تسبب الارتفاع الكبير في درجة حرارة النصف الشمالي من المحيط الأطلسي هذا الصيف، بزيادة الضغط على قطاع صيد الأسماك في إيرلندا الذي يواجه صعوبات أصلاً، وزاد المخاوف من حدوث تغييرات في هجرة الأسماك مع احتمال توجّه بعض الأنواع شمالاً باتجاه مياه أكثر برودة.

وفي حال حدث ذلك، سيكون بمثابة ضربة قاضية للقطاع.

وفي أواخر يوليو، شهدت مياه النصف الشمالي من المحيط الأطلسي متوسط درجة حرارة لم يُسجّل في السابق، مع درجة حرارة قياسية للمياه السطحية بلغت 24,9 درجة مئوية، بحسب الإدارة الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي.

ويتولى فريق "ذي اتلانتيك تشالنج"، على غرار طواقم سفن كثيرة في كيليبيغ، اصطياد سمك الغبر المتوسط والإسقمري، وهما نوعان يحظيان بأهمية كبيرة في الأسواق العالمية، ثم يعود القارب إلى الميناء بعد يوم أو يومين من الصيد لكي تبقى المنتجات طازجة.

ويؤكد مدير منظمة "كيليبيغ" للصيادين، شون أودونويو، أنّ التغير المناخي يحمل "تأثيراً كبيراً" على مخزون الأسماك البيضاء كسمك القد، الذي يفضّل المياه الباردة.

ويخشى أودونويو أن يكون انتقال أنواع من الأسماك كالقد وغبر المتوسط والرنكة إلى الشمال "مسألة وقت".

ويقول "إذا استمر الارتفاع في درجة حرارة المياه (...) فسينخفض عدد الأسماك بشكل كبير".

ويلاحظ أن الصيادين الايسلنديين يصطادون كميات أكبر من سمك الإسقمري، بينما يصطاد أعضاء منظمته المزيد من أنواع أخرى كالأنشوجة والسردين الموجودة عادة في المياه الجنوبية الأكثر دفئاً.

وتبعث درجات الحرارة المسجلة في يوليو بقلق كبير لأنّ المحيط الأطلسي عادةً ما يسجّل أعلى درجة حرارة في سبتمبر.

وفي يونيو، رصدت الإدارة الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي موجة حرّ بحرية "حادة" قبالة أيرلندا والمملكة المتحدة.

وفي الشهر الراهن، سُجّلت درجات حرارة أعلى مما تشهده فصول الصيف عادةً بـ4 إلى 5 درجات قبالة الساحل الايرلندي، على قول غلين نولان الذي يرأس هيئة علم المحيطات والمناخ في المعهد البحري الأيرلندي.

وقال "سُجلت درجات حرارة عالية جداً وصلت إلى 24,5 درجة مئوية في خلجان مقاطعة غالواي" (غرب)، مضيفاً "أتت أكثر بكثير مما نتوقّعه في العادة".

ويتطلع نولان إلى نشر دراسة قريباً تعزو ارتفاع درجات الحرارة في يونيو ويوليو إلى التغير المناخي.

وأرجعت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتغير المناخي التابعة للأمم المتحدة موجات الحر البحرية الحادة إلى الاحترار المناخي المسجّل منذ عقود، على ما يشير الخبير المقيم في غالواي.

ويؤكد غلين نولان أن درجات الحرارة الحادة تحدث تغيرات على مستوى هجرة الأسماك، مشيراً إلى أن تكاثر الطحالب في المياه الدافئة بدأ يتسبب بـ"مشاكل للمحار والأسماك".

ويواجه قطاع الصيد في ايرلندا مشكلة بارزة أخرى تتمثل في عواقب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، إذ خُفّضت حصّة ايرلندا، البلد العضو في الاتحاد الأوروبي، من صيد الأسماك بنسبة 15 بالمئة مع حلول عام 2025، في إطار اتفاق تجارة توصلت إليه لندن والمفوضية الأوروبية في اللحظة الأخيرة.

ويقول شون أودونويو "لسوء الحظ، تسبب هذا الاتفاق بضرر لايرلندا".

ويبدي رغبته في إحداث تغييرات على مستوى سياسة الصيد الأوروبية، مشيراً إلى ضرورة أن تراعي تأثير بريكست على القطاع في أيرلندا، والتخفيف من أثر التغير المناخي.

ويقول "لسنا سعداء بهذه السياسة التي تُطبَّق راهناً. إذ ينبغي أخذ بريكست والتغير المناخي بعين الاعتبار".

