودونيين". لذا، فإنهم يشعرون بالخوف ويقعون في عزلة اجتماعية ويعانون من حالة من العزلة حيث إن عزلتهم الاجتماعية هي حالة من عدم التوازن في الذات.

اضطراب الشخصية النرجسية


لا يهتم الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية النرجسية بالآخرين.

 يعتقد هؤلاء الأشخاص أنهم مركز العالم والأعلى بالنسبة لهم، فإن الآخرين هم مجرد أداة أو هدف، لذلك يستغلون الآخرين كأداة أو شيء،إنهم أنانيون ويريدون دائمًا مدح الآخرين ورضاهم كما إنهم يصادقون ظاهريًا الأشخاص المفيدين والأشخاص الذين يمكنهم مدحهم مؤقتًا لكنهم يقطعون العلاقة على الفور إذا فقد شخص ما استخدام شخص ذي قيمة أو توقف عن مدحه.

هم الوحيدون الذين يمكنهم على الفور قطع العلاقة القديمة دون أي سبب أو تفسير ويبدو أنهم يعيشون حياة اجتماعية طبيعية، ومع ذلك، فإنهم يقعون في عزلة اجتماعية بسبب إصرارهم على موقف متعجرف و يخافون من الرفض والاضطراب الذاتي، لكنهم لا يدركون أنهم معزولون بالفعل. وحتى إذا كانوا يعرفون حالة العزلة، فإنهم لا يعترفون أبدًا بعزلتهم.
 

مقالات مشابهة

  • أكاديمي يساري مرشحاً لرئاسة مجلس الوزراء
  • هبة القدسي: اضطراب أمريكي بشأن مستقبل وقف إطلاق النار في غزة.. فيديو
  • أمنستي تناشد قمة للذكاء الاصطناعي بباريس الحد من تأثيراته على الحقوق
  • التوجيه المعنوي بشرطة عدن يحذر من انتشار المخدرات ويدعو لتكاتف المجتمع
  • دعاء ليلة 11 من شعبان للرزق بالمال والبنين.. ردد 13 كلمة للفجر
  • أداء الاستدامة 2024 لطيران ناس: شراكة لتعويض الكربون في أسواق عالمية.. وانخفاض الانبعاثات 625 ألف طن بما يعادل زراعة 25 مليون شجرة
  • تحرك مجتمعي للحد من ظاهرة إطلاق الرصاص في المناسبات بالمخا
  • لأول مرة.. تعاون أكاديمي بين كوردستان وإيطاليا يوفر فرصة استثنائية للطلاب والأساتذة
  • الداخلية تنظم زيارة لطلبة وطالبات كلية الشرطة لمراكز الإصلاح والتأهيل
  • احترس.. عدم الخروج من المنزل علامة على الإصابة بـ ٦ أمراض