اللاجئون الفلسطينيون في المخيمات.. عربي21 ترصد أمل العودة المتجدّد بعد سقوط الأسد
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
بمجرّد الإعلان عن "تحرير سوريا"، بدأ اللاجئون الفلسطينيون في مُختلف المخيمات يتشبّعون بأمل متجدّد في العودة إلى وطنهم.
بحسب آخر الإحصائيات لوكالة أونرو، هناك أكثر من 6 مليون لاجئ فلسطيني مسجلين في "دول الشتات"؛ يعيش حوالي 70 في المئة منهم في المخيمات في خضم ظروف توصف بـ"الصعبة"، جرّاء تهجيرهم من أراضيهم قسرا إبّان نكبة عام 1948.
تكشف "عربي21" في هذا التقرير، عن التحولات التي شهدتها المخيمات الفلسطينية في دول الشتات، من الأردن وسوريا ولبنان إلى مصر..، وكيف أثرت التطورات الجارية في سوريا في تفكير اللاجئين بخصوص مستقبلهم وحقهم في العودة؟ وما هي أبرز التخوّفات التي يواجهونها من قبيل: تهميش قضيتهم؟
من المخيمات إلى آمال العودة
نسبة اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لدى وكالة الغوث في الأردن، قد بلغت حوالي 40 في المئة من إجمالي اللاجئين الفلسطينين، فيما بلغت هذه النسبة في لبنان وسوريا حوالي 8 في المئة و10 في المئة على التوالي، وذلك وفقا لأرقام حديثة.
ولأن هناك عدد من اللاجئين غير مسجلين، فإن هذه التقديرات تمثّل الحد الأدنى فقط لعدد اللاجئين الفلسطينيين، حيث لا يشمل هذا العدد من تم تشريدهم من الفلسطينيين بعد عام 1949 حتى عشية حرب حزيران 1967. ولا يشمل أيضا كافة الفلسطينيين الذين رحلوا أو تم ترحيلهم خلال عام 1967 على خلفية الحرب آنذاك والذين لم يكونوا لاجئين أصلا.
أمل الفلسطينيين في العودة إلى وطنهم، لم يخفت يوما، لكنّه تجدّد مع فجر اليوم الأحد، جرّاء الإعلان عن تحرير سوريا، فخلق مشاعر تمزج بين الأمل والتطلّعات نحو غد أفضل، عقب سنوات من الغربة والتشريد. وهو ما ظهر في عدد من منشوراتهم التي جابت مواقع التواصل الاجتماعي.
⭕"مشتاق أرجع لبيتي ومنطقتي وحارتي".. رسالة فلسطيني للنازحين السوريين العائدين إلى منازلهم
????
نسأل من الله ان يردكم إلى وطنكم و بيوتكم
وانتم في عزة وكرامة #حرب_غزة pic.twitter.com/nXe8PJZuoQ — هدهد سبأ (@Hadoid_1) December 7, 2024
الحرب السورية ضاعفت معاناة الفلسطينيين
مع اندلاع الحرب في سوريا عام 2011، تضاعفت مأساة اللاجئين الفلسطينيين الذين يقيمون في المخيمات، والتي كانت تُعدّ ملاذًا آمنًا لهم، حيث كانوا يتمتعون بحقوق اجتماعية مميزة مقارنةً ببقية اللاجئين.
ومع تصاعد حدّة الحرب، التي دام أثرها لسنوات طوال، واجه الفلسطينيون نزوحًا قسريا إضافيًا سواء داخل سوريا أو نحو دول أخرى، ما جعلهم يفقدون أمنهم المعيشي وحملهم أيضا على المزيد من التطلع للعودة إلى وطنهم.
الصورة في الأعلى التقطت عام 2014 لفلسطينيين من مخيم اليرموك بدمشق عندما هجرهم الأسد وإيران وحزب الله من سوريا
الصورة في الأسفل التقطت اليوم 2024 أي بعد 10 سنوات وهي أيضاً لفلسطينيين لكن من مخيم جباليا بغزة يهجرهم الاحتلال الإسرائيلي
كلا سكان المخيمين اليرموك وجباليا هم أبناء… pic.twitter.com/9Du5Sf8FKH — قتيبة ياسين (@k7ybnd99) October 21, 2024
إلى ذلك، تداولت وسائل الإعلام والنشطاء، العام الماضي، خبرًا، مفاده وقف بيع العقارات للفلسطينيين في سوريا. هذا القرار استدعى ردود فعل فلسطينية واسعة، إذ قدّم اتحاد الحقوقيين الفلسطينيين في سوريا، مذكرة، لمطالبة النظام المخلوع، بالتراجع عن القرار، معتبرين إياه تهديدا مباشرًا لحقوق الفلسطينيين في سوريا.
