قال اللواء دكتور سمير فرج، المفكر الاستراتيجي، أن سوريا دخلت بالفعل في مرحلة جديدة، حيث يتم الآن السعي لتحديد من سيتولى السلطة خلال المرحلة الانتقالية التي من المتوقع أن تستمر من 6 إلى 8 أشهر، كما ان هذا التحول يأتي وسط صراع بين المجموعات المختلفة التي كانت تسيطر على الأرض، وبينها مجموعات معارضة وفصائل مسلحة أبرزها "هيئة تحرير الشام" بقيادة محمد الجولاني، الذي حاول تحسين صورته مؤخراً بتغيير مظهره.

وأضاف فرج، خلال مداخلة هاتفية، لـ «برنامج مصر جديدة»، مع الإعلامية إنجي أنور، المذاع على قناة etc، أن التحديات التي قد تواجه المرحلة المقبلة، حيث يثار سؤال حول من سيقود سوريا خلال الفترة الانتقالية، خاصة مع وجود شخصيات مثيرة للجدل مثل الجولاني، الذي تضعه الولايات المتحدة على قائمة الإرهاب، وعليه مكافأة ضخمة قدرها عشرة ملايين دولار، كما أنه هناك قوى إقليمية ودولية قد تضع عقبات أمام أي محاولة لتسليط الضوء على هذه الشخصيات، كما أن المرحلة القادمة ستشهد صراعًا على النفوذ بين مختلف الأطراف، بما في ذلك الجيش السوري، الذي يواجه تحديات كبيرة بعد سنوات من النزاع، والجيش السوري قد يواجه صعوبة في استعادة قوته بسبب ضعف الروح المعنوية والموارد المحدودة، فالوضع الكردي في سوريا، حيث قد يسعى الأكراد إلى الاستقلال أو تكوين دولة خاصة بهم، مما قد يزيد من تعقيد المشهد.

وأوضح فرج، انه هناك تساؤلات حول مصير القوات الروسية والأمريكية، بالإضافة إلى المليشيات الإيرانية وحزب الله، كما أن الصراع على السلطة في سوريا قد يمتد إلى ما هو أبعد من حدودها، ليؤثر على الاستقرار الإقليمي، كما من المرجح أن تشهد سوريا تفككاً في الفترة المقبلة إذا لم يتم التوصل إلى تسوية شاملة.

واستكمل فرج، ان التفكك المحتمل الذي قد تشهده البلاد في الفترة المقبلة، في ظل التوترات الطائفية والعرقية القائمة بين العلويين، الشيعة، الأكراد، والسنة، كما ان الأكراد الذين يسيطرون على نحو 25% من الأراضي السورية، سيكون لهم دور محوري في المرحلة القادمة، مما يعقد الوضع في ظل الدعم الأمريكي لهم، فالتحديات التي قد تواجه أي إدارة جديدة في سوريا، بما في ذلك كيفية التعامل مع الأكراد، الذين يتلقون الدعم الأمريكي، واحتمالية التصعيد العسكري بين الأطراف المختلفة.

واضاف فرج، ان التوترات الإسرائيلية السورية، حيث أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن انهيار اتفاقية فض الاشتباك مع سوريا بعد حرب أكتوبر، وما تبعها من ضم مرتفعات الجولان إلى إسرائيل، كما أن هذه الخطوة تمثل مكسبًا استراتيجيًا كبيرًا لإسرائيل، في الوقت الذي يبقى فيه الوضع العسكري في سوريا غامضًا.

وأكد فرج على أهمية القوة العسكرية للدول في الحفاظ على استقرارها، فضعف الجيش السوري أدى إلى انهيار الدولة السورية، كما ان الجيش المصري في المنطقة مهم كونه أحد القوى العسكرية الرئيسية التي تساهم في الحفاظ على الأمن الإقليمي، فلابد من دعم القوات المسلحة المصرية لضمان الاستقرار الداخلي والخارجي.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: سوريا الجيش السوري سمير فرج القوات الروسية الأرض المزيد المزيد فی سوریا کما أن

إقرأ أيضاً:

سوريا... صفقات دولية وملفات عالقة في قلب الصراع الممتد

سأسرد في سطور قليلة مستجدات الأوضاع في سوريا وما آلت إليه خاصة بعد سقوط الأسد، وذلك لأني أتصور اننا بحاجة لتفنيد الأوراق ولجمع المشاهد التي تبدو ولو لحظة متناثرة؛ لعل تتضح الرؤية ونستطيع قراءة دقيقة وحقيقية لمسار الاحداث وشكل المنطقة حتى نتمكن- دول المنطقة-من التعامل مع المجريات السريعة والمتتالية بشكل أكثر احترافية. وبالتالي ستركز هذه المقالة على تجميع المشاهد التي تبدو ولو لحظة متناثرة، وذلك انطلاقا من الإجابة علي تساؤلات عديدة، أولها ماذا حدث في سوريا؟ وما حجم تأثير ذلك على مجريات الأمور علي المستوي الإقليمي والدولي؟ أطاحت فصائل المعارضة في سوريا بالرئيس بشار الأسد بعد هجوم خاطف، حيث شهد انتزاع مدن كبرى من أيدي النظام في أقل من أسبوعين، وذلك علي خلفية احتدام الصراع بين النظام وفصائل المعارضة في شمال غرب سوريا لتتجه بداية إلي حماة لتسيطر علي 18 قرية منها صوران وحماة الامام ومعردس. ومن ثم، فالوضع في سوريا قد تطور بصورة دراماتيكية وذلك فوراً بعد اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، حيث استغلت اسرائيل هشاشة الأوضاع في الداخل لتأجيج الاقتتال، وسقوط النظام للتوسع، وهو ما أعلنته القيادة السياسية الإسرائيلية كونها تدرس إمكانية تعميق سيطرة الجيش الإسرائيلي داخل الجولان السوري، بهدف منع تسلل قوات المعارضة المسلحة إلى المنطقة، بدعوي ما نتج عن سقوط النظام السوري من فراغ أمني على الحدود الشمالية الشرقية لإسرائيل وبالنظر إلى الفترة الانتقالية في النظام الدولي، والطبيعة الفوضوية له، والبيئة الفوضوية في الشرق الأوسط، والتهديدات المتزايدة باستمرار من جانب إسرائيل، فإن إيران قد تبنت إستراتيجية الردع الكامن، إذ أن فصائل المعارضة حققت هذا التقدم علي خلفية انسحاب قوات النظام والميليشيات الموالية لها والمدعومة من إيران من مواقعها ولا سيما من بلدتي النبل والزهراء بمنطقة سراقب من دون قتال وبعد مناوشات محدودة، وأعلن الجيش السوري أن الانسحابات جاءت كإعادة للتموضع واستعداداً لتنفيذ هجوم مضاد بعدما قتل العشرات جراء الهجمات. وعند استذكار الأوضاع التي شهدتها سوريا طوال فترة الثورة، فأن البلدتين ذو الاغلبية الشيعية لم تسقط وظلت تسعي فصائل الميليشيات الإيرانية للوصول إليهما ومنع سقوطهما وهو عكس ما حدث في الصراع الحالي حيث انسحبت في عملية أشبه بالفرار والإخلاء من دون أي قتال يذكر، خاصة أن عدد القتلى في هذين اليومين بلغ نحو 350 فقط وهو ما يعطي مؤشر واضح إلى عدم وجود قتال حقيقي لاجتياح مساحات واسعة بهذه الصورة، ومن ثم هناك عمليات فرار من قبل قوات النظام والميليشيات الإيرانية. ومع سقوط الأسد وهروبه، يٌطرح التساؤل عن سبب عدم مشاركة إيران والفصائل المؤيدة لها في معركة النظام السوري مع المعارضة المسلحة ومن ثم فعلي الأرجح هناك صفقة تتعلق بالبرنامج النووي. ففي نوفمبر 2024 التقي وزير الخارجية الإيراني مع عباس عراقجي مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وقد بدا اللقاء كجولة حسم ترسم مسار التعاون النووي ولاسيما أن عام 2025 سيكون نقطة فاصلة في تحديد مسار الملف النووي الإيراني، خاصة مع اقتراب موعد رفع العقوبات الدولية المفروضة على طهران في أكتوبر 2025 أما فيما يخص الجانب الروسي، لعل تدخل سلاح الجو الروسي بصورة محدودة جداً وسحب روسيا سفنها من قاعدة طرطوس في سوريا، والذي تم رصده خلال الأقمار الصناعية، اثار أيضا العديد من التساؤلات في ضوء عدد من المؤشرات أبرزها زيارة الرئيس بوتين إلي القاعدة في 2020. ألا أنه ومن المؤكد إن قوات الرئيس بوتين قد تحول تركيزها نحو الجبهة الأوكرانية بعد أن قامت بغزو الأخيرة في فبراير ٢٠٢٢، فلم تعد سوريا في هذا السياق الزمني تمثل أولوية استراتيجية للجانب الروسي، وفي هذا الإطار لا يمكن إغفال اللقاء الثلاثي بين دونالد ترامب في أول زيارة خارجية له منذ فوزه في الانتخابات وماكرون وزيلينسكي والذي صرح بضرورة أن تنتهي هذه الحرب في أقرب وقت وبطريقة عادلة وهو ما آثار العديد من التأويلات وينذر بأن هناك اتفاق ما متعلق بالتفاعلات الدائرة في الحرب الروسية- الأوكرانية ، خاصة بعد وصول ترامب إلي البيض الأبيض. ختاماً، تتضح اشتباكية الملفات التفاوضية سواء علي المستوي الإقليمي او الدولي، ومن ثم لا يمكن قراءة حدث بمعزل عن الأخر وان ما حدث في سوريا هو نتاج تفاعلات علي أصعدة مختلفة، تتداخل فيها العوامل السياسية والاقتصادية وفي نظري يُظهر الصراع السوري، كيف تداخلت المصالح والأهداف، مما يستدعي منا التفكير بنمط أكثر عمقاً وشمولية في التحديات التي تواجه الإقليم العربي اليوم !

مقالات مشابهة

  • مركز أبحاث أمريكي: ما التحديات التي ستواجه ترامب في اليمن وما الذي ينبغي فعله إزاء الحوثيين؟ (ترجمة خاصة)
  • سوريا خارج معادلات الصراع العربي الصهيوني
  • بعد 13 عاما من الصراع.. كيف تغيرت التركيبة السكانية في سوريا؟
  • اللواء سمير فرج: سوريا تضم 6 قوى أجنبية على أراضيها
  • يمتد من العراق الى فلسطين.. ممر داوود بين النبوءة التوراتية والواقع: سنغير الشرق الأوسط
  • «الخارجية السعودية»: إسرائيل عازمة على تخريب فرص استعادة سوريا لأمنها
  • سوريا... صفقات دولية وملفات عالقة في قلب الصراع الممتد
  • اجتماع بين الشرع ورئيس الوزراء السوري لترتيب المرحلة المقبلة لنقل السلطة
  • 26 قتيلاً بهجوم لفصائل مسلحة على الأكراد شمال سوريا
  • كيف ستتعامل هيئة تحرير الشام مع الأكراد في سوريا؟