حزب الله أحيا الحفل التكريمي لثلة من شهدائه في معروب
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
أحيا "حزب الله" الحفل التكريمي لثلة من شهداء المقاومة الإسلامية، الذين ارتقوا على طريق القدس في حسينية مجمع الرسول الأكرم في بلدة معروب الجنوبية، بحضور عضوي كتلة "الوفاء للمقاومة" النائبين حسن عز الدين وحسين جشي، إلى جانب جمع من العلماء والفاعليات والشخصيات وعوائل الشهداء وحشود من البلدة والقرى المجاورة.
وبعد أن تلقى ذوو الشهداء التبريكات والتعازي من المشاركين، تليت آيات من القرآن الكريم، وألقى النائب حسن عز الدين كلمة "حزب الله" جدد فيها التأكيد على التزام المقاومة بإعادة إعمار ما دمره العدو الصهيوني في عدوانه على لبنان، مشيراً إلى أن اللجان والفرق المختصة "العاملة في مشروع التعافي من آثار العدوان" قد تشكّلت وبدأت بعمليات مسح الأضرار في القرى الجنوبية، لتطلق مرحلة العمل الإجرائي وبالتعاون أيضاً مع الحكومة اللبنانية التي تعمل وفق مخططاتها لتأمين الأموال اللازمة لإعادة الإعمار، وقد أخذت على عاتقها البدء بإزالة الركام عن قريب كمقدمة لهذه الغاية.
وتطرق النائب عز الدين إلى الحديث عن بعض مجريات المعركة التي خاضها العدو الصهيوني ضد المقاومة في لبنان، "واستخدم فيها كل ما يملك من قوة نارية وامكانيات تسليحية وتكنولوجية دون أن يتمكن من منع المقاومين من الوقوف في وجهه بكل عزم وقوة"، مشدداً على أن "المقاومة -ووفق النظريات العسكرية- عندما تصمد دون أن يتمكن العدو من سحقها وتدميرها وانهائها، تكون هي المنتصرة" .
وأضاف: "المقاومة بصمودها وصبرها وحكمتها وبقائها واستمرارها حققت نصراً صحيحاً نستطيع أن نبني عليه للمستقبل، وما صرّح به عاموس هوكشتاين بقوله "لا اعتقد اننا قضينا على حزب الله أو هزمناه لكنه ربما لا يكون قوياً بما يكفي لمهاجمة اسرائيل" هو اعتراف بأن اسرائيل لم تهزم المقاومة".
وتابع: "ان المقاومة بقيت وكانت أولويتها وقف العدوان، وهي كانت من أجل الدفاع عن لبنان وشعبه، أما من يعتقد ان عملية الربط لم تكن صحيحة فهو واهم، لأن العدو كان يعتبر أن التهديد الوجودي لهذا الكيان هي المقاومة في لبنان، ولذلك كان يتحيّن اللحظة المناسبة للانقضاض على لبنان وفق تصريحات قادة العدو مع بدايات طوفان الأقصى".
وأكد النائب عز الدين أن "العدو لم يتمكن من تحقيق اهدافه في سحق هذه المقاومة التي صمدت امام هذه الالة العسكرية الضخمة، وهي في الحقيقة لم تكن تقاتل اسرائيل وحدها، انما كانت تقاتل حلف الناتو ودول أميركا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا، الذين اجتمعوا عليها بتقنياتهم وبكل ما يملكون من تطوّر على مستوى التجسس والاقمار الصناعية واحدث الطائرات والذخيرة التي كانوا يمدّون العدو بها".
واعتبر "نفس بقاء هذه المقاومة نصراً نعتز به، فهم لم يتمكنوا من سحق المقاومة، وقد تراجعوا عن هذا الهدف نحو نزع سلاحها، ثم تراجعوا عن هذا المطلب أيضاً" .
واشار إلى ما كان قد أعلنه العدو في عدوانه على لبنان، من أن هدفه هو اعادة المستوطنين إلى الأراضي المحتلة التي كانوا قد نزحوا منها، لم يتحقق دون وقف العدوان، "وهذا ما كنا أعلناه منذ البداية عندما أكّدنا أنه بدون وقف العدوان لن يستطيع أي نازح العودة إلى ما كان عليه".
ولفت إلى اتفاق وقف اطلاق النار الذي وُضع كمسارٍ لوقف العدوان، مشدداً على "أننا نطبق ما نلتزم به، لأننا نعتبر ذلك نوعاً من أنواع الالتزام الاخلاقي والشرعي والوطني، في حين أن العدو لم يلتزم بذلك وقد شهدنا العديد من الخروقات، الأمر الذي دفع بالمقاومة إلى إرسال رسالة تحذيرية محددة في منطقة مزارع شبعا، رسالة كانت محقة وفي مكانها وأدت دورها وأوصلت رسالتها إلى كل من يعنيه الامر، سواء اللجنة المشرفة على تطبيق آلية الاتفاق أو غيرها".
