أحيا "حزب الله" الحفل التكريمي لثلة من شهداء المقاومة الإسلامية، الذين ارتقوا على طريق القدس في حسينية مجمع الرسول الأكرم في بلدة معروب الجنوبية، بحضور عضوي كتلة "الوفاء للمقاومة" النائبين حسن عز الدين وحسين جشي، إلى جانب جمع من العلماء والفاعليات والشخصيات وعوائل الشهداء وحشود من البلدة والقرى المجاورة.



وبعد أن تلقى ذوو الشهداء التبريكات والتعازي من المشاركين، تليت آيات من القرآن الكريم، وألقى النائب حسن عز الدين كلمة "حزب الله" جدد فيها التأكيد على التزام المقاومة بإعادة إعمار ما دمره العدو الصهيوني في عدوانه على لبنان، مشيراً إلى أن اللجان والفرق المختصة "العاملة في مشروع التعافي من آثار العدوان" قد تشكّلت وبدأت بعمليات مسح الأضرار في القرى الجنوبية، لتطلق مرحلة العمل الإجرائي وبالتعاون أيضاً مع الحكومة اللبنانية التي تعمل وفق مخططاتها لتأمين الأموال اللازمة لإعادة الإعمار، وقد أخذت على عاتقها البدء بإزالة الركام عن قريب كمقدمة لهذه الغاية.

وتطرق النائب عز الدين إلى الحديث عن بعض مجريات المعركة التي خاضها العدو الصهيوني ضد المقاومة في لبنان، "واستخدم فيها كل ما يملك من قوة نارية وامكانيات تسليحية وتكنولوجية دون أن يتمكن من منع المقاومين من الوقوف في وجهه بكل عزم وقوة"، مشدداً على أن "المقاومة -ووفق النظريات العسكرية- عندما تصمد دون أن يتمكن العدو من سحقها وتدميرها وانهائها، تكون هي المنتصرة" .

وأضاف: "المقاومة بصمودها وصبرها وحكمتها وبقائها واستمرارها حققت نصراً صحيحاً نستطيع أن نبني عليه للمستقبل، وما صرّح به عاموس هوكشتاين بقوله "لا اعتقد اننا قضينا على حزب الله أو هزمناه لكنه ربما لا يكون قوياً بما يكفي لمهاجمة اسرائيل" هو اعتراف بأن اسرائيل لم تهزم المقاومة".

وتابع: "ان المقاومة بقيت وكانت أولويتها وقف العدوان، وهي كانت من أجل الدفاع عن لبنان وشعبه، أما من يعتقد ان عملية الربط لم تكن صحيحة فهو واهم، لأن العدو كان يعتبر أن التهديد الوجودي لهذا الكيان هي المقاومة في لبنان، ولذلك كان يتحيّن اللحظة المناسبة للانقضاض على لبنان وفق تصريحات قادة العدو مع بدايات طوفان الأقصى".

وأكد النائب عز الدين أن "العدو لم يتمكن من تحقيق اهدافه في سحق هذه المقاومة التي صمدت امام هذه الالة العسكرية الضخمة، وهي في الحقيقة لم تكن تقاتل اسرائيل وحدها، انما كانت تقاتل حلف الناتو ودول أميركا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا، الذين اجتمعوا عليها بتقنياتهم وبكل ما يملكون من تطوّر على مستوى التجسس والاقمار الصناعية واحدث الطائرات والذخيرة التي كانوا يمدّون العدو بها".

واعتبر "نفس بقاء هذه المقاومة نصراً نعتز به، فهم لم يتمكنوا من سحق المقاومة، وقد تراجعوا عن هذا الهدف نحو نزع سلاحها، ثم تراجعوا عن هذا المطلب أيضاً" .

واشار إلى ما كان قد أعلنه العدو في عدوانه على لبنان، من أن هدفه هو اعادة المستوطنين إلى الأراضي المحتلة التي كانوا قد نزحوا منها، لم يتحقق دون وقف العدوان، "وهذا ما كنا أعلناه منذ البداية عندما أكّدنا أنه بدون وقف العدوان لن يستطيع أي نازح العودة إلى ما كان عليه".

ولفت إلى اتفاق وقف اطلاق النار الذي وُضع كمسارٍ لوقف العدوان، مشدداً على "أننا نطبق ما نلتزم به، لأننا نعتبر ذلك نوعاً من أنواع الالتزام الاخلاقي والشرعي والوطني، في حين أن العدو لم يلتزم بذلك وقد شهدنا العديد من الخروقات، الأمر الذي دفع بالمقاومة إلى إرسال رسالة تحذيرية محددة في منطقة مزارع شبعا، رسالة كانت محقة وفي مكانها وأدت دورها وأوصلت رسالتها إلى كل من يعنيه الامر، سواء اللجنة المشرفة على تطبيق آلية الاتفاق أو غيرها".

وأضاف: "العدو لم ينه خروقاته بعد، ولا يزال يتابع مساره، لذلك نحن نقول إن المقاومة لديها آليات معتمدة، وقد رفعت الحكومة اللبنانية إلى اللجنة المشرفة أمر هذه الخروقات، ما وضعها -أي اللجنة- ووضع مصداقيتها على المحك، وعليها اليوم أن تقوم بمسؤوليتها وأن تلزم هذا العدو الإنسحاب وعدم خرق الاتفاق".

