يمانيون:
2025-01-11@06:06:43 GMT

غزّةُ تنزفُ.. والعالمُ يعزفُ

تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT

غزّةُ تنزفُ.. والعالمُ يعزفُ

خـديـجـة المرّي

أصبحت غزّة تعيش جرائم إبادة يومية، يُقتل المدنيون بدمٍ بارد في مساجدهم، ومدارسهم، ومستشفياتهم، هذا الواقع المرعب الذي يُشاهد على مرأى ومسمع العالم؛ يُثير تساؤلاتٍ محيرة حول صمت المجتمع الدولي، والدول العربية والإسلامية، أين ضمائرهم؟ وأين حركتهم؟! وغزّة تنزف بجراحها والآمها وأوجاعها ومآسيها اليومية، والعالم يعزف بتجاهله ما يحدث كما لو كان يتمتعُ بموسيقى “عزف” غير مبالٍ بالأحداث المأساوية.

فغزة مُحاصرة من كُـلّ جانب، حصارٌ إسرائيليّ وعربيّ مُشترك، تُعاني من نقصٍ حادّ في الغذاء والدواء، بينما تقف دولٌ مجاورة مكتوفة الأيدي، أكثر من مليار مسلم يُشاهدون هذه المأساة، لا يُحركون ساكنًا: «صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ».

ساد الصمت والسكوت أمام الجرائم المُرتكبة في غزة، والجميع يرى ويسمع، والأنظمة العربية لم تتحَرّك، ولم تصدر بيانًا يُدين هذه الجرائم، بل إن بعض الدول تُشارك في هذا الحصار، أو تغضّ الطرف عنه؛ وهناك من باعوا قيمهم ودينهم بثمنٍ بخس، خدمةً لمصالح أمريكا و”إسرائيل” وبني صهيون، فأصبحوا مُنحطين وبعيدين كُـلّ البُعد عن تعاليم الإسلام.

هناك من شاهدوا المأساة، لكنّ ضمائرهم لم تُنبههم، ولم يتحَرّكوا فيكون لهم موقف على الإطلاق، وهناك من بإمْكَانه الخروج في الوقفات لمناصرة إخوانه في غزة لكنه يأبى ذلك، مُفضّلًا القعود إرضاء للصهاينة واليهود.

وهناك من يستطيع الدعم والإنفاق بما يمتلك من المال لنصرة أهل غزة، لكنه يرفض مساعدتهم ويقف مع عدوهم، ولا يُريد أصلًا الوقوف معهم، كما إن هناك من يمتلكون القدرة على مقاطعة المنتجات الأمريكية والإسرائيلية، لكنهم لا يفعلون، ويخدمون اللوبي الصهيوني بذلك، وهناك الإعلاميون والكُتاب والسياسيُون الذين لم يُسخّروا مواهبهم وقدراتهم لكشف الستار عن جرائم العدوان، وفضح مخطّطات الأعداء، ودعاياتهم المروّجة بالذات، والبعض لم يستطيعوا بأصواتهم الحرة وأقلامهم المُعبرة أن يقهروا بني صهيون بكلماتهم القوية، ويُدخلوا الهزيمة النفسية في قلوبهم، ويُشجعوا على التحَرّك والجهاد الحرية.

إنّ الجرائم التي يرتكبها العدوّ الإسرائيلي على قطاع غزة على مدار الساعة، والحصار المُطبق عليهم في كُـلّ لحظة، والنزوح والتشريد المُتواصل الذي يُعانون منه في كُـلّ فترة، كفيلٌ بأن يُحرك الضمائر، ويُزيح العمى عن البصائر.

إن الذين لا يتحَرّكون ولا يتخذون موقفًا مشرفًا لنصرة قضاياهم يُعتبر موقفهم خُذلانًا وإجحافاً بحق فلسطين.

تُرى، ماذا لو سكتنا عن هذا الإجرام الوحشي الذي يرتكبه العدوّ الصهيوني في غزّة ولم نُحرك ساكنًا؟ هل في سكوتنا حكمة؟ أم هل سيدفعنا هذا السكوت والصمت إلى عمل آخر يثير غضبهم ضدنا؟ هل سيتوقف العدوان الأمريكي والإسرائيليّ بسكوتنا؟ هل سننجو من شرّ أعدائنا بالصمت؟

إن تراجعنا عن مسؤولياتنا تجاه غزة يعني فقدانًا لما نُومن به، إننا والله إن سكتنا سنُضرب، وسنُهزم! ستُسلب كرامتنا، ويذهب ديننا، ويضيع إسلامنا! سنرى وطننا يُمزق، وقلوبنا تحرق، ونرى نفوسنا في التيهِ تغرق! سنرى بيوتنا تُدمّـر، ومساجدنا تُدنّس، ويزداد الظلم والتشريد لنا أكثر.

