يمانيون:
2024-12-11@23:56:10 GMT

غزّةُ تنزفُ.. والعالمُ يعزفُ

تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT

غزّةُ تنزفُ.. والعالمُ يعزفُ

خـديـجـة المرّي

أصبحت غزّة تعيش جرائم إبادة يومية، يُقتل المدنيون بدمٍ بارد في مساجدهم، ومدارسهم، ومستشفياتهم، هذا الواقع المرعب الذي يُشاهد على مرأى ومسمع العالم؛ يُثير تساؤلاتٍ محيرة حول صمت المجتمع الدولي، والدول العربية والإسلامية، أين ضمائرهم؟ وأين حركتهم؟! وغزّة تنزف بجراحها والآمها وأوجاعها ومآسيها اليومية، والعالم يعزف بتجاهله ما يحدث كما لو كان يتمتعُ بموسيقى “عزف” غير مبالٍ بالأحداث المأساوية.

فغزة مُحاصرة من كُـلّ جانب، حصارٌ إسرائيليّ وعربيّ مُشترك، تُعاني من نقصٍ حادّ في الغذاء والدواء، بينما تقف دولٌ مجاورة مكتوفة الأيدي، أكثر من مليار مسلم يُشاهدون هذه المأساة، لا يُحركون ساكنًا: «صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ».

ساد الصمت والسكوت أمام الجرائم المُرتكبة في غزة، والجميع يرى ويسمع، والأنظمة العربية لم تتحَرّك، ولم تصدر بيانًا يُدين هذه الجرائم، بل إن بعض الدول تُشارك في هذا الحصار، أو تغضّ الطرف عنه؛ وهناك من باعوا قيمهم ودينهم بثمنٍ بخس، خدمةً لمصالح أمريكا و”إسرائيل” وبني صهيون، فأصبحوا مُنحطين وبعيدين كُـلّ البُعد عن تعاليم الإسلام.

هناك من شاهدوا المأساة، لكنّ ضمائرهم لم تُنبههم، ولم يتحَرّكوا فيكون لهم موقف على الإطلاق، وهناك من بإمْكَانه الخروج في الوقفات لمناصرة إخوانه في غزة لكنه يأبى ذلك، مُفضّلًا القعود إرضاء للصهاينة واليهود.

وهناك من يستطيع الدعم والإنفاق بما يمتلك من المال لنصرة أهل غزة، لكنه يرفض مساعدتهم ويقف مع عدوهم، ولا يُريد أصلًا الوقوف معهم، كما إن هناك من يمتلكون القدرة على مقاطعة المنتجات الأمريكية والإسرائيلية، لكنهم لا يفعلون، ويخدمون اللوبي الصهيوني بذلك، وهناك الإعلاميون والكُتاب والسياسيُون الذين لم يُسخّروا مواهبهم وقدراتهم لكشف الستار عن جرائم العدوان، وفضح مخطّطات الأعداء، ودعاياتهم المروّجة بالذات، والبعض لم يستطيعوا بأصواتهم الحرة وأقلامهم المُعبرة أن يقهروا بني صهيون بكلماتهم القوية، ويُدخلوا الهزيمة النفسية في قلوبهم، ويُشجعوا على التحَرّك والجهاد الحرية.

إنّ الجرائم التي يرتكبها العدوّ الإسرائيلي على قطاع غزة على مدار الساعة، والحصار المُطبق عليهم في كُـلّ لحظة، والنزوح والتشريد المُتواصل الذي يُعانون منه في كُـلّ فترة، كفيلٌ بأن يُحرك الضمائر، ويُزيح العمى عن البصائر.

إن الذين لا يتحَرّكون ولا يتخذون موقفًا مشرفًا لنصرة قضاياهم يُعتبر موقفهم خُذلانًا وإجحافاً بحق فلسطين.

