بغداد- بسقوط نظام بشار الأسد، تثار العديد من التساؤلات حول مستقبل سوريا وتأثير هذه التطورات على دول الجوار، ولا سيما العراق، الذي يعاني من آثار حروب طويلة وتحديات أمنية وتجارب سابقة مع الجماعات المسلحة، حيث يجد نفسه أمام تحديات جديدة في ظل هذه المتغيرات الإقليمية.

ووصف رئيس مجلس الوزراء العراقي الأسبق حيدر العبادي في تدوينة على موقع "إكس" ما جرى بأنه "يوم جديد في سوريا، نأمل أن يكون يوم وحدة وحرية وعدالة وسلام لشعبها"، مضيفا أنه قال سابقا، ويعيد اليوم "كما لا يمكن للاستبداد أن يستمر، فلا يمكن للإرهاب أو الفوضى أو الاحتراب أن ينجح".

يوم جديد في سوريا.. نأمل أن يكون يوم وحدة وحرية وعدالة وسلام لشعبها.

قلت سابقاً، وأعيد اليوم: كما لا يمكن للإستبداد أن يستمر، فلا يمكن للإرهاب أو الفوضى أو الاحتراب أن ينجح.

كلي أمل أن نشهد سوريا موحدة وآمنة ومتصالحة مع نفسها والعالم.

بين العراق وسوريا مشتركات هائلة يمكن…

— Haider Al-Abadi حيدر العبادي (@HaiderAlAbadi) December 8, 2024

 

من جانبه، رأى رئيس مجلس الوزراء الأسبق عادل عبد المهدي، أن "الهجوم المضاد" في سوريا حقق أول نجاحاته، محذرا من تداعيات خطيرة. كما دعا رئيس مجلس النواب الأسبق أسامة النجيفي إلى أن تكون هذه المرحلة "بعيدة عن الدم والانتقام وتدوير الصراعات، خدمة لبناء دولة متحضرة يستحقها الشعب السوري بقوميّاته وطوائفه كافة".

نهنئ الشعب السوري الشقيق بانتصار ارادته على طريق بناء دولة حرة مستقلة ذات حكم رشيد ، ونأمل أن تكون هذه المرحلة بعيدة عن الدم والانتقام وتدوير الصراعات خدمة لبناء دولة متحضرة يستحقها الشعب السوري بقومياته وطوائفه كافة ،

— Osama Al-Nujaifi (@Osama_Alnujaifi) December 8, 2024

إعلان أمر واقع

يقول أستاذ العلوم السياسية إياد العنبر، إن العراق مستعد لتطورات الأحداث في سوريا بعد سقوط نظام الأسد على المستوى الشعبي والسياسي وحتى الدولي، مشددا على أن ما يحدث في سوريا الآن هو تطور وشأن داخلي.

وقال العنبر في حديثه للجزيرة نت، إن الوضع في سوريا حاليا يمر بمرحلة انتقالية تحتاج إلى مزيد من الوقت لترتيب الأوراق الداخلية، مشيرا إلى أن المعطيات على الأرض لا تشير إلى أي تطورات قد تتجاوز حدود سوريا، وأن الانشغال بهذا الموضوع ربما يكون نوعا من المخاوف غير المبررة أو لغايات سياسية.

وأكد أن الجميع سينتظرون المعطيات الجديدة والوجه الجديد للسلطة في سوريا، وأن هناك مرحلة انتقالية قد تشهد ترتيبات جديدة للوضع فيها، لافتا إلى أن الاعتراف بالسلطة الجديدة هو أمر متوقع، وأن العراق لا يمكن أن يبقى خارج هذه الاعترافات.

وبين أن "وصف الجماعات المسلحة في سوريا بالإرهابية كان مناسبا في مرحلة سابقة، ولكن مع التطورات الحالية قد يكون هناك إعادة تقييم لهذه التصنيفات"، مشيرا إلى أن هناك محاولات لبناء مشروع سياسي جديد في سوريا لا يستبعد القوى التقليدية، وأن هذا المشروع يرتبط بضرورة تحقيق العدالة الانتقالية.

