سقوط الأسد ومصير الجنود.. هذه توجهات العراق مع تحولات سوريا
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
بغداد- بسقوط نظام بشار الأسد، تثار العديد من التساؤلات حول مستقبل سوريا وتأثير هذه التطورات على دول الجوار، ولا سيما العراق، الذي يعاني من آثار حروب طويلة وتحديات أمنية وتجارب سابقة مع الجماعات المسلحة، حيث يجد نفسه أمام تحديات جديدة في ظل هذه المتغيرات الإقليمية.
ووصف رئيس مجلس الوزراء العراقي الأسبق حيدر العبادي في تدوينة على موقع "إكس" ما جرى بأنه "يوم جديد في سوريا، نأمل أن يكون يوم وحدة وحرية وعدالة وسلام لشعبها"، مضيفا أنه قال سابقا، ويعيد اليوم "كما لا يمكن للاستبداد أن يستمر، فلا يمكن للإرهاب أو الفوضى أو الاحتراب أن ينجح".
يوم جديد في سوريا.. نأمل أن يكون يوم وحدة وحرية وعدالة وسلام لشعبها.
قلت سابقاً، وأعيد اليوم: كما لا يمكن للإستبداد أن يستمر، فلا يمكن للإرهاب أو الفوضى أو الاحتراب أن ينجح.
كلي أمل أن نشهد سوريا موحدة وآمنة ومتصالحة مع نفسها والعالم.
بين العراق وسوريا مشتركات هائلة يمكن…
— Haider Al-Abadi حيدر العبادي (@HaiderAlAbadi) December 8, 2024
من جانبه، رأى رئيس مجلس الوزراء الأسبق عادل عبد المهدي، أن "الهجوم المضاد" في سوريا حقق أول نجاحاته، محذرا من تداعيات خطيرة. كما دعا رئيس مجلس النواب الأسبق أسامة النجيفي إلى أن تكون هذه المرحلة "بعيدة عن الدم والانتقام وتدوير الصراعات، خدمة لبناء دولة متحضرة يستحقها الشعب السوري بقوميّاته وطوائفه كافة".
نهنئ الشعب السوري الشقيق بانتصار ارادته على طريق بناء دولة حرة مستقلة ذات حكم رشيد ، ونأمل أن تكون هذه المرحلة بعيدة عن الدم والانتقام وتدوير الصراعات خدمة لبناء دولة متحضرة يستحقها الشعب السوري بقومياته وطوائفه كافة ،
— Osama Al-Nujaifi (@Osama_Alnujaifi) December 8, 2024
إعلان أمر واقعيقول أستاذ العلوم السياسية إياد العنبر، إن العراق مستعد لتطورات الأحداث في سوريا بعد سقوط نظام الأسد على المستوى الشعبي والسياسي وحتى الدولي، مشددا على أن ما يحدث في سوريا الآن هو تطور وشأن داخلي.
وقال العنبر في حديثه للجزيرة نت، إن الوضع في سوريا حاليا يمر بمرحلة انتقالية تحتاج إلى مزيد من الوقت لترتيب الأوراق الداخلية، مشيرا إلى أن المعطيات على الأرض لا تشير إلى أي تطورات قد تتجاوز حدود سوريا، وأن الانشغال بهذا الموضوع ربما يكون نوعا من المخاوف غير المبررة أو لغايات سياسية.
وأكد أن الجميع سينتظرون المعطيات الجديدة والوجه الجديد للسلطة في سوريا، وأن هناك مرحلة انتقالية قد تشهد ترتيبات جديدة للوضع فيها، لافتا إلى أن الاعتراف بالسلطة الجديدة هو أمر متوقع، وأن العراق لا يمكن أن يبقى خارج هذه الاعترافات.