تُرى، ماذا لو سكتنا عن هذا الإجرام الوحشي الذي يرتكبه العدوّ الصهيوني في غزّة ولم نُحرك ساكنًا؟ هل في سكوتنا حكمة؟ أم هل سيدفعنا هذا السكوت والصمت إلى عمل آخر يثير غضبهم ضدنا؟ هل سيتوقف العدوان الأمريكي والإسرائيليّ بسكوتنا؟ هل سننجو من شرّ أعدائنا بالصمت؟

إن تراجعنا عن مسؤولياتنا تجاه غزة يعني فقدانًا لما نُومن به، إننا والله إن سكتنا سنُضرب، وسنُهزم! ستُسلب كرامتنا، ويذهب ديننا، ويضيع إسلامنا! سنرى وطننا يُمزق، وقلوبنا تحرق، ونرى نفوسنا في التيهِ تغرق! سنرى بيوتنا تُدمّـر، ومساجدنا تُدنّس، ويزداد الظلم والتشريد لنا أكثر.

كلما سكتنا، زاد عدونا في ضربه لنا، وكلما تخاذلنا، زادت هزيمتنا.

علينا إنقاذ غزة بكلّ ما نملك من قوى ووسائل، ماديًّا ومعنويًّا ونفسيًّا، علينا نشر وتوثيق الجرائم، ومقاطعة المنتجات الأمريكية والإسرائيلية، والمشاركة في المظاهرات والوقفات التضامنية، وتأييد المقاومة.

علينا التكاتف في التوعية وجمع التبرعات، ونشر الرسائل الإيجابية، ورفع مستوى الوعي لدى الناس، لنتمكّن من مواجهة دعايات الأعداء.

لا عذر لأحد أمام الله، الكلّ مُحاسب، والكلّ سيسأل عن خذلانه للقضية الفلسطينية، وعن صمته أمام الجرائم الوحشية، الخيار واضح: إمّا أن تكون مُناصرًا، وإمّا مُحايدًا، ولا ثالثَ لهما.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

لا تسقط بالتقادم.. الحكيم يستذكر ضحايا الإبادة الجماعية في العراق والعالم

بغداد اليوم -  بغداد

استذكر رئيس تحالف قوى الدولة، عمار الحكيم، اليوم الاثنين (9 كانون الأول 2024)، ضحايا الإبادة الجماعية في العراق والعالم، فيما طالب ببذل جهودا اكبر لمنع هذه الجرائم.

وقال الحكيم في بيان، تلقته "بغداد اليوم"، إن "اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا جريمة الإبادة الجماعية وتكريمهم ومنع هذه الجريمة، يمثل دعوة مفتوحة لإدانة الأفعال التي يتم ارتكابها بقصد الإهلاك الكلي أو الجزئي لمجموعة قومية أو عرقية أو طائفية أو دينية ولأسباب إجرامية صرفة".

وأضاف ان "أبرز مداليل هذه الجريمة، ما تعرض له الشعب اللبناني ويتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة منذ أكثر من عام من إبادة ممنهجة، على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، والمسلمين في بورما، وحملات الأنفال وحلبجة والأهوار والمقابر الجماعية في العراق على يد الديكتاتورية المبادة، ومن ثم المجازر الوحشية التي طالت العراقيين على يد عصابات داعش الظلامية".

وتابع الحكيم ان "إدانة هذه المجازر غير كافية فهي لا تسقط بالتقادم، ما يتطلب تظافر الجهود لمنع حدوث مثل هذه المجازر وملاحقة مرتكبيها دون النظر إلى منصبهم سواء كانوا حكاما أو موظفين عامين أو أفرادا غير مسؤولين وفق الاتفاقيات الدولية المعتمدة".

مقالات مشابهة

  • أحمد موسى: محدش يقدر علينا طول ما إحنا كتلة واحدة
  • عطل كبير يضرب فيس بوك وواتساب وماسنجر في مصر والعالم
  • هل يتواصل صعود الذهب؟ هذه أحدث الأسعار في تركيا والعالم
  • باولو كامبوس: الأهلي أعظم نادي في إفريقيا والعالم العربي
  • باولو كامبوس: الأهلي أعظم نادٍ في إفريقيا والعالم العربي
  • فنون التعذيب في سجون الأسد تصدم اليمنيين والعالم - فيديو
  • السوداني: يتعين علينا معالجة كل الثغرات التي مكنت الإرهاب من التسلل عام 2014
  • عميد قصر خيار: مدينتنا منكوبة وهناك عائلات عالقة جراء السيول
  • لا تسقط بالتقادم.. الحكيم يستذكر ضحايا الإبادة الجماعية في العراق والعالم
  • عهد جديد يبدأ في سوريا بعد الإطاحة بالأسد والعالم يترقب