وبموجب القانون رقم 260 لعام 1956، يُستثنى الفلسطينيون من قوانين الأجانب المقيمين في سوريا، وهو ما يضمن لهم العديد من الحقوق المدنية. فمن حيث التعليم والعمل والتجارة، كان اللاجئ الفلسطيني يعامل معاملة المواطن السوري في الكثير من الحقوق الاجتماعية، باستثناء الحقوق السياسية مثل: الانتخاب والترشح للبرلمان.
ورغم هذه الحقوق، بات الفلسطينيون يعيشون حالة من الترقب والخوف في ظل الوضع الأمني غير المستقر، الأمر الذي زاد من تواتر معاناتهم اليومية وأصبح لديهم شعور متزايد بأن العودة إلى وطنهم قد تكون الحل الوحيد لاستعادة حقوقهم وأمنهم المفقود.
لاجئو الجوار: معاناة تتحدى الحدود
معاناة اللاجئين الفلسطينيين لا تقتصر على سوريا فحسب، بل تشمل المخيمات في الدول المجاورة مثل لبنان والأردن ومصر.
في لبنان، يعاني الفلسطينيون من حرمانهم من معظم الحقوق الأساسية مثل حق العمل والحركة والتملك، ما يساهم في ارتفاع معدلات الفقر والبطالة بينهم.
يتقاسم الفلسطينيون في مخيمات اللاجئين في لبنان الماء والخبز والسكن مع إخوانهم القادمين من جنوب لبنان بسبب تعرضهم للعدوان الصهيوني الإرهابي. ???????????????? pic.twitter.com/wqaNmzjIm4 — غزة الآن - Gaza Now (@nowgnna) September 23, 2024
وفي الأردن، رغم منح الفلسطينيين الجنسية، إلا أن بعض اللاجئين الفلسطينيين من قطاع غزة لا يحصلون على نفس الحقوق، وهو ما يعمّق من معاناتهم.
أما في مصر، فقد كان اللاجئون الفلسطينيون يتمتعون بوضع قانوني خاص حتى منتصف السبعينيات، لكن تغيّر الأوضاع السياسية أدّى إلى تدهور هذا الوضع، حيث لا يعترف بهم كلاجئين تحت رعاية وكالة "أونروا"، ويُعاملون كأجانب، مما يفرض قيودًا شديدة على إمكانية العمل والإقامة.
على الرغم من اختلاف الواقع القانوني في الدول المضيفة، إلا أن جُل المخيمات فيها تتّسم بالهشاشة الاجتماعية والاقتصادية، وتجمعها هموم الاكتظاظ السكاني والبنى التحتية المهترئة، ونقص الخدمات الأساسية وتراجع المستوى الصحي والتعليمي، مع ارتفاع نسب الفقر.
أثناء زيارتي للعشرات من مخيمات اللاجئين السوريين والمستشفيات في الأردن ولبنان وتركيا من ٢٠١٢ وحتى ٢٠١٩ ، شهدت المئات من المآسي ووثقت العديد منها بكاميرتي .
…
هذا الشعب ذاق الموت والتعذيب والجوع والمرض والشتات !
…
اللهم اكتب لهم أمانا دائما وسعادة أبدية في الشام . pic.twitter.com/NZiktlOeS9 — د.محمد الكندري (@Dr_M_Alkandari) December 8, 2024 #عاجل
التصدي لمشروع تهجير الفلسطينيين داخل أو خارج أراضيهم منعا لتصفية القضية.
مصر تقيم معسكر إغاثة على مساحة 100 فدان في #خان_يونس ، معسكر الإغاثة المصري يشمل إقامة 1050 خيمة وبإعاشة كاملة .