وختم النائب عز الدين مؤكداً أن "المقاومة لن تقبل بفرض وقائع جديدة على الأرض، وهي تصبر إنما لصبرها حدود، وعلى اللجنة أن تقوم بمسؤوليتها لردع هذا العدو والضغط عليه، لكي يحترم هذا الاتفاق".

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: وقف العدوان حزب الله عز الدین

إقرأ أيضاً:

“الصهاينة” يواجهون نسخة جديدة من المقاومة في غزة

يمانيون../
بعد عام وثلاثة أشهر من حرب الإبادة على غزة، والتي انتهكت جميع الأعراف والقوانين الدولية، لا تزال المقاومة مستمرة في غزة، بل وفي شمالها الذي يلقى نوعاً خاصاً من الاستهداف والإبادة بحكم ارتباطه بمشروع خاص، ولا تزال المقاومة صامدة على طاولة التفاوض بعد أن ظن العدو الإسرائيلي والأمريكي أن المفاوضات لن تشكل إلا بابًا من أبواب الاستسلام وإعلان النصر الساحق للكيان.

ولا شك أن الولايات المتحدة تحاول توظيف زخم وصول الرئيس ترامب للحكم، متوعدة المنطقة بالجحيم، لانتزاع أقصى قدر من التنازلات، ولا شك أن العدو الإسرائيلي يستمر في مراوغته واستغلال المفاوضات لأهداف سياسية داخلية، بينما لا يريد إلزام نفسه بأية اتفاقيات طمعاً في استغلال ما يراه فرصة تاريخية مناسبة لتصفية القضية بعد ضعف وهوان الأنظمة العربية الرسمية وانعدام الضغط الشعبي وخروجه من معادلة صناعة القرار الرسمي العربي.

وقد بات معلومًا أن العائق الوحيد الذي يعرقل تصفية القضية هو المقاومة ومحورها الذي دفع أثماناً كبيرة ولا يزال صامدًا ومشكلًا لأهم ورقة قوة في يد المفاوض الفلسطيني، وقبل ذلك يأتي صمود الشعب الفلسطيني وبيئة المقاومة على كامل جبهات المحور والتي عوضت غياب الأغلبية الكاسحة من الشعب العربي والمسلم، بعد اصطفافها وراء المقاومة وولائها وثقتها ورضاها بجميع خيارات قادة المقاومة.

وتمر المنطقة الآن بوضع إستراتيجي غاية في الدقة حيث انتقلت الجولة الممتدة من بداية طوفان الأقصى إلى مرحلة جديدة حاسمة، ولم يعد الرهان بها على الاستنزاف والنقاط بقدر ما أصبح الرهان بها على الإرادة وشجاعة الخيارات، وهو ما يتطلب مناقشة وإلقاء للضوء على بعض المحاور الآتية:

1- صفرية المعركة:

فقد بدا واضحاً أن العدو الإسرائيلي يلعب معركة صفرية، ليس في فلسطين ومع مقاومتها فقط، بل في كامل المنطقة، وقد دفعه زخم سقوط النظام السوري للتفتيش عن المزيد من المطامع، وهو ما جعله يتجرأ على نشر خرائط لضم الضفة ونشر تقارير ومقالات تتحرش بالجيش المصري وتتحدث عن سيناء، وفوق ذلك يحاول لعب أكثر الالعاب خطورة في لبنان عندما يلوح بالبقاء بعد انتهاء مهلة وقف إطلاق النار ويحاول هو وأعوانه داخل وخارج لبنان زيادة الضغط على المقاومة للقبول بأوضاع تغير المعادلات التي استقرت منذ 2006، بل واتخذت مساراً تصاعدياً.

2- نزول أمريكا إلى الميدان:

فبعد أن كانت القيادة الأمريكية للعدوان محل التحليل والشواهد والاستنتاجات بعد الأداء المنافق لإدارة بايدن في بدايات الحرب، تحولت مع الوقت لتدخل صريح بعد الوصول لحرج بالغ للعدو، وهو ما جعل أمريكا تخلع قناعها وتحارب بيدها في اليمن لإنهاء حرب الإسناد اليمنية، وتدخل بثقلها على خط التفاوض في لبنان لحماية العدو من صواريخ ومسيرات حزب الله، ومؤخراً دخلت مع إدارة ترامب التي تستعد لاستلام الحكم لمرحلة التهديد الصريح بالجحيم إذا لم تفرج حماس عن الأسرى وهو تحول جذري من المظهر المخادع لدور الوسيط إلى المظهر الحقيقي للطرف الرئيسي في الصراع.

3- الصمود الأسطوري للمقاومة:

بعد كل هذا الخذلان العربي والإسلامي شعبياً ورسميًا، وبعد انكشاف عجز القانون الدولي والمنظمات الأممية عن حماية شعب غزة وعن ردع إسرائيل عن جرائم الحرب في غزة والضفة ولبنان واليمن، وعن انتهاك الاتفاقيات الدولية، ورغم الضربات القاسية التي تلقاها المحور المقاوم، فإنه يقف صامدًا كما كان في بداية المعركة، وثابتًا على مطالبه بوقف العدوان وعدم السماح بتغيير المعادلات وتصفية القضية المركزية.