وبشأن مصير الجنود السوريين الذين سلموا أنفسهم للعراق، أوضح العنبر أن تنظيم أوضاع هؤلاء الأشخاص ومستقبلهم يقع ضمن إطار مشروع العدالة الانتقالية في سوريا، بما يتوافق مع القانون الدولي، وبالتالي، فإن رغبتهم بالعودة إلى بلادهم أو طلب اللجوء في مكان آخر هو قرار شخصي يتعلق بهم، ولا يمكن للعراق أن يجبرهم على اتخاذ قرار معين.

وأكد أن تحديد مصيرهم النهائي مرتبط بالوضع العام في سوريا. وبناء على الأعراف الدولية والقانون الإنساني الدولي، فإن العراق يقوم بتنظيم أوضاعهم بشكل مؤقت، لحين الوصول إلى حل نهائي لمسألة لجوئهم أو عودتهم.

إعلان

يذكر أن السلطات العراقية سمحت مساء السبت 7 ديسمبر/كانون الأول الحالي، بدخول أكثر من ألف جندي فروا إلى العراق عن طريق معبر القائم الحدودي، الذي قامت بإغلاقه في وقت لاحق من اليوم نفسه، بحسب الوكالة العراقية الرسمية، التي نقلت عن مصدر أمني رفيع قوله إنه "تم استقبال الجنود وقُدمت لهم الرعاية اللازمة وتلبية احتياجاتهم".

تأمين الحدود

وأكد القيادي بالحشد العشائري قطر العبيدي أن الجنود السوريين الذين عبروا الحدود إلى العراق يتمتعون بحرية الاختيار بين العودة الطوعية إلى بلادهم وطلب اللجوء في العراق.

وأوضح العبيدي في حديث للجزيرة نت، أن القوات العراقية استقبلت أكثر من 4 آلاف جندي سوري، تم تسجيلهم وتسليمهم إلى السلطات المختصة مع أسلحتهم ومركباتهم، مشيرا إلى أن هؤلاء الجنود انسحبوا من مناطق سيطرة النظام السوري في حمص ودير الزور، وتوجهوا نحو الحدود العراقية.

وأضاف أن الحكومة العراقية ووزارة الهجرة قد وفرتا لهم كافة الاحتياجات الأساسية من مأوى وطعام، وأنهم سيتم نقلهم إلى قضاء الرطبة، مؤكدا على حق هؤلاء الجنود باختيار مستقبلهم، سواء بالعودة إلى سوريا أو البقاء في العراق كلاجئين.

وأشار العبيدي إلى أن الأوضاع على الحدود العراقية السورية مستقرة تمامًا، وأن القوات العراقية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) تعملان بشكل مشترك لتأمين الحدود ومنع أي اختراقات، مشددا على أن هذه الإجراءات الأمنية المشددة قد قضت على الفوضى التي كانت سائدة على الحدود سابقًا، والتي كانت تسمح بانتقال المسلحين و"الإرهابيين" بحرية بين البلدين.

وزراء خارجية العراق وإيران وسوريا اجتمعوا قبل يومين من سقوط النظام السوري (الجزيرة) دعوة للحذر

واعتبر عضو لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان العراقي، النائب مختار الموسوي، أن سقوط النظام السوري ترك فراغًا إستراتيجيًا في المنطقة، "خاصة وأن سوريا كانت تعتبر جسرا رئيسيًا بين العراق والدول الأعداء أو الأصدقاء" حسب قوله.

إعلان

وأشار الموسوي في حديث للجزيرة نت، إلى ضرورة التعامل بحذر مع الجماعات التي أسقطت النظام، مشددا على أهمية التنسيق مع الحلفاء الإقليميين والدوليين لتقييم الموقف واتخاذ القرارات المناسبة.

