انطلاق فعاليات اليوم الأول من الأسابيع الثقافية بالفيوم: العلماء يتناولون "الإسلام دين الوسطية ونبذ التطرف"
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
انطلقت اليوم الأحد، فعاليات اليوم الأول من الأسابيع الثقافية بمحافظة الفيوم، تحت عنوان "وكذلك جعلناكم أمة وسطًا... الإسلام دين الوسطية ونبذ التطرف".
تقام الفعاليات في مسجد من كل إدارة، وتستمر بتوجيهات من وزير الأوقاف الدكتور أسامة السيد الأزهري، وبرعاية الدكتور محمود الشيمي، وكيل وزارة الأوقاف بالفيوم، بحضور نخبة من كبار العلماء والأئمة المتميزين.
خلال اللقاءات، أكد العلماء على أن الوسطية هي جوهر الإسلام في العقيدة، الشريعة، والسلوك، وأوضحوا أن من أبرز مظاهر الوسطية قبول التعددية والسعي لتحقيق التعايش السلمي مع الآخرين، ونبذ التعصب، كما شددوا على ضرورة الفهم الصحيح للكتاب والسنة، مع مراعاة تغيرات الواقع وضرورة التمسك بالثوابت الشرعية واحترام الهويات والخصوصيات.
وأشار العلماء إلى أن التصحيح المستمر للمفاهيم الخاطئة بين الشباب هو أمر بالغ الأهمية في ظل محاولات التشويه التي تتعرض لها صورة الإسلام والمسلمين، وأكدوا أن الجماعات التي تنتسب إلى الإسلام بينما أفعالها وأقوالها تتناقض مع تعاليمه، لا تمثل الدين الصحيح، كما تناولوا أزمة جمود الخطاب الديني الذي يؤدي إلى الركود الفكري وانتشار الفكر المتطرف.
وكيل وزارة الأوقاف بالفيوم يلتقي أئمة طامية وجميع العاملين لمناقشة تطوير العمل الدعوي والإداري وكيل وزارة الأوقاف بالفيوم يجتمع بالأئمة والعاملين بأبشوايواستشهد العلماء بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا»، مشيرين إلى أن التجديد في الدين ضرورة لاستمرار عطاء الأمة وازدهارها، وأكدوا أن الفهم العميق لمقاصد الشريعة هو السبيل لتحقيق التوازن الفكري والسلوكي في مواجهة تحديات العصر، وأن الإسلام دائمًا يدعو إلى الاعتدال كما جاء في قوله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} [البقرة: 143].
وشدد العلماء على أن التطرف لا يمكن نسبته إلى الإسلام ذاته، بل هو نتيجة لسوء فهم النصوص، وأكدوا على دور العلماء في إحياء معاني الرحمة واليُسر التي جاء بها الإسلام، مستشهدين بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا بُعِثْتُمْ مُيَسِّرِينَ وَلَمْ تُبْعَثُوا مُعَسِّرِينَ».
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: أسامة السيد الأزهري الائمة المتميزين الاسابيع الثقافية الدكتور محمود الشيمي محافظة الفيوم محمود الشيمي وكيل وزارة الاوقاف بالفيوم وکیل وزارة الأوقاف بالفیوم
إقرأ أيضاً:
ذكرى عبد الفتاح بركة: عالِم الأزهر الذي حمل رسالة الإسلام للعالم
هيئة كبار العلماء تُحيي ذكرى ميلاد الشيخ عبد الفتاح بركة، ففي مثل هذا اليوم، التاسع من يناير عام 1932م، الموافق العاشر من رمضان سنة 1350هـ، وُلِدَ فضيلة الأستاذ الدكتور عبد الفتاح عبد الله طه محمد بركة في مدينة فارسكور بمحافظة دمياط، لينشأ في أسرة مُلتزمة بالدين والعلم، حيث حفظ القرآن الكريم في صغره وتعلَّم في معاهد الأزهر الشريف، مما أسهم في تكوينه العلمي والديني.
رحلة علمية حافلةبدأ الشيخ عبد الفتاح رحلته العلمية في معهد دمياط الابتدائي، ثم انتقل إلى معهد القاهرة الثانوي، حيث حصل على شهادة الثانوية الأزهرية عام 1952م. اختار كلية أصول الدين وتلقى العلم على يد نخبة من العلماء البارزين أمثال الشيخ محمد السماحي والشيخ سليمان دنيا.
كان لفضيلته دور بارز على المستوى الدولي منذ دراسته الجامعية، حيث شارك في مؤتمر علمي لطلاب جامعات آسيا وأفريقيا في إندونيسيا عام 1956م، وزار الصين ضمن وفد طلابي مصري بدعوة من الحكومة الصينية.
تدرُّجه الوظيفيعُيِّن الشيخ عبد الفتاح مدرّسًا بمعهد جرجا الثانوي عام 1957م، ثم نُقل للعمل في مكتب شيخ الأزهر الدكتور عبد الرحمن تاج.
تنوعت مهامه بين التدريس والعمل الإداري والبعثات الخارجية، حيث عمل في الصومال، كندا، السعودية، العراق، قطر، وأستراليا.
نال درجة الماجستير عام 1966م عن رسالته "الكندي بين الأصالة والتقليد"، ثم حصل على الدكتوراه عام 1970م برسالته "الحكيم الترمذي ونظريته في الولاية". تقلَّد العديد من المناصب، منها أستاذ ورئيس قسم العقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين، وأمين مساعد لمجمع البحوث الإسلامية، ثم أمين عام للمجمع عام 1986م.
مساهماته العلميةأثرى الشيخ عبد الفتاح المكتبة الإسلامية بمؤلفات رائدة في العقيدة، التصوف، والفكر الإسلامي. من أبرز أعماله:
"الحكيم الترمذي ونظريته في الولاية""آداب المريدين""العقيدة وبناء الإنسان""أخلاقيات العلم وأزمة الحضارة الحديثة""دور الاستشراق في تغريب المرأة المسلمة".كما شارك في مؤتمرات دولية بارزة، منها مؤتمر الأديان في اليابان ومؤتمر السيرة والسنة في إسلام آباد.
عطاء مستمراختير الشيخ عبد الفتاح بركة عضوًا مؤسسًا في هيئة كبار العلماء بعد إعادة تشكيلها عام 2012، تقديرًا لإسهاماته الكبيرة في نشر العلم وخدمة الإسلام.
تظل مسيرة الشيخ عبد الفتاح عبد الله بركة نموذجًا يُحتذى به في الإخلاص للعلم والدين، حيث كرَّس حياته لخدمة الإسلام وتعزيز القيم الروحية والفكرية.