مأساة غزة بين ظلم العدوّ وخذلان الصديق
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
أم المختار مهدي
لأكثر من عام والجرائم تتوالى في غزة: قتلٌ وحشي، أطراف مقطعة، جثث مفحمة، مبانٍ مدمّـرة، خيام محرَّقة، أطفال جوعى، نساء ثكلى، في غزة لا حلم ولا حياة ولا ضحكة، لا فرقَ هناك إن كان المقصوف رجلًا أَو امرأة أَو حتى طفلاً، تستخدم فيهم أفتك الأسلحة وأحدثها ما لم تُجرب إلا فيهم فقط.
وصل الإجرام إلى ذروته، بما لا تحيطه الكلمات ولا تدركه الأوصاف، وكلّ هذا يحدث في ظل شعارات براقة كاذبة هي للظلم أقرب منها للعدل، بل ما هي إلا غطاء للجرائم لا مُدين لها: مثل مجلس الأمن والمحكمة الدولية ومنظمات حقوق الإنسان وحقوق الطفل وحقوق المرأة، تكون حَيثُ يريد لها الصهيوني أن تكون متنكرة لما تحمل من أسماء مُجَـرّدة عن الصدق في الواقع.
على طوال أكثر من 100 عام على الاحتلال البريطاني والإسرائيلي لم يحدث وأدان مجلس الأمن أَو المحكمة الدولية أَو أية منظمة ما يرتكبه الاحتلال من جرائم تشريد، تعذيب، واغتيالات، واليوم تشهد غزة ما لم تشهده مدينة من الأسى والجراح والكُلم.
وما هو أشد من جرم وظلم وطغيان العدوّ هو خذلان الصديق العربي المسلم؛ العدوّ واضح، وكيف ما وصل في إجرامه فهو متوقع منه وليس بجديد أَو غريب، ولكن كيف بمن يدعي الإسلام وينطق الشهادتين أن يسكت؟! هذا هو الألم الحقيقي.
أهل غزة يربطهم بنا الدين والعروبة واللغة والرسل والأنبياء والموقع الجغرافي، ولكن يتنكر المسلمون لكل هذه الروابط ولم يحركهم دين ولا ضمير إلا القليل منهم، يعجز الفكر عن فهم كُـلّ هذا التغاضي واللامبالاة، وكأن من يقصفون أحجارًا لا بشرًا، وكأنه لا حق لهم بالحياة كغيرهم، في الوقت الذي كان على المسلمين عامة والعرب خَاصَّة النجدة لتلبية غزة ومناصرتها يرقصون ويغنون ويحتفلون ويسرفون بالتغاضي متجاهلين أوامر الدين بالجهاد ضد الظالمين، ومتجاهلين أَيْـضًا عداوة عدوهم وشدة كرهه وحقده عليهم، تنطبق عليهم الآية الكريمة: {إِنْ هُمْ إِلاَّ كالأنعام بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً}، والله لحالهم يُؤسف له أكثر مما هي عليه غزة؛ لأَنَّ غزة تقاوم وتصبر ونهاية صبرها الجنة، محتفظة بكرامتها، متمسكة بدينها، أما العالم المنافق الجبان فعاقبة أمره الخزي والذل في الدنيا والعذاب الأليم والمهين والعظيم في الآخرة، مع نتنياهو وبايدن وترامب وساء أُولئك رفيقًا.
على الصعيد الآخر أثبت المحور المقاوم أنه هو مَن ما يزال متمسكًا بدينه، ناصرًا لإخوته، وهو وحده من يحق له رفع رأسه والاعتزاز بدينه وهُويته، وقف مع غزة منذ بداية الطوفان وهو اليوم يردّد “معكم حتى النصر”، وهذه القضية قضية دين وشرف هيهات التخلي عنها.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
مأساة "وليمة" الجامع الأموي.. من هو الشيف أبو عمر الدمشقي؟
تسببت وليمة طعام كبيرة أقامها صانع محتوى سوري يدعى الشيف أبو عمر الدمشقي، بكارثة تدافع أدت لمقتل 4 أشخاص داخل المسجد الأموي في دمشق.
وأشارت مصادر عدة أن "الشيف أبو عمر"، نظم وليمة خيرية في الجامع الأموي بدمشق، تخللها غياب التنسيق والتنظيم، مما أدى أدى إلى تدافع كبير بين الحاضرين مما تسبب في وقوع قتلى ومصابين.
من هو أبو عمر الدمشقي؟
الاسم الحقيقي للشيف أبو عمر الدمشقي هو مهند البغدادي، وهو شيف سوري ولد عام 1983 في دمشق.
انتقل إلى إسطنبول عام 2015 بعد مغادرته سوريا بسبب الحرب.
وأسس مطعم "البيت الدمشقي" المتخصص في الأطباق السورية التقليدية، واشتهر أبو عمر بمشاركة وصفات يومية عبر منصات مثل تيك توك وإنستغرام ويوتيوب.
وأظهرت فيديوهات قبل أيام، إعلان "الشيف أبو عمر" عن تجهيزاته لإقامة الوليمة، وتوجيهه لدعوة إلى السوريين لحضورها وتناول الطعام.
ووجه بعض النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي اللوم لأبو عمر، قائلين إنه ركز على الشهرة والانتشار، بهذه الخطوة، ولم يحسب حساب التنظيم الدقيق للفعالية.
وأكد محافظ دمشق ماهر مروان، الجمعة، أن حادث التدافع في المسجد الأموي بالعاصمة السورية لن يمر من دون محاسبة المقصرين.
وأعلن المحافظ عن "تحمل كامل المسؤولية عما حدث في الجامع الأموي ونعمل على، ونعمل على اتخاذ تدابير عاجلة لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث في الأماكن العامة مستقبلاً."
وتقدم مروان بتعازيه لأسر الضحايا، متمنيا الشفاء لجميع المصابين.