كما حذر من أن هذه الجماعات "لا تمثل المعارضة السورية الحقيقية، وأكثرهم لا يتكلمون اللغة العربية، بل هي أدوات بيد قوى خارجية تسعى إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة" على حد تقديره.

وبشأن وجود الجنود السوريين في العراق، أكد النائب أنهم ضيوف مؤقتون إلى حين استقرار الأوضاع في بلادهم، مشيرًا إلى أن التعامل معهم يتم وفقًا للقوانين الدولية والإنسانية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات فی سوریا ا إلى أن لا یمکن

إقرأ أيضاً:

الشرع: آلاف المتطوعين ينضمون إلى الجيش السوري الجديد بعد الإطاحة بـ"نظام الأسد"

أفاد الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع في تصريحات له يوم الإثنين، أن الجيش السوري يشهد إقبالاً كبيراً من المتطوعين في أعقاب الإطاحة بنظام الرئيس السابق بشار الأسد وحل الجيش والأجهزة الأمنية التابعة له.

اعلان

وفي حديثه عبر مدونة صوتية (بودكاست) مع أليستر كامبل، المتحدث السابق باسم رئيس الوزراء البريطاني توني بلير، والوزير البريطاني السابق روري ستيورات، أكد الشرع أن التجنيد في الجيش السوري يتم بشكل طوعي، موضحاً أن آلاف الأشخاص انضموا إلى صفوف الجيش.

وأضاف رجل دمشق أن التجنيد الإجباري، الذي فرضه النظام السابق منذ بداية الحرب الأهلية في عام 2011، كان أحد أكبر المخاوف التي دفعت العديد من الشباب إلى الهروب من البلاد.

مجندون في قوات الشرطة التابعة للحكومة السورية المؤقتة خلال دورة تدريبية وتخرج في كلية الشرطة في دمشق، سوريا، الثلاثاء 14 يناير/كانون الثاني 2025APRelatedالاتحاد الأوروبي نحو "تعليق" العقوبات عن سوريا.. وكايا تؤكد: "خطوة تتبعها خطوة"سوريا: الحكومة الانتقالية تدرب الشرطة وفق الشريعة الإسلامية وسط جدل داخلي وتحفظات دوليةقاعدة عسكرية تركية وسط سوريا.. أنقرة ستوسع حضورها العسكري في دمشق باتفاقية دفاعية مشتركة مع الشرعمن قائد "تنظيم إرهابي" إلى رئيس انتقالي.. احتفالات في دمشق بعد تعيين الشرع رئيساً لسوريا

في خطوة أخرى، أوضح الشرع أن الإدارة السورية، التي تولت السلطة منذ 29 يناير الماضي، اتخذت قرارات حاسمة، أبرزها حل جميع الفصائل المعارضة المسلحة، فضلاً عن تفكيك الجيش والأجهزة الأمنية المرتبطة بالنظام السابق.

وقد تلا هذه القرارات فتح مراكز لتسوية أوضاع الجنود الذين تم فصلهم من الخدمة العسكرية، بهدف تنظيم وتوحيد صفوف الجيش.

مجندون في قوات الشرطة التابعة للحكومة السورية المؤقتة يحملون أسلحتهم خلال دورة تدريبية وتخرج في كلية الشرطة في دمشق، سوريا، الثلاثاء 14 يناير/كانون الثاني 2025APأكراد سوريا بعد الأسد

على الصعيد السياسي، تحدث الشرع عن المفاوضات الجارية مع القوات الكردية، التي تسيطر على مناطق شاسعة في شمال شرق سوريا، موضحاً أن الحكومة السورية ترفض أي شكل من أشكال التقسيم الفيدرالي للبلاد، في وقت تقوم فيه السلطات السورية بالبحث في سبل دمج هذه القوات في الهيكلية العسكرية الجديدة.