وأضاف: "العدو لم ينه خروقاته بعد، ولا يزال يتابع مساره، لذلك نحن نقول إن المقاومة لديها آليات معتمدة، وقد رفعت الحكومة اللبنانية إلى اللجنة المشرفة أمر هذه الخروقات، ما وضعها -أي اللجنة- ووضع مصداقيتها على المحك، وعليها اليوم أن تقوم بمسؤوليتها وأن تلزم هذا العدو الإنسحاب وعدم خرق الاتفاق".
وختم النائب عز الدين مؤكداً أن "المقاومة لن تقبل بفرض وقائع جديدة على الأرض، وهي تصبر إنما لصبرها حدود، وعلى اللجنة أن تقوم بمسؤوليتها لردع هذا العدو والضغط عليه، لكي يحترم هذا الاتفاق".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: وقف العدوان حزب الله عز الدین
إقرأ أيضاً:
جهاز كشف الكذب
تملك أجهزة المخابرات الأمنية العديد من الوسائل لمعرفة المعلومات عن شخصيات أو مؤسسات داخل حدودها الجغرافية أو خارجها، لترسم من خلال المعلومات خطة طريق في تعاملها مع تلك الشخصيات أو المؤسسات، ومن تلك الأجهزة ما يعرف بجهاز كشف الكذب.
ومن أجهزة المخابرات التي تملك ذلك الجهاز هي أجهزة الأمن الإسرائيلية التي تدعي أنها تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
وتقوم فلسفة جهاز كشف الكذب على إخضاع الشخص المطلوب للفحص لاكتشاف ومعرفة مدى مصداقية كلامه، فمنهم من يقع في الفخ ومنهم من يفلت منه.
وخلال مرحلة النضال الفلسطيني ضد الاحتلال، كان وما زال العدو يستخدم جهاز كشف الكذب مع الأسرى للحصول على اعتراف منهم ومطابقة ما لديه من معلومات مع ما لدى الأسير، ونجاح الفكرة وفشلها يعتمد على ذكاء الأسير وما لديه من معرفة سابقة بأساليب التحقيق وظروف الاعتقال.
قد يقول قارئ وما علاقة المقدمة بالعنوان؟
معلوم، أنه منذ بداية الاحتلال والنضال ضده لم يتوقف، والخسائر فيه متعددة الأوجه، لذا لجأ العدو لإخفاء حجم خسائره ليتفادى معارضة داخلية من جمهوره وليزرع الإحباط في صفوف الشعب بأن المقاومة لا تحقق أي شيء ولا تقتل أو تصيب أحدا من الجنود، وأن كل محاولات المقاومين "الإرهابيين" حسب زعمه هي عبارة عن عمليات "فشنك" يعني عالفاضي.
لكن ومع تطور تقنيات الإعلام وامتلاك المقاومة لها، لم يعد بإمكان العدو إخفاء خسائره؛ لأن الإعلام المقاوم يوثق العمليات العسكرية في كافة مراحل العملية منذ بدء التخطيط وصولا لمرحلة التنفيذ، وهذا ظهر جليا في معركة طوفان الأقصى حيث برز السهم الأحمر ليوضح المشاهدَ للمُشاهِد، وهذا يمكن تسميته جهاز كشف الكذب الذي يعمل لصالح المقاومة ويكشف زيف وكذب العدو الذي يبخس من العمل المقاوم ونتائجه.
لم يستطع العدو إنكار ما يوثقه السهم الأحمر، فعرف الجمهور الإسرائيلي ضعف وجبن جيشه الكرتوني، وحجم الكذب والتضليل الذي تمارسه عليه قيادته حول جدوى عمليات الفلسطينيين.
إن السهم القسامي الأحمر قد لعب دورا كبيرا في المعركة حيث رفع معنويات الشعوب المؤيدة للمقاومة؛ لأنه أشعرهم بصدق المقاومة وكذب جيش الاحتلال، وبأن ثمة رجالا يعدون العدة ويثخنون في العدو وبشكل موثق لا يمكن إنكاره.
إن لجوء المقاومة لتوثيق العمليات لم يكن عبثا، بل هو ذكاء رغم صعوبة الظروف الأمنية، فالمقاومة تدرك أن الإعلام نصف المعركة، لذا اهتمت بهذا الجانب فنجحت نجاحا باهرا.
إن الأثر الذي زرعه السهم القسامي الأحمر في قلوب الصهاينة كان يظهر بعد كل فيديو تنشره المقاومة، حيث نلاحظ اشتداد همجية الجيش تجاه الشعب كنوع من الانتقام، ويصنع حالة إرباك وفوضى في الساحة الصهيونية الداخلية، حيث ينظم الجمهور الصهيوني مظاهرات مطالبة بوقف الحرب، ليس حبا في أهل غزة بل حرصا على أبنائهم الجنود ورغبة في استعادة الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى المقاومة.
ومن الواجب قوله بأن المطلوب من الإعلام العربي الرسمي والشعبي وكافة مواقع التواصل الاجتماعي العمل على نصرة القضية الفلسطينية بكافة اللغات لإيصال الرسالة واستثمار اليقظة التي حصلت في الغرب على المستويين الشعبي والرسمي، حتى لا تذهب تضحيات أهل غزة هباء منثورا، ولمن لم يرغب بأن يقول خيرا فليصمت هو أضعف الإيمان.