البرهان وسقوط التحالف الروسي الإيراني في سوريا
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
الرأي: صلاح جلال
(١)
بالأمس أُسدل الستار على حكم أسرة الأسد في مسيرة من القرداحة إلى دمشق بعد ٥٢ عاماً من السيطرة على قصر الرئاسة ٢٩ عاماً لحافظ الأسد الأب ٢٤ عاماً لبشار الابن حتى صباح الأمس حيث تشير الأخبار إلى مغادرته دمشق إلى قاعدة روسية في الساحل الشمالي، بدأ حكم آل الأسد باسم التيار القومي (حزب البعث) ولكن سرعان ما تحول لحكم سلطوي شمولي قاهر بقبضة كاملة للتيار العلوي الذي تنتمي إليه أسرة الأسد.
بالأمس تمت السيطرة على عاصمة الأمويين التاريخية بقيادة الفصائل السورية المعارضة، مذكرةً بسقوط عاصمة العباسيين بغداد في العام ٢٠٠٣ بعد اجتياح القوات الأمريكية لها وإنهاء حكم الرئيس العراقي صدام حسين، احتفل السوريون مستبشرين بالحرية في ساحة المسجد الأموي بالهتاف وإطلاق زخات الرصاص في الهواء لبداية عهد جديد في سوريا بعد نصف قرن من حكم البعث.
(٢)
لماذا سقط الأسد الابن بهذه السهولة؟؟ لقد تآكلت شرعية النظام السوري منذ اندلاع المواجهات المسلحة في العام ٢٠١١م هذه المواجهات التي صمد فيها الجيش مدافعاً عن نظام الأسد بمساعدة ثلاثة عوامل أساسية حزب الله في لبنان والفيلق الشعبي بقيادة رجل إيران القوي في العراق وسوريا قاسم السليماني
والعامل الأهم التدخل المباشر الروسي لحماية نظام الأسد، تحركت فصائل المعارضة السورية بعد فترة جمود خلال الثلاثة أسابيع الماضية خاصة بعد الضربات التي وجهتها إسرائيل إلى حزب الله في لبنان والضربات الأمريكية التي وجهتها لمساندي إيران في كل من سوريا واليمن والعراق، وكذلك لاستنزاف الجيش الروسي في الحرب الأوكرانية، بالتأكيد أن ما حدث في دمشق جزء من ترتيبات دولية لعبت فيها تركيا دوراً رئيسياً لتيسير الخلاص من نظام بشار الأسد مستغلين انشغال حلفائه الرئيسيين بأزماتهم الداخلية [إيران + روسيا]، من أكبر الأخطاء التي ارتكبها بشار الأسد رفضه للدخول في عملية سياسية بعد تقدمه في الحرب الأهلية، لإجراء إصلاح أمني وسياسي شامل يكون البعث جزءاً من العملية السياسية، لكنه العناد والطمع، وأقدار التاريخ ومكره أهدر بشار الأسد فرصته الأخيرة، وتوسد مزبلة التاريخ.
(٣)
بسقوط بشار الأسد، وفي المجتمع الدولي بالتزام مؤجل بعد اجتياح بغداد في ٢٠٠٣م لدول الهلال السني على رأسها المملكة العربية السعودية وتركيا بضرورة تأسيس حكم طبيعي في العراق بأغلبية شيعية، وفي سوريا بأغلبية سنية.
لقد عطلت التقاطعات الدولية هذا الاستحقاق المتفق عليه دولياً بعد سقوط صدام حسين كجزء من معادلة ترتيب.
الشام الكبير وبسقوط بشار الأسد اليوم [الحكم العلوي] الذي أسسته عائلة الأسد بأقلية شيعية، هل يعود بعض الإستقرار لمنطقة الشام، وتحكم الأغلبية الطبيعية في سوريا في إطار ديمقراطي يحترم حقوق الأقليات المسيحية والشيعية والدرزية.
(٤)
خاسر المولد الحالي الفريق البرهان وحلفائه:
من الإسلاميين الذين راهنوا على استنساخ تجربة مقاومة بشار الأسد ومواجهة الحرب الأهلية بالتحالف مع روسيا وإيران، ولكن اتضح الآن أن الفريق البرهان وحلفائه من الكيزان قد نسجوا التحالف الصحيح في الزمن الخطأ حيث تعاني إيران وروسيا ظروف داخلية ضاغطة لا تتيح لهم فرصة مساندة أي حليف والفريق البرهان لن يكون أقرب وأنفع إليهم من بشار الأسد الذي عجزوا عن إنقاذه، واتخذ طريقه للسقوط سربا، بسقوط نظام الأسد انهد آخر ركن في محاور جبهة الممانعة العربية التي فقدت الجيش العراقي، ومن بعده الجيش اليمنى، ومن بعده الجيش الليبي وبالأمس لحق بموكب الشهداء الجيش العربي السوري في عصر سقوط الجيوش وسيادة حكم المليشيات في إقليم الشرق الأوسط أتوقع أن يعقب سقوط بشار الأسد عملية إعادة ترتيب شاملة في منطقة الشرق الأوسط، تنتهي بموجبها حرب غزة واليمن، ويتم تفكيك أو احتواء جماعة حماس وجماعة الحوثي في اليمن.
