يمانيون:
2025-04-16@12:28:13 GMT

غزّةُ تنزفُ.. والعالمُ يعزفُ

تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT

غزّةُ تنزفُ.. والعالمُ يعزفُ

خـديـجـة المرّي

أصبحت غزّة تعيش جرائم إبادة يومية، يُقتل المدنيون بدمٍ بارد في مساجدهم، ومدارسهم، ومستشفياتهم، هذا الواقع المرعب الذي يُشاهد على مرأى ومسمع العالم؛ يُثير تساؤلاتٍ محيرة حول صمت المجتمع الدولي، والدول العربية والإسلامية، أين ضمائرهم؟ وأين حركتهم؟! وغزّة تنزف بجراحها والآمها وأوجاعها ومآسيها اليومية، والعالم يعزف بتجاهله ما يحدث كما لو كان يتمتعُ بموسيقى “عزف” غير مبالٍ بالأحداث المأساوية.

فغزة مُحاصرة من كُـلّ جانب، حصارٌ إسرائيليّ وعربيّ مُشترك، تُعاني من نقصٍ حادّ في الغذاء والدواء، بينما تقف دولٌ مجاورة مكتوفة الأيدي، أكثر من مليار مسلم يُشاهدون هذه المأساة، لا يُحركون ساكنًا: «صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ».

ساد الصمت والسكوت أمام الجرائم المُرتكبة في غزة، والجميع يرى ويسمع، والأنظمة العربية لم تتحَرّك، ولم تصدر بيانًا يُدين هذه الجرائم، بل إن بعض الدول تُشارك في هذا الحصار، أو تغضّ الطرف عنه؛ وهناك من باعوا قيمهم ودينهم بثمنٍ بخس، خدمةً لمصالح أمريكا و”إسرائيل” وبني صهيون، فأصبحوا مُنحطين وبعيدين كُـلّ البُعد عن تعاليم الإسلام.

هناك من شاهدوا المأساة، لكنّ ضمائرهم لم تُنبههم، ولم يتحَرّكوا فيكون لهم موقف على الإطلاق، وهناك من بإمْكَانه الخروج في الوقفات لمناصرة إخوانه في غزة لكنه يأبى ذلك، مُفضّلًا القعود إرضاء للصهاينة واليهود.

وهناك من يستطيع الدعم والإنفاق بما يمتلك من المال لنصرة أهل غزة، لكنه يرفض مساعدتهم ويقف مع عدوهم، ولا يُريد أصلًا الوقوف معهم، كما إن هناك من يمتلكون القدرة على مقاطعة المنتجات الأمريكية والإسرائيلية، لكنهم لا يفعلون، ويخدمون اللوبي الصهيوني بذلك، وهناك الإعلاميون والكُتاب والسياسيُون الذين لم يُسخّروا مواهبهم وقدراتهم لكشف الستار عن جرائم العدوان، وفضح مخطّطات الأعداء، ودعاياتهم المروّجة بالذات، والبعض لم يستطيعوا بأصواتهم الحرة وأقلامهم المُعبرة أن يقهروا بني صهيون بكلماتهم القوية، ويُدخلوا الهزيمة النفسية في قلوبهم، ويُشجعوا على التحَرّك والجهاد الحرية.

إنّ الجرائم التي يرتكبها العدوّ الإسرائيلي على قطاع غزة على مدار الساعة، والحصار المُطبق عليهم في كُـلّ لحظة، والنزوح والتشريد المُتواصل الذي يُعانون منه في كُـلّ فترة، كفيلٌ بأن يُحرك الضمائر، ويُزيح العمى عن البصائر.

إن الذين لا يتحَرّكون ولا يتخذون موقفًا مشرفًا لنصرة قضاياهم يُعتبر موقفهم خُذلانًا وإجحافاً بحق فلسطين.

تُرى، ماذا لو سكتنا عن هذا الإجرام الوحشي الذي يرتكبه العدوّ الصهيوني في غزّة ولم نُحرك ساكنًا؟ هل في سكوتنا حكمة؟ أم هل سيدفعنا هذا السكوت والصمت إلى عمل آخر يثير غضبهم ضدنا؟ هل سيتوقف العدوان الأمريكي والإسرائيليّ بسكوتنا؟ هل سننجو من شرّ أعدائنا بالصمت؟

إن تراجعنا عن مسؤولياتنا تجاه غزة يعني فقدانًا لما نُومن به، إننا والله إن سكتنا سنُضرب، وسنُهزم! ستُسلب كرامتنا، ويذهب ديننا، ويضيع إسلامنا! سنرى وطننا يُمزق، وقلوبنا تحرق، ونرى نفوسنا في التيهِ تغرق! سنرى بيوتنا تُدمّـر، ومساجدنا تُدنّس، ويزداد الظلم والتشريد لنا أكثر.

كلما سكتنا، زاد عدونا في ضربه لنا، وكلما تخاذلنا، زادت هزيمتنا.