مصر ???????? pic.twitter.com/dGBifVI4jZ — القَاَئِد*عَبْداللّه ⬛◾◾ (@alqaeed36) January 4, 2024
بين الأمل في العودة والخوف من التهميش
في ظل كافة التطورات المُتسارعة التي تعيش على إيقاعها المنطقة العربية، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في قلب كافة المخيمات يعانون جُملة من التحديات. إذ بات كثيرون منهم يشعرون بأن القضية الفلسطينية قد تم تهميشها أمام أولويات أخرى، مثل الصراعات الإقليمية والتغيرات السياسية.
هذه الأوضاع تثير قلقاً كبيراً في نفوس اللاجئين الفلسطينيين، الآملين في معانقة العودة إلى وطنهم، خاصة مع نثر فرحتهم جرّاء تحرير سوريا على حساباتهم في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الساعات القليلة الماضية.
تحرير سوريا قد يؤثّر بالنسبة لعدد من اللاجئين الفلسطينيين في "دول الشتات"، إذ يعتبر البعض أن هذا التطور يمثل بداية لتغيرات سياسية قد تسهم في تحسين أوضاعهم كما أنه يفتح لهم أفقًا جديدًا للعودة إلى وطنهم.
عرض هذا المنشور على Instagram تمت مشاركة منشور بواسطة Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
الأونروا واللاجئون الفلسطينيون: تحديات مستمرة
في ظل استمرار معاناة اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات، لا يزال دور الأمم المتحدة ووكالة الأونروا أساسيا في تقديم الدعم الإنساني للاجئين.
وعلى الرغم من كافة الجهود المبذولة، فإن "الأونروا" باتت في خضمّ حرب الإبادة الجارية على قطاع غزة المحاصر من الاحتلال الإسرائيلي، تواجه تحديات جمّة، مثل نقص التمويل، وضغوطات سياسية، ناهيك عن الاضطرابات الأمنية التي تؤثر على عملياتها في مناطق عدة.
ومع تزايد أعداد اللاجئين، باتت المطالب لتحسين استجابة المجتمع الدولي للقضية الفلسطينية، تتضاعف، سواء من خلال زيادة الدعم المادي أو تعزيز المساعدات التعليمية والصحية، خاصة في ظل الظروف المتغيرة والمتسارعة في المنطقة.
إلى ذلك باتت أصبحت المساعدات الدولية أكثر أهمية من أي وقت مضى. فيما يظل دعم المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية حجر الزاوية في مساعدة كافة اللاجئين. ما يشمل ذلك مشاريع تنموية توفر فرص عمل وتدريب مهني للاجئين، بغية التحسين من قدرتهم على التكيف في بلدان الشتات، إلى حين عودة قريبة إلى فلسطين.
معاناة اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات، تظل جزء من أمل لا يموت، في العودة إلى وطنهم الجريح. رغم الصعوبات السياسية والإنسانية التي تواجههم. وتحرير سوريا أعاد لهم معانقة الحلم.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سوريا الفلسطينيون اللاجئين الفلسطينيين تحرير سوريا غزة سوريا فلسطين غزة اللاجئين الفلسطينيين تحرير سوريا المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة اللاجئین الفلسطینیین اللاجئون الفلسطینیون العودة إلى وطنهم الفلسطینیون فی الفلسطینیین فی فی المخیمات تحریر سوریا فی العودة فی سوریا فی المئة pic twitter com
إقرأ أيضاً:
وزير مغربي سابق لـ عربي21: سقوط الأسد نقطة ضوء في ليل الشرق الطويل
قال وزير الثقافة المغربي الأسبق الكاتب والشاعر المغربي محمد الأشعري في تعليق له على التطورات المتسارعة في سوريا: "سقوط النظام السوري نقطة ضوء في الليل الطويل الذي يعيشه الشرق منذ السابع من أكتوبر والمذابح التي نظمها الكيان الصهيوني في أكبر انتقام جماعي عرفته المنطقة".
وأضاف الأشعري في تصريحات لـ "عربي21": "نعم، لا أحد يمكنه التكهن بما سيسفر عنه هذا الفجر الجديد، ولكن من حق الشعب السوري العظيم أن يتفاءل بالمستقبل ويثق في قدراته الكامنة، وفي معجزاته، ليفتح صفحة جديدة في تاريخه، صفحة الحرية والديمقراطية وتعايش الأديان والقوميات".
