يمانيون:
2025-05-02@13:47:19 GMT

“المعركة البحرية” والضعف الغربي

تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT

“المعركة البحرية” والضعف الغربي

يمانيون../
منذ انطلاق عملية إسناد معركة طوفان الأقصى، كان اليمن واضحاً في الموقف، رافعاً لسقف المناصرة، وثابتاً عليه بوتيرة تصعيدية. تبدو المواجهات البحرية التي يخوضها اليمن مع القوات الأمريكية وتحالفها الدولي ومع الأوروبي وحلفه الغربي تبدو أكبر بكثير مما نتصوره أو مما تتناقله وتتداوله وسائلُ الإعلام، يظهر ذلك عبر سلسلة التصريحات المتتالية التي يُطلقها قادة في البحرية الأمريكية والأوروبية من جنسيات مختلفة.

في البحار خاض اليمن أعنف اشتباك مع الأساطيل والقطع البحرية الأمريكية والبريطانية في معارك وصفتها الأوساط الغربية بغير المسبوقة منذ الحرب العالمية الثانية، هذا الاشتباك التاريخي لم يكن اليمن فيه فقط هو السباق عالمياً إلى مهاجمة حاملات الطائرات الأمريكية، بل استطاع اليمن تغيير قواعد الاشتباك بنحو أذهل كُبريات القوى التقليدية.. صواريخ برٍ تضرب لأول مرة مواخر في البحر، ومسيرات وزوارق مسيرة وغواصات، مما جعل من هذه المواجهات محطة فاصلة في تاريخ الحروب البحرية.

211 سفينة
وفي مدار معركة اليمن الإسنادية لغزة بلغ عدد القطع البحرية المستهدفة في مجملها زهاء (211) سفينة وبارجة، شملت:
(103) سفن تجارية ونفطية من جنسيات متعددة، 74 سفينة تجارية ونفطية أمريكية وبريطانية وإسرائيلية، 34 قطعة حربية أمريكية وبريطانية ما بين بارجات ومدمرات وحاملات طائرات أجبرت على مغادرة مسرح العمليات في البحر الأحمر والعربي والمتوسط، عبر سلسلة من العمليات القتالية.

من أبرز المحطات في هذه المواجهات كانت الاشتباكات مع حاملة الطائرات الأمريكية “آيزنهاور” التي تعرضت لهجمات القوات اليمنية أربع مرات، ما أجبرها على انسحاب وصفه المراقبون بـ”المخزي وغير المسبوق” في تاريخ البحرية الأمريكية. أعقب ذلك انسحاب حاملة الطائرات “روزفلت”، التي لم تجرؤ على دخول مناطق عمليات القوات المسلحة اليمنية، ثم “إبراهام لنكولن”، والتي لا تزال تداعيات فرار الأخيرة تحت ضربات اليمن محل اهتمام القادة العسكريين وحديث وسائل الإعلام، باعتبارها ثالث حاملات طائرات تغادر المنطقة.

ومع كل انسحاب تنجو به القطع الحربية الأمريكية من النيران اليمنية، يمثل تآكلاً وتناقصاً لمنسوب هيبة واشنطن في العالم وتتسع شروخ تحالفها البحري في المنطقة، الذي طالما قدم نفسه كقوة لا تقهر. ومع كل ضربة يمنية، يتكشف للعالم مدى هشاشة وضعف ما أطلق عليها “أسطورة البحار والمضائق” أمريكا وبريطانيا وتحالفهما البحري، وأن الإرادة الصلبة والابتكار العسكري يمكنهما زعزعة أقوى التحالفات وإعادة صياغة ملامح الصراع الإقليمي والدولي.

استهداف 11 سفينة مرتبطة بالعدو الإسرائيلي
استهداف 11 سفينة مرتبطة بالعدو الإسرائيلي
وعلى وقع عمليات القوات المسلحة اليمنية يتشكل واقع عالمي جديد على الأقل في المنطقة العربية.. واقع يتربع اليمن فيه “قلب المعادلات” وعلى رأس صناع المتغيرات.

هذه الحقائق ليست من الخيال بل باتت من المسلمات التي اعترف بها العدو نفسه، وسنورد في هذا التقرير بعضاً من تلك الحقائق التي قيلت على ألسن القادة الأمريكيين والبريطانيين وفي وسائل إعلامهم.

قائد التحالف الأوروبي يقر بالفشل

حين تحركت الولايات المتحدة في البحر لوقف عمليات اليمن البحرية، حرصت على حشد المجتمع الدولي إلى صفها في مواجهة اليمن، وتم تشكيل تحالف أمريكي بريطاني مع 12 دولة أخرى أسمي “حارس الازدهار”، فيما شكلت الدول الأوروبية تحالفاً بحرياً آخر أطلق عليه “أسبيدس”، وهذا التحالف أدرك منذ الوهلة الأولى صعوبة المعركة مع اليمن، وبالتالي أعلن أن دوره سيقتصر على التصدي للأسلحة اليمنية دون المشاركة في العدوان على اليمن.

وبعد عام من محاولة التحالف الأوروبي اعتراض الأسلحة اليمنية، ظهر قائد هذا التحالف ليعترف بأنه ليس ساحراً ليتغلب على اليمن، ما يوحي بأن كل التكنولوجيا الغربية منيت بالفشل ولم يعد من خيار سوى الحلول السحرية الخارقة للعادة، وهذا إحدى تجليات النصر الإلهي.

