بالنسبة لسعيدة، زراعة القهوة في تعز ليست مجرد وسيلة لكسب العيش، بل هي إرثٌ عائلي. فقد نشأت في مزرعة والدها بمُديرية صَبِر الموادم، حيث تعلمت العناية بأشجار القهوة مع والديها اللذين علّماها فن التقليم والحصاد واحترام الأرض. اليوم، بينما تتولى زراعة أراضي عائلتها البالغ مساحتها 8,400 متر مربع، يظل شغفها بالأرض واهتمامها بإرث القهوة اليمني مصدر إلهام لها في مواجهة التحديات والاحتفال بالإنجازات التي يحملها كل فنجان للقهوة.

 

"علاقة المُزارع بالزراعة مثل علاقة الأم بطفلها"، تقول سعيدة، موضحةً العلاقة العاطفية التي تربطها بعملها. "الزراعة لا تُحسّن من دخل عائلتنا فحسب، بل تمكننا أيضاً من نقل ثقافة أجدادنا."

 

حصاد مياه الأمطار يُعزز القدرة على التكيُّف

 

مع تفاقم آثار تغير المناخ في اليمن، يواجه المزارعون مثل سعيدة تحديات متزايدة. فقد انخفض هطول الأمطار بشكل كبير، مما ترك أشجار القهوة – والعائلات التي تعتمد عليها – عُرضةً للخطر.

 

استجابةً لذلك، قام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالتعاون مع مشروع الأشغال العامة بإنشاء خزانات لجمع مياه الأمطار في أنحاء مختلفة من المنطقة ضمن مشروع الاستجابة لتعزيز الأمن الغذائي في اليمن، الذي يموّله البنك الدولي. تُوفر هذه الخزانات إمدادات مائية حيوية لزراعة القهوة خلال أشهر الجفاف في اليمن.

 

في مُديرية صَبِر الموادم، أحدث خزانان سعة كل منهما 400 متر مكعب فرقاً كبيراً؛ فقد ساعدا المُزارعة سعيدة وعدداً من المزارعين الآخرين في الحفاظ على محاصيلهم خلال موجات الجفاف الأخيرة. تقول سعيدة: "المُزارعون الذين استخدموا المياه من خزانات مشروع الأشغال العامة هم فقط الذين شهدوا تحسُّناً في إنتاجهم هذا الموسم". ومع ذلك، تشير إلى الحاجة المُلِحّة لإنشاء المزيد من الخزانات لدعم المنطقة بأكملها.

 

تمكين الجيل القادم وإعداد قادة المُستقبل

 

بينما تواصل سعيدة العناية بحقولها بكل إخلاص، تحلم بمستقبل يواصل فيه الشباب اليمني حَمل إرث القهوة في البلاد. بصفتها المسؤولة عن مزرعة عائلتها، تشجع المزارعين الشبان على تقدير القهوة لما لها من قيمة اقتصادية وأهمية ثقافية. وتقول: "يمكن للشباب الإستفادة من عوائد القهوة مع الحفاظ على تقاليدنا"، مشيرة إلى أهمية أن يستثمر القادة المحليون في الأدوات والموارد الزراعية التي ستمكن الجيل القادم.

 

مزرعة سعيدة ليست الوحيدة التي استفادت من تدخلات مشروع الاستجابة لتعزيز الأمن الغذائي. ففي مختلف أنحاء اليمن، يُحقق المزارعون الذين تلقوا دعم المشروع زيادةً في الإنتاج والقدرة على الصمود. في السنوات المقبلة، يُخطط برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وشركاؤه لتوسيع هذه الموارد لتشمل المزيد من المزارعين، مما سيعزز الأمن الغذائي ويعزز سبل العيش في المجتمعات الزراعية في اليمن.