مجندون في قوات الشرطة التابعة للحكومة السورية المؤقتة خلال دورة تدريبية وتخرج في كلية الشرطة في دمشق، سوريا، الثلاثاء 14 يناير/كانون الثاني 2025APملف العقوبات

وفي ختام تصريحاته، طالب الشرع برفع العقوبات الغربية المفروضة على سوريا، مؤكداً أن هناك توافقاً بين زوار دمشق على ضرورة إلغاء هذه العقوبات.

وأشار إلى أن التحديات الأمنية التي تواجهها البلاد تتطلب بشكل عاجل تحقيق التنمية الاقتصادية، والتي اعتبرها الشرع الحل الأساسي لضمان الاستقرار في سوريا، مشيراً إلى أن غياب النمو الاقتصادي قد يؤدي إلى المزيد من الفوضى الأمنية.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية هل تخلت واشنطن عن محاربة داعش؟ حديث عن نهاية وشيكة للوجود العسكري الأمريكي في سوريا الشرع يدعو أردوغان لزيارة سوريا في أقرب وقت ويقول "الدم السوري اختلط بالدم التركي في معارك التحرير" إليكم أبرز الرؤساء العرب الذين هنأوا الشرع على توليه رئاسة سوريا سورياتدريب ـ تمرينشرطةأبو محمد الجولاني محمد البشير اعلاناخترنا لكيعرض الآنNextعاجل. أبو عبيدة: تأجيل الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين يوم السبت المقبل حتى تلتزم إسرائيل ببنود الاتفاق يعرض الآنNext حواجز جديدة وقيود مشددة: معاناة الفلسطينيين في الضفة الغربية تتفاقم بعد هدنة غزة يعرض الآنNext بسبب تهديدات واشنطن وحلفائها.. كيم جونغ أون يتوعد بتوسيع البرنامج النووي لكوريا الشمالية يعرض الآنNext باستخدام الذكاء الاصطناعي.. محتالون يستنسخون صوت وزير الدفاع الإيطالي لطلب فدية يعرض الآنNext مقتل طفلة طعنًا في مدرسة بكوريا الجنوبية والشرطة تحقق في الحادث اعلانالاكثر قراءة زلزال قوي بقوة 7.6 درجة يضرب البحر الكاريبي وتحذيرات من" تسونامي" في عدة دول فيديو: جنازة مهيبة للآغا خان الرابع في لشبونة بحضور قادة عالميين أردوغان يرى أنه لا داعي لبحث خطة ترامب عن غزة أو أخذها على محمل الجد جوائز غرامي 2025: إطلالة بيانكا سينسوري تثير الاستهجان وانتقادات لقبعة جادن سميث "لم تكن لتفعل ذلك دون موافقتي"… كانييه ويست يشعل الغضب بكراهية النساء وتمجيد هتلر ومعاداة السامية اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومدونالد ترامبإسرائيلروسياالصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزةبنيامين نتنياهوسورياأوكرانياالاتحاد الأوروبيالأكرادقسد - قوات سوريا الديمقراطيةوقاية من الأمراضالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • آلاف الإيرانيين يتوافدون إلى الحدود العراقية (صور)
  • الداخلية العراقية ترد على اتهامات منح الإقامة لضباط نظام الأسد
  • الداخلية العراقية تنفي منح الإقامة المؤقتة لقادة الجيش السوري السابق
  • 34,690 سوريا غادروا الأردن منذ سقوط نظام الأسد
  • حرس الحدود السوري ينشر قواته على الحدود مع لبنان
  • من ضمنها لبنان.. إليكم عدد النازحين العائدين إلى سوريا بعد سقوط الأسد
  • الشرع: آلاف المتطوعين ينضمون إلى الجيش السوري الجديد بعد الإطاحة بـ"نظام الأسد"
  • بعد سقوط الأسد.. الألغام إرث الموت يهدد حياة السوريين (خاص بشفق نيوز)
  • الداخلية:الحدود العراقية السورية مؤمنة 100%
  • كيف تبدو أسعار العقارات في سوريا بعد سقوط نظام الأسد؟