واعترف قائد عملية “أسبيدس” الأوروبية في البحر الأحمر فاسيليوس لوكالة لويدز بالعجز عن التصدي للأسلحة اليمنية نظراَ لكثافتها وقلة الصواريخ على السفن الحربية وصعوبة تعويضها، وقال فاسيليوس: “أنا لست ساحرًا، ولا يمكننا حماية الجميع، لأن لدينا ثلاث سفن حربية فقط ” لافتاً إلى أن بعض الصواريخ تكلف ملايين الدولارات، وعلينا أن نفكر في هذا الأمر وفي عدد الصواريخ التي نطلقها، وإذا فعلنا ذلك، أين وكيف نستبدلها؟”.

وأضاف قائد عملية “أسبيدس” الأوروبية: “رسالتي إلى الصناعة البحرية هي أنه يجب عليهم العودة إلى بلدانهم الأصلية وزيادة الضغط من أجل زيادة المشاركة من جانب “أسبيدس”. ولفت إلى أن اتخاذ القرارات بشأن السفن التي يجب توفير الحماية المباشرة لها يتطلب تقييمًا يوميًا للمخاطر يأخذ في الاعتبار التكلفة بقدر ما يتعلق بالهجمات المحتملة. وأضاف: “لا يمكنك الذهاب إلى السوبر ماركت للحصول على هذه الأشياء، والتمويل يقع مباشرة على عاتق الدول التي توفر السفن”.

في ذات السياق، اعترف فاسيليوس بأن الجيش اليمني لا يستهدف سوى السفن الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية. داعيا جميع شركات الشحن إلى إعادة النظر في قراراتها بشأن تغيير مسار سفنها حول رأس الرجاء الصالح. وقال الأميرال فاسيليوس: “بالنسبة لشركات الشحن التي ليس لديهم اتصالات مع الأمريكيين أو البريطانيين أو الإسرائيليين، يمكن أن تعود بأمان شديد إلى البحر الأحمر، فهناك عدد هائل من السفن التي يمكن أن تمر دون أن يلحق بها أذى”.

وأكد فاسيليوس أن الهجمات التي ينفذها اليمنيون تستهدف بشكل رئيسي السفن التابعة لإسرائيل والولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وليس هناك ما يبرر الخوف بالنسبة للسفن غير المرتبطة بهذه الدول. وأضاف: إنه يتعين على الرؤساء التنفيذيين لشركات الشحن أن يقوموا بتحليل المخاطر الخاصة بهم قبل أن يقرروا الاستمرار في تحويل مسار جميع سفنهم حول رأس الرجاء الصالح، لأن هناك العديد من السفن التي لا يتم تضمينها فعليًا في قائمة الأهداف لدى اليمن.


أمريكا تقر باستهداف بوارجها
بعد أن حاولت الولايات المتحدة الأمريكية التستر على عمليات استهداف سفنها، وجدت نفسها مضطرة للاعتراف أخيراً، حيث نقل موقع “بيزنس إنسايدر” الأمريكي عن مسؤول دفاعي أمريكي قوله: إن مدمرة تابعة للبحرية الأمريكية تعرضت لثلاث هجمات من قبل القوات المسلحة اليمنية خلال شهرين.

وأوضح المسؤول العسكري الأمريكي أن المدمّـرة (يو إس إس ستوكديل) تعرضت حتى الآن لثلاثة حوادثَ في غضون شهرين، وكانت عرضة لوابل كثيف من الصواريخ والطائرات بدون طيار في الـ27 من سبتمبر الماضي، وأن الهجوم الثاني كان في الــ12 من (نوفمبر) المنصرم، والثالث في الأول من ديسمبر، واعتبر الموقع أن “هذه الهجمات المتكرّرة تعكس رغبة “الحوثيين” في ضرب أي سفينة حربية أمريكية”.

وفي الــ 27 من سبتمبر 2024م أعلنت القوات المسلحة اليمنية تنفيذ عملية عسكرية نوعية استهدفتْ منْ خلالِها ثلاثَ مدمرات حربية أمريكية، كانت متجهةً لإسناد العدوّ الصهيوني عبر البحر الأحمر، وكانت (ستوكديل) من بينها حسب ما قاله مسؤولون أمريكيون لشبكة فوكس نيوز: إن السفن الحربية “ستوكديل” و “سبروانس”، و “إنديانابوليس”، تعرضت لوابل من الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز وطائرات بدون طيار، عندما كانت تمر عبر مضيق باب المندب. أما شبكة سي بي إس فنقلت عن مسؤولين أمريكيين قولهم: إن “الهجوم على ثلاث سفن حربية أمريكية في البحر الأحمر، كان واحداً من أكبر الهجمات حتى الآن على السفن الحربية الأمريكية العاملة في الشرق الأوسط”.

وفي الــ 12 من نوفمبر 2024م: أعلنت القوات المسلحة اليمنية عن تنفيذ عمليتين عسكريتين نوعيتين الأولى استهدفت حاملة الطائرات الأمريكية (إبراهام) في البحر العربي بعدد من الصواريخ المجنحة والطائرات المسيرة، والثانية استهدفت مدمرتين أمريكيتين في البحر الأحمر بالصواريخ والمسيرات، وقد أكدت القيادة المركزية الأمريكية يومها أن (ستوكديل) كانت ضمن هذا الهجوم.