وبين أن "وصف الجماعات المسلحة في سوريا بالإرهابية كان مناسبا في مرحلة سابقة، ولكن مع التطورات الحالية قد يكون هناك إعادة تقييم لهذه التصنيفات"، مشيرا إلى أن هناك محاولات لبناء مشروع سياسي جديد في سوريا لا يستبعد القوى التقليدية، وأن هذا المشروع يرتبط بضرورة تحقيق العدالة الانتقالية.
وبشأن مصير الجنود السوريين الذين سلموا أنفسهم للعراق، أوضح العنبر أن تنظيم أوضاع هؤلاء الأشخاص ومستقبلهم يقع ضمن إطار مشروع العدالة الانتقالية في سوريا، بما يتوافق مع القانون الدولي، وبالتالي، فإن رغبتهم بالعودة إلى بلادهم أو طلب اللجوء في مكان آخر هو قرار شخصي يتعلق بهم، ولا يمكن للعراق أن يجبرهم على اتخاذ قرار معين.
وأكد أن تحديد مصيرهم النهائي مرتبط بالوضع العام في سوريا. وبناء على الأعراف الدولية والقانون الإنساني الدولي، فإن العراق يقوم بتنظيم أوضاعهم بشكل مؤقت، لحين الوصول إلى حل نهائي لمسألة لجوئهم أو عودتهم.
إعلانيذكر أن السلطات العراقية سمحت مساء السبت 7 ديسمبر/كانون الأول الحالي، بدخول أكثر من ألف جندي فروا إلى العراق عن طريق معبر القائم الحدودي، الذي قامت بإغلاقه في وقت لاحق من اليوم نفسه، بحسب الوكالة العراقية الرسمية، التي نقلت عن مصدر أمني رفيع قوله إنه "تم استقبال الجنود وقُدمت لهم الرعاية اللازمة وتلبية احتياجاتهم".
تأمين الحدودوأكد القيادي بالحشد العشائري قطر العبيدي أن الجنود السوريين الذين عبروا الحدود إلى العراق يتمتعون بحرية الاختيار بين العودة الطوعية إلى بلادهم وطلب اللجوء في العراق.
وأوضح العبيدي في حديث للجزيرة نت، أن القوات العراقية استقبلت أكثر من 4 آلاف جندي سوري، تم تسجيلهم وتسليمهم إلى السلطات المختصة مع أسلحتهم ومركباتهم، مشيرا إلى أن هؤلاء الجنود انسحبوا من مناطق سيطرة النظام السوري في حمص ودير الزور، وتوجهوا نحو الحدود العراقية.
وأضاف أن الحكومة العراقية ووزارة الهجرة قد وفرتا لهم كافة الاحتياجات الأساسية من مأوى وطعام، وأنهم سيتم نقلهم إلى قضاء الرطبة، مؤكدا على حق هؤلاء الجنود باختيار مستقبلهم، سواء بالعودة إلى سوريا أو البقاء في العراق كلاجئين.
وأشار العبيدي إلى أن الأوضاع على الحدود العراقية السورية مستقرة تمامًا، وأن القوات العراقية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) تعملان بشكل مشترك لتأمين الحدود ومنع أي اختراقات، مشددا على أن هذه الإجراءات الأمنية المشددة قد قضت على الفوضى التي كانت سائدة على الحدود سابقًا، والتي كانت تسمح بانتقال المسلحين و"الإرهابيين" بحرية بين البلدين.
وزراء خارجية العراق وإيران وسوريا اجتمعوا قبل يومين من سقوط النظام السوري (الجزيرة) دعوة للحذرواعتبر عضو لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان العراقي، النائب مختار الموسوي، أن سقوط النظام السوري ترك فراغًا إستراتيجيًا في المنطقة، "خاصة وأن سوريا كانت تعتبر جسرا رئيسيًا بين العراق والدول الأعداء أو الأصدقاء" حسب قوله.
إعلانوأشار الموسوي في حديث للجزيرة نت، إلى ضرورة التعامل بحذر مع الجماعات التي أسقطت النظام، مشددا على أهمية التنسيق مع الحلفاء الإقليميين والدوليين لتقييم الموقف واتخاذ القرارات المناسبة.
