بعد سقوط الأسد.. هل تضغط إيران على حماس للتوصل لاتفاق في غزة بأي ثمن؟
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
تثير التغييرات في سوريا بعد سقوط الرئيس السوري بشار الأسد، تساؤلات حول تأثير ذلك على الحرب في قطاع غزة، والتي كانت تنظر إليها حركة حماس إلى أنها فرصة لتطبيق استراتيجية "وحدة الساحات" لكافة أذرع ما يسمى "محور المقاومة" الذي تقوده إيران.
لكن ما بدا أنه "نصر عسكري" وفق ما كانت تروج له حماس بعد الفترة القليلة التي تلت الهجوم، تحوّل إلى ضربات موجعة طالت كافة أطراف المحور الإيراني، بدءاً من حماس في غزة وصولاً إلى طهران ذاتها.ومع انتقال الحرب إلى لبنان تلقى حزب الله هناك وهو الذراع الأهم والأبرز لإيران، ضربات عسكرية وسياسية قاسية، بعد إضعاف قدراته من جهة وتصفية قيادته العسكرية والسياسية، كما أن إيران تلقت هجوماً طال منظومة صناعتها للصواريخ الباليستية، والدفاعات الجوية الاستراتيجية لطهران.
لكن سقوط الرئيس السوري بشار الأسد، والذي كان حدثًا غير متوقع بالنسبة لإيران، وتلتزم حماس الصمت حياله، قد يدفع طهران لممارسة ضغوط قصوى على الحركة من أجل التوصل لصفقة تنهي الحرب في غزة، وفق ما يقول مراقبون.
ورغم "الصدمة" التي تعيشها إيران وحلفاؤها، إلا أنه يُنظر على نطاق واسع إلى سقوط الرئيس السوري على أنه امتداد للنتائج السلبية التي خلّفها هجوم حماس في السابع من أكتوبر (تشرين الأول).
نتائج عكسية ويقول المحلل السياسي محمد المصري، إن "عملية طوفان الأقصى التي بدأتها حماس أدت لتغييرات كبيرة في المنطقة، ولكنها كانت نتائج عكسية بالنسبة للمحور الذي تقوده إيران، والذي كانت حماس جزءاً منه".
وأضاف لـ24، أن "النتائج كانت عكسية وكارثية على محور إيران، ما سيدفع طهران لممارسة الضغوط القصوى على حماس من أجل إبرام صفقة تنهي الحرب في غزة وتبرّد الجبهات المشتعلة في المنطقة على إثر هذه الحرب".
وأشار إلى أن هذا المسار سيتزامن معه "خطوات بعيدة المدى" تحاول من خلالها طهران ترميم القدرات الفاعلة لدى حزب الله في لبنان، باعتباره ورقة ضغط مهمة كانت تردع إسرائيل عن مهاجمة إيران.
وأضاف أن "المسار الثاني سيكون باتجاه تسريع الخطوات نحو حيازة سلاح نووي، باعتبار أن هذا هو الذي سيشكل ورقة حصانة للنظام في طهران من استهدافه". مصلحة مشتركة بدوره يرى الكاتب والمحلل السياسي إياد أسعد، أن التوصل لاتفاق ينهي الحرب المستمرة في قطاع غزة منذ 14 شهراً أصبح مصلحة مشتركة وملحة لحماس وإيران على حد سواء.
وقال لـ24 إن "حماس وصلت لقناعة أنها لم تعد قادرة على خلق فعل عسكري مؤذٍ لإسرائيل، لا داخل قطاع غزة، ولا حتى في المدن الإسرائيلية التي كانت تقصفها الحركة بالصواريخ، وكذلك استنفذت خيارات تدخل حلفائها في المنطقة".
ويشير إلى أن كافة المؤشرات تشير إلى اقتراب حماس باتفاق للتهدئة في قطاع غزة، وبسقف أقل مما كانت تعرضه سابقاً، معتبراً أن ذلك نتيجة قناعات تولّدت لدى الحركة بأنها لن تستطيع تحقيق المزيد عسكرياً.