فالمقاومة في غزة تحولت إلى نمط أخطر على العدو بشهادة خبراء العسكرية، وهو نمط حرب العصابات واستخدام تكتيكاتها التي تسقط القتلى والمصابين بشكل يومي من جيش الحرب الصهيوني، كما تنطلق الصواريخ من كامل جغرافيا القطاع، والأهم أنها تنطلق من شمال غزة الذي تطبق به خطة الجنرالات بهدف الإخلاء والتهجير.

وبدلاً من تصفية حماس والمقاومة، بات الشباب الفلسطيني رديفًا لحركات المقاومة، وكما أعلن في وقت سابق، المتحدث باسم “كتائب القسام” أبو عبيدة، أن “القدرات البشرية لكتائب القسام بخير كبير”، وأعلن أنه تم تجنيد آلاف المقاتلين الجدد خلال الحرب.

وبعد ارتقاء ما يقرب من 46 ألف شهيد بنسبة 2% من عدد سكان غزة، وعدد جرحى يقترب من 110 ألف جريح بنسبة تقارب 5% من عدد السكان البالغ عددهم نحو مليونين و300 ألف نسمة، لا يزال أهل غزة ثابتين ومتمسكين بأرضهم ولا يبالون بالموت ولا بالمجازفة بمحاولة العودة لديارهم المهدمة عند أي فرصة تلوح رغم انتشار قناصة العدو ومسيراته التي تستهدف من يحاول العودة.

ولا تزال معارك الإسناد قائمة، وتستهدف العمق الصهيوني، فاليمن يطلق يومياً صواريخه على الكيان وقادته في أمريكا، ولبنان يده على الزناد ولن يسمح بتراجع المعادلات، وتبقى جميع الاحتمالات مفتوحة كما بينت قيادة المقاومة.

بينما العدو الذي أعلن جيشه، أنه منذ بداية الحرب وحتى نهاية عام 2024 قتل 891 من جنوده، فيما أصيب أكثر من 5500 آخرين، تعصف بجبهته الخلافات والانقسامات ولا يستطيع تحرير أقل من 100 أسير منذ عام وثلاثة شهور.

4- مفاوضات بروح الإذعان:

ولعل المفاوضات الجارية حالياً هي أغرب نوع من أنواع المفاوضات، فالوسطاء والعدو يشكلون ضغوطًا على المقاومة للتنازل، ولا يملكون ورقة ضغط على الكيان، كأن المفاوضات صورة مطلوبة لذاتها وليس للحل، وهي ورقة يستغلها العدو لتهدئة الداخل الصهيوني وتظاهرات أهالي الأسرى، وللتظاهر أمام الرأي العام الدولي بأنه منخرط في عملية سياسية تواجه مشكلات فنية أو خلافات.

بينما حقيقة الأمر أن العدو ماض في مشروعه التصفوي ومعركته الصفرية وكل ما يريده هو استسلام المقاومة إما ميدانيًا، وإما على طاولة المفاوضات وانتزاع راية بيضاء سياسية لإعلان النصر الساحق.

وهنا تقول المقاومة للرئيس ترامب الذي يلوح بالجحيم، إن الصهاينة سيواجهون النسخة الجديدة من جميع حركات المقاومة إذا لم تتم تسوية الأمور ووقف إطلاق النار على قاعدة احترام وجود مقاومة وحق تاريخي ومعادلات ترسخت بدماء أعظم شهداء الأمة ولن تسمح المقاومة بتراجعها، وهذه المفاوضات تشكل فرصة للكيان ورعاته للنزول عن الشجرة ولا تشكل بابًا من أبواب الاستسلام لمقاومة لا وجود للاستسلام في قاموسها.

العهد الأخباري إيهاب شوقي

مقالات مشابهة

  • المقاومة الفلسطينية: العدوان على اليمن يكشف الوهن والضعف الصهيوني
  • المقاومة الفلسطينية: العدوان على اليمن يكشف الوهن والضعف الصهيوني في مواجهة بأس أبطال اليمن
  • قيادي في أنصار الله: تهديدات إسرائيل باستهدافنا لن ترهبنا ونعدها بضربات موجعة
  • “الصهاينة” يواجهون نسخة جديدة من المقاومة في غزة
  • السيد القائد: العدو الإسرائيلي انتقل من حصار غزة إلى نهب المساعدات التي تصل إليها
  • السيد عبدالملك الحوثي يحذر من مؤامرة جديدة على لبنان
  • قيادي حوثي للجزيرة نت: تهديدات إسرائيل لا تخيفنا ونعدها بضربات موجعة
  • شاهد | اتفاق وقف إطلاق النار.. بين خروقات العدو وصبر المقاومة
  • جهاز “الموساد”… هل هو نمر من ورق؟
  • الحاج حسن: انتخابات الرئاسة شأن وطني ومن مسؤولية النواب