علينا إنقاذ غزة بكلّ ما نملك من قوى ووسائل، ماديًّا ومعنويًّا ونفسيًّا، علينا نشر وتوثيق الجرائم، ومقاطعة المنتجات الأمريكية والإسرائيلية، والمشاركة في المظاهرات والوقفات التضامنية، وتأييد المقاومة.

علينا التكاتف في التوعية وجمع التبرعات، ونشر الرسائل الإيجابية، ورفع مستوى الوعي لدى الناس، لنتمكّن من مواجهة دعايات الأعداء.

لا عذر لأحد أمام الله، الكلّ مُحاسب، والكلّ سيسأل عن خذلانه للقضية الفلسطينية، وعن صمته أمام الجرائم الوحشية، الخيار واضح: إمّا أن تكون مُناصرًا، وإمّا مُحايدًا، ولا ثالثَ لهما.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

الصين تعلق تصدير معادن مهمة إلى الولايات المتحدة والعالم مع تصاعد الحرب التجارية

الصين – علقت الصين تصدير مجموعة واسعة من المعادن الأرضية النادرة والمغناطيسات وسط حربها التجارية مع الولايات المتحدة.

وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن الخطوة الصينية تهدد بخنق إمدادات المكونات الأساسية لشركات صناعة السيارات والطائرات الفضائية وشركات أشباه الموصلات والمقاولين العسكريين حول العالم.

وتعمل الحكومة الصينية على تطوير نظام جديد لمراقبة الصادرات، مما سيؤدي إلى وقف الشحنات من العديد من موانئها خلال هذه الفترة.

وأضافت الصحيفة أن إمدادات مغناطيسات الأرضية النادرة تمثل حصة صغيرة من إجمالي صادرات الصين وبالتالي لن تسبب أضرارا اقتصادية خطيرة للبلاد، لكنها قد تكون لها عواقب وخيمة على الولايات المتحدة ودول أخرى.

وإذا نفدت مغناطيسات الأرضية النادرة في المصانع في ديترويت الأمريكية وأماكن أخرى فيمكن أن تؤدي إلى توقف تجميع السيارات وغيرها من المنتجات المزودة بمحركات كهربائية. ويتفاوت المخزون الاحتياطي من هذه المعادن لدى الشركات لذلك يصعب التنبؤ بتوقيت انقطاع الإنتاج.

ويأتي الإجراء الصيني كجزء من رد بكين على الزيادة الحادة في الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس ترامب والتي بدأت في 2 أبريل الجاري.

وكانت الحكومة الصينية قد فرضت في 4 أبريل الجاري قيودا على تصدير ستة معادن أرضية نادرة ثقيلة، تكرر بالكامل في الصين، بالإضافة إلى مغناطيسات أرضية نادرة، ينتج 90% منها في الصين. ولا يمكن الآن شحن هذه المعادن، والمغناطيسات الخاصة المصنوعة منها، خارج الصين إلا بتراخيص تصدير خاصة.

وحتى العام 2023 كانت الصين تنتج 99% من إمدادات العالم من المعادن الأرضية النادرة الثقيلة، مع إنتاج ضئيل في منشأة في فيتنام، التي أغلقت العام الماضي بسبب نزاع ضريبي.

كما تستحوذ الصين على 90% من إنتاج العالم من مغناطيسات المعادن الأرضية النادرة، والتي تقدر بحوالي 200 ألف طن سنويا، بينما تنتج اليابان معظم الكمية المتبقية، وتنتج ألمانيا كمية ضئيلة أيضا، لكنهما تعتمدان على الصين في الحصول على المواد الخام.

المصدر: “نيويورك تايمز”

مقالات مشابهة

  • السيمفوني يعزف قداس ألماني لبرامز على المسرح الكبير
  • محمد شريف لم يعرض نفسه على الزمالك.. وهناك حالة غضب لهذا السبب
  • ضمن فعاليات وزارة الثقافة.. السيمفونى يعزف قداس ألمانى لبرامز على المسرح الكبير
  • في أسبوع الآلام.. صلوات الرحمة والبركة تعمّ العالم وتتضمن الدعاء لمصر والعالم
  • بيسيرو: علينا التمسك بالأمل وأثق في جميع اللاعبين
  • عائداته لدعم لاجئي غزة .. سميح ساويرس يعزف في حفل بالأوبرا
  • الصين تعلق تصدير معادن مهمة إلى الولايات المتحدة والعالم مع تصاعد الحرب التجارية
  • القصبي : فرص إيجابية علينا اقتناصها لاقتصادنا من الحرب التجارية العالمية
  • قلوب تنزف بلا صوت.. الأطباء تدين قصف الاحتلال مستشفى المعمداني في غزة
  • بمشاركة 20 وزيرًا من المملكة والعالم.. الرياض تستضيف اجتماعًا وزاريًّا دوليًّا