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات المحيط الأطلسي الإدارة الأميركية ايرلندا بريكست المحيط الأطلسي ارتفاع حرارة المحيط درجة حرارة المحيطات المحيط الأطلسي الإدارة الأميركية ايرلندا بريكست مناخ المحیط الأطلسی درجة حرارة

إقرأ أيضاً:

الإمارات .. انخفاض معدل درجات الحرارة بمقدار 4 - 6 درجات

أعلن المركز الوطني للأرصاد بالإمارات، انخفاض معدل درجات الحرارة العظمى والصغرى بمقدار 4 - 6 درجات عما كانت عليه خلال شهر أكتوبر، وذلك نتيجة لاستمرار الحركة الظاهرية للشمس نحو الجنوب بعيداً عن المنطقة.

وذكر المركز في تقرير له أن دولة الإمارات تتأثر خلال هذا الشهر بامتداد المرتفع الجوي السيبيري تدريجياً نحو المنطقة، خاصة خلال النصف الثاني منه، ما يؤدي إلى استمرار الانخفاض في درجات الحرارة، وتميل درجات الحرارة للبرودة أحياناً خاصة ليلاً على المناطق الجبلية وعلى بعض المناطق الداخلية.

وبيّن أن الرياح السائدة خلال هذا الشهر جنوبية شرقية في الصباح تتحول أثناء النهار إلى غربية - شمالية غربية، وقد تنشط سرعة الرياح في بعض أيام هذا الشهر خاصة أثناء العواصف، كما تزداد الرطوبة النسبية خاصة في الصباح الباكر نتيجة لمرور كتل الهواء المعتدلة فوق مياه الخليج نحو الدولة، ما يهيئ الفرصة لتكون الضباب الخفيف والكثيف خاصة على المناطق الساحلية.

وأشار إلى أن بعض المنخفضات الجوية المنطقة تعبر مصحوبة بكتل هوائية باردة في طبقات الجو العليا، قد تؤدي إلى تكون السحب وسقوط بعض الأمطار، تزداد شدتها في حالة تطورها إلى سحب ركامية، مع نشاط للرياح المثيرة للغبار والأتربة.

وحول درجات الحرارة وفقاً للإحصائيات المناخية، والسجلات التاريخية، أضاف أن متوسط درجة الحرارة يتراوح ما بين 23.9 و 26.4 درجة، متوسط درجة الحرارة العظمى بين 29 و32.1 درجة، ومتوسط درجة الحرارة الصغرى بين 18.8 و 21.5 درجة، فيما سجلت أعلى درجة حرارة 39.9 °م في سويحان سنة 2021، بينما أقل درجة حرارة على جبل جيس سنة 2009 بلغت 4.1 درجة مئوية، ومتوسط سرعة الرياح 11 كم/ساعة، وكانت أعلى سرعة رياح 97 (كم/ س) في الرويس سنة 2013، فيما تبلغ متوسط الرطوبة النسبية خلال هذا الشهر 57 %، ومتوسط الرطوبة النسبية العظمى ما بين 76 % إلى 85 %، ومتوسط الرطوبة النسبية الصغرى ما بين 29 % إلى 39 %.

وأشار إلى أن أعلى سنة تكرر فيها حدوث الضباب خلال السنوات الماضية كان في 2016 حيث كان عدد تكرار حدوث الضباب 13 يوم ضباب و 6 أيام ضباب خفيف، وأعلى كمية أمطار مسجلة خلال هذا الشهر 211.4 ملم على دلما في سنة 2013.

تحذير من حالة الطقس اليوم .. برودة وأمطار رعدية هدوء ما قبل الموجة العاصفة.. استقرار حالة الطقس لمدة 72 ساعة

مقالات مشابهة

  • طقس السودان: مدينة دنقلا تسجل أدنى درجة حرارة في البلاد
  • جازان تسجّل أعلى درجة حرارة بـ35 ْمئوية والباحة الأدنى بـ16 ْمئوية اليوم
  • السودان: توقعات بارتفاع درجات الحرارة وأمطار خفيفة في النيل الأزرق والبحر الأحمر
  • «معلومات الوزراء»: ذوبان الجليد يهدد أمن المياه والنظم الإيكولوجية
  • الأرصاد يكشف عن أعلى درجة حرارة سجلت على الدولة
  • دراسة تكشف عواقب تناول البيض المعرض لدرجات حرارة عالية.. ما علاقته بأمراض القلب والسرطان
  • الإمارات .. انخفاض معدل درجات الحرارة بمقدار 4 - 6 درجات
  • الأرصاد يكشف عن أقل درجة حرارة سجلت على الدولة
  • زلزال بقوة 5.1 درجات يضرب سواحل جزر فيجي جنوب المحيط الهادئ
  • ركنة تسجل أقل درجة حرارة في الدولة