وتفكيك الخلايا الإرهابية في منطقة القرن الأفريقي (جماعة الشباب) ومواجهة حاسمة مع جماعة بوكو حرام في الساحل والصحراء وإعادة ترتيب النفوذ الدولي.
بتحجيم روسيا من التمدد في غرب أفريقيا وإعادة تموضع جديدة للقوى الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية في تلك المنطقة.
(٥)
ختامة
بسقوط الأسد اتضح ضعف روسيا وإيران وانشغالهم واستنزافهم بالنزاعات الداخلية والإقليمية؛ وبالتالي تفكيك المحور الذي دعموه في المنطقة.
الفريق البرهان والكيزان نسجوا التحالف الصحيح في الوقت الخطأ، وقبضوا الريح باعتمادهم على تحالف روسي إيراني يعيد إليهم التوازن الذي فقدوه في الحرب الأهلية الراهنة، أعتقد البرهان بعد سقوط بشار الأسد سيسعى لتوقيع اتفاق سلام لوقف الحرب في السودان بأعجل ما تيسر قبل فوات الأوان حتى لا يقع في خطأ حسابات بشار الأسد التي كلفته كرسي الرئاسة وحضن القصر الجمهوري إلى برودة المنفى الذي ينتظره.
الوسومصلاح جلالالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: صلاح جلال سقوط بشار الأسد فی سوریا
إقرأ أيضاً:
كوريا الجنوبية: مقتل نحو 600 جندي كوري شمالي في صفوف الجيش الروسي
قال نائب كوري جنوبي وخبير استخبارات اليوم الأربعاء إن نحو 600 جندي كوري شمالي قُتلوا في صفوف الجيش الروسي في حربه ضد أوكرانيا.
وأضاف النائب لي سيونج كويون، عضو لجنة الاستخبارات البرلمانية، في تصريحات صحفية بعد إحاطة مع الاستخبارات الكورية الجنوبية أنه "حتى الآن، تقدر الخسائر التي تكبدتها القوات الكورية الشمالية بنحو 4700 شخصًا، منهم 600 قتيلا".
زعيم كوريا الشمالية يوجه بسرعة التسليح النووي لقواته البحرية
بوتين يعرب عن امتنانه لزعيم كوريا الشمالية.. اعرف السبب
وأوضح المسؤول أيضًا أن نحو ألفي جندي مصاب أُعيدوا إلى كوريا الشمالية في الفترة من يناير إلى مارس 2025، وتم عزلهم في بيونج يانج وأجزاء أخرى من البلاد، على حد قوله.
وكانت بيونج يانج قد أقرت للمرة الأولى هذا الأسبوع بإرسال قوات إلى روسيا لمساعدتها في استعادة مناطق في منطقة كورسك الروسية من الجيش الأوكراني.
ودعمت كوريا الشمالية استعادة روسيا لمنطقة كورسك بنشر 18 ألف جندي على مرحلتين.
وأشار النائب الكوري الجنوبي إلى أنه منذ استعادة كورسك فعليًا في مارس الماضي، انخفضت وتيرة الاشتباكات"، مؤكدًا أنه لا يُمكن استبعاد احتمالية المرحلة الثالثة تمامًا من المعارك، مع أن بيونج يانج لم تُبدِ أي إشارة حتى الآن لإرسال قوات جديدة إلى روسيا.
وتابع: "بعد ستة أشهر من انخراط القوات الكورية الشمالية الحرب، تحسنت قدرتها القتالية بشكل كبير، حيث تراجعت قلة خبرتها الأولية وأصبحت أكثر كفاءة في استخدام أنظمة الأسلحة الجديدة، بما في ذلك الطائرات بدون طيار.
ومع ذلك، بسبب طول فترة الانتشار العسكري، كانت هناك تقارير عن سوء السلوك بين القوات الكورية الشمالية، بما في ذلك الإفراط في شرب الكحول والسرقة".
وكانت سول قد صرحت في وقت سابق بأن الجنود الذين أُرسلوا إلى روسيا، والذين يعتقد أنهم من القوات الخاصة، أُمروا بالانتحار بدلًا من الوقوع في الأسر.