خـديـجـة المرّي
أصبحت غزّة تعيش جرائم إبادة يومية، يُقتل المدنيون بدمٍ بارد في مساجدهم، ومدارسهم، ومستشفياتهم، هذا الواقع المرعب الذي يُشاهد على مرأى ومسمع العالم؛ يُثير تساؤلاتٍ محيرة حول صمت المجتمع الدولي، والدول العربية والإسلامية، أين ضمائرهم؟ وأين حركتهم؟! وغزّة تنزف بجراحها والآمها وأوجاعها ومآسيها اليومية، والعالم يعزف بتجاهله ما يحدث كما لو كان يتمتعُ بموسيقى “عزف” غير مبالٍ بالأحداث المأساوية.
فغزة مُحاصرة من كُـلّ جانب، حصارٌ إسرائيليّ وعربيّ مُشترك، تُعاني من نقصٍ حادّ في الغذاء والدواء، بينما تقف دولٌ مجاورة مكتوفة الأيدي، أكثر من مليار مسلم يُشاهدون هذه المأساة، لا يُحركون ساكنًا: «صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ».
ساد الصمت والسكوت أمام الجرائم المُرتكبة في غزة، والجميع يرى ويسمع، والأنظمة العربية لم تتحَرّك، ولم تصدر بيانًا يُدين هذه الجرائم، بل إن بعض الدول تُشارك في هذا الحصار، أو تغضّ الطرف عنه؛ وهناك من باعوا قيمهم ودينهم بثمنٍ بخس، خدمةً لمصالح أمريكا و”إسرائيل” وبني صهيون، فأصبحوا مُنحطين وبعيدين كُـلّ البُعد عن تعاليم الإسلام.
هناك من شاهدوا المأساة، لكنّ ضمائرهم لم تُنبههم، ولم يتحَرّكوا فيكون لهم موقف على الإطلاق، وهناك من بإمْكَانه الخروج في الوقفات لمناصرة إخوانه في غزة لكنه يأبى ذلك، مُفضّلًا القعود إرضاء للصهاينة واليهود.
وهناك من يستطيع الدعم والإنفاق بما يمتلك من المال لنصرة أهل غزة، لكنه يرفض مساعدتهم ويقف مع عدوهم، ولا يُريد أصلًا الوقوف معهم، كما إن هناك من يمتلكون القدرة على مقاطعة المنتجات الأمريكية والإسرائيلية، لكنهم لا يفعلون، ويخدمون اللوبي الصهيوني بذلك، وهناك الإعلاميون والكُتاب والسياسيُون الذين لم يُسخّروا مواهبهم وقدراتهم لكشف الستار عن جرائم العدوان، وفضح مخطّطات الأعداء، ودعاياتهم المروّجة بالذات، والبعض لم يستطيعوا بأصواتهم الحرة وأقلامهم المُعبرة أن يقهروا بني صهيون بكلماتهم القوية، ويُدخلوا الهزيمة النفسية في قلوبهم، ويُشجعوا على التحَرّك والجهاد الحرية.
إنّ الجرائم التي يرتكبها العدوّ الإسرائيلي على قطاع غزة على مدار الساعة، والحصار المُطبق عليهم في كُـلّ لحظة، والنزوح والتشريد المُتواصل الذي يُعانون منه في كُـلّ فترة، كفيلٌ بأن يُحرك الضمائر، ويُزيح العمى عن البصائر.
إن الذين لا يتحَرّكون ولا يتخذون موقفًا مشرفًا لنصرة قضاياهم يُعتبر موقفهم خُذلانًا وإجحافاً بحق فلسطين.
تُرى، ماذا لو سكتنا عن هذا الإجرام الوحشي الذي يرتكبه العدوّ الصهيوني في غزّة ولم نُحرك ساكنًا؟ هل في سكوتنا حكمة؟ أم هل سيدفعنا هذا السكوت والصمت إلى عمل آخر يثير غضبهم ضدنا؟ هل سيتوقف العدوان الأمريكي والإسرائيليّ بسكوتنا؟ هل سننجو من شرّ أعدائنا بالصمت؟
إن تراجعنا عن مسؤولياتنا تجاه غزة يعني فقدانًا لما نُومن به، إننا والله إن سكتنا سنُضرب، وسنُهزم! ستُسلب كرامتنا، ويذهب ديننا، ويضيع إسلامنا! سنرى وطننا يُمزق، وقلوبنا تحرق، ونرى نفوسنا في التيهِ تغرق! سنرى بيوتنا تُدمّـر، ومساجدنا تُدنّس، ويزداد الظلم والتشريد لنا أكثر.