وفي الــ 1 من ديسمبر 2024م: أعلنت القوات المسلحة اليمنية عن تنفيذ عملية عسكرية نوعية ومشتركة، استهدفت مدمرة و3 سفن إمداد تابعة للجيش الأمريكي، وقالت القوات المسلحة: إن العملية نُفّذت بـ 16 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة في البحر العربي وخليج عدن، وكانت الإصابات دقيقة ومباشرة، وقد اعترفت القيادة المركزية الأمريكية أن (ستوكديل) كانت ضمن هذا الهجوم.


أمريكا تقر باستهداف بوارجها
فشلنا حتى في تخفيف هجمات اليمن
“التهديد الذي تمثله القوات المسلحة اليمنية لا يزال قائماً، ولا يبدو أن هناك ما يخففه” هذا هو أحدث الاعترافات بفشل وهزيمة الولايات المتحدة الأمريكية في مواجهة اليمن وعلى لسان القائد الأسبق للقيادة المركزية الأمريكية، الجنرال المتقاعد جوزيف فوتيل في تصريحات نقلها موقع Business Insider أكد فيها فشل الجيش الأمريكي عن ردع القوات المسلحة اليمنية أو حتى تخفيف حجم التهديد الذي تشكله عملياتها البحرية المساندة لغزة. وقال الجنوال فوتيل: إن “التهديد الذي تمثله القوات اليمنية لا يزال قائماً، ولا يبدو أن هناك ما يخففه”.

وأضاف فوتيل: إن “العمليات العسكرية الأمريكية [ضد الحوثيين] ركزت بشكل واضح على مهاجمة مواقع الإطلاق ومواقع الإنتاج ومواقع التخزين وربما بعض مواقع القيادة والسيطرة، ولكن لا يبدو أن أياً من ذلك يردع الحوثيين على الإطلاق”. وقال: إن “الولايات المتحدة تستطيع الاستمرار في إرسال السفن الحربية إلى القتال، لكن الصراع يؤثر على أولويات أخرى ضمن استراتيجية الأمن القومي للبنتاغون، مثل القدرات العسكرية المتنامية للصين”.

البنتاغون يستعين بالكلاب
لم يقتصر الفشل الأمريكي أمام اليمن في الجانب التقني وحسب، بل وحتى على مستوى الأفراد، حيث كشفت صحيفة الجيش الأمريكي “ستارز آند سترايبس – Stars and Stripes “ أو النجوم والأشرطة في تقرير في عددها الصادر في الــ29 من نوفمبر 2024م، أن “البحرية الأمريكية لجأت إلى الاستعانة بكلب أليف للتعامل مع التوتر النفسي الذي شعر به طاقم حاملة الطائرات (آيزنهاور) أثناء تواجدها في البحر الأحمر نتيجة الهجمات المتكررة التي كانوا يتعرضون لها من قبل القوات المسلحة اليمنية”، وبحسب التقرير، فإن الكلب الذي أطلق عليه اسم “الكابتن ديمو” كان متواجداً على متن حاملة الطائرات الأمريكية في منتصف العام الجاري.

ونقل التقرير الذي كان قد نشرته الصحيفة في الموقع الإلكتروني عن عدد من قادة البحرية وفريق البرنامج المختص، منها قائدة فريق البرنامج تيري فاريكر، الذي ذكرت أن: “هدف البرنامج التجريبي هو أنه إذا بدأ الناس في الدخول في حلقة مفرغة سيئة وبدأت قطع الدومينو في السقوط، وتمكنا من إيقاف قطعة الدومينو التالية، فيمكننا قطع الحلقة”، في إشارة إلى الحاجة لوقف انتشار التوتر النفسي بين طواقم البحرية.

قائد حاملة الطائرات (آيزنهاور) الكابتن كريستوفر هيل، قال من جانبه: “لقد كنت متشككاً في البرنامج، حتى رأيته أثناء العمل في مهمة صعبة استمرت تسعة أشهر والتأثير الذي أحدثه على حياة الناس”. وأضاف: “إن رؤية (ديمو) يسير عبر الممر ومشاهدة البحارة يبتهجون كان مؤثراً بالتأكيد”.

المتخصص في البرنامج الديني على متن (آيزنهاور) جافاروس ستيوارت من جانبه كشف عدة نقاط منها أن طاقم الحاملة واجه هجمات شبه يومية بالصواريخ والطائرات بدون طيار التي أطلقها الحوثيون”. وأن الكلب (ديمو) كان مطلوباً بشدة، وكان هناك ما يزيد عن 20 طلباً يومياً من البحارة أو الأقسام لحجز وقت مع ديمو، وعندما كان يزور البحارة في الأماكن المشتركة، كان الناس يتوافدون لمداعبته كما لو كان من المشاهير”. وفي أحد الأيام، التقيت بحارةً مضطربة تجلس في كنيسة (آيزنهاور) وكانت تمر بيوم سيئ للغاية، فاقترب منها (ديمو) وعانقته، وللحظة شعرت أنها لم تكن في البحر الأحمر”. مؤكداً أن هناك عدة كلاب تنتشر على متن حاملات طائرات وسفن أمريكية أخرى لأعراض علاجية مماثلة.

البنتاغون يستعين بالكلاب
على حاملات الطائرات الحذر
أما مجلة ” المصلحة الوطنية –National interest المختصة في قضايا الدفاع والأمن القومي والشؤون العسكرية والأجهزة والسياسة الخارجية والسياسة الأمريكية فدعت إلى عدم الاستخفاف بالقدرات العسكرية للجيش اليمني، وأن على حاملات الطائرات الأمريكية التي ستنتشر في المنطقة أن تتوقع التعرض لضربات أقوى بصواريخ متطورة.

وقالت المجلة في تقرير لها: إن “جماعة الحوثي المسلحة في اليمن أعلنت أنها نجحت في إبعاد البحرية الأمريكية بعد مغادرة حاملة الطائرات النووية من فئة (يو إس إس أبراهام لينكولن) الشرق الأوسط”. وأضافت أن “حاملة الطائرات الأمريكية (أبراهام لينكولن) وصلت، السبت، إلى ميناء كلانج في ماليزيا، وهذا ترك الولايات المتحدة بدون حاملة طائرات في المنطقة لأول مرة منذ أكثر من عام، باستثناء فترة وجيزة في يونيو الماضي، وهو ما سمح للحوثيين بإعلان النصر” حسب وصف المجلة.

واعتبر التقرير أنه “لن يكون من الحكمة أن يستخف أحد بقدرات المسلحين الحوثيين الذين يسيطرون الآن على مساحات شاسعة من اليمن”. وأضاف أنه “سيتعين على حاملات الطائرات المنتشرة في المنطقة أن تتوقع التعرض لنيران صواريخ متطورة على نحو متزايد”.

واستشهد التقرير بتصريحات وكيل وزارة الدفاع الأمريكية لشؤون المشتريات والدعم بيل لابلانت التي قال فيها: “إن الصواريخ اليمنية قادرة على القيام بأشياء مذهلة” مضيفاً: “أنا مهندس وفيزيائي، وقد عملت في مجال الصواريخ طيلة حياتي المهنية، وما رأيته من أعمال قام بها الحوثيون خلال الأشهر الستة الماضية أمر أذهلني”.

وأكد التقرير أنه “مع استمرار الولايات المتحدة في التحرك بسفنها الحربية، يتعين عليها أن تكون حذرة حتى لا ترتكب أي خطأ!”.


اليمن خارج السيطرة
”التهديد الاستراتيجي الذي تشكله القوات المسلحة اليمنية على الولايات المتحدة وحلفائها قد خرج عن السيطرة، بعد فشل الجهود الأمريكية والغربية في وقف الهجمات البحرية اليمنية” هذا ما أكدته صحيفة ” ديلي إكسبرس – Daily Express “ في تقرير جديد أعده المعلق السياسي والدفاعي والضابط السابق في الجيش الأمريكي المقدم ستيوارت كروفورد وقال التقرير: “بينما ينشغل العالم بالأحداث في لبنان وغزة، يواصل الحوثيون في اليمن هجماتهم على الشحن في البحر الأحمر وخليج عدن”.

وأضافت أنه “برغم الضربات الصاروخية والجوية التي تقودها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ضد الحوثيين، والدوريات التي تقوم بها دول أخرى في المياه القريبة من اليمن ومهاجمة زوارق الحوثيين في البحر الأحمر، فقد قال المتحدث باسم قوات صنعاء، العميد يحيى سريع، في مايو الماضي: إنه سيتم استهداف أي سفينة تتجه إلى الموانئ الإسرائيلية في البحر الأبيض المتوسط في أي منطقة بالإمكان الوصول إليها”، في إشارة إلى أن عمليات الحوثيين اتسعت بالرغم من الجهود الغربية.

وقالت الصحيفة: “من الواضح أن هذا الأمر يجب أن يتوقف الآن، فالحوثيون يشكلون تهديداً استراتيجياً له تداعيات عالمية على الولايات المتحدة وحلفائها”، مضيفة أنهم تطوروا “من ميليشيا صغيرة في الجبال الشمالية في اليمن إلى تهديد استراتيجي كبير له علاقات بخصوم الولايات المتحدة المتعددين”.

وأضافت: “باختصار، أصبح الحوثيون خارج نطاق السيطرة”.

وأشارت الصحيفة إلى ما ذكره معهد دراسات الحرب الأمريكي في تقريره قبل أيام، بشأن “فشل التدابير نصف التفاعلية التي اتخذتها الولايات المتحدة في تحقيق تأثيرات حاسمة أو تقليص القدرات العسكرية للحوثيين بشكل ملموس، وهو ما سمح لهم بالتعرف على أسلوب العمل الأمريكي والتكيف معه للدفاع عن أنفسهم ضده”.

وقالت: إن “كارثة البحر الأحمر تشكل مصدر إلهاء كبير للولايات المتحدة، وتستمر في صرف انتباهها عن جهودها لتحويل تركيزها العسكري إلى منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وهو ما تحاول الولايات المتحدة القيام به منذ بعض الوقت”.

اليمن خارج السيطرة
ضربات قاتلة
”استمرار إغلاق ميناء أم الرشراش المحتلّة (إيلات) من قبل القوات المسلحة اليمنية يعتبر ضربة قاتلة بأمن إسرائيل” هذا ما أكده رئيس “وكالة الطاقة الإسرائيلية”، إيريز كالفون. وبحسب موقع “אייס | ice.co.il ” الاقتصادي الصهيوني فإن “رئيس وكالة الطاقة” الإسرائيلية، إيريز كالفون حذر خلال المؤتمر الدولي الحادي والعشرين للطاقة والأعمال، من العواقب الوخيمة لإغلاق ميناء إيلات على أمن الطاقة في إسرائيل”، مشيراً إلى أنه يُعد رصيداً استراتيجياً لضمان إمدادات الطاقة في الأوقات العادية وحالات الطوارئ.

وأوضح كالفون أن استمرار إغلاق الميناء نتيجة الحصار اليمني المفروض على الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر، يُشكل تهديداً حقيقياً لقدرة البلاد على تأمين احتياجاتها من الوقود، حيث قال: “ليس من المؤكد أن طائرات سلاح الجو كانت ستملك وقوداً كافياً إذا استمر هذا الوضع، لأن أي ضرر يلحق بقدرة المنشأة وتشغيلها هو ضرر قاتل لأمن الطاقة الإسرائيلي”.

وأكد كالفون أهمية ميناء إيلات باعتباره نقطة استراتيجية لا يمكن الاستغناء عنها، خصوصاً مع عدم إمكانية الاعتماد بشكل كامل على موانئ البحر الأبيض المتوسط، مضيفاً: “الضرر الذي لحق بنشاط ميناء كاتسا في إيلات هو ضرر مباشر يهدد أمن الطاقة في البلاد”. واعتبر رئيس وكالة الطاقة، أن هذا الوضع الذي فرضه الحصار اليمني، يثير مخاوف بشأن مستقبل الطاقة في “إسرائيل’’.

ضربات اليمن قاتلة
ضربات قاتلة
تهديد مستمر
أما صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، فقالت: إن من المفترض أن يكون يوم الأحد، يومًا هادئًا للكيان الصهيوني، إلا أن الهجوم الباليستي القادم من اليمن أظهر واقعًا مقلقًا، يتمثل في افتقار “إسرائيل” إلى خطة استراتيجية متماسكة للتعامل مع هذه التهديدات المستمرة.

وكشفت صحيفة يديعوت أحرونوت في تقرير لها عن إخفاق الكيان الصهيوني في التعامل مع التهديدات العسكرية المتصاعدة القادمة من اليمن، مشيرةً إلى أن الوضع الأمني يتفاقم وسط غياب استراتيجية واضحة للتصدي لتلك الهجمات منذ 14 شهراً تقريباً. وبحسب الصحيفة، فإن صفارات الإنذار التي انطلقت الأحد في وسط الأراضي المحتلة جاءت إثر صاروخ باليستي أُطلق من اليمن، مما شكل تذكيرًا صادمًا بأن الصراع لم ينتهِ بعد، وأن “إسرائيل” لا تزال تواجه تحديات معقدة على جبهات متعددة. وعبرت الصحيفة عن أن “إسرائيل” تشعر بخيبة أمل بسبب فشل الولايات المتحدة وحلفائها في وقف الهجمات اليمنية أو الحد منها. وأشارت إلى أن الأمل المتبقي الآن هو أن يؤدي انتهاء القتال في غزة إلى إغلاق الجبهة اليمنية ولكن ليس هناك يقين بأن هذا سيكون هو الحال.

تهديد مستمر

التهديد الأصعب لترامب
صحيفة “نيويورك صن – The New York Sun” أكدت أن القوات المسلحة اليمنية أصبحت تشكل تحديا مبكرا للرئيس دونالد ترامب . وقالت الصحيفة الأمريكية في تقرير لها إن اليمنيين يبرزون كلاعب رئيسي في التحالف المناهض لأمريكا في “الشرق الأوسط”. وأشارت إلى إنه” يمكن أن يصبح شل حركة التجارة في البحر الأحمر، وهو طريق شحن رئيسي، سلاحا قويا لتحالف متنامٍ عازم على إضعاف واستبدال القيادة العالمية لأميركا”.

ونقلت الصحيفة عن إنبال نيسيم لوفتون، وهي مراقب لليمن في الجامعة المفتوحة في “إسرائيل”، قولها “حتى الآن، كانت أمريكا ومن إليها غير فعالين في مواجهة هجوم الحوثيين على حرية الملاحة العالمية”، وأضاف التقرير أن الولايات المتحدة ومن إليها عجزوا حتى الآن عن التصدي للهجمات اليمنية التي “تهدد حرية الملاحة في البحر الأحمر”، بحسب الصحيفة، مشيرا إلى أن استمرار هذه التحركات قد يعيد تشكيل التوازنات الجيوسياسية في المنطقة.
التهديد الأصعب لترامب

واشنطن تصل لطريق مسدود
من الطبيعي أن تصل الولايات المتحدة إلى أفق مسدود أمام اليمن، فكل الخيارات التي راهنت عليها فشلت، سواء الخيارات العسكرية أو السياسية والاقتصادية. في هذا الجانب قالت صحيفة” بيزنس إنسايدر –Business Insider “المختصة بعالم المال والتجارة إن معركة القوات الأمريكية مع “الحوثيين” في البحر الأحمر منذ عام وصلت إلى طريق مسدود خطير.

وفي تقرير للصحيفة عنونته بــ “معركة الجيش الأمريكي مع الحوثيين وصلت إلى طريق مسدود وخطير” أكدت الصحيفة الأمريكية إن “الحوثيين” أمضوا العام الماضي في تهديد ممرات الشحن الرئيسية بالصواريخ والطائرات بدون طيار، ولم يتمكن الرد العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة من منع هجماتهم. مضيفة أن الجيش الأمريكي قاد تحالفًا بحريًا غربيًا ضد “الحوثيين”، لكن عامًا من القتال المكثف لم يجعل الولايات المتحدة أقرب إلى إنهاء التهديد.

وتطرق تقرير الصحيفة إلى تصريح سابق للمبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينج بشأن عدم رغبة بلاده في تصعيد أكبر في اليمن. كما أشارت إلى تصريحات أخرى للبنتاغون تؤكد أن “الحوثيين” ما زالوا يحتفظون بقدراتهم العسكرية.

وقال الجنرال المتقاعد جوزيف فوتيل، الذي أشرف على العمليات العسكرية في “الشرق الأوسط” في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين بصفته قائد القيادة المركزية الأمريكية، لـ BI: “لا يزال التهديد قائمًا، ولا يبدو أن هناك الكثير من التراجع”.


واشنطن تصل لطريق مسدود
تهرب إسرائيلي من اليمن
وتحت عنوان “الانتقادات التي تهرب منها البحرية والمهمة الحاسمة التي فشلت فيها” أكد موقع “ماكو – mako –מאקו “العبري في تقرير له نشر في الــ 24 من نوفمبر 2024م أن البحرية الإسرائيلية أظهرت فشلا ذريعا في أداء مهامها الأساسية، وذلك من خلال عجزها عن التعامل مع الحصار البحري الذي فرضته القوات المسلحة اليمنية على “إسرائيل” والذي أدى إلى إغلاق ميناء “إيلات” بالكامل، وكانت له تأثيرات “كبيرة” على الاقتصاد الإسرائيلي.

وقال التقرير إن “البحرية الإسرائيلية وقّعت على فشل كبير في السابع من أكتوبر، وأخفقت في المهمة الرئيسية للبحرية بحكم التعريف، وهي حراسة الممرات الملاحية إلى إسرائيل، والتي كانت مغلقة بالكامل تقريبًا في الجنوب” مشيرا إلى أن “قائد البحرية اللواء دافيد ساعر سلمى تلاعب خلال العام الماضي مع وسائل الإعلام، واختار بعناية المقالات التي تناسبه ونشر الضباب في الأماكن التي لا تناسبه”.

وأضاف التقرير: “تواصلنا مع عدد من الضباط في القوة للحصول على إجابات، وأغلبهم فضل عدم الإجابة وتهرب، ولكن بعد مرور أكثر من عام على اندلاع الحرب، يتعين على البحرية تقديم إجابات حول الفشل خلال حرب 7 أكتوبر وإغلاق الممرات الملاحية إلى “إيلات”، مما أدى إلى جفاف الميناء هناك تماما”.

واعتبر التقرير أن “البحرية الإسرائيلية لا ترقى إلى مستوى واحدة من أهم مهامها بالتعريف العسكري وهي مهمة حماية الممرات الملاحية إلى إسرائيل، وهذا ما يظهر في كل مقابلة تقريبًا مع ضابط بحرية”.

وتابع : “يقول موقع الجيش الإسرائيلي إن من بين الأدوار المختلفة لذراع البحر، الحفاظ على حرية الملاحة إلى إسرائيل…لكن من الناحية العملية، فشلت البحرية في تحقيق هذه المهمة الاستراتيجية لأكثر من عام، فمع بداية حرب 7 أكتوبر، أعلنت القوات اليمنية الحرب على إسرائيل وبدأوا في إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار عليها، وهو ما يعتبر تهديدًا مقلقًا، وبالإضافة إلى إطلاق النار هذا، بدأوا أيضا في مهاجمة واختطاف السفن في البحر الأحمر التي لها علاقات بإسرائيل أدى ذلك إلى إغلاق طريق شحن رئيسي إلى إسرائيل والجفاف شبه الكامل لميناء إيلات، وفي الماضي خاضت إسرائيل حربا بسبب مثل هذا التهديد”.

تهرب إسرائيلي من اليمن

لا قدرة على تغيير الوضع في البحر
مع استمرار الجيش اليمني في حظر الملاحة الإسرائيلية واستهداف السفن الأمريكية والبريطانية، في ظل العجز الغربي عن إحداث أي تغيير في المعادلة المطروحة في البحر لأكثر من عام يمكن القول أن المجتمع الغربي وصل إلى قناعة باستحالة تغيير الوضع بأي وسيلة من الوسائل المتاحة فقد أصبح البحر الأحمر يمنياً خالصاً.

وهذا ما أكده موقع Freight News المتخصص في التجارة والنقل والخدمات اللوجستية للمستوردين والمصدرين ومقدمي الخدمات اللوجستية في جنوب إفريقيا والذي نقل تعليق مارك ويليامز من شركة الاستشارات التجارية البحرية البريطانية “شيبينج ستراتيجي” على استهداف السفن الأمريكية بالقول: “يجب أن نفترض أن البحر الأحمر لا يزال منطقة محظورة إلى أجل غير مسمى بالنسبة للعديد من الامشغلين”. فيما أكد مدير شركة استشارات الشحن “Shipping Strategy” البريطانية أن القوات البحرية الغربية لم تستطيع منع الهجمات من اليمن، ولم تنجح عمليات القصف الجوي الأمريكي البريطاني في وضع حدًا لها، لذلك يجب افتراض البحر الأحمر منطقة محظورة إلى أجل غير مسمى.

كما قال الموقع إنه “بعد مرور الذكرى الأولى لاستيلاء القوات اليمنية على سفينة الشحن الإسرائيلية” جالاكسي ليدر” في البحر في 19 نوفمبر الماضي هاجمت القوات المسلحة اليمنية سفينتين حربيتين أمريكيتين وثلاث سفن تجارية ترفع العلم الأمريكي مشيرا إلى السفن البحرية التي تعرضت للاستهداف هي السفينة ستينا إمبيكابل ، وناقلة النفط مايرسك ساراتوجا التي تبلغ حمولتها 2500 حاوية نمطية، وسفينة البضائع السائبة ليبرتي جريس”.

وأكد أن هذا الاستهداف يعني أنه للعام الثاني على التوالي، تواجه تجارة الخطوط الملاحية المرتبطة بإسرائيل مخاطر شديدة في مسرح عمليات القوات المسلحة مما يؤدي إلى إبحار أطول وأكثر تكلفة حول رأس الرجاء الصالح.
—————————
موقع أنصار الله . تقرير

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الصواریخ والطائرات بدون طیار حاملة الطائرات الأمریکیة القوات المسلحة الیمنیة المرکزیة الأمریکیة البحریة الأمریکیة الولایات المتحدة حاملات الطائرات فی البحر الأحمر القوات الیمنیة الجیش الأمریکی السفن الحربیة حربیة أمریکیة الشرق الأوسط أعلنت القوات إلى إسرائیل فی تقریر له طریق مسدود فی المنطقة أمریکیة فی التقریر أن لا یبدو أن الطاقة فی من الیمن فی الیمن حتى الآن تهدید ا لا یزال أن هناک هناک ما فی الــ وهو ما إلى أن أن هذا من عام هذا ما

إقرأ أيضاً:

الرواية اليمنية لسقوط الـ«F-18»… ضربة عسكرية ورسالة استراتيجية تعمّق الورطة الأمريكية

يمانيون../
في خطوة عكست تحوّلاً لافتاً في معادلات الاشتباك البحري في البحر الأحمر، أقرت البحرية الأمريكية بسقوط طائرة حربية من طراز «F-18»، من على متن حاملة الطائرات «هاري ترومان»، وهي طائرة متعددة المهام تُعد من أعمدة سلاح الجو الأميركي، وتبلغ قيمتها أكثر من 67 مليون دولار. وبينما حاولت واشنطن تصوير ما حدث على أنه “حادث عرضي”، تبرز الرواية اليمنية كمحور متماسك يشير إلى عملية هجومية مركزة أثمرت عن هذا الإنجاز الاستراتيجي، لتُظهر معادلة عسكرية جديدة تتبلور جنوب البحر الأحمر.

الارتباك في الرواية الأميركية: محاولة لاحتواء الفضيحة
في أول رد فعل رسمي، أصدرت البحرية الأميركية بياناً مقتضباً تحدّث عن “حادث عرضي” تمثّل في سقوط طائرة F-18 من على متن حاملة طائرات، دون تحديد اسم الحاملة أو سياق الحادثة. غير أن التناقض ظهر سريعاً، إذ نقلت وسائل إعلام أميركية عن مسؤولين قولهم إن الطائرة سقطت أثناء “مناورة حادة” أجرتها حاملة “هاري ترومان” تفادياً لنيران يمنية. هذه الرواية الثانية، رغم تحفظاتها، تعترف ضمنياً بأن الطائرة سقطت في سياق اشتباك، وتنسف بذلك سردية “الخلل الفني أو الخطأ العرضي”.

يُرجّح مراقبون أن هذا الاعتراف الأميركي المبتور جاء في سياقين:

خشية من السبق اليمني إعلامياً وعسكرياً، كما حصل في حادثة مماثلة في ديسمبر 2024 عندما اعترفت واشنطن لاحقاً بإسقاط طائرة مشابهة بعد تأكيد صنعاء للواقعة.

محاولة لصرف الانتباه عن جريمة صعدة، حيث قُتل وجُرح أكثر من 125 مهاجراً أفريقياً في غارة أميركية، وهو ما قد يُعد أكبر المجازر التي ارتكبتها واشنطن في اليمن خلال هذا العام.

الرواية اليمنية: اشتباك مركّز ونتائج ميدانية مدوّية
جاء الاعتراف الأميركي بعد ساعات فقط من إعلان القوات المسلحة اليمنية تنفيذ “عملية اشتباك مشتركة” استهدفت حاملة “هاري ترومان” والقطع الحربية المرافقة لها باستخدام صواريخ وطائرات مسيّرة، ما أجبرها على التراجع إلى أقصى شمال البحر الأحمر. هذا التزامن الزمني والعملياتي يعزز من مصداقية الرواية اليمنية، ويؤكد أن سقوط الـ«F-18» لم يكن وليد خطأ فني، بل نتيجة مباشرة لتكتيك عسكري محكم.

وتشير مصادر يمنية إلى أن الاشتباك الأخير تميز بزخم ناري غير مسبوق، استُخدمت فيه تكتيكات جديدة، وامتد لعدة ساعات، مما خلق حالة من الإرباك والضغط المستمر على حاملات الطائرات الأميركية، وأدى على الأرجح إلى إصابة “ترومان” بشكل مباشر.

وصرّح مصدر في وزارة الدفاع اليمنية بأن استمرار الضغوط قد يُفضي إلى انسحاب “ترومان” من مسرح العمليات نهائياً، في مؤشر على فعالية العمليات اليمنية، وحجم الإرهاق الذي تعانيه التشكيلات البحرية الأميركية في ظل الهجمات اليومية المركزة.

أبعاد الحادثة: سقوط تقني أم سقوط هيبة؟
الحادثة تكشف ثلاثة أبعاد رئيسية:

فقدان الهيبة الأميركية: إسقاط طائرة من أحدث أنواع الطائرات القتالية على متن حاملة تُعدّ رمزاً للهيمنة الأميركية، يُعدّ ضربة مؤلمة لصورة “القوة التي لا تُقهر”، خاصة أن الطائرة لم تسقط في حرب تقليدية، بل في مواجهة مع قوات توصف بـ”غير نظامية”.

نجاح استراتيجي يمني: العملية لم تُسقط فقط الطائرة، بل استنزفت العدو في الوقت والعتاد والجهد، وأظهرت قدرة اليمن على إدارة اشتباكات معقّدة ومركّبة، رغم استمرار الغارات الجوية والحصار.

إجهاد الطاقم الأميركي: اشتباكات يومية وضغوط مستمرة أجبرت حاملات الطائرات على ما يشبه “التفحيط العسكري” لتفادي نيران يمنية، ما يسلط الضوء على الإجهاد العملياتي والنفسي الذي يعيشه الطاقم البحري الأميركي.

سقوط أخلاقي قبل أن يكون عسكرياً
تحاول واشنطن طمس الحقائق بالحديث عن حوادث فنية أو مناورات حادة، لكنها في الواقع تواجه “سقوطاً أخلاقياً”، يتجلى في استهداف المدنيين والأبرياء، كما في مجزرة صعدة، حيث تشير تقارير يمنية إلى تورّط ناشطين موالين للتحالف في تزويد الأميركيين بإحداثيات لقصف مناطق مدنية، ما يجعل من سقوط الطائرة أحد تجليات الفشل الأميركي المتكرر في هذه الحرب.

خلاصة: معركة البحر الأحمر ترسم ميزان قوى جديد
حادثة سقوط الـ«F-18» ليست مجرد تفصيل تقني، بل محطة فاصلة في معركة ذات طابع استراتيجي. فاليمن، الذي يرزح تحت حصار وعدوان منذ سنوات، يثبت أنه قادر على استنزاف خصم يفوقه عدة وعتاداً. وفي المقابل، تجد واشنطن نفسها أمام خيارين: إما الاستمرار في مغامرة مكلّفة بالنيابة عن تل أبيب، أو الاعتراف بأن كلفة الحرب تتجاوز حدود المقبول استراتيجياً ومالياً وحتى معنوياً.

وإذا لم تغيّر إدارة بايدن (أو بالأحرى “ترامب” كما جاء بالخطأ في النص) مسارها، فإن “البحر الأحمر” لن يظل آمناً لقواتها، والخسائر – بحسب روايات متقاطعة – قد تتجاوز حاجز الـ3 مليارات دولار حتى الآن، في واحدة من أكثر الحروب استنزافاً منذ عقود.

مقالات مشابهة

  • الرواية اليمنية لسقوط الـ«F-18»… ضربة عسكرية ورسالة استراتيجية تعمّق الورطة الأمريكية
  • اليمن يؤكد إسقاط المقاتلة الأمريكية "إف-18" واستهداف "أكبر مطار أمريكي عائم"
  • الحوثيون: استهدفنا حاملة الطائرات الأمريكية “فينسون” وأهدافا حيوية وعسكرية في إسرائيل
  • القوات المسلحة تستهدف حاملة الطائرات “فينسون” وأهدافا حيوية وعسكرية للعدو الإسرائيلي
  • القوات المسلحة تعلن استهداف حاملة الطائرات “فينسون” وأهدافا حيوية وعسكرية للعدو الإسرائيلي
  • بعد إسقاط طائرة “إف 18”.. وسائل إعلام صينية تسخر من فشل العدوان الأمريكي على اليمن
  • شاهد بالفيديو| القوات المسلحة تُحرج البحرية الأمريكية من جديد.. الجيش اليمني يفاجئ أقوى حاملات الطائرات ويدخلها في حالة من الرعب والإرباك
  • مصدر حوثي يكشف تفاصيل مهاجمة حاملة الطائرات الأمريكية “هاري ترومان”
  • البحرية الأمريكية تكشف عن سبب سقوط طائرة إف 18 في البحر الأحمر
  • العميد راشد: إف 18 سقطت بنيران القوات اليمنية والرواية الأمريكية كاذبة