وفي رد على المشككين في الثورة السورية وكون ما جرى تم بمساعدة إسرائيل، قال الأشعري: "هناك أصوات ناعقة تجهر من الآن بكون سقوط النظام ليس سوى منة من منن إسرائيل التي أقبرت حماس وحزب الله وكسرت شوكة إيران وأن القادم هو خريطة شرق أوسط جديد كما خطط له الكيان الصهيوني، يجب على هولاء أن يتذكروا أن المقاومة التي تفجرت في السابع من أكتوبر هي الزلزال الكبير الذي سنعيش ارتداداته في سوريا وكل العالم العربي وحتى في كل أنحاء العالم، وأن المجازر التي ارتكبها النظام السوري في حق شعبه، والتضحيات العظيمة التي قدمها هذا الشعب لا يمكن أن تذهب هباء".
وأضاف: "من المؤكد أنها، أي التضحيات السورية، ستعرف كيف تخرج من هشاشتها وانكساراتها قوة تعيد سوريا إلى وهجها الحضاري والإنساني، ليس مطلوبا أن تتحول سوريا بين عشية وضحاها إلى ديمقراطية عظيمة، ولكن المطلوب هو الشروع عبر المصالحة الوطنية، والتفاوض العاقل بين كل الأطراف، في إرساء قواعد الدولة الجديدة، بدون عنف، ولا إقصاء ولا قهر، فقد عاشت سوريا زهاء نصف قرن في هذا المناخ".
وعن العلاقة بعناص النظام السابق في سوريا، قال الأشعري: "حتى محاكمة مجرمي النظام السابق يجب أن تتم أمام محكمة الجنايات الدولية ليساهم العالم الحر إذا كان ما يزال هناك عالم حر في التكفير عن مظالمه تجاه الشعب السوري، كل ما ينبغي لنا هو أن لا نخذل تطلعات الشعب السوري اليوم كما خذلناها بالأمس"، وفق تعبيره.
ومحمد الأشعري هو كاتب وأديب مغربي بارز، إلى جانب كونه سياسيًا شغل عدة مناصب حكومية، أبرزها وزير الثقافة والاتصال في المغرب. يُعتبر الأشعري من الأسماء الرائدة في الأدب العربي الحديث، خاصة في مجالي الشعر والرواية. نال جوائز أدبية مهمة، وكان له تأثير ملموس في الساحة الثقافية والسياسية المغربية.
درس الأشعري القانون، وبدأ حياته ناشطًا في صفوف الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، حيث كان له توجه سياسي يساري، ما انعكس لاحقًا على كتاباته التي تحمل طابعًا نقديًا وتحليليًا للأوضاع الاجتماعية والسياسية.
انخرط في العمل السياسي عبر حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وأصبح من الوجوه البارزة فيه. شغل منصب وزير الثقافة والاتصال المغربي لعدة سنوات، حيث سعى لتطوير المشهد الثقافي ودعم الفنانين والمبدعين في المغرب. وكان له تأثير في إصلاح المؤسسات الثقافية وتطوير العمل الثقافي في المغرب، خصوصًا في دعم الكتاب والنشر وتنظيم المعارض الثقافية.
وفجر أمس الأحد، دخلت فصائل المعارضة السورية العاصمة دمشق وسيطرت عليها مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكام نظام حزب البعث الدموي و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
وبدأت معارك بين قوات النظام السوري وفصائل معارضة، في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، في الريف الغربي لمحافظة حلب، وسيطرت الفصائل مدينة حلب ومحافظة إدلب، ثم مدن حماة ودرعا والسويداء وحمص وأخيرا دمشق.
ومساء الأحد، كشفت وكالة الأنباء الروسية "تاس"، أن بشار الأسد، الذي حكم سوريا منذ يوليو/ تموز 2000 خلفا لوالده حافظ، وصل مع عائلته إلى العاصمة الروسية موسكو وتم منحهم حق اللجوء.
إقرأ أيضا: مفكّر لـ"عربي21": سقوط الأسد نهاية حقبة سوداء و"إسرائيل" مركز الطغيان