 

التغلب على تحديات المناخ

 

قصة سعيدة تُجسد القوة الدائمة لمُزارعي اليمن، الذين يستمرون في العناية بالأرض بالرغم من التحديات الكبيرة. مع كل فنجان قهوة يُحصد، ويُجفف، ويُشارك، تحتفل سعيدة ليس فقط بثمار عملها، بل بإرث متجذرٍ في التقاليد، ويرويه إيمانُها بغدٍ أفضل.

 

من خلال مشاريع مثل مشروع الاستجابة لتعزيز الأمن الغذائي في اليمن، يتلقى المزارعون اليمنيون الدعم اللازم لتجاوز التحديات والحفاظ على مجتمعاتهم. ومع ذلك، كما تشير سعيدة، "الحفاظ على هذه الشجرة وإرثنا أهم من مجرد القيمة الاقتصادية." في بلد حيث كل قطرة ماء لها أهميتها، وكل حبة قهوة تحمل قصة، تُعد قدرة سعيدة على الإستمرار شهادةٌ على أن التقاليد ستظل صامدة حتى في وجه الصعوبات.

 

تمكين الجيل القادم وإعداد قادة المُستقبل

 

بينما تواصل سعيدة العناية بحقولها بكل إخلاص، تحلم بمستقبل يواصل فيه الشباب اليمني حَمل إرث القهوة في البلاد. بصفتها المسؤولة عن مزرعة عائلتها، تشجع المزارعين الشبان على تقدير القهوة لما لها من قيمة اقتصادية وأهمية ثقافية. وتقول: "يمكن للشباب الإستفادة من عوائد القهوة مع الحفاظ على تقاليدنا"، مشيرة إلى أهمية أن يستثمر القادة المحليون في الأدوات والموارد الزراعية التي ستمكن الجيل القادم.

 

مزرعة سعيدة ليست الوحيدة التي استفادت من تدخلات مشروع الاستجابة لتعزيز الأمن الغذائي. ففي مختلف أنحاء اليمن، يُحقق المزارعون الذين تلقوا دعم المشروع زيادةً في الإنتاج والقدرة على الصمود. في السنوات المقبلة، يُخطط برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وشركاؤه لتوسيع هذه الموارد لتشمل المزيد من المزارعين، مما سيعزز الأمن الغذائي ويعزز سبل العيش في المجتمعات الزراعية في اليمن.

 

إرثٌ يتجسّد في كل فنجان

 

قصة سعيدة تُجسد القوة الدائمة لمُزارعي اليمن، الذين يستمرون في العناية بالأرض بالرغم من التحديات الكبيرة. مع كل فنجان قهوة يُحصد، ويُجفف، ويُشارك، تحتفل سعيدة ليس فقط بثمار عملها، بل بإرث متجذرٍ في التقاليد، ويرويه إيمانُها بغدٍ أفضل.

 

من خلال مشاريع مثل مشروع الاستجابة لتعزيز الأمن الغذائي في اليمن، يتلقى المزارعون اليمنيون الدعم اللازم لتجاوز التحديات والحفاظ على مجتمعاتهم. ومع ذلك، كما تشير سعيدة، "الحفاظ على هذه الشجرة وإرثنا أهم من مجرد القيمة الاقتصادية." في بلد حيث كل قطرة ماء لها أهميتها، وكل حبة قهوة تحمل قصة، تُعد قدرة سعيدة على الإستمرار شهادةٌ على أن التقاليد ستظل صامدة حتى في وجه الصعوبات.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: البن تعز اليمن الامم المتحدة امطار الجیل القادم الحفاظ على فی الیمن

إقرأ أيضاً:

أبوالفتوح: وصول إنتاجية القمح لـ 10مليون طن خطوة جادة لتحقيق الأمن الغذائي المصري

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد الدكتور جمال أبو الفتوح، وكيل لجنة الزراعة والري بمجلس الشيوخ، أن محصول القمح واحد من أهم المحاصيل الزراعية الاستراتيجية التي أولتها الدولة كامل اهتمامها، لتعزيز ومضاعفة معدلات الإنتاجية وتقليل هامش الفاقد، وهي الركائز التي تقلص من حجم الفجوة الغذائية ومدى الاحتياج إلى الاستيراد من الخارج بالعملة الصعبة، لافتًا إلى أن استخدام التقنيات الحديثة والالتزام بالممارسات الزراعية السليمة ساهم في وصول معدل الإنتاجية بيبلغ حوالي 10 مليون طن خلال الموسم الحالي.