كما حذر من أن هذه الجماعات "لا تمثل المعارضة السورية الحقيقية، وأكثرهم لا يتكلمون اللغة العربية، بل هي أدوات بيد قوى خارجية تسعى إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة" على حد تقديره.
وبشأن وجود الجنود السوريين في العراق، أكد النائب أنهم ضيوف مؤقتون إلى حين استقرار الأوضاع في بلادهم، مشيرًا إلى أن التعامل معهم يتم وفقًا للقوانين الدولية والإنسانية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات فی سوریا ا إلى أن لا یمکن
إقرأ أيضاً:
انباء متواترة عن وجود ماهر الأسد في العراق لكن.. لا تأكيدات حتى اللحظة
بغداد اليوم - بغداد
كشف مصدر مطلع، اليوم الأربعاء (11 كانون الأول 2024)، عن حقيقة وجود شقيق الرئيس السوري السابق وقائد الحرس الجمهوري ماهر الأسد في العراق.
وقال المصدر في حديث لـ"بغداد اليوم"، إنه" ليس هناك أي معلومة مؤكدة بان شقيق رئيس النظام السوري السابق ماهر الأسد موجود في العراق أو لا".
وأضاف، ان" العراق لم يصل اليه أي من أركان النظام السوري السابق على صعيد القيادات النخبوية او السياسية وصولا الى العسكرية ومنهم ماهر الأسد الذي يتولى قيادة اهم الفرق العسكرية في دمشق وهي الفرقة الرابعة".
وأشار المصدر إلى، أن" بغداد استقبلت المئات من الجنود البسطاء مع ضباط برتبة محددة في القائم قبل ايام وتم نقلهم الى مواقع امنة وفق مبدأ انساني بحت بعدما طالبوا بالحماية عقب الاحداث المتسارعة، لافتا الى انهم حاليا بدون أسلحة وتم تدوين كل المعلومات الخاصة بهم وفق الإجراءات الحكومية".
وتواترت انباء عن وجود "ماهر الأسد" في العراق، حتى ان البعض حذر من تواجده في البلاد وخطورته على كل من بغداد ودمشق في المرحلة التالية لما بعد سقوط نظام الأسد.
يذكر أن السلطات العراقية سمحت مساء السبت 7 ديسمبر/كانون الأول الحالي، بدخول الاف الجنود والضباط السوريين الذين فروا إلى العراق عن طريق معبر القائم الحدودي، الذي قامت بإغلاقه في وقت لاحق من اليوم نفسه".
وقالت مصادر عراقية محلية إن قوات النظام وأفرعه الأمنية في البو كمال انسحبت مع معداتها وسلّمت نفسها للجيش العراقي يوم السبت الماضي.
وحسب مسؤولين محليين ومصادر أمنية سمحت السلطات العراقية بدخول مئات الجنود السوريين الفارين من الجبهة إلى العراق عن طريق معبر القائم الحدودي.
ووفقا لمسؤول أمني عراقي فإن عدد الجنود السوريين الذين دخلوا العراق "بلغ 2000 من عناصر بين ضابط وجندي"، لافتا إلى أن "دخولهم جاء بالاتفاق مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وبموافقة القائد العام للقوات المسلحة" رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني.
وكان المتحدث باسم الحكومة العراقية باسم العوادي قد أكد الأحد الماضي أن بغداد لا تسعى إلى التدخل العسكري في سوريا، لكنه وصف تقسيم سوريا بأنه "خط أحمر"، موضحا أن أمن سوريا القومي يؤثر على العراق.
وبينما وصفت بغداد ما يحصل بسوريا بـ"المعقد"، أكد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، أمس ضرورة "حماية" الأراضي العراقية وإبعاد بلده "عن أي هجمات إرهابية".