كلما سكتنا، زاد عدونا في ضربه لنا، وكلما تخاذلنا، زادت هزيمتنا.

علينا إنقاذ غزة بكلّ ما نملك من قوى ووسائل، ماديًّا ومعنويًّا ونفسيًّا، علينا نشر وتوثيق الجرائم، ومقاطعة المنتجات الأمريكية والإسرائيلية، والمشاركة في المظاهرات والوقفات التضامنية، وتأييد المقاومة.

علينا التكاتف في التوعية وجمع التبرعات، ونشر الرسائل الإيجابية، ورفع مستوى الوعي لدى الناس، لنتمكّن من مواجهة دعايات الأعداء.

لا عذر لأحد أمام الله، الكلّ مُحاسب، والكلّ سيسأل عن خذلانه للقضية الفلسطينية، وعن صمته أمام الجرائم الوحشية، الخيار واضح: إمّا أن تكون مُناصرًا، وإمّا مُحايدًا، ولا ثالثَ لهما.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

ارتفاع حالات ميتانيموفيروس البشري في الصين.. هل يجب علينا القلق؟

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- مع ارتفاع حالات الإصابة بالالتهابات التنفسية في الصين هذا الشتاء، حظي فيروس غير معروف باهتمام كبير، ويشعر البعض بالقلق بشأن ارتفاع عدد الحالات، وانتشارها على نطاق عالمي.

ويمكن أن يسبب الفيروس الرئوي البشري، المعروف أيضًا بـ "HMPV"، أو "ميتانيموفيروس"،  أمراض الجهاز التنفسي العلوي والسفلي لدى الأشخاص من جميع الأعمار.

وأظهرت البيانات الصادرة عن المراكز الصينية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها الأسبوع الماضي أنّ البلاد شهدت المزيد من الحالات في الأسابيع الأخيرة.

ولكن عادةً ما ينتشر الفيروس في نصف الكرة الشمالي شتاءً، وتُظهر بيانات مراكز مكافحة الأمراض في الصين وجود ارتفاع لعدد من التهابات الجهاز التنفسي الشائعة الأخرى، بما في ذلك الإنفلونزا الموسمية، وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV).

وقالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية (WHO)، مارجريت هاريس، في مؤتمر صحفي الثلاثاء: "إنّ مستويات التهابات الجهاز التنفسي المُبلغ عنها في الصين ضمن النطاق الطبيعي. وهذا ما نتوقع رؤيته خلال فصل الشتاء".

وأضافت هاريس أنّ مستوى استخدام المستشفيات في الصين أقل ممّا كان عليه في هذا الوقت من العام الماضي"، موضحة: "فيما يتعلق بميتانيموفيروس البشري، فهو ليس فيروسًا جديدًا. تم تحديده لأول مرة في عام 2001. كان موجودًا بين البشر لفترةٍ طويلة. إنّه فيروس شائع ينتشر في الشتاء والربيع".

مقالات مشابهة

  • كاتس: علينا تغيير طريقة العمل في غزة
  • شبانة: هناك بطء في ملف الصفقات بالأهلي.. وهناك صراع بين لجنة التخطيط وكولر
  • السيمفوني يعزف أعمال أبو بكر خيرت ورافيل وبرامز على المسرح الكبير.. غدًا
  • الجيش الإسرائيلي: عشرات الصواريخ ومئات المسيرات أطلقت علينا من اليمن
  • ارتفاع حالات ميتانيموفيروس البشري في الصين.. هل يجب علينا القلق؟
  • فالفيردي: لهذا السبب قضى علينا برشلونة
  • إيلون ماسك يشعل تفاعلا بفيديو مفبرك ومركب لترامب يعزف الكمنجة على خطاب استقالة رئيس وزراء كندا
  • عبدالله نعمة: المفاوضات في غزة أوشكت على الانتهاء.. وهناك تقدم كبير بها
  • مدبولى : الحكومة تضع الضغوط الحالية نصب أعينها وهناك توجيهات بحزمة اجتماعية جديدة
  • ريم مصطفى تنشر صورتها مع شريكها في الجرائم