وأضاف "أبو الفتوح"، أن توعية المزارعين بأفضل الطرق لضمان حصاد وفير سبب هام في تعزيز إنتاجية المحصول، فقد بلغت المساحة المنزرعة بالقمح الموسم الحالى 3,1 مليون فدان، وهو ما نجح في تحقيق مبدأ الزراعة بأكثر انتاجا في أقل مساحة، مؤكداً أن جهود مصر في التوسع في زراعة القمح تمثل جزءًا من استراتيجية الدولة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الاستراتيجية وتقليل الاعتماد على الاستيراد، خاصة في ظل التحديات العالمية المرتبطة بالأمن الغذائي.

وأشار وكيل لجنة الزراعة بالشيوخ، إلى زيادة المساحات المزروعة من القمح من خلال استصلاح الأراضي الصحراوية، خاصة في مناطق مثل توشكى والدلتا الجديدة والفرافرة، ساهم في زيادة الإنتاجية، بخلاف تشجيع المزارعين على زراعته من خلال توفير التقاوي المحسنة والدعم الفني  عن طريق استخدام أصناف قمح عالية الإنتاجية ومبكرة النضج ومقاومة للآفات والجفاف، فضلًا عن تطبيق نظم الزراعة الحديثة مثل الري بالتنقيط والري المحوري لترشيد استخدام المياه.

وأوضح الدكتور جمال أبو الفتوح، أن محصول القمح هو الغذاء الأساسي للمصريين، حيث يُستخدم بشكل رئيسي في صناعة الخبز، وغيرها من الصناعات الغذائية الأخرى، مؤكدًا أن مصر كانت من أكبر مستوردي القمح في العالم، لذا زيادة إنتاج القمح المحلي يُساهم في تقليل الاعتماد على الاستيراد، ما يقلل الضغط على العملة الأجنبية ويحسن الميزان التجاري، مطالباً باستمرار السياسات التحفيزية التي تضمن زيادة أسعار توريد القمح المحلي لتشجيع الفلاحين على التوسع في زراعته، مع ضرورة توفير الدعم اللوجستي من خلال مراكز التجميع والتخزين الحديثة لضمان زيادة الإنتاج الفترة المقبلة.

مقالات مشابهة

  • لأول مرة منذ مائة عام بلا زراعة.. حرب السودان تفاقم أزمات مشروع الجزيرة وتفقر المزارعين
  • إسرائيل تعدم الأمن الغذائي في غزة وتدمر 90% من أراضيها الزراعية
  • اليمن يبحث مع منظمة دولية تعزيز التعاون الغذائي واعتماد الذكاء الاصطناعي لتحديد الاحتياجات
  • بيطري المنيا: تقديم خدمات لـ41 ألف رأس ماشية لتحسين السلالات وتعزيز الأمن الغذائي
  • أبوالفتوح: وصول إنتاجية القمح لـ 10مليون طن خطوة جادة لتحقيق الأمن الغذائي المصري
  • موافي محذرا: التغير المفاجئ في النظام الغذائي بعد رمضان خطر كبير
  • التغير المناخي يضع الشرق الأوسط على حافة الجفاف
  • برعاية منصور بن زايد .. “التغير المناخي والبيئة” تطلق النسخة الأولى من “المؤتمر والمعرض الزراعي الإماراتي”
  • برعاية منصور بن زايد.. «التغير المناخي والبيئة» تطلق النسخة الأولى من «المؤتمر والمعرض الزراعي الإماراتي»
  • إطلاق «المؤتمر والمعرض الزراعي الإماراتي» لتعزيز الأمن الغذائي المستدام