كلما سكتنا، زاد عدونا في ضربه لنا، وكلما تخاذلنا، زادت هزيمتنا.
علينا إنقاذ غزة بكلّ ما نملك من قوى ووسائل، ماديًّا ومعنويًّا ونفسيًّا، علينا نشر وتوثيق الجرائم، ومقاطعة المنتجات الأمريكية والإسرائيلية، والمشاركة في المظاهرات والوقفات التضامنية، وتأييد المقاومة.
علينا التكاتف في التوعية وجمع التبرعات، ونشر الرسائل الإيجابية، ورفع مستوى الوعي لدى الناس، لنتمكّن من مواجهة دعايات الأعداء.
لا عذر لأحد أمام الله، الكلّ مُحاسب، والكلّ سيسأل عن خذلانه للقضية الفلسطينية، وعن صمته أمام الجرائم الوحشية، الخيار واضح: إمّا أن تكون مُناصرًا، وإمّا مُحايدًا، ولا ثالثَ لهما.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
لا خوف علينا.. بيان من الإسماعيلي بعد الفوز على طلائع الجيش بالدوري
أصدر نادي النادي الإسماعيلي بيانا وجه فيه الشكر لجماهيره على الدعم والمساندة للفريق في مباراة الأمس ضد طلائع الجيش بمسابقة الدوري.
وحقق الإسماعيلي فوزًا قاتلًا على طلائع الجيش بهدف دون رد، ضمن منافسات الجولة الأولى من مرحلة الهبوط لدوري نايل.
بيان الإسماعيلييتقدم مجلس إدارة النادي الإسماعيلي، برئاسة المهندس نصر أبو الحسن، بخالص الشكر والتقدير لجماهيرنا الوفية التي تمثل درع وسيف النادي على مدار تاريخه.
ويؤكد المجلس أنه لا خوف على الإسماعيلي، في ظل الدعم الكبير الذي يحصل عليه النادي، من أوفى جماهير بالعالم.
كما يتقدم مجلس الإدارة بالشكر لكل من ساهم في ترحال الجماهير التاريخي، خلال مباراة طلائع الجيش، على رأسهم النائب حماد موسى، أمين عام حزب مستقبل وطن ونائب رئيس مجلس إدارة النادي الإسماعيلي السابق بالإضافة إلى الحاج حسن أبو المجد والمهندس محمد سعيد البعلي والحاج بسام فهمي.بي
في سياق متصل، أبدي تامر مصطفى، المدير الفني لنادي الإسماعيلي، سعادته بالفوز الذي حققه فريقه على طلائع الجيش بهدف نظيف.
وفي حديثه عبر قناة "أون سبورت"، قال مصطفى: “الحمد لله على التوفيق ، الإسماعيلي نادٍ كبير وتاريخه العريق لا يتناسب مع الوضع الحالي. الجماهير، واللاعبون، وكل من ينتمي لهذا الكيان يستحقون الأفضل، نأمل أن يكون هذا الفوز بداية جديدة للخروج من الأزمة الحالية، فالوضع صعب علينا جميعًا، سواء على اللاعبين أو مجلس الإدارة أو الجماهير، خاصة مع قوة المنافسة في الدوري هذا الموسم”.
وأشار مصطفى إلى الظروف الصعبة التي يواجهها الفريق، قائلًا: “خضنا المباراة في غياب 9 لاعبين أساسيين، ورغم ذلك قدم الفريق أداءً جيدًا ونجحنا في تحقيق الفوز. من بين اللاعبين الغائبين إبراهيم النجعاوي، مواليد 2009، وهو لاعب موهوب وسيكون مستقبل منتخب مصر في الفترة القادمة”.
وأشاد المدير الفني بدور جماهير الدراويش في دعم الفريق، مؤكدًا أن حماسهم الكبير ساهم في تحقيق الفوز، وأضاف: "جمهور الإسماعيلي مختلف تمامًا، لديهم شغف كبير بكرة القدم وفهم عميق للعبة. لقد قاتلنا اليوم من أجلهم، ونجحنا في إسعادهم، وأتمنى أن يعودوا إلى الإسماعيلية وهم سعداء بهذا الانتصار."
وعن تأثره بالمدرب الراحل إيهاب جلال، قال مصطفى: "أنا لا أنتمي إلى مدرسته التدريبية، لكنه كان أستاذي وتعلمت منه الكثير. رحيله خسارة كبيرة، فهو شخص لا يعوض داخل الملعب وخارجه."
واختتم حديثه بالتأكيد على أهمية البناء على هذا الفوز، والعمل بجد للخروج من الأزمة التي يعيشها الفريق، مشيرًا إلى أن الإسماعيلي قادر على استعادة مكانته بين الكبار.