وأوضح أن "أقصى ما يمكن أن تحاول حماس تحقيقه أي شكل من أشكال المشاركة في إدارة حكم غزة"، معتبراً أن هذا المطلب قد يكون عامل إحباط لجميع مساعي التوصل لاتفاق ينهي الحرب في قطاع غزة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات حماس غزة غزة وإسرائيل سقوط الأسد حماس إيران فی قطاع غزة فی المنطقة الحرب فی فی غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
حساب منسوب لنجل الأسد يروي اللحظات الأخيرة قبيل سقوط النظام
أفاد حساب منسوب لـ "حافظ"، نجل الرئيس السوري السابق بشار الأسد، على منصتي "إكس"، و"تليغرام"، تدوينات تتضمن تفاصيل جديدة عن ليلة الخروج من دمشق، قبل دخول الفصائل المسلحة للعاصمة، وإسقاط حكم عائلة الأسد الذي استمر قرابة نصف قرن.
وجاء في الحساب المنسوب لنجل الأسد، والتي حذفت تدويناته لاحقاً إنه "لم يكن هناك أي خطة ولا حتى احتياطية، لمغادرة دمشق، ناهيك عن سوريا". وأضاف أنه "بخصوص أحداث يومي السبت والأحد 7 و8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، لم يكن هناك شيء خارج عن المألوف الذي اعتدناه منذ السنوات الأولى للحرب".
View this post on InstagramA post shared by Asharq News الشرق للأخبار (@asharqnews)
وتابع الحساب "استمر الوضع على هذا الحال، إذ كان الجيش يحضر للدفاع على دمشق، ولم يكن هناك ما يوحي بتدهور الأمور حتى خبر انسحاب الجيش من حمص، الذي كان مفاجئاً كما كان قبله انسحاب الجيش من حماة وحلب وريف إدلب".
وأوضح قائلاً: "وحول ما قيل عن مغادرتنا دون إبلاغ أبناء عمتي الذين كانوا موجودين في دمشق، فأنا من قام بالاتصال بهم أكثر من مرة حالما عرفنا بانتقالنا، وعلمنا من العاملين في منزلهم أنهم غادروه إلى وجهة غير معروفة".
BREAKING:
This is the first of a two part post from Bashar al-Assad's son, Hafez al-Assad.
I can confirm this account is his and not an imposter. We've been in communication recently, and I was aware that he was going to create a Telegram channel and this also account here on… https://t.co/z8DAQmTPUm pic.twitter.com/ThQnKXepL4
وأشار إلى أنه "بعد حين، انطلقنا باتجاه مطار دمشق الدولي ووصلنا إليه حوالي الساعة الثالثة بعد منتصف الليل والتقينا بعمي ماهر هناك، حيث كان المطار خالياً من الموظفين بما في ذلك برج المراقبة، ومن ثم انتقلنا على متن طائرة عسكرية روسية إلى اللاذقية، حيث هبطنا في مطار حميميم قبل طلوع الفجر".
ولفت الحساب إلى أنه في ساعات النهار الأولى من يوم الأحد، كان من المفترض أن نتحرك باتجاه الاستراحة الرئاسية في منطقة برج إسلام، والتي تبعد عن القاعدة بالطريق أكثر من 40 كيلومتراً، ولكن محاولات التواصل مع أي أحد من العاملين فيها باءت بالفشل، حيث كانت جميع الهواتف التي تم الاتصال بها مغلقة، وبدأت ترد المعلومات بانسحاب القوات من الجبهة وسقوط آخر المواقع العسكرية.
وأردف بالقول "بعد الظهر، أطلعَتنا قيادة القاعدة على خطورة الموقف في محيطها، وأبلغَتنا بتعذر الخروج من القاعدة، نظراً لانتشار الفصائل المسلحة والفوضى وانسحاب الوحدات المسؤولة عن حماية القاعدة، بالإضافة إلى انقطاع الاتصال مع كافة القيادات العسكرية".
وأضاف "بعد التشاور مع روسيا، طلبت منهم تأمين انتقالنا إلى موسكو، حيث أقلعنا باتجاهها على متن طائرة عسكرية روسية، ووصلنا إليها في ليل يوم الأحد 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي".