الوطن:
2025-04-17@01:54:41 GMT

شريف سعيد يكتب: حلاق الجولانى!

تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT

شريف سعيد يكتب: حلاق الجولانى!

قبل سقوط دمشق، دلالات إعلامية شتى أنبأت أن الهيكل الخارجى للدولة السورية التى تحللتْ من الداخل منذ سنوات، أصبحتْ على وشك انهيار مدوٍّ أخير، إشارات بدءاً من قنوات إقليمية (تابعة لدول مناهضة للتأسلم السياسى)، وصفتْ فجأة الفصائل الإرهابية بـ«قوات المعارضة»، مروراً بذهاب الإرهابى «أبومحمد الجولانى» إلى الحلاق! وصولاً إلى محاولات أنسنته من خلال ظهوره المتلفز على نحو مختلف، وعودته إلى اسمه الأول (أحمد الشرع).

مع انتصاف القرن العشرين، كانت النزعة القومية التى نضجتْ فى نفوس شعوب المنطقة، هى النار التى اشتعلتْ فى المحتلين، وأجبرتهم على الجلاء عن بلادنا تباعاً. 

ولأن الجيوش الكبرى بطبيعة تكوينها فى المنطقة العربية، هى الابن البكر للفكرة القومية، وحارسها الرئيس؛ لذا برزتْ -مع فوات السنوات، وتراكم الأحداث- خصماً بدرجات متفاوتة لثلاث قوى؛ المحتل السابق الذى لا يريد لنا أن ننهض تماماً فنتخلص من تبعيتنا له، والكيان الصهيونى الذى لا يريدنا من الأساس، وحركات التأسلم السياسى بطبيعة تكوينها المناقض للفكرة القومية لصالح أحلامها الدينية المريضة. ورُبما تُفسر هذه الرؤية كثيراً من التحالفات الغرائبية بين القوى الثلاث، ومحاولات التفافها على الجيوش العربية فى المنطقة، خاصة المتاخمة لتل أبيب.

والسؤال: ما الذى أغرى قدامى المستعمرين مسيحيى الديانة بالتحالف مع حركات التأسلم السياسى على نحو وصل إلى التبنى والرعاية؟! وما الذى دفع الكيان الصهيونى -عبر وسطاء- إلى دعم تلك الحركات وعلفها فى زرائب خلفية؟! والإجابة هى: ما تغرسه حركات التأسلم السياسى فى نفوس أتباعها من أفكار تستبيح محاربة جيش الوطن باسم الدين من أجل الوصول إلى الحكم باسم الرب! 

إنهم يؤمنون بخيانة الوطن لوجه الله! مع الوضع فى الحُسبان أنهم لا يرون أوطانهم سوى تراب، ولا اعتبار عندهم للحدود التى هى فى نظرهم مجرد خطوط رسمها المحتل قبل خروجه! هذا الاستعداد الدينى للتفريط القومى داخل عقول المتأسلمين أدركه الخصوم، وأيقنوا أن هؤلاء المُغبرين بأوهام العصور الوسطى سيُشكلون السلاح الأكثر جاهزية -إن عاجلاً أو آجلاً- لإضعاف جيوش الشعوب التى سبق أن تمردتْ، وتحررت، واستقلتْ. هكذا عثر الأعداء على مندسين، يحاربون من أجلهم بالوكالة.

وكل هذا قد يُعطى إجابة عن السؤال الكوميدى الأسود، الذى طرحه البعض -ببراءة ساذجة- مع تفاقم الأوضاع فوق الأرض السورية: لماذا لم يُطلق «أبومحمد الجولانى» رصاصة فى حياته من أجل الجولان المحتل؟! 

وليس الجولان فحسب، بل إن الإرهابى «أحمد الشرع»، الذى يتباهى به أتباع الحركات المتأسلمة هذه الأيام، كان جاراً لصيقاً بفلسطين التى تدمى منذ 14 شهراً، وما زالت تئن، ولم يحرك هو أو أىٌّ من العصابات السُّنية هناك ساكناً! 

جميعنا يعرف أن الجولانى وأمثاله لن يقاتلوا الصهاينة؛ هم أرادوا القضاء على الجيش السورى الذى تآكل على مدى 14 سنة بفعل الحرب من الخارج، وفساد القيادة من الداخل، وها هو جيش عربى آخر ملاصق للكيان الصهيونى قد انصهر، من بعد ذوبان الجيش العراقى. 

إن قضيتنا ليست فى «بشار»؛ إن همنا هو دمشق، من بعد أن ذهبتْ القدس، وبغداد، وطرابلس، وصنعاء، والخرطوم، وبيروت بلا عودة!

وفى النهاية، فإن ما يدور فوق أرض بلد بحجم سوريا من أجل محاصصتها بين المرتزقة والممولين والإرهابيين، له ما بعده، لكنَّ أحداً لا يعرف على وجه اليقين ماذا يوارى المستقبل القاتم لمنطقة منكوبة فى أفكارها. 

كل الاحتمالات مطروحة، وكل السيناريوهات مفتوحة. 

والثابت فقط عندى أن الإرهابى سيظل إرهابياً، ليس ثائراً، وليس معارضاً، وأن الحلاق الذى «قصقص» لحية الجولانى، رُبما زين سحنته، لكنه لم يؤنسنه؛ بل سيظل مجرماً، وفى الأغلب، بعد انقضاء دوره، سينتهى على يد مَن صنعوه، نهاية أمثاله؛ رُبما أشلاء فى أعقاب غارة دقيقة بقنبلة ذكية، ورُبما شيئاً من هذا القبيل. 

كل ما يدور فى سوريا كان يُحاك مثله لنا، لولا لطف الله، ثم وطنية المؤسسة العسكرية، التى وقفتْ حجر عثرة فى مواجهة الجماعة الإرهابية وأذنابها منذ عام 2013 وما بعده حتى اللحظة، ليبقى ما يفرق غالبية المصريين عن إرهابيى التأسلم السياسى، ليس الاختلاف على السياسات، وليس الخلاف حول الرؤى؛ لكن ما يفرقنا عنهم هو الاختيار بين الوطن، أو اللاوطن. ما ينأى بنا عنهم هو.. الاختيار.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: سوريا الأزمة السورية بشار الأسد الفصائل السورية المعارضة السورية الأحداث في سوريا

إقرأ أيضاً:

محافظ القاهرة يتابع تطبيق المنظومة الجديدة لتقنين أوضاع المستثمرين بشق الثعبان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أجرى الدكتور إبراهيم صابر، محافظ القاهرة زيارة لمنطقة شق الثعبان تفقد خلالها المركز التكنولوجي الخاص بالمنطقة لمتابعة تطبيق المنظومة الجديدة لتقنين أوضاع المستثمرين بالمنطقة.

منظومة تقنين أوضاع المستثمرين 
 

والتقى محافظ القاهرة خلال زيارته للمركز بعدد من المستثمرين الذين جاءوا لتوفيق أوضاعهم، واستفسر منهم عن مدى استفادتهم من التيسيرات الممنوحة لهم.

كما عقد محافظ القاهرة اجتماعًا مع الجهاز التنفيذي للمنطقة الصناعية للرخام والجرانيت فى شق الثعبان، لبحث المشكلات التى تواجه المستثمرين، وسبل حلها.

تيسيرات 25% للمستثمرين

وأشار الدكتور إبراهيم صابر محافظ القاهرة  أن الدولة في إطار سعيها لتقديم مزيد من التيسيرات للمستثمرين بمنطقة شق الثعبان وتحفيزهم على اجراء عمليات التقنين قررت منح المستثمر الذى يدفع مبلغ مقابل التقنين كاملا خصمًا 25% من قيمة المبلغ، مع إعفاءه الكامل من أى غرامات كانت مقررة عليه، ويسري هذا القرار على المستثمرين المتقدمين للتقنين طبقًا للنظام القديم ولم يسددوا ما عليهم بعد، وكذلك المستثمرين الذين سيقدمون طلبات التقنين طبقًا للمنظومة الإلكترونية الجديدة.

ودعا محافظ القاهرة المستثمرين بالمنطقة لسرعة استكمال اجراءات التقنين للاستفادة من هذا القرار الذى سيسرى لمدة 6 أشهر فقط كمهلة نهائية للاستفادة من التخفيض.

وأكد محافظ القاهرة أن المنظومة الجديدة ستساعد في تسهيل الإجراءات، وتوفير الوقت، حيث سيتواصل المستثمرون مع جهة واحدة فقط، وسيتم التعامل مع شباك واحد لتلقي الخدمة بهدف تحقيق الكفاءة والشفافية عن طريق فصل مقدم الخدمة عن طالبها مما يساهم في الحفاظ على حقوق المواطنين والدولة.

رافق محافظ القاهرة فى جولته المهندس أشرف منصور نائب المحافظ للمنطقة الجنوبية، واللواء يحيى الأدغم السكرتير العام، وعميد ماجد فوزي الرئيس التنفيذي للمنطقة الصناعية بشق الثعبان، والمهندس سيد أباظة نائب رئيس غرفة مواد البناء باتحاد الصناعات ورئيس شعبة الرخام والجرانيت، وعدد من قيادات المحافظة.

وأشار محافظ القاهرة إلى أن الهدف الرئيس لكافة أعمال التطوير بالمنطقة هو المساهمة فى زيادة الإنتاج والاستثمارات للعاملين بالمجال وتعظيم موارد الدولة واستكمال الاجراءات اللازمة لدخول مصانع وورش هذه المنطقة داخل منظومة الاقتصاد الرسمي للدولة بعد تقنين أوضاعها لخلق فرص عمل إضافية، وتذليل كافة المعوقات التي تواجه المستثمرين بالمنطقة وتحقيق الاستقرار اللازم وتحسين البنية التحتية والمرافق.

وأكد محافظ القاهرة أن كافة المبالغ المحصلة من أعمال التقنين يتم تخصيصها لصالح تطوير المرافق ورفع كفاءة المنطقة التى تحتل مكانة عالمية مميزة.

وتقع منطقة شق الثعبان شرق طريق الاوتوستراد وبعمق 5 كم حتي حدود محمية وادي دجلة شرقا بمنطقة طره المعادي وهي تتكون من 3 مناطق كوتسيكا وبدر الليثي وشق الثعبان على مساحة 1608 فدان بمساحة تقديرية 6.5 مليون متر مربع بطول واجهه على الاوتوستراد 1.8 كم وتحوي ٢٥٢٥ مصنع وورشة لتصنيع وتصدير الرخام الذي يأتي لها من محاجر رأس غارب والعين السخنة والمنيا وجبل الجلالة بالسويس والبحر الاحمر وأسوان.

مقالات مشابهة

  • اتهامات متزايدة للاحتلال بالتغاضي عن الجريمة في الداخل المحتل.. 11 ضحية في أسبوع
  • اليمن سيفُ الحق المسلول الظافر
  • مفتي عُمان يستنكر مطالبة دول عربية للمقاومة الفلسطينية بتسليم سلاحها
  • ظهير أيسر بتروجت يرحب بالإنتقال إلى الأهلى
  • افتتاح معرض ديارنا للحرف التراثية والصناعات اليدوية بالمتحف الزراعى بالدقى
  • مفتي سلطنة عمان: من المفارقات الغريبة مطالبة أهل الحق بتسليم سلاحهم
  • محافظ القاهرة يتابع تطبيق المنظومة الجديدة لتقنين أوضاع المستثمرين بشق الثعبان
  • عبدالرحمن الأبنودى.. الناى الذى أنشد للناس والوطن
  • الفاشر.. او على السودان السلام
  • بنغلاديش تمنع مواطنيها من